عرض مشاركة واحدة
قديم 21-01-08, 01:04 AM   رقم المشاركة : 2
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


‏باب ‏ ‏ذكر ‏ ‏هند بنت عتبة بن ربيعة ‏ ‏رضي الله عنها

‏ ‏وقال ‏ ‏عبدان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الله ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏حدثني ‏ ‏عروة ‏ ‏أن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏قالت جاءت ‏ ‏هند بنت عتبة ‏ ‏قالت يا رسول الله ما كان على ظهر الأرض من أهل ‏ ‏خباء ‏ ‏أحب إلي أن يذلوا من أهل ‏ ‏خبائك ‏ ‏ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل ‏ ‏خباء ‏ ‏أحب إلي أن يعزوا من أهل ‏ ‏خبائك ‏ ‏قالت وأيضا والذي نفسي بيده قالت يا رسول الله إن ‏ ‏أبا سفيان ‏ ‏رجل مسيك فهل علي حرج أن أطعم من الذي له عيالنا قال لا أراه إلا بالمعروف


فتح الباري في شرح البخاري


‏قوله : ( باب ذكر هند بنت عتبة بن ربيعة ) ‏
‏أي ابن عبد شمس , وهي والدة معاوية , قتل أبوها ببدر كما سيأتي في المغازي , وشهدت مع زوجها أبي سفيان أحدا , وحرضت على قتل حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم لكونه قتل عمها شيبة وشرك في قتل أبيها عتبة فقتله وحشي بن حرب كما سيأتي بيان ذلك في حديث وحشي , ثم أسلمت هند يوم الفتح , وكانت من عقلاء النساء , وكانت قبل أبي سفيان عند الفاكه بن المغيرة المخزومي ثم طلقها في قصة جرت , فتزوجها أبو سفيان فأنتجت عنده , وهي القائلة للنبي صلى الله عليه وسلم لما شرط على النساء المبايعة ولا يسرقن ولا يزنين " وهل تزني الحرة " ؟ وماتت هند في خلافة عمر . ‏
‏قوله : ( وقال عبدان ) ‏
‏كذا للجميع بصيغة التعليق , وكلام أبي نعيم في " المستخرج " يقتضي أن البخاري أخرجه موصولا عن عبدان , وقد وصله البيهقي أيضا من طريق أبي الموجه عن عبدان . ‏

‏قوله : ( خباء ) ‏
‏بكسر المعجمة وتخفيف الموحدة مع المد هي خيمة من وبر أو صوف , ثم أطلقت على البيت كيف ما كان . ‏

‏قوله : ( قال وأيضا والذي نفسي بيده ) ‏
‏قال ابن التين : فيه تصديق لها فيما ذكرته , كأنه رأى أن المعنى : وأنا أيضا بالنسبة إليك مثل ذلك . تعقب من جهة طرفي البغض والحب , فقد كان في المشركين من كان أشد أذى للنبي صلى الله عليه وسلم من هند وأهلها , وكان في المسلمين بعد أن أسلمت من هو أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم منها ومن أهلها , فلا يمكن حمل الخبر على ظاهره . وقال غيره : المعنى بقوله " وأيضا " ستزيدين في المحبة كلما تمكن الإيمان من قلبك وترجعين عن البغض المذكور حتى لا يبقى له أثر , فأيضا خاص بما يتعلق بها لا أن المراد بها أني كنت في حقك كما ذكرت في البغض ثم صرت على خلافه في الحب بل ساكت عن ذلك , ولا يعكر على هذا قوله في بعض الروايات " وأنا " إن ثبتت الرواية بذلك . ‏

‏قوله : ( إن أبا سفيان رجل مسيك ) ‏
‏سيأتي شرحه في كتاب النفقات إن شاء الله تعالى , وفي الحديث دلالة على وفور عقل هند وحسن تأتيها في المخاطبة , ويؤخذ منه أن صاحب الحاجة يستحب له أن يقدم بين يدي نجواه اعتذارا إذا كان في نفس الذي يخاطبه عليه موجدة , وأن المعتذر يستحب له أن يقدم ما يتأكد به صدقه عند من يعتذر إليه , لأن هندا قدمت الاعتراف بذكر ما كانت عليه من البغض ليعلم صدقها فيما ادعته من المحبة , وقد كانت هند في منزلة أمهات نساء النبي صلى الله عليه وسلم لأن أم حبيبة إحدى زوجاته بنت زوجها أبي سفيان .