عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-10, 04:22 PM   رقم المشاركة : 9
بالتي هي أحسن
عضو نشيط






بالتي هي أحسن غير متصل

بالتي هي أحسن is on a distinguished road


الأخ لواء النّعماني...

أولا: العشرة المبشّرون بالجنّة سُمّوا كذلك اصطلاحا لأنّ بشارتهم جاءت في حديث واحد، وإلا فإنّ أهل السنّة لا يقولون أنّ هؤلاء فقط هم المبشّرون بالجنّة، وفي كتبنا روايات فيها البشارة بالجنّة للحسن والحسين، وفاطمة، وجعفر بن أبي طالب، وغيرهم (رضي الله عنهم).

ثانيا: البشارة بالجنّة لا تجعل صاحبها أولى بالخلافة حتى يحتجّ بها أبو بكر أو عمر أو غيرهما، فالمبشّر بالجنّة قد يبشَّر لتقواه مثلا، ولكنّ للخلافة مقتضيات أخرى، بل قد يتولّى الأقلّ تقوى وينفع الله به الأمّة ما لا ينفع بالأتقى، لأنّ الأقلّ تقوى كان أكثر حكمة وسياسة.

ثالثا: لا مانع أن يختلف المبشّرون بالجنّة بناءً على اختلافهم في الاجتهاد، ويكون بعضهم أولى بالحقّ من بعض، فالبشارة بالجنّة لا تستلزم أن يكون صاحبها معصوما.

رابعا: قد يحمل مؤمنان لبعضهما البعض شيئا في نفسيهما، ويدخلان الجنّة معا:
يقول جلّ وعلا: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } (الحجر:47).

خامسا: الكلام الإنشائيّ المبنيّ على الظّنون يا أخي لا يحقّ باطلا ولا يبطل حقا، فاطرح ما تريد طرحه بأسلوب منهجيّ.

سادسا: إذا لم تعجبك بشارة أبي بكر وعمر وعثمان،... بالجنّة، فنحن لا نطالبك بأكثر من لزوم منهج أهل البيت في الموقف منهم:

في (الأمالي) للطّوسي عن الصادق، عن آبائه، عن علي (عليه السّلام) قال: "... وذرية نبيكم (صلى الله عليه وآله) لا يظلمون بين أظهركم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم، وأوصيكم بأصحاب نبيّكم، لا تسبّوهم وهم الذين لم يُحدثوا بعده، ولم يأتوا محدثاً، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى بهم". (الأمالي: 02/100).
وفي (نهج البلاغة) يقول علي (رضي الله عنه) في حقّ عمر بن الخطّاب (رضي الله عنه) (انظر: ميثم البحراني/ شرح نهج البلاغة: 4/97): "لله بلاء فلان، فلقد قوّم الأود وداوى العَمَد وأقام السّنّة، وخلّف الفتنة (يعني تركها خلفًا لا هو أدركها ولا هي أدركته)، ذهب نقي الثّوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرّها، أدّى إلى الله طاعته واتّقاه بحقّه، رحل وتركهم في طرق متشعّبة لا يهتدي فيها الضالّ، ولا يستيقن المهتدي". (نهج البلاغة: ص328).

قال الشّيعيّ محمّد جواد مغنية في كتابه (في ظلال نهج البلاغة): "( للّه بلاء أو بلاد فلان الخ ).. قيل: المراد بفلان أبو بكر. وقيل: عمر، وهو الأشهر" (في ظلال نهج البلاغة: 03/330).

وقال ابن أبي الحديد: ""وفلان المكنى عنه عمر بن الخطاب، وقد وجدت النسخة التي بخط الرضي أبي الحسن جامع نهج البلاغة وتحت فلان عمر. حدثني بذلك فخار بن معد الموسوي الأودي الشاعر، وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي فقال لي هو عمر". (شرح ابن أبي الحديد: 12/53).