عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-13, 09:08 PM   رقم المشاركة : 4
تلميذ ذوالنورين
عضو فضي






تلميذ ذوالنورين غير متصل

تلميذ ذوالنورين is on a distinguished road


القول بتناسخ الأرواح

الدروز:
الدروز لا يطلقون على التناسخ بهذا اللفظ, وإنما بلفظ (التقمّص), حيث يخالف اللفظ الأول أسفار ((الحكمة)) لديهم, إذ التقمص بمعنى انتقال النفس من جسد بشري بعد فنائها إلى جسد بشري آخر, وأما التناسخ فلا يلزم إلى جسد بشري؛ فالأمر واسع؛ فيمكن للنفس بالحلول في أي كائن!.
ولهذا مما قيل بمجلة ((الضحى)) للطائفة الدرزية؛ عدد 10 سنة 1971م:
(الموحدون الدروز لا يؤمنون بالحلول ولا بالتناسخ, بل يؤمنون بالتقمّص).
ويقول أمين طليع في كتابه ((التقمّص)) (20):
(فالتقمص يميز بين الجنسين فالذكر يبقى ذكراً والأنثى تعود أنثى ... وفي التقمص يعود كل منهم إلى الفريق الذي هو فيه أصلاً).
وقال بصفحة (10):
(ان انتقال الروح يكون فورياً سريعاً من جسد الميت إلى جسد المخلوق الجديد, وإذا كان تاريخ الوفاة لا يطابق تاريخ الولادة يفسرون ذلك بأن الروح حلّت في جسد آخر طيلة المدة التي تفصل بين الموت والولادة)!.

النصيرية:
فالنصيرية عكس الدروز, وإن كانوا متفقين بأزلية الأرواح وانتقالها من جسد لآخر, فهم يقرون أن من خالفهم يُمسخ بعد موته في ابدان الحيوانات وغيرها, وهم يطلقوا عليها باللفظ المعروف (التناسخ) للمؤمنين بتصورهم؛ و(المسوخيات) لمخالفيهم, وهو قول الهندوس البراهمة, ومما جاء في كتابهم المقدس ((المجموع)), بسورة (تقديسة ابن الولي)! (ص: 183), ما نصّه:
(يا علي اشرق نورك, وابزغ سفورك, وسطع ضياءك, وتعظمت آلاءك, وجل ثناءك, بأن تأمنني من شر مسوخياتك لنا ولجميع اخواننا المؤمنين من شرّ الفسخ والقش والقشاش انك على ذلك قدير)!.
وقال سليمان الاذني في ((الباكورة السليمانية)) (ص: 9):
(ويعتقدون بأن المؤمنين إذا خلصوا من هذه القمصان البشرية ينتقلون إلى درب التبّان ويصيرون كواكب ويرون السماء صفراء)!.
وقال بـ(ص: 11):
(وهذه السورة يطلب المصلّي فيها الخلاص من المسوخية التي هي سبعة اشكال ولكل شكل منها اجزاء فالسبعة الاشكال المذكورة تحوي جميع انواع الانعام الوحوش وغيرها من الحيوانات ويعتقدون بأن هذه السبعة الاشكال هي سبع طبقات جهنم المذكورة في القرآن في سورة الحجر بقوله ولها سبعة ابوابٍ ولكل بابٍ منها جزءٌ مقسوم. فيتوسل هنا الخاطي بقلبٍ خاشع وروحٍ متواضع إلى ربه علي ابن أبي طالب لكي ينقذهُ من شرّها)!.

اليزيدية:
جاء بكتاب ((الجلوة)) الفصل الثاني (ب):
(وما أسمح لأحد بأن يسكن بهذا العالم الأدنى أكثر من الزمن الذي هو محدود مني, وإذا شئت أرسلته تكراراً ثانياً وثالثاً إلى هذا العالم أو غيره بتناسخ الأرواح).
التفسير:
هُمْ يؤمنون باليوم الآخر, وأن اليزيدية يدخلون الجنّة, ولكن هذا اليوم يرونه على هواهم, وليس كأهل الإسلام على فهم الكتاب والسنّة, وهذا لا يعني أنهم لا يؤمنون بتناسخ الأرواح, فالمقصود ما ورد بالنص السابق, أن روح الإنسان ترد أكثر من مرّة للدنيا إذا شاء الرب!.

