عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-12, 01:55 AM   رقم المشاركة : 3
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


وقد انتفع الصحابة من موعظة النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم،
ورسخت فيهم هذه القاعدة؛ فكانوا لا يسألون أحداً شيئاً،
كما مر معنا في حديث عوف وثوبان.

جاء حكيم بن حزام فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه،
ثم سأله فأعطاه، ثم سأله فأعطاه،
فقال: «يا حكيم! إن هذا المال خضرة حلوة،
فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه،
ومن أخذه بإشراف نفس، لم يبارك له فيه،
كالذي يأكل ولا يشبع..
اليد العليا خير من اليد السفلى.

قال حكيم: فقلت: يا رسول الله!
والذي بعثك بالحق،
لا أرزأ أحداً بعدك شيئاً، حتى أفارق الدنيا»؛

فكان أبو بكر - رضي الله عنه - يدعــو حكيماً إلــى العــطاء فيأبى أن يقبله منــه،

ثم إن عمــر - رضي الله عنه - دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئاً،

فقال: «إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم،
أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه»،
فلم يرزأ حكيم أحداً من الناس بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى توفي.


ولم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يأمرهم بما يأمرهم به
إلا ممتثلاً قولاً وعملاً لما يدعو إليه،
وذلك كان له أبلغ الأثر في قلوبهم وسلوكهم؛
ففي رحلة الهجرة قدم له أبو بكر راحلة ليركبها فأبى إلا بالثمن.


ومن هنا فلقد تربى الصحابة على سؤال الخالق وحده وترك سؤال المخلوق،
ولو كان هذا المخلوق هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛
فلم يكونوا يسألونه شيـئاً مـن أمـر الدنيـا،
بل كـانوا يسـألون اللـه - تعالى - ويطلبونه منه قبل كل شيء.


ـ «لما نزلت براءة عائشة قالت لها أمها: قومي إلى رسول الله!
قالت: والله لا أقوم إليه،
ولا أحمد إلا الله، هو الذي أنزل براءتي».

ـ «ولما نزلت توبة كعب بن مالك جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له:
«أمن عندك أم من عند الله»؟
قال: «لا؛ بل من عند الله».


لم يغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذا السؤال،
ولم يعدَّ موقفه وموقف عائشة - رضي الله عنهما - من سوء الأدب؛
لأنه هو الذي رباهم على هذه القاعدة التي هي من أصول الدين،
وليس في ذلك سوء أدب، بـل هـو الأدب كلـه مع اللـه تعالـى؛

حيــث لا ينبغي لأحد أن يقدم على حق الله - تعالى -
حق أي من البشر، ولو كان نبياً.


ولقد كان الأصل في كبار الصحابة
أنهم لا يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً لأنفسهم،
هذا في أمور دنياهم،

أما في أمور دينهم فقد كانوا ينتظرون ما يأتي به،
ولم يكونوا يتقدمون بين يديه،
وكان من أدبهم أنهم لم يسألوه إلا أربع عشرة مسألة كلها في القرآن

كقوله - تعالى -: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ... }
[البقرة: 215].






من مواضيعي في المنتدى
»» حكم الاحتفال بالمولد النبوي - لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
»» قناة العربية والعداء المستحكم لدين جمهورها
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ
»» أعظم الفساد في البلاد الجهر بالإلحاد! / الشيخ عبد الرحمن البراك
»» قول الصوفية للقرآن ظاهر وباطن