عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-20, 08:29 PM   رقم المشاركة : 1
عبد الملك الشافعي
شيعي مهتدي






عبد الملك الشافعي غير متصل

عبد الملك الشافعي is on a distinguished road


محقق الشيعة الخواجوئي يفجعهم بنسف أقوى أدلتهم على تفضيل علي (رض) على الأنبياء !!!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فقد اعتاد الشيعة في مؤلفاتهم ومناظراتهم التصريح بأفضيلة الأئمة على سائر الأنبياء والمرسلين باستثناء نبينا صلى الله عليه وسلم ، ثم تراهم يتبجحون بسوق الدليل المعروف المشهور في قصة مباهلة النبي صلى الله عليه وسلم لوفد نجران من النصارى حتى دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ليباهل بهم ، كما ذكرها المفسرون في تفسير قوله تعالى ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )(آل عمران:61) ..
ومع أن شيخ الإسلام ابن تيمية قد فنَّد استدلالهم بهذه الآية من وجوه عديدة وبتفصيل في كتابه الفذّ ( منهاج السنة النبوية )( 7 / 122-129 ) ..
إلا أني سأنقل لكم في هذا الموضوع نقض هذا الدليل من أحد محققيهم وهو علامتهم محمد إسماعيل بن الحسين المازندراني الخواجوئي ( المتوفى سنة 1173 هـ ) الذي بيَّن وفصَّل في بيان بطلانه والمفاسد المترتبة عليه ثم شرع في بيان الحق الذي يفهم من الآية وهو ما يقول به أهل السنة حرفٌ بحرف ، وذلك في كتابه ( الرسائل الاعتقادية /المجموعة الأولى )( ص 473-481) ، وكذلك في كتابه ( جامع الشتات )( ص 195-200 ) !!!

فإليكم بيان ذلك بعدة نقاط وكما يلي:
أولاً:
بيَّن أن أول من استدل بهذا الدليل على تفضيل علي رضي الله عنه على سائر الأنبياء هو علامتهم الحسن بن يوسف ابن المطهر الحلي وتبعه ابنه محمد فخر المحققين وكما يلي:
أ- نقل قول علامتهم ابن المطهر الحلي ، فقال ( ص 474):[ قال آية الله العلامة النحرير الفهّامة - روّح الله روحه - في جواب من سأله عما ورد أن آدم ونوحا عليهما السلام ضجيعان لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام ؟ هل صح ذلك ؟
هذا شيء مشهور، والاعتماد فيه على النقل ، ومع ذلك فأي فضيلة لأمير المؤمنين علي عليه السلام فيه ؟! فإن الشيعة استدلوا بالقرآن على أن أمير المؤمنين عليه السلام مساوياً للنبي صلى الله عليه وآله ، لقوله تعالى: وأنفسنا والمراد به علي عليه السلام ، والاتحاد محال، فبقي أن يكون المراد المساواة ، ولا شك أن محمداً صلى الله عليه وآله أشرف من غيره من الأنبياء، فيكون مساويه كذلك ] يُنْظَر كتاب الحلي ( أجوبة المسائل المهنائية ) مسألة رقم ( 58 ) ( ص 50-51 ).
ب- نقل لنا تقرير ابن العلامة الحلي لهذا الدليل على التفضيل ، فقال ( ص 84):[ حيث قال في جواب من سأله عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام هل هو أفضل من سائر الأنبياء ما خلا نبينا - صلوات الله عليهم - من غير تفصيل أم هو أفضل من بعضهم دون بعض ؟ وما الحجة في تفضيله عليهم ؟ وهل يكون حكم باقي الأئمة عليهم السلام من ولده هذا الحكم أم لا ؟
هذا أمرٌ مختصٌ به - صلوات الله عليه - وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أفضل من سائر الأنبياء غير النبي صلى الله عليه وآله ، ودليله قوله تعالى ( وأنفسنا وأنفسكم ) أجمع المفسرون على أن المراد بالنفس هنا هو علي عليه السلام ، والاتحاد محال ، فلم يبقَ إلا المساواة ، ومساوي الأفضل أفضل قطعاً ، وظاهر أنه في ذلك سلك مسلك أبيه من دون تأمل ولا تدبر لحسن ظنه به ].

