عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-14, 08:39 AM   رقم المشاركة : 2
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


2 - يزعم ابن عربي أن قوم نوح أجابوا رسولهم إجابة حقيقية،
وأن نوحاً مكر بهم فمكروا به،
وأن تمسكهم بآلهتهم إنما هو تمسك بحق
أراد نوح أن يزيلهم عنه،



وهاك نص عباراته في ذلك:

"علم العلماء بالله ما أشار إليه نوح عليه السلام في حق قومه
من الثناء عليهم بلسان الذم،
وعلم أنهم إنما لم يجيبوا دعوته لما فيها من الفرقان،
والأمر قرآن لا فرقان،
ومن أقيم في القرآن لا يصغي إلى الفرقان وإن كان فيه..،
دعاهم ليغفر لهم، لا ليكشف لهم،


وفهموا ذلك منه صلى الله عليه وسلم.
لذلك (جعلوا أصابعهم في آذانهم، واستغشوا ثيابهم)
وهذه كلها صورة الستر التي دعاهم إليها،
فأجابوا دعوته بالفعل، لا بلبيك.


قال نوح في حكمته لقومه:
{يرسل السماء عليكم مدراراً}
وهي المعارف العقلية في المعاني والنظر الاعتباري،

{ويمددكم بأموال} أي بما يميل بكم إليه،
فإذا مال بكم إليه رأيتم صورتكم فيه،
فمن تخيل منكم أنه رآه فما عرفه،
ومن عرف منكم أنه رأى نفسه فهو العارف"

(ص71).

فانظر كيف جعل المطر والخصب الذي هو نتيجة للصلاح والتقوى والإيمان والاستغفار والمعارف العقلية..
وكيف جعل الأموال أي ما يميل بهم إليه فيرون صورتهم فيه،
وهذه هي وحدة الوجود،

ولذلك يقول بعدها:
"فمن تخيل أنه رآه فما عرف
وأما من رأى نفسه فهو العارف".

ثم يقول: {ومكروا مكراً كباراً}
لأن الدعوة إلى الله مكر بالمدعو،
أدعو إلى الله فهذا عين المكر،
فأجابوه مكراً كما دعاهم
(ص72)،

فانظر كيف جعل الدعوة إلى الله مكراً بالمدعوين،
بل عين المكر
ثم بين نوع المكر الذي قابل قوم نوح نوحاً،

فيقول:
"فقالوا في مكرهم: لا تذرن آلهتكم، ولا تذرن وداً ولا سواعاً،
ولا يغوث ويعوق ونسراً،


فإنهم إذا تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء،
فإن للحق في كل معبود وجهاً يعرفه من يعرفه،
ويجهله من يجهله..،
فما عُبد غير الله في كل معبود"
(ص72).



وبهذا يجعل ابن عربي تلك الآلهة الباطلة
التي عبدها قوم نوح آلهة حقة،
لأنها في زعمه وجه من وجوه الحق.



ثم يقول مكملاً تبديل آيات الله:
{ولا تزد الظالمين} لأنفسهم (المصطفين)
الذين أورثوا الكتاب أول الثلاثة،
فقدمه على المقتصد والسابق {إلا ضلالاً} إلا حيرة"
(ص73).

وهنا يجعل ابن عربي قول الله في شأن قوم نوح:
{ولا تزد الظالمين إلا ضلالاً}
وهو الدعاء الذي دعا به نوح على قومه،


يجعل ابن عربي هذا الظلم كالظلم الذي وصف الله به
طائفة من الذين أورثهم الكتاب
حيث قال:
{ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا
فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد
ومنهم سابق بالخيرات}

فيجعل هذا الظلم كذاك الظلم،
وهذا غاية التلبيس والثعلبية.

ثم يقول ابن عربي: {مما خطيئاتهم} فهي التي خطت بهم،
فغرقوا في بحار العلم بالله.

{فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً}
فكان الله عين أنصارهم،
فهلكوا فيه إلى الأبد"
(ص33)،

ثم يحرِّف قول الله تعالى:
{إنك إن تذرهم يضلوا عبادك}

قائلاً:
"أي يحيروهم،
فيخرجوهم من العبودية إلى ما هم فيه من أسرار الربوبية،
فينظرون أنفسهم أرباباً
بعدما كانوا عند أنفسهم عبيداً،
فهم العبيد الأرباب"
(ص74).

فيجعل ضلال قوم نوح إنما هو حيرة،
لأنهم عرفوا أسرار الربوبية،
وأن كل موجود هو الله،
فأصبحوا بذلك أرباباً عند أنفسهم..



ثم يحرِّف كلمات الآية الباقية
فيجعل (رب اغفر لي) وهو بقية كلام نوح أي استرني،
(ولوالدي) يعني العقل والطبيعة
و (لمن دخل بيتي) يعني قلبي،
(وللمؤمنين) أي العقول.
(والمؤمنات) أي النفوس
(ولا تزد الظالمين) أي أهل الغيب،
(إلا تباراً) أي هلاكاً،
فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم،



ثم يقول بعد ذلك:

"ومن أراد أن يعرف أسرار نوح فعليه بالرقي في فلك نوح،
وهو في (التنزلات الموصلية) لنا
والله يقول الحق" أ.هـ

(ص74).






من مواضيعي في المنتدى
»» موسوعة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
»» من كرامات الصوفية الخرافية
»» ممارسات وثنية في قلب العالم الإسلامي
»» { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }
»» العلاقة بين الصوفية والشيعة