عرض مشاركة واحدة
قديم 28-11-07, 05:11 AM   رقم المشاركة : 7
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


بقلم: أنور مالك – كاتب صحفي مقيم بباريس-

(الجزء السابع)

الطائفية الشيعية المرتقبة

ذكرنا في مقالنا عن تنظيم القاعدة في الجزائر حيثيات كثيرة عن هذا التنظيم، وكشفنا مدى تحالف المصالح والأهداف والغايات بين أمريكا والنظام الجزائري، وفي ظل تحركات مشبوهة للقذافي من أجل تحويل الطوارق الى طائفة شيعية متمردة تبحث عن استقلالها الذاتي، وها نحن نسجل قنبلة أخرى تصب في المسار نفسه وهو ما صرح به ما يسمى مجازا برئيس الحكومة العراقية نور المالكي من أن القاعدة شدت رحالها للجزائر، وذلك في حوار أجرته معه صحيفة (الحياة) اللندنية على هامش القمة الأممية الأخيرة، ومما جاء على لسانه قوله: (هربوا باتجاه إيران، باتجاه سورية، باتجاه لبنان، باتجاه السعودية. قسم منهم عاد إلى المغرب العربي، إلى الجزائر. وقد أوصلنا هذه المعلومات إلى كل هذه الدول ليتخذوا حيطة وحذر)، ثم يزيد في رده على سؤال آخر: (نعم. نعم، وأبلغنا الأطراف الأخرى، حرصاً منا على أن محاربة الإرهاب مسؤولية دولية، وينبغي على من تتوفر لديه معلومة عن منظمة إرهابية أو خلية إرهابية أن يُبلغ عنها، وقبل أيام أوصيت وأمرت بإيصال ملف كامل عن «القاعدة» إلى الجزائر، لأنها تنوي القيام بأعمال خطيرة هناك)... الكثير من المراقبين اعتبروا تصريحات المالكي تصب في أجندة أمريكية، والتي تسعى لأجل فرض قواعدها العسكرية في افريقيا وخاصة الجزائر، وهو ما جعل بعبع ما يسمى بالقاعدة يثير الكثير من نقاط الإستفهام، فالمالكي شيعي صفوي خدم المصالح الأمريكية بامتياز وهو موالي لإيران حد النخاع، فتصريحاته ان هي الا محاولة لنقل الرعب والفتنة للجزائر، وهو يوازي المد الخفي الشيعي الذي يحاول أن يقوض الهوية الجزائرية، فالعراق تعاني من حرب أهلية طائفية وإحتلال أجنبي والموت صار يصنع الحدث في كل اللحظات، كان الأولى به أن يتحدث في شئون العراق السيئة والمتدهورة، لكن أن يعترف أو يطلق تصريحا مثيرا فهو ليس بالبريء حتما، فلو كان ما قاله صحيحا لما باح بهذا السر الأمني الخطير، لأنه يجعل عناصر القاعدة الذين شدوا رحالهم للجزائر – ان كان صحيحا طبعا- يحتاطون ويغيرون من استراتيجيتهم، والتقاليد والأعراف الدبلوماسية تقتضي الإكتفاء بالقنوات الرسمية المتعارف عليها بين الدول والحكومات، ربما يحاول المالكي أن يحول الأنظار لإتجاهات أخرى بعدما أظهرت حكومته فشلها الذريع في تحقيق أمن وزرائها بالمنطقة الخضراء، إن كانت لا تزال خضراء...

ربما سؤال يتبادر إلى الذهن: لماذا أطنب في الحديث عن الجزائر واكتفى بمجرد الإشارة للدول الأخرى؟