ثانياً:
غمز علماء الإمامية المستدلين بهذا الدليل على التفضيل بقلة الفطنة ، فقال ( ص 480 ):[ ثم إني إلى الآن لم أرَ في كلام أحد من علماء الشيعة قديماً وحديثاً ممن له أدنى فطانة وأخذ فطانته بيده ولم يقلِّد فيه أحداً ، أنه استدل بهذه الآية على المساواة بينهما ، إلا في كلام الفاضلين آية الله العلامة وابنه فخر المحققين وزين المدققين ].
بل وراح يصف ابن العلامة الحلي بقلة التأمل والتدبر في سوقه لهذا الدليل تقليداً لأبيه من باب حسن الظن به ، فقال ( ص 480 ):[ وظاهر أنه في ذلك سلك مسلك أبيه من دون تأمل ولا تدبر لحسن ظنه به ].

ثالثاً:
بيَّن بطلان هذا الاستدلال لما يرتب عليه من مفاسد ، فقال ( ص 473-474 ):[ وأما استدلال أصحابنا بآية المباهلة على كونه عليه السلام مساوياً للنبي صلى الله عليه وآله في الفضيلة والشرافة ، وهو أشرف من سائر الأنبياء ، فيكون مساويه كذلك ، فباطل يرد عليه مفاسد وهم عنها غافلون ].
ثم أكد ذلك فقال ( ص 480 ):[ وأما أنه يدل على أنه مساوٍ له في المرتبة والفضيلة والقرب من الله ، فكلا وحاشا ؛ إذ لا دلالة له عليه بواحد من الدلالات ].

رابعاً:
بيَّن أخطر مفسدة مترتبة على هذا الاستدلال والمتمثلة بتفضيل علي رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال ( ص 474-475 ):[ ثم إن هنا إشكالاً آخر أقوى منه ، وهو أنه عليه السلام عاش بعد النبي صلى الله عليه وآله بضعة وثلاثين سنة ، ولا شك أنه ازداد في هذه المدة الطويلة علماً وفضلاً وكمالاً جسمانياً وروحانياً استحق به الثواب ، وإلا لكان مغبوناً في هذه المدة ، بل كل من ساوى يوماه فهو مغبون. وكيف لم يزدد بعده صلى الله عليه وآله وسلم فضلاً وثواباً ، وغزواته مع القاسطين والناكثين والمارقين مشهورة ، ومجاهداته في الله وعباداته في الكتب مسطورة ، فعلى ما ذكره قدس سره مقلداً فيه السلف من غير أن يمعن النظر فيه وفيما فيه ، يلزم أن يكون علي عليه السلام أفضل من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمراتب ؛ إذ لا يعني بالأفضل هنا إلا أكثر ثواباً ، وهو عليه السلام على هذا الفرض أكثر منه صلى الله عليه وآله وسلم فضلاً وثواباً بمراتب شتى. وهذا مع أنه ينافيه كونه صلى الله عليه وآله وسلم أشرف الموجودات وأفضل الكائنات ، وقوله ( ما خلق الله خلقاً أفضل مني ، ولا أكرم على الله مني ) ، وقوله ( أنا سيد ولد آدم ) ، وفي رواية ( أنا سيد من خلق الله ). وقوله في حديث آخر أورده الشيخ ابن فهد في العدة:علي سيد العرب ، فقيل: يا رسول الله ألستَ سيد العرب ؟ فقال:أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب ، فقيل:وما السيد ؟ قال: من افترضت طاعته كما افترضت طاعتي ].
وأكَّد هذه المفسدة الخطيرة في استدلالهم ، فقال ( ص 481 ):[ وبالجملة لا يسوغ القول بأن علياً أو واحداً من الأئمة سلام الله عليهم ، صار مثله ومساوياً له صلى الله عليه وآله في وقت ، ثم بقي ذلك المساوي ولو في آنٍ بعده ، فإن بقاءه فيه مصدقاً بالله وبصفاته العليا وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر إلى غير ذلك. ونفسه ونومه فيه تسبيح وعبادة يستحق به الثواب ؛ لأن نفس العالم تسبيح ونومه عبادة ، يلزم منه ما تقدم. واللازم باطل ، فالملزوم مثله ، وبدون المساواة في الفضيلة لا يتم التقريب ، وهو كونه عليه السلام أفضل من سائر الأنبياء والمرسلين ؛ لكونه مساوياً للأفضل منهم ، وهو خاتم النبيين صلوات الله عليهم أجمعين ].

