موقفهم من السنة
علماء المسلمين يعرفون السنة بأنها ما قاله الرسول r ، أو فعله ، أو أقره ، وصفاته الخلقية 0
وبصفة عامة فهناك طريقان يعتمد عليهما جمهور علماء المسلمين لتوثيق الأحاديث الشريفة :
1- فحص الإسناد لمعرفة مدى الثقة في الرواة ؛ لهذا فالأحاديث منقطعة الإسناد ترفض لتعذر تعديل أو جرح الرواة المجهولين 0
2- فحص المتن للتأكد من عدم مخالفته للقرآن أولأحاديث أخرى قد تكون أقوى منه سنداً 0 أما الرافضة فتعريف السنة عندهم : ‘‘هي كل ما صدر عن المعصوم من قول أو فعل أو تقرير ’’ 0
ومن لا يعرف طبيعة مذهبهم لا يلمح مدى تجانبهم للسنة في هذا القول ، إذ أن المعصوم هو الرسولr ، ولكن الشيعة تعطي صفة العصمة لآخرين غير الرسول r ، وتجعل كلامهم مثل كلام الله وكلام رسوله ، وهم الأئمة الاثنا عشر0
فقد ذكر شارح الكافي : ‘‘ أن أحاديث كل واحد من الأئمة الطاهرين قول الله عز وجل ولا اختلاف في أقوالهم كما لا اختلاف في قوله تعالى ’’0 بل قال : ‘‘ يجوز من سمع حديثا عن أبي عبد الله -رضي الله عنه- أن يرويه عن أبيه أو عن أحد من أجداده ، بل يجوز أن يقول قال الله تعالى [شارح جامع على الكافي للمازندراني ج2/272] .
وهذه الروايات صريحة في استساغتهم الكذب البواح الصراح ؛ ولهذا اعترفوا بأن هذا مما الحقته الشيعة بالسنة المطهرة ، قالوا : ‘‘وألحق الشيعة الإمامية كل ما صدر عن أئمتهم الاثني عشرمن قول أو فعل أو تقرير بالسنة الشريفة’’[سنة أهل البيت لمحمد تقي الحكيم ص9] 0 وهم يقولون بهذا القول من منطلقين خطيرين ومن طريقين أساسيين‘‘من طريق الإلهام كالنبي r من طريق الوحي أو من طريق التلقي عن المعصوم قبله’’[أصول الفقه لمحمد رضا المظفري] 0 بل صرح صاحب الكافي أن هناك طرق أخرى ، حيث ذكر في بعض رواياته أن من وجوه علوم الأئمة ‘‘ النقر في الأسماع ’’ من قبل الملَك وفرق بين هذا وبين الإلهام حيث قال : ‘‘وأما النكت في القلوب فإلهام وأما النقر في السماع فأمر الملَك’’ [أصول الكافي :ج1/264] 0 وكأن هذه الدعاوي حول الوحي للإمام قد غابت عن مفيدهم ( ت 413هـ ) أو أنها صنعت فيما بعد ، إذ رأينا المفيد يقرر الاتفاق والإجماع على ‘‘أنه من يزعم أن أحدا بعد نبينا يوحى إليه فقد أخطأ وكفر’’[أوائل المقالات] 0
النقد : دعوى استمرار الوحي الإلهي بعد النبيr قد قامت الأدلة العقلية والنقلية على بطلانه ، وأجمع المسلمون على أن الوحي قد انقطع منذ مات الرسولr والوحي لا يكون إلا لنبي ، وقد قال الله تعالى : ) ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين( [الأحزاب/40] 0 وقد جاء في نهج البلاغة عن علي - رضي الله عنه - قال في حق رسول الله r ‘‘ أرسله على حين فترة من الرسل 000 فقفى به الرسل ، وختم به الوحي ’’[نهج البلاغة / 191]0 فهذا قد يدل على أن هذه الدعاوي التي مضى عرضها هي من صنع شيوخ الشيعة المتأخرين ، وقد لوحظ كما سلف أن مفيدهم ( ت 413هـ ) يكفر من يذهب إلى القول بنسبة الوحي لغير الأنبياء 0 ثم هي تدعي أن الدين لم يكمل وهي مخالفة صريحة لقوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم ( كما تزعم بأن رسول الهدى r لم يبلغ جميع ما أنزل إليه ، وأنه لم يمتثل أمر ربه في قوله تعالى يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ( [المائدة / 67] 0 وهذا إزراء بحق رسول الله r 0 وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين، وأقام الحجة على العالمين ، وأعلن ذلك بين المسلمين ولم يسر لأحد بشئ من الشريعة ويستكتمه إياه ، قال تعالى) لتبيننه للناس ولا تكتمونه ( [ آل عمران/187] 0 فالدين قد تم وكمل لا يزاد فيه ولا ينقص منه ولا يبدل ، ولا سر في الدين عند أحد ، قالr :‘‘تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك’’ [صحيحه الألباني ] .