عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-13, 11:04 PM   رقم المشاركة : 26
أبـو إلياس
مشترك جديد






أبـو إلياس غير متصل

أبـو إلياس is on a distinguished road


أما الصوم والحج، فأنا لم أقل أن الصوم في حد ذاته هو الفاجعة ولا الحج، أنا أقول أن وقت شهر رمضان ووقت الأشهر الحرم قد زور بفعل الجهل المدقع الذي نعيش فيه وعاش فيه آباؤنا، وخذوا الدليل.
فلنبدأ بسورة قريش :

لِإِيلافِ قُرَيْشٍ
إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ
الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ

طبعا السورة الكريمة تتحدث عن رحليتين كان أهل قريش يقومون بهما للتجارة، إحداهما في فصل الشتاء والأخرى في فصل الصيف أي في تقويمنا الحالي :

رِحْلَةَ الشِّتَاءِ تكون تقريبا من 21 ديسمبر إلى 20 مارس ورحلة َالصَّيْفِ تكون من 21 يونيو إلى 20 سبتمبر تقريبا.

الآن وقد حددنا ماذا كان يفعل الناس في الصيف والشتاء فتعال نرى هل يمكن إستخراج شئ آخر من القرآن الكريم.
أنظر معي :

التوبة 36
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ

هتة الآية الكريمة تقول أن عدة الشهور عند الله 12 منها 4 حرم، فلنحاول إستخراج متى تكون الأشهر الحرم من القرآن.

التوبة 1 - 5
بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ
فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ
وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ


هته الآيات الكريمة تربط الحج بالأشهر الحرم (فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ)، (وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ).
لكن ما حكمة ربط الأشهر الحرم بالحج؟ فلنبحث في القرآن الكريم عن دليل ما ينورنا.

أنظر معي :
المائدة 95 – 96
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ
أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

ما هي الحكمة الإلهية من منع المؤمنين من الاصطياد وقتل وحوش البر في الأشهر الحرم وتحليله لصيد البحر؟
الجواب الوحيد المنطقي الذي يدل على عظمة الله ورفقه حتى بالحيوانات، هو حمايتها من القتل في فترة تزاوجها أي عندما تكون الفراخ مازالت في البيض وهذا يحدث فقط في فصل الربيع أي من مارس حتى يونيو، واسألوا مربي العصافير والطيور هل هذا صحيح أم لا.

هذا ما يسمى في يومنا هذا (فترة الراحة البيولوجية) والتي سبقتنا إليها أمم الأرض، وهي تحت عيوننا في القرآن الكريم.

إذن يمكن أن نستخلص مما سبق أن الحياة في ذلك الوقت بالنسبة لقريش كانت مقسمة كما يلي :
تجارة في الشتاء ثم إحرام وحج وسياحة في الأرض في الربيع ثم تجارة في الصيف.

الآن لنتعرف على شهور الخريف بمقارنة الشهور العربية الحالية مع الشهور العالمية، سنحاول ترتيبها بشكل منطقي بعيدا عن التراث :
يناير - ذو القعدة
فبراير - ذو الحجة
مارس - محرم
أبريل - صفر
ماي - ربيع الأول
يونيو - ربيع الثاني
يوليوز - جمادى الآولى
غشت - جمادى الثانية
سبتمبر - رجب
أكتوبر - شعبان
نوفمبر - رمضان
ديسمبر - شوال

طبعا هذا الترتيب يحترم العقل والمنطق، فإذا اعتبرنا أن محرم هو أول شهر حرام، فباقي الشهور تناسب الفصول التي تقع فيها فجمادى الآولى والثانية يقعان في عز الصيف وكلمة جماد في لغة العرب هي انقطاع المطر وهذا الدليل من معاجم العرب.

سنة جامدة : لاكَلأَ فيها ولا خِصْبَ ولا مَطَرَ .
وأَرْضٌ جَمادٌ : يابِسة لم يُصِبْهَا مَطرٌ ولا شيءَ فيها.
قال لبيد :
أَمْرَعَتْ في نَدَاه إِذْ قَحطَ القَطْرُ ... فأَمْسَى جَمَادُها مَمطورَا

إذن حسبما سبق، يمكننا استنتاج أن شهر رمضان يأتي في فصل الخريف أي من أواخر سبتمبر إلى أواخر ديسمبر، وبما أن ليلة القدر تكون في رمضان فإنها هي كذلك تقع في هته الفترة (أنظر موضوع الأخ لنتعلم في هذا الشأن) والله أعلم.


الآن لنحاول فهم ما جرى لتقويمنا العربي المدمَر.

تتبع معي :
التوبة 37
إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

لمعرفة كلمة النَّسِيءُ يجب علينا العودة لتقاويم أمم تستخدم النظام القمري مثلنا لكنها تصححه كي لا يختلف مع الفصول.
النَّسِيءُ هو شهر كانت العرب تزيده على شهور السنة، كل سنتين وثمانية أشهر، أو زيادة 7 أشهر كل 19 سنة قمرية، حتى تصحح الفرق مع الفصول وهذا يستخدمه التقويم الصيني واليهودي حتى يومنا هذا.
أما نحن فمن زور لنا ديننا ودمره من المنبع هو من توقف عن استخدام شهر النَّسِيءُ، لأنه في بعض الأعوام يأتي مباشرة بعد الأشهر الحرم فتصبح خمسة بدل أربعة، طبعا هذه مصيبة على الحاكم، زيادة شهر حرام كامل لا سبي فيه ولا جزية هذا غير ممكن بالنسبة له.
إذا كان الحل الوحيد هو إلغاء استخدام هذا النظام في عهد معاوية إبن أبي سفيان والفتنة الكبرى ومقتل علي (ض) والبقية تعلمونها (لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ).

كل هذا والله وحده أعلم.

والله المستعان