[ALIGN=CENTER]قصَّـةُ الأمـــرنـةِ ( 3 ) [/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]أو[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER] تاريخ ثلث قرن من التصدير الأميركي للتشيع الإيراني إلى بلدان العالم الإسـلامي [/ALIGN]
ب ـ معالم الأمرنة الثقافية :
ونقصد بذلك التنسيق الأمريكي مع طابوره الخامس من أهل التصوف الباطل في سبيل نشر التشيع الإيراني بفتح القنوات الدبلوماسية و الإعلامية لنشر مثل هذا التوجه ، إذ لم يكن من قبيل الممكن لرافضة إيران التوجه إلى المتلقِّي السني ومخاطبته لسببين :
1 ـ وجود حاجز نفسي عند أهل السنة بحيث لا يقبلون شيئاً من عالم الرفض ، فقد وقَرَ في قلوب أهل السنة أن الرافضة أولى بالباطل ، و أنَّهم لا عقل لهم و لا دين لما يرون من الطوام المنسوبة إليهم . 2ـ أن أهل السنَّة يُحَكِّمون الكتاب والسنَّة وهما مادَّة العقل الصحيح ، ممَّا يجعل حتى عوامِّهم يميِّزون الحقَّ من ضدِّه لدى الحكم على المذاهب المختلفة .
بدايات الحلف الشيعي الصوفي :
ـ منذ زمن بعيد حاول الشيعة الدخول مع " الباب الخلفي للتشيع " و هوالتصوف [ نقصد بذلك التصوف الطرُقي الباطل ، لا تصوُّف أهل السنة المرادِف لمعنى الزهد ]، واهتمام الروافض بعقد صفقة مع أهل التصوف الباطل يعود لعدَّة أمور :
1 ـ أن يكون الخطاب قادماً من داخل البيت السني؟ لا من قِبل الرافضة، و بالتالي يكون مقبولا للوهلة الأولى .
2 ـ بعض الطرق الصوفية تقبل بمظاهر كثيرة من الشرك الأكبر كالاستغاثة بالأقطاب والأبدال ،والإيمان بوحدة الوجود ، و غير ذلك.
3 ـ أنَّ التصوف كما هو معلوم يلغي العقل ويجعل الشيخ هو الحاكم على مريده ، فمن اعترض على شيخه حُرِم ، والمريد في يد شيخه كالميت في يد مغسِّله كما يقول أهل الطريقة . كما أنَّ هناك صلات كبيرة و خفيَّة بين أهل الطرق من الصوفية وبين الرافضة ،فهناك فرق صوفية دخلت في عالم التشيع كالبكتاشية و بعض الرفاعية ، وكثير من الطرق الصوفية تدعي النسب الشريف لمؤسسيها ، وارجع في ذلك إلى كتاب ( الصلة بين التصوف و التشيع ) لمصطفى كامل الشيبي الشيعي .
4 ـ أن هناك قاسماً مشتركاً ماثلاً للأعين بين فريقي التشيع والتصوف ، و هو استغلال حب المسلمين لأهل بيتهم في استجلاب النذور والهبات والأعطيات وغيرها ، إذ أنَّ بعض الطرُقية من المتصوفة يستغلُّون مراقد أهل البيت ـ مثل مراقد الحسين و السيدة نفيسة والسيدة سكينة و السيد عائشة وغيرها في مصر ، و مراقد السادة آل با علوي في حضرموت وغيرهم في سائر بلدان العالم الإسلامي ـ في تحصيل سائر الغِلال غير المشروعة .
ـ كان للرافضة اهتمام كبير بنشر مذهبهم في صفوف أهل السنة ، فقد ألَّف السيوطي رحمه الله ت 911هـ كتابه ( مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة ) حين قدم بعض دعاة الرافضة إلى مصر ساعيا إلى نشر مذهبه في صفوف أهل السنة تحت جلباب التصوف .
ـ في القرن العاشر الهجري تمَّ تشييع إيران عن بكرة أبيها بالحديد والنار في عهد اسماعيل الصفوي أول السلاطين الصفويين ، و عن طريق دراويش الطريقة "الصفوية" الصوفية التي أنشأها جدُّ اسماعيل الصفوي المذكور .
ـ وذكر الشوكاني رحمه الله ت 1250هـ قدوم بعض رافضة فارس إلى اليمن لبث الرفض بغطاء صوفي ، مما حدا بالشوكاني رحمه الله إلى السعي الحثيث لإخراجه من البلاد .
ـ و قبل أكثر من ثلثي قرن ظهرت في حضرموت [ في عهد الاحتلال السوفيتي لتلك المنطقة ] مدرسة صوفية تميل إلى الرفض ، و نذرت نفسها لمحاربة أهل السنة ، وكان من أكبر دعاتها شخص يعرف باسم ابن عقيل الحضرمي صاحب كتاب (العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل ) ، و قد شنَّع فيه على المحدثين لعدم فبولهم أحاديث الرافضة ، و ظهرت في كتبه معالم التشيع الصريح .
ثمَّ خرج من ضئضئ هؤلاء مدرسة صوفية اتَّسَمت بِسِماتٍ عدَّة :
1 ـ محاربة العقيدة الصحيحة الصافية النقية ، وكبار دعاتها كشيخ الاسلام ابن تيمية ،و الشيخ محمد بن عبدالوهاب و غيرهم رحمهم الله ،والسخرية من تركيزهم على الثوبت العقدية .
2 ـ نشر التصوف والخرافات والأساطير والرموز والاصطلاحات الصوفية ، وتقديس رموز التصوف من ملاحدة الصوفية الداعين إلى وحدة الوجود كابن عربي والتلمساني و ابن الفارض و الشعراني صاحب " الطبقات " و غيرهم ، وهذه الطبقات مع كتب ابن عربي تعد من أهم مراجعهم .
3 ـ التشبث بالفكر الاعتزالي لا سيما في نفي أسماء الله الحسنى و كذلك صفاته عز وجل .
4 ـ وصم أهل السنة بعدم محبة أهل البيت ، مع أن أهل السنة لا سِيَّما الحنابلة ـ الذين منهم شيخا الإسلام ابن تيمية و وابن عبدالوهاب ـ يجعلون الصلاة عليهم من واجبات الصلاة التي من تركها عمدا بطلت صلاته . حتى قال قائلهم في أهل البيت :
[ALIGN=CENTER]يكفيكم في الورى فخرا بأنكم * * * * من لم يُصَلِّ عليكم لا صلاة له [/ALIGN]
5 ـ تخصيص لباس خاص لأهل البيت إذ أنهم يذكرون أنهم ينتسبون فيما يذكرون لأهل البيت .
6 ـ الدعوة إلى تقديس أهل البيت والغلو فيهم .
ـ ثم بعد ذلك نبغ بعض المتعالمين من الصوفية الذين وجهوا أقلامهم و ردودهم للنيل من علماء السلف و كذلك من علماء الدعوة الإصلاحية ، لاسيما المعاصرين منهم كالعلامة ابن باز و الشيخ ابن منيع وغيرهم ، و من كتبهم في ذلك ( الصاروخ الهزاز في الردعلى ابن باز ) و ( الرد الممتاز ) و غيرها .
- وفي هذا العصر رأى رافضة فارس أن من أحسن السُّبُل لنشر مذهبهم في صفوف أهل السنة التنسيق مع دعاة المدرسة الصوفية المتشيعة في سبيل "أمـرنة" العالم الإسلامي .
يتبع ...