خامساً:
أورد على ذلك الاستدلال إشكالاً ، فقال ( ص 474 ):[ ولا يذهب عليك أن ما ذكره من مساواتهما - صلوات الله عليهما وآلهما - وقت نزول الآية ، كما هو مقتضى دليله هذا، ينافيه ما روي عنه أن النبي صلى الله عليه وآله علمه عند وفاته ألف باب فتح من كل باب ألف ألف؛ إذ المتعلم لا يكون مساوياً لمعلمه ، ضرورة تقدمه عليه تقدماً بالشرف مع ما في تساويهما وقتئذٍ من ترجيح أحد المتساويين على الآخر على تقد?ر کون أحدهما رعية والآخر إماما له . وإلا يلزم: إما القول بالتشريك، أو عدم كونه حجة عليه، وهو ينافي عموم رسالته، وكونه رحمةً للعالمين، ومبعوثاً على الأسود والأبيض ].


سادساً:
استنكر مساواة علي رضي الله عنه بالنبي صلى الله عليه وسلم ، قال في ( ص 476-477 ):[ مما لم يقل به أحد من المسلمين ، وكيف يقول به مسلم ؟ ودرجته باعترافه دون درجته ، والمساواة في الفضيلة ملزوم المساواة في الدرجة بل هو هو ، وكيف يساويه أحد في الدرجة والفضيلة ؟ وهو أول من تشرف بعناية الله ، وصار مظهر جلاله وجماله .. ].

سابعاً:
أثبت تفرد النبي صلى الله عليه وسلم بالفضل وعلو المرتبة بحيث لا يشاركه فيها أحد ، فقال في ( ص 477-478 ):[ وأيضاً فإنْ أراد به أنه مساوٍ له مع وصفه بالنبوة ، يلزم منه أن يكون نبياً مثله ، وإنْ أراد به أنه مع قطع النظر عن ذلك مساوٍ له ، فعلى تقدير التسليم لا يلزم منه ما ادعاه ؛ إذ لا يلزم من كونه صلى الله عليه وآله وسلم مع وصف النبوة وسائر الفضائل أفضل من أولي العزم كونه عليه السلام بدون هذا الوصف أفضل منهم ، كيف ونبوته أشرف النبوات ورسالته أكمل الرسالات ، وما بلغ بذلك أحد مبلغه. ألا يرى ما رواه ثقة الإسلام في أصول الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال:نزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برمانتين من الجنة فأعطاه إياهما ، فأكل واحدة وكسر الأخرى نصفين ، فأعطى علياً نصفها فأكلها ، فقال:يا علي أما الرمانة الأولى التي أكلتها فالنبوة ليس لك فيها شئ ، وأما الأخرى فهو العلم فأنت شريكي فيه. فهذا حديث صحيح صريح في أن له عليه السلام ربع ما له صلى الله عليه وآله وسلم فإنه أكل من الرمانتين ثلاثة أرباعهما ، وأكل علي عليه السلام ربعاً منهما ، ولعله عليه السلام لذلك قال وقد سأله حبر من الأحبار بعد كلام أفاده في التوحيد ، فنبي أنت ؟ ويلك أنا عبد من عبيد محمد ، كذا في التوحيد للصدوق. ثم إنْ شئت أن تعرف شتّان ما بينهما ، فانظر إلى ما ورد في طريق العامة عن أبي هريرة ، وتلقاه الخاصة بالقبول لورود مثله في طريقهم ، قال:قال رسول الله لعلي بن أبي طالب عليه السلام يوم فتح مكة : أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة ؟ فقال: بلى يا رسول الله ، قال: فأحملك فتناوله ، قال: بل أنا أحملك يا رسول الله ، فقال: لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي ما قدروا ، ولكن قف يا علي فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله ، يديه على ساق علي فوق القرقونس ، ثم اقتلعه من الأرض ، فرفعه حتى تبين بياض ابطيه الحديث ].

