ثم يجعل عبادة الهوىأعظم هذه الدرجات وأسماها.
وهاك نص عبارته في ذلك:
"فكان عدم قوة إرداع هارون بالفعل
أن ينفذ في أصحاب العجل بالتسليط على العجل
كما سلط موسى عليه
حكمة من الله تعالى ظاهرة في الوجود،
ليعبد في كل صورة
وإن ذهبت تلك الصورة بعد ذلك،
فما ذهبت إلا بعد ما تلبست عند عابدها بالألوهية"
ثم يقول:
"وما عُبد شيء من العالم
إلا بعد التلبس بالرفعة عند العابد،
والظهور بالدرجة في قلبه،
وكذلك تسمى الحق لنا برفيع الدرجات،
ولم يقل.. رفيع الدرجة،
فكثر الدرجات في عين واحدة،
فإنه قضى أن لا يعبد إلا إياه في درجات كثيرة مختلفة،
أعطت كل درجة مجلى إلهياً عبد فيها،
وأعظم مجلى عبد فيه وأعلاه (الهوى)
كما قال:
{أفرءيت من اتخذ إلهه هواه}
(الجاثية:23)
وهو أعظم معبود،
فإنه لا يعبد شيء إلا به..
ولا يعبد هو إلا بذاته،
وفيه أقول:
وحق الهوى إن الهوى سبب الهوى **
ولولا الهوى في القلب ما عُبد الهوى"
(الفصوص ص194)
ثم يقول بعد ذلك:
"والعارف المكمل
من رأى كل معبود مجلى للحق يُعبد فيه،
ولذلك سموه كلهم إلهاً
مع اسمه الخاص بحجر أو شجر،
أو حيوان أو إنسان،
أو كوكب أو مَلَك"
(الفصوص ص195).