البهائية:
قال المازندراني بـ((الاقدس)) (ص: 89), في إنكار القيامة والبعث:
(يا قوم قد أتى يوم القيامة قوموا عن مقاعدكم وسبحوا بحمد ربكم العليم الحكيم)!. ومن أراد الاطلاع على بعض نصوصهم, فعليه بكتاب ((البابية)) للعلامة إحسان إلهي ظهير من صفحة (205) إلى (214).

القاديانية:
يقول القادياني في ((آئية كمالات إسلام)) (ص: 346):
(إن الله أرسل رجلاً كان أنموذجاً لروحانية عيسى, وقد ظهر في مظهره وسمي المسيح الموعود, لأن الحقيقة العيسوية قد حلّت فيه, ومعنى ذلك أن الحقيقة العيسوية قد اتحدت به)!. ولعل عقيدة تناسخ الأرواح والأنفس هذه أخذها من جيرانه البراهمة الهندوس, فهذا المتنبئ الكذاب من أصول بنجابية, ولا شك أنه ترعرع واستقى العلم من زرائب السيخ والهندوس, قدّاس البقر!, فظهر لنا بعقيدته الخربة لا تسمن ولا تغني من جوع, إذ قال الهندوسي يوجي راما شاركا؛ في كتابه ((فلسفة الكارما)) بـ(ص: 167- تعريب: عريان يوسف):
(وهذا يشبه ما يقال عندما تقع مصيبة على شخص فإننا نقول: (من عمله)؛ إذ الجزاء من جنس العمل, ولكنا نعرف هذا في نفس الحياة فالظالم يُظلم والمعين يُعان, ولكن الكارما تجعل جزاء حياة في حياة أخرى).
قلت: وبهذا يتبين أن الفرق الباطنية الملحدة ما أتت بعقائد انكار القيامة والبعث وأهوال القبر والقول بتناسخ الأرواح وأزلية العالم, إلا من جُبّ الوثنية القديمة والملاحدة أمثال البراهمة الهنود ومن على شاكلتهم أحفاد كسرى, كُلما عطس أحد كبار المجوس وحاخامات اليهود ظهر لنا زنديق - وإن تسمّى بغير إسمهم -؛ تبعاً من ابن سبأ اليهودي والجعد بن درهم مروراً بالملاحدة الاسماعيلية إلى القادياني مُدلل الانجليز!.
قال الله عز وجل: { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [البقرة: 28].
وقال سبحانه: { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ, وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } [البقرة: 166-167].
عن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال: (إن الميت تحضرة الملائكة, فإذا كان الرجل الصالح قالوا: أخرجي أيتها النفس الطيبة؛ كانت في الجسد الطيب, أخرجي حميدة وأبشري بروحٍ وريحان ورب غير غضبان, فلا يزال يقال ذلك حتى تخرج, ثم يُعرج بها إلى السماء, فيستفتح لها فيُقال: من هذا؟, فيُقال: فلان. فيقولون: مرحباً بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب, ادخلي حميدة وأبشري بروحٍ وريحانٍ وربٍ غير غضبان. فلا يزال يُقال لها حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل, وإذا كان الرجل سوء قالوا: اخرجي أيتها النفس الخبيثة, كانت في الجسد الخبيث, اخرجي ذميمة وابشري بحميمٍ وغساق وآخر من شكله أزواج, فلا يزال حتى تخرج, ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها, فيُقال: من هذا؟, فيقال: فلان, فيقال: لا مرحباً بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث, ارجعي ذميمة فإنه لا يُفتح لك أبواب السماء, فتُرسل من السماء ثم تصير إلى القبر). رواه مسلم, والحديث مشهور - ذكرته بلفظ ((مسند الإمام أحمد)) - عند أهل السنّة والجماعة, رواه أهل الحديث في مصنفاتهم لاثبات علو الله بذاته فوق خلقه على عرشه بائنٌ من خلقه كما وصف نفسه؛ والرد على الجهمية, كالذهبي في ((العلو للعلي الغفار)) وابن قدامة المقدسي في ((إثبات صفة العلو)) وابن القيم ((في اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية)) رحمهم الله تعالى, وكذلك رواه البيهقي - رحمه الله - في ((إثبات عذاب القبر)), وهو كتاب قيّّم في الرد على مُنكري أهوال القبور.