ثامناً:
بيَّن أن كلمة النفس قد وردت في عدة مواضع ولم يُفهم منه المساواة ، فقال ( ص 478-479 ):[ وكثيراً ما يعبّر عن القريب النسبي بل عن المشتركين في ملة بالنفس ، كقوله تعالى ( فاقتلوا أنفسكم ) أي ليقتل بعضكم بعضاً ، أمر مَنْ لم يعبد العجل من قوم موسى أن يقتل من عَبَدَه. وقوله تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم ) أي لا يقتل بعضكم بعضاً ؛ لأنكم أهل دين واحد ، فأنتم كنفس واحدة ، صرح بذلك أهل التفسير ، وعدُّوا منه قوله تعالى ( فسلموا على أنفسكم ) وقد تطلق النفس على الجنس والنوع ، كقوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) وقوله ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم ) أي من جنسهم كما في مجمع البحرين. وأمثال ذلك في كتاب الله العزيز غير عزيز ، فيكون مجازاً من الكلام أُريد به المبالغة ، كما في حديث السفر ( وابدأ بعلف دابَّتك فإنها نفسك ) أي كنفسك فكما تحتفظ على نفسك فاحتفظ عليها. ومثله ( فاطمة بضعة مني ، وهي قلبي ، وهي روحي التي بين جنبي ) وقوله ( عترتي من لحمي ودمي ) وأمثال ذلك ، فكما لا يلزم في هذه الصور المساواة في الدرجة والفضيلة ، فكذا هنا من غير فرق ].

تاسعاً:
وأخيراً بيَّن أن المعنى الحق المفهوم من الآية هو شدة محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه وأنه يخاف عليه كما يخاف على نفسه من وقوع العذاب عليه في المباهلة ، وهذا المعنى هو الحق الذي يقول به أهل السنة بعدّ المباهلة فضيلة لعلي رضي الله عنه وقربه من النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال ( ص 478-480 ):[ هذا ، ثم من البيِّن أن ليس المراد بقوله ( وأنفسكم ) هو المتساوون في الدرجة والفضيلة ؛ إذ لا فضل لهم عند الله جناح بعوضة ، بل المراد به الذين كانوا من خاصة هؤلاء المخاطبين وبطانتهم ووليجتهم ومن أعزّة أهلهم وأحبتهم عليهم الذين كانوا يحافون عليهم ، ويحذرون من نزول العذاب بهم. لأن ذلك هو مناط المباهلة ، ومحطّ فائدتها ، حيث يدل على وثوق المباهل ويقينه بحقيته ، وبطلان طرف المقابل ، فكذا قوله ( وأنفسنا ) من غير فصل .. فيكون المراد بقوله ( وأنفسنا ) من هو بمنزلتها في وجوب رعايتها والمحافظة عليها ، كما أن المراد بقوله ( وأنفسكم ) كذلك ، وهذا أمر ظاهر بقرينة المقام ، ولا يشتبه على من له أدنى دربة بالكلام ...].
فالحمد لله الذي جعل نسف استدلالهم على يد علامتهم ومحققهم الخواجوئي، كما قال تعالى ( يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ )(الحشر:2)







التوقيع :
حسابي في تويتر / المهتدي عبد الملك الشافعي / alshafei2019
رابط جميع مواضيع المهتدي من التشيع .. عبد الملك الشافعي :

وأرجو ممن ينتفع من مواضيعي أن يدعو لي بالتسديد والقبول وسكنى الحرم
من مواضيعي في المنتدى
»» صدوق الإمامية ابن بابويه القمي يتناقض في بيان موقف الخلفاء من الأئمة الاثنى عشر !!!
»» سؤال محرج وفي صميم الإمامة: من هو خاتم الأوصياء ، علي رضي الله عنه أم المهدي ؟
»» خاطرة (61) لعبد لملك الشافعي
»» منهج اتباع الهوى لعلامتهم جعفر مرتضى العاملي في تعامله مع الوقائع بانتقائية مقيتة !!!
»» معالم جديدة لبشاعة وجه مذهب الإمامية القائم على الحقد واللعن للصحابة وسائر المسلمين