عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-16, 02:22 PM   رقم المشاركة : 2
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


رسالة
من الإمام سعود بن عبد العزيز إلى إمام اليمن أحمد بن المنصور



{تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} ، فعم بالدعوة وخص بالهداية ، وذلك ميامنة وتيسيرًا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادةً أدّخرها ليوم القيامة ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا ، ثم ننهي إلى جناب أحمد بن الإمام حماه الله من كل سوء ، وبعد : وصل الخط ، وسر الخاطر ، حيث أشعر عن صحة حالك ، واعتدال أوقاتك ، لا زالت الأخبار عنك سارة ، وإن تفضلت عنا بالسؤال ، فبخير وعافية ، ونعمة من الله وافية ، ومن أعظم النعم وأجلها حيث هدانا الله للإسلام ، ومتابعة محمة عليه أفضل الصلاة والسلام .


وما ذكرتَ من قبولك الدعوة ، واستجابتك لما دعوتُ إليه من الحق ، فهذا هو اللائق بجنابك ، والظن بك ، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق ، والإرشاد إلى سبيل النجاة ، فإن الاستجابة لله ولرسوله ؛ كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ، وقال تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} ، وما دعوناك إليه فهو كما قال تعالى عن شعيب:{وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} ، ولا دعونا الناس إلى هذا الأمر إلا بعد ما بيّن الله لنا الحجة ، وأوضح لنا المحجة ، وسلكنا الطريق قبل أن ندعو الناس إليه ؛ كما قال تعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} ، وقال تعالى : {إن الدين عند الله الإسلام} ، {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} ، وقال تعالى: {فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد} ، وقال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} ، {إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} ، وقال تبارك وتعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} ، وقال تعالى: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم} .


وأول الثلاث هو هدم الأوثان وعبادة الرحمن ، وهو معنى قوله لا إله إلا الله ، كفر بالطاغوت ، وإيمان بالله ؛ كما قال تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها} ، وقال صلى الله عليه وسلم : «تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك» ، وقال صلى الله عليه وسلم : «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عَضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» ، وقال صلى الله عليه وسلم : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد» ، وفي الرواية الأخرى : «كل ما ليس عليه أمرنا فهو رد» ، وقال صلى الله عليه وسلم لعلي حين بعثه: «لا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته» ، ولما أسلم أهل الطائف طلبوا منه تبقى اللات عامًا واحدًا ، فلم يجبهم ، فطلبوه شهرًا ، فلم يُجبهم ، فطلبوه يومًا ، فلم يجبهم ، حتى بعث إليه المغيرة بن شعبة وأبي سفيان بن حرب فهدماه ، وبعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى العزى ، وهي ثلاث سمرات ، فقطعهن وقتل السادن .


وكل بَنية تُقصد لجلب خير أو دفع شر ففيها شبه من اللات ، وكل شجرة كذلك فهي كالعزى ، ويكفي في ذلك حديث ذات أنواط ، عن أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد ، وكان للكفار وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم ، يقال لها ذات أنواط ، فمررنا بسدرة ، فقلنا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الله أكبر ! إنها السنن ، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة » .


فإذا كان هذا حلفه وقوله فيمن طلب التبرك عند الشجرة ، فكيف بما يُفعل اليوم عند القبور والأحجار والأشجار ، من الشرك الأكبر ؟! ( غير واضح ) الأقوال والأعمال الموصلة إلى الشرك ، وهذه إشارة من جملة كثيرة مدار الكتاب والسنة عليها.

فالواجب عليك يوم بين الله لك الحق ، وأجبت الدعوة إلى الله : الاستعانة بالله ، والتوكل عليه ، والمشي على كتاب الله وسنة رسوله ، وحمل الناس على فرائض الإسلام ، والمبادرة إلى هدم الأوثان ، وتسوية القبور .


وأرجو بحول الله وقوته إنك (تشوف) في الإسلام ما يسر خاطرك ، ويقرّ به ناظرك ، والذي أوصيك به تقوى الله في السر والعلانية ، واستحضار فناء الدنيا وبقاء الآخرة ، واستحضار الوقوف بين يدي الله ، وقوله تعالى: {يوم ندعو كل أناس بإمامهم} ، فأئمة الهدى يدعون إلى الجنة ، وأئمة الضلال يدعون إلى النار .


وما ذكرتَ من حال الحاج ؛ فالحاج ما أمرنا برده ، ولا رضينا به ، ولكن صار المضايقة بينه وبين الشريف مواقف حرب هذه الأيام ، وجاء العلم أن الحاج معه عسكرلي يقيمون عند الشريف ، ومنعهم بها لسبب ، وخطينا خط قبل مجاوبتك هذه لجميع الأمراء أجناد المسلمين أنهم ما يردون الحاج ولا يمنعونه .


وما ذكرتَ من طرف حمود أبو مسمار ، فأنت تدري أن الأمر الذي ما يجوز لا نرضى به ، ولا من غيره ، وحمود ما دخل في الإسلام إلا عن قريب ، وأنت تعرف أنه بذل الجد والجهد في حرب الإسلام حتى غلبه الله بالإسلام وأهله ، فلما أدخله الله الإسلام وعرف الحق من الباطل قام بجده وجهده في الجهاد ، فإن كان إنه متعدٍ على ناس مقومين شرائع الإسلام ، منعناه ، ورديناه عن التعدي على كل مسلم ، فإن كان فعله في ناس آبين عن الإسلام ، وممتنعين على باطلهم ، فلا يجوز لنا منعه عمن أمر الله بقتاله .


فالمأمول فيك أنك تُعلن بدعوة الإسلام ، وتُظهرها لجميع رعاياك ، وتأمر العلماء ببث الدعوة ، وأنت تفهم أن العلماء ما لهم سلطان في المملكة إلا بالحاكم .


والمواصلة وصلت ، كثّر الله خيرك ، والذي منك مقبول ، ولو أن القبضة ( ؟ ) مانعنا من المواصلة بمواشي واصلنا بمواشي ، والواصل إليك ثلاث بشوت قز ، وثلاث قربات أمهات علامتين ، وشبرين من قسم شباري أهل نجد ، فالمأمول فيك القبول ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.






  رد مع اقتباس