وأكثر من ذلك ماهي هذه العمليات التي استطاع أن يصل الى أخبارها المالكي وعجز أن يصل لمن ضرب مقر برلمانه؟... على كل وان كان حديث المالكي جاء للاستهلاك الإعلامي فهو يكشف طبيعة الطائفية القادمة لدول المغرب العربي، فقد فشل من قبل في إذكاء فتنة قبلية بين البربر والعرب والطوارق، هاهي أجندة جديدة وتتمثل في الفتنة الطائفية التي توازي المد الشيعي القادم للجزائر، بدعم شيعي صفوي كشف عنه نوري المالكي من حيث لا يدري... فكما لاحظنا من خلال التعليقات التي رافقت الحلقات الماضية من هذه الدراسة ومستوى العنف اللفظي الذي آل اليه حال الجزائريين، فأنه لا محالة لو تمكنت العقيدة الشيعية وتجذرت أكثر في العمق سيصل بالبلد إلى حرب طائفية تأتي على الأخضر واليابس، فالقاعدة تصنع الأجندة الأمريكية وتبيح لها التواجد العسكري، والشيعة يصنعون لها الغطاء والحماية عن طريق تحويل الحرب ضد المحتل إلى حرب طائفية تستنزف قدرات المقاومة من كل الأطراف، وطبعا لا يتحقق لها ذلك الا في وجود اشخاص من اصناف المالكي في الجزائر وغيره من عملاء أمريكا، لأن العقيدة الشيعية تبيح التحالف مع الشيطان لأجل ابادة من يسمونهم "النواصب" وهذا الذي ابرزناه في حلقتنا... لقد تلقى الإسلاميون الجزائريون خلال العشرية التي مضت دعما ماليا ايرانيا، وكما عرفنا من قبل الدعم العسكري ايضا من خلال تدريبات تلقاها اسلاميون في معاقل الحرس الثوري وحتى ما يسمى "حزب الله"، ونجد آخر التصريحات التي تتهم ايران علنا مثل ما قامت به أنيسة بومدين زوجة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، وذلك في مؤتمر للمعارضة الإيرانية بباريس لدعم المجلس الوطني للمقاومة (خلق)، وشارك في المؤتمر عدد من نواب الجمعية الفرنسية وحقوقيون وشخصيات مدافعة عن حقوق الإنسان، حيث اتهمت ايران بالدعم المالي للإسلاميين في الجزائر خلال الحرب الأهلية، ومما يعني ان الأطماع الإيرانية في المنطقة لن تتوقف، وخاصة في الآونة الأخيرة حيث صارت الثلاثية التي تحكم العالم (الإرهاب – العمالة – القوة)، فالأول صارت تمثله القاعدة والثاني يمثله الشيعة والثالث تقوده أمريكا، ولا يمكن الوصول الى النفط الا بوجود هذه الثلاثية الخطيرة، فالجزائر لها تجربة كبيرة في محاربة الاسلاميين أو ما يسمى بالإرهاب، والآن صارت في مواجهة القاعدة التي ألقت بظلالها على المشهد السياسي في الجزائر عن طريق تحول الجماعة السلفية للدعوة والقتال الى ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ولم يبق سوى العمالة والقوة، فقد رفضت الجزائر عن طريق تصريحات رسمية التواجد العسكري الأمريكي في صورة قاعدة عسكرية، وان كان التواجد في صور أخرى اثبتتها بعض وسائل الإعلام بالصوت والصورة، لذلك جاءت تصريحات المالكي تصب في هذا الإطار، ويكفي ما بلغنا من مصادر مختلفة عن محاولات أجنبية لتوريط سياسيين جزائريين مقيمين بالخارج في أجندة أمريكية، صنعت من قبل من المعارضة العراقية كتيبة موت تذبح الشعب العراقي...





بروتوكولات خبثاء الفرس

في الحقيقة أن الملف الذي تناولناه في هذا الوقت بالذات فتح المجال لنقاشات واسعة ومختلفة، فبغض النظر عن تلك الردود والتعاليق الواردة في الموقع عن القضية، وتلك النقاشات العقدية التي حدثت بين مختلف التيارات، وقد اثبت أن الجدل واسع بين الجزائريين، وقد يصل مع مرور الأيام إلى ما لا يحمد عقباه، وهذا طبعا يندرج ضمن مخطط فارسي صفوي لأجل ما يسمى بـ "تصدير الثورة"، وفي وثيقة تعتبر سرية نشرتها رابطة أهل السنة في إيران عن طريق مكتبها في لندن، والتي فيها من الحيثيات والمخططات ما يعري حقيقة هذا المد الفارسي الذي نلام نحن في الحديث عنه من أطراف مختلفة، خاصة ما يتعلق بالشأن الجزائري في هذا الظرف بالذات، ومما جاء في الوثيقة نجد أن "تصدير الثورة" يعتبر من أهم الأولويات، حيث تقول الوثيقة: (نحمل واجبا خطيرا وثقيلا وهو تصدير الثورة)، وهذا يدفع المرجعيات التي خططت لذلك حتى أنه أعتبر بمثابة الهدف المقدس، لذلك جاء الحديث عن الحكومة القول: (فهي حكومة مذهبية ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات)، والسبب المباشر لهذا المخطط وهو (الخطر الذي يواجهنا من الحكام الوهابيين وذوي الأصول السنية أكبر من كثير) وطبعا أعتبر اكبر من كل الأخطار حتى تلك القادمة من الغرب والصهيونية، ليعرج عن الطرق التي بها يتم تثبيت أركان الدولة، ومن خلالها يستطيع الفرس تقويضها وتحقيق دولتهم وثورتهم، ووفق تصور مرجعي يصل لحد القداسة في ظل ولاية الفقيه المعمول بها، والتي لا يمكن تجاوزها ابدا، أما هذه الطرق فهي:

- القوة التي تملكها السلطة الحاكمة.

- العلم والمعرفة عند العلماء والباحثين.

- الإقتصاد المتمركز في أيدي أصحاب رؤوس الأموال.

فوفق هذه النظرة الملالية الصفوية، أملت بعض المهمات الواجب اتباعها، ومنها زلزال الحكومات بإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، وتشتيت أصحاب رؤوس الأموال في تلك البلاد وجذبها إلى ايران أو حتى لبلاد أخرى، ولا يهم طبعا حتى ولو كانت إسرائيل، والتي تعتبر العدو الثانوي للشيعة والصفويين الفرس عبر تاريخهم الطويل... أما النجاح الباهر والملفت للنظر حسب الوثيقة فهو اسقاط الأنظمة عن طريق إختراقها بالعلاقات الدبلوماسية، إنطلاقا من مبدأ "إسقاط ألف صديق أهون من إسقاط عدو واحد" وطبعا المخطط يتواصل بعد منعطف تمت الإشارة اليه ببروز وهو إسقاط نظام صدام حسين، في ظل ذلك فإن أهم مراحل المخطط الصفوي هي حث الشيعة والمتشيعين على السعي من أجل التراخيص الرسمية للإحتفالات المذهبية وبناء المساجد والحسينيات، والأخطر في هذه البروتوكولات هو دفع من سمتهم الوثيقة "أهل السنة" إلى السخط والتمرد على أنظمة الحكم بسبب إزدياد قدرة الشيعة في الدوائر الحكومية، وهذا الذي يدفعهم إلى أعمال مناوئة وخطيرة، ليأتي في هذه الأثناء دور الشيعة في الوقت المناسب وهو الوقوف إلى جانب الحكام ومؤازرتهم، لتصل الوثيقة بعد تلك المراحل المختلفة التي عدت بإحكام لأجل تصدير الثورة الخمينية، هو تمكن من سمتهم (عملاء ايران) من شراء الممتلكات والإستحواذ على عقارات الفارين السنة من جحيم البطش الحكومي بهم، وهذا يسهل طبعا ويحقق النفوذ والإستحواذ على بعض دوائر القرار، في الأخير يأتي الإنقلاب على الحكام وطردهم ليتم الإعلان الرسمي عن دولة الملالي ومجد الصفويين الجديد !! ...

لو تأملنا البعض مما حدث في أقطارنا العربية ومنها الجزائر طبعا، فقد تم إختراق الجبهة الإسلامية للإنقاذ من طرف ما سمي بجناح الجزأرة الذي أغلب اقطابه متشيعين ويمارسون التقية، ووصلوا إلى سلطة القرار فيها، ودفعهم للشباب المتحمس حينها إلى المواجهة الدموية ضد النظام القائم، أوصله إلى البطش بهم وإلى حرب أهلية أتت على الأخضر واليابس، وطبعا نحن نعرف الدعم الإيراني إلى الجبهة وهذا الذي تحدثنا عنه في حلقاتنا الماضية، ثم تم إختراق التنظيمات المسلحة بعناصر موالية لإيران وتلقت الدعم العسكري والمادي، وعلمنا من محاولات بعض التجار الذي يترددون على دمشق وتلاحقهم شبهة التشيع من أجل الإستحواذ على أملاك عائلات تمت إبادتها بسبب التحاق جميع أفرادها بالجبال، فضلا عن الدعم المالي للكثيرين حتى يصبح لهم شأن بين قومهم، والجميع يدرك مدى سيطرة المال على السياسة في الجزائر، وهنا يجب الإشارة إلى أمر مهم لم يتم التعرض له من قبل أن حركة "حمس" المحسوبة على التيار الإخواني الإسلامي، وهو أهمهم ممن ينادي بالتقارب مع الشيعة، عملت بهذا المبدأ الذي فرض نفسه على الساحة الجزائرية، روى لي جمال وهو صهر محفوظ نحناح وكان يعمل إطارا في الخطوط الجوية الجزائرية بمطار تبسة، توفي فور تعيينه مديرا لمطار ولاية الوادي بسكتة قلبية، من أن نحناح إجتمع مرة ببعض إطارات حركته في فيلته بإقامة الدولة نادي الصنوبر، ومن بين الحاضرين الوزير وخليفته الحالي بوقرة سلطاني والوزير عمار غول والوزير بن بادة والوزير مناصرة وغيرهم، حيث طلب منهم تسهيلات تقدم لشباب حركته من أجل الحصول على قروض ضخمة لإنشاء مؤسسات وشركات خاصة، والسبب حسب رايه أن ذلك يمكن لهم النفوذ بين أهلهم ويجعل كلمتهم مسموعة، لأن المسجد ما عادت له سلطة وما عاد للمتدين أدنى قدر منذ الحرب وتمرد ملتحي الفيس على حد إعتقاده طبعا، وفي ظل النقاش الذي جرى اعطاهم أمثلة عن نفوذ الشيعة في ولاية باتنة بسبب الثراء والدعم الإيراني الذي يتلقونه، ليزيد حينها سلطاني أمرا آخر وهو ما أكدته بروتوكولات حكماء صهيون من السيطرة على المال والإقتصاد والإعلام، ليعقب عليه نحناح: (بالمال نستطيع أن نملك حتى القنوات الفضائية)... إذا الدور الإيراني في الحرب الأهلية الجزائرية الذي جاء عن طريق الدعم وتحريض الموالين بالإختراق لا غبار عليه، وينضوي ضمن هذا المخطط المحكم، الذي بسببه تم إبادة الشباب المتدين والسني، الذي دفعته ظروفه للفرار من إضطهاد العسكر لهم، وبينهم من تم إستغلاله من طرف جهات لها مختلف الولاء عندها إما للغرب أو للفرس الشيعة... فقد تمت الإشارة للعراق وإسقاط صدام ووصول عملاء ايران للحكم، وهو ما تم فعلا، والدور الآن على كل الأنظمة التي ساندت صدام حسين في حربه مع إيران، وهذا الذي لن يغفر لهم أبدا ما دامت ثورة الخميني هي التي تحكم، وهي الآن تعمل على قدم وساق من أجل التمكن العسكري عن طريق إنظمامها للدول التي تملك السلاح النووي، وهذا لم يأت جزافا بل بدعم سري امريكي صهيوني، وإن كانت أطراف أخرى لا تزال تشكك في كل ما يتناول بين مختلف الجهات والسبب ان الموضوع النووي الإيراني طرح فقط للإستهلاك الإعلامي، ودفع الأضواء نحو مشاكل أخرى، بدل خيبة أمريكا في العراق التي دمرتها بسبب شبهة السلاح الكيماوي، فكيف سيكون الحال مع إيران التي صارت تسير العراق مرة عن بعد وأخرى عن قرب بواسطة العملاء المزدوجين، الذي نهارهم لأمريكا وإسرائيل وليلهم لإيران وأمريكا...

والسؤال الذي وجب أن يطرح الآن، هل يعتبر الجزائريون مما حدث للعراق بسبب خيانة شيعية وعمالة فارسية أوصلته الى الحال التي هو عليها، خاصة أن الجزائر تنام على براكين من الطائفية التي لو استغلت سيحدث ما لا يمكن توقعه، من قبائل وشاوية وتوارق وإباضيين وعرب... الخ، وبعدها يصبح الشيعة الذين يحملون مشاريعا سياسية خطيرة وهدامة تخدم في مقاصدها المشروع الأمريكي بالمنطقة الذي راح ينفضح أمره بقصة "الإرهاب" وما يسمى بـ "القاعدة" وجاء الآن بعمالة شيعية تدين بالولاء للشيطان لأجل إبادة السنة من على وجه الأرض...




عقائد الغلاة وأنصار للغزاة



نرى من الضرورة إعطاء صورة مختصرة لأهم عقائد الشيعة، لأن أي مشروع حتى تفهم أبعاده يجب الرجوع لأصله، وهذا لا يمكن فهمه الا من خلال مراجعه وكتب شيوخه ورجال دينه، وان كان الجميع يعلمون حقيقة العقيدة الشيعية وما تنطوي عليه من افكار ومواقف عبر التاريخ، لكن من الضروري حتى نكون منصفين أن نعطي صورة مختصرة شديدة الإختصار لهذا الدين الفارسي الذي يراد تسويقه للعالم بصفة عامة، وللجزائر التي هي محل دراستنا وبحثنا، خاصة أن بعض الكتب التي توزع عن طريق السفارة الإيرانية في الجزائر تعتبر المراجع الاساسية، ومنها نستوحي بعض المقاربات الهامة في الجانب العقدي الشيعي، هذا فضلا عن وقفات نستجليها من المسيرة السياسية للمد الشيعي عبر التاريخ، ووقائع لا تحتاج الى جدال عن العمالة التي حفل بها تاريخهم وماضيهم، مما يعطي الفهم الواضح لبعد مدهم الفارسي ودعوتهم الشيعية التي تحاك ضد الجزائر وغيرها من بلدان المغرب العربي، وإن كانت العمالة والخيانة وجدت عند المسلمين بصفة عامة، ولكن ما كانوا ينطلقون فيها لأجل تحقيق دين وإسقاط دين آخر أو إبادة طائفة عن بكرة أبيها، بل كانت أطماع مادية او للحفاظ على الكرسي والمنصب وما الى ذلك من الأسباب الآنية المدودة، غير أن العمالة لدى الشيعة كانت ولا تزال تنطلق من مبدأ واحد هو إبادة أهل السنة والجماعة بأي طريقة ومهما كانت حتى ولو بالتحالف مع الشيطان، هذا منذ خيانتهم للحسين رضي الله عنه إلى الخيانة التي نعيشها الآن وتتمثل في العراق المحتل، هنا ليعرف كل من يتابع ملفنا أو حتى له علاقة بالقضية أبعاد هذه الحركة الشيعية التي إستشرت في الآونة الأخيرة ومنذ سقوط بغداد على يد هولاكو جديد وعلقمي شيعي متجدد...

فبعد إعتقادهم بتحريف القرآن وقصة مصحف فاطمة وهذا ما أشرنا اليه في الحلقات الماضية، وورد منه الكثير في تعاليق القراء، وكذلك ردهم للسنة الصحيحة وتكفيرهم للصحابة وسبهم ونعتهم لهم بابشع النعوت، هذا إلى جانب ما يعتقدونه من تأليه لأئمتهم وعصمتهم وربوبية يتمتعون بها على غير المخلوقات الأخرى... فلهم إعتقادات نجملها بإختصار هنا، حيث أنهم يدينون بكفر من لا يؤمن بولاية الأئمة الإثني عشر، وتعتبر الإمامة عندهم اصل من أصول الدين، نورد ما تحدث به رئيس محدثيهم القمي الذي يلقبونه بالصدوق لما يتمتع به من منزلة، ففي رسالة الإعتقاد (ص103) قال: (... إعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده – عليهم السلام - أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء، وإعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا ممن بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله...)، ثم يستشهد بما نسبه للإمام الصادق قوله: (المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا)... هذا تواتر في كتبهم ومراجعهم نذكرمثلا إبن الطهر الحلي في كتابه الألفين في إمامة أمير المؤمنين ص 13، بل يوجد من جعل انكار إمام بمثابة الكفر بالله كمحدثهم يوسف البحراني في موسوعته المعتمدة عندهم (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة) 18/153، وهو ما يقره المجلسي في بحار الأنوار 23/390، والنجفي في جواهر الكلام 6/62، بل ذهب لتكفير المخالف الطباطبائي في مستمسك بالعروة الوثقى 1/392، والخوئي في مصباح الفقاهة في المعاملات 12/11... ولهذا ذهبوا في إعتقادهم من أن أهل السنة يعتبرون أعداء لأهل البيت، وهذا الذي يؤجج فيهم الحقد والخيانة، ويعتبرونهم ألد وأكبر الأعداء أكثر من اليهود والنصارى ويطلقون عليهم اسم "النواصب" لأنهم ينصبون العداء لآل البيت حسب اعتقادهم، وهذا الذي قال به آل عصفور الدرازي البحراني في "المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية" ص 147، وكذلك علي آل محسن في "كشف الحقائق" ص 249، محسن المعلم في "النصب والنواصب" ص 259 ذكر أسماء من يزعم بأنهم "نواصب" بينهم الخلفاء الراشدين وعائشة أم المؤمنين وخيار الصحابة، وحتى ائمة الفقه وعلى رأسهم الإمام مالك ومذهبه هو المعتمد في المغرب العربي، ومن المعاصرين نذكر التونسي محمد التيجاني في كتابه "الشيعة أهل السنة" ص 161 قال: (... أن مذهب النواصب هو مذهب أهل السنة والجماعة)... دفعهم هذا الحقد الذي يكنونه لأهل السنة من إعتقادهم بما لا ولم يختلف فيه اثنان، بان دماءهم وأموالهم حلال، وأنهم نجس وكفار وقتلهم وإغتيالهم من الأعمال المقربة لله، بل حتى تقليب الحيطان عليهم... وقد وردت الكثير من النصوص التي تنسب لأئمتهم كالمعتاد في هذا الباب نذكر مواطن بعضها على سبيل الإشارة لا الحصر، مثلا ما جاء به ابن بابويه القمي في "علل الشرائع" ص 601، والحر العاملي في "وسائل الشيعة" 18/463، نعمة الله الجزائري في "الأنوار النعمانية" 2/307 حيث قال بجواز قتلهم وإستباحة أموالهم، ونجد فتوى الخمس من مال السني الذي يذهب للقاتل الشيعي أما الباقي فهو للمراجع، هذا موجود في تهذيب الأحكام للطوسي 4/122، الكاشاني في الوافي 6/43، الخميني في تحرير الوسيلة 1/352... الخ، أما بالنسبة لنجاستهم وكفرهم فهو محل إجماع بين مراجعهم وكل كتبهم تزخر بالنصوص والأحكام حوله...

في ظل الحملات التي يقوده الغزاة ضد العالم الإسلامي نجد أن الشيعة والمتشيعين يقفون كالمتفرجين إن لم يكن لهم يد العمالة والخيانة، وهذا بسبب إعتقادهم من أنه لا جهاد قبل ظهور ما يسمونه "المهدي"، وطبعا هذا المهدي هو إمامهم الثاني عشر الذي يعيش في سرداب منذ قرون، فتجد روايات كثيرة تقر بذلك مثلا ما أورده الكليني في الكافي 8/295، والحر العاملي في وسائل الشيعة 11/37، الطبرسي في مستدرك الوسائل 2/248، الكاشاني في الوافي 9/15، النجفي في جواهر الكلام 21/40... الخ، وطبعا ما ورد من إعتقادات في حق اهل السنة والجماعة دفعهم إلى الكثير من المواقف المخزية عبر التاريخ، من خيانات وعمالة للغزاة والمحتلين، وقد بدأ منهج الشيعة السياسي الذي ينبني على الخيانة لأهل السنة ولو لصالح اليهود والنصارى، منذ أولى أعمالهم في ذلك وتمثل في خيانتهم لعلي بن ابي طالب وخذلانهم له (الكامل في التاريخ لإبن الأثير 3/349، تاريخ الطبري 5/89)، كذلك خيانتهم للحسن بن علي (تاريخ الطبري 5/90، 5/135)، كذلك ما إقترفوه في حق الحسين بن علي الذين يقيمون له طقوس العزاء ويبكونه وهم في الأصل قاتلوه (تاريخ الطبري 5/347-348، الكامل في التاريخ 4/37، مروج الذهب 3/67)، وعبر التاريخ ومحطاته المختلفة نجد خيانة الوزير علي بن يقطين في خلافة هارون الرشيد، وقد إعترف بذلك الشيعة أنفسهم (نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية 2/308)، ما يروى أيضا عن تشيع الخليفة العباسي الناصر لدين الله وعمالته للتتار (البداية والنهاية 13/106 – 107)، ثم المواقف المخزية للدولة الفاطمية في المغرب العربي التي جاءت بالمذهب الإسماعيلي الشيعي بعدما سهل لها الأمر من دولة الأدارسة، وقد لعب الدور الكبير العبيديون وزعيمهم ابو عبدالله الشيعي وهو يتحدر من اليمن، ومما يذكر عن جرائمهم في حق أهل السنة المغاربة أنهم يرغمونهم على ممارسة طقوسهم الدينية ومن يخالف يذبح ويمثل بجثته، وصل الحال من أجل إستفزازهم أن الحاكم بأمر الله نقش سب الصحابة على جدران المساجد وفي الأسواق وبالشوارع، لقد كادوا لصلاح الدين الأيوبي عندما تحالفوا مع الفرنجة، وخيانات الفاطميين كثيرة جدا نذكر ما حدث عام 562 هجري ضد مصر لما تعاونوا مع الفرنجة لنزع الإسكندرية من يد الناصر صلاح الدين الأيوبي، الذي حاولوا تصفيته في مرات متعددة (البداية والنهاية 12/252)... ايضا خيانات الطواشي في مصر، القرامطة الذين يدعون نسبهم لإسماعيل بن جعفر الصادق الذين راحوا يعتدون على الحجاج مثل ما جرى عامي 294 هجري و 312 هجري، والسبب له بعده العقدي ويتمثل في عدم حرمة الحجيج، فزيارة واحدة لقبر الحسين تعادل حجة لبيت الله الحرام كما يعتقدون، والحوادث كثيرة أهونها إقتلاعهم للحجر الأسود عام 317 هجري... كذلك البويهييون، وما فعله الوزير محمد بن أحمد العلقمي في معاونته للتتار حتى إحتلوا بغداد عام 656 هجري بقيادة هولاكو (البداية والنهاية 13/164)، وقد بلغ عدد ضحايا هذه الخيانة ما يتراوح بين 800 الف و أكثر من مليون و 300 ألف قتيل مسلم، ولعبوا الدور البارز في دخول التتار ايضا الى الشام عام 658 هجري وبتواطؤ القاضي بدر التفليسي الشيعي، وكذلك ما فعل بحلب عام 657 هجري... عاونوا الصليبيين على دولة السلاجقة السنية (البداية والنهاية 12/68-79)، حتى أن المؤرخين يجمعون على إحتلال بيت المقدس عام 492 هجري من طرف الفرنجة كان بسببهم (البداية والنهاية 12/156)... الأحداث كثيرة وقد جمعها الدكتور عماد علي عبد السميع حسين في كتابه (خيانات الشيعة وأثرها في هزائم الأمة الإسلامية)، حتى أنهم في عصرنا الحديث الذي يشهد فيه عالمنا الإسلامي أرذل وابخس مراحله واذلها على الإطلاق، والدور في كل هذه الهزائم هو شيعي صفوي فارسي بحت، لقد تحالف شيعة لبنان مع النصيريين، فحركة أمل الشيعية التي يقودها نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني حاليا إقترفت مجازرا مروعة في حق السنة كمجزرة 20/05/1982 في حق المخيمات الفلسطينية، فاقت في فظاعتها ما تفعله إسرائيل فيهم، وقد اوردت صحيفة "صنداي تايمز" في عددها الصادر بتاريخ 03/06/1985 من أن حركة أمل منعت المصورين من الدخول للمخيمات وهددتهم بالموت بعدما إقترفت مجازرا مروعة وإبادة يندى لها الجبين، بل وصل بهم الحال إلى التعاون مع اليهود الذين يزعمون حاليا وحتى من قبل أنهم يحاربونهم ويقاتلونهم، فقد سمحت القوات الصهيونية لمنظمة أمل الشيعية بالنشاط حسب تقرير لوكالة رويترز (01/07/1982)، بل ذهب إلى أبعد من ذلك وزير خارجية السويد بيير أوبيرت بجنيف في 24/06/1985 من أنه قام شخصيا بنقل رسالة من نبيه بري للقيادة الإسرائيلية رفض أن يكشف عن محتواها... لقد وصل امرهم حتى للهند وصاروا أنصارا للهندوس والسيخ والمستعمر الإنجليزي من أجل إبادة السنة، أما في البلاد العربية فالأحداث لا يمكن حصرها في هذه الدراسة وتحتاج لمجلدات، لكن نذكر على سبيل الإستدلال والإشارة فقط الثورة التي أشعلوا فتيلها في البحرين، وذلك من أجل إيران التي كانت ولا تزال تريد أن تضم البحرين لها، وما ظل يقوم به من دور قذر لصالح الخميني المسمى عبدهادي المدرسي وهو إيراني يعيش في البحرين، ولهم ما لا يمكن تخيله في الكويت والسعودية واليمن، والعراق ليس ببعيد حيث أدخلوا الأمريكان لأجل إسقاط نظام صدام حسين السني، وكله بدعم إيراني ونحن نعرف مدى تدخل طهران في الشأن العراقي وأطماعه التاريخية فيه، بل وصل حتى اشياء بسيطة للغاية فقد أوردت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في عددها الصادر بتاريخ 02/01/2007 من أن عبدالعزيز الحكيم أثناء صياغة الدستور ظل بين الفينة والأخرى يغادر القاعة لتلقي الأوامر من إيران، هذا فضلا عن دعمها لميليشيات ما يسمى جيش المهدي وزعيمه مقتدى الصدر لأجل إبادة أهل السنة، بلغ ما تخصصه إيران له 80 مليون دولار شهريا... ربما اعطينا صورة عن معتقدات الشيعة حول تلك الأقطار التي يحكمها السنة، والوسائل التي تستعمل من أجل تصدير ثورتها، وطبعا الشأن الجزائري يندرج ضمن هذا المخطط التوسعي الفارسي...

رؤية لا بد منها


الحديث عن التشيع الذي يزحف على الجزائر ووفق أجندة ايرانية، يقتضي منا الحديث عن هذا الغزو الذي لا يستهدف الجزائر فقط بل استهدف قبلها المغرب وتونس وليبيا، وحتى أننا لاحظنا مدى تمركز الظاهرة في الحدود الغربية والشرقية، وأكدت لنا مصادر أمنية من أن المد في الغرب جاء بدعم من طرف شيعة المغرب، بل مصادر أخرى تتهم نظام المخزن في هذه العملية، بعدما أتهم من قبل في الدعم للإسلاميين المتمردين، طبعا جاء ذلك بسبب الصراع القائم بين البلدين على خلفية ما يسمى بمشكل الصحراء الغربية، كما اعترف عبدالحق العيايدة عن عروض المملكة المغربية من أجل تجنيد أشخاص من البوليزاريو في "الجيا"، للتذكير أن العيايدة هو أمير سابق لتنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة ألقي عليه القبض بالمغرب ليتم تسليمه للجزائر في إطار صفقة سرية، استفاد من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وأفرج عنه في مارس 2006 بعد سنوات طويلة قضاها بسجن سركاجي... كما ذكرنا سابقا من أن المغرب يشهد نشاطا واسعا، فقد ذهبت بعض المصادر إلى إعتبار الزعيم عبدالسلام ياسين متشيعا يمارس التقية كما ورد في عدة مقالات نذكر على سبيل المثال مقال نشر بصحيفة (العرب) اللندنية عن (الأطماع الفارسية التوسعية تلعب بالورقة الشيعية) للباحثين المغربيين محمد سعدوني وعبدالعزيز حبيبي، ومما جاء فيه: ( وحتى عندنا في المغرب بواسطة نادية ياسين وأبيها الذي مازال في ثوب التقية، لأن انخراطه في المشهد السياسي المغربي يلزمه أولا وقبل كل شيء التقيد بمذهب أهل البلد الذي هو سني مالكي أشعري، والاعتراف بقلعة إمارة المؤمنين وهو ما يصر على عدم الاعتراف به الشيخ عبد السلام ياسين وينافس السلطان في الحقل الديني الحساس، وهو الأمر الغامض والخطير في "إصرار" "العدل والإحسان" على البقاء في خانة المعارضة واستفزاز النظام حتى يقمع أكثر أتباع ياسين! وهو نفس النهج الذي سلكه الخميني مع شاه إيران لتضخيم شعبيته والاستيلاء على الشارع، وإن أى قراءة أو تحليل أو نقذ لجماعة ياسين خارج هذا الإطار، لا يخدم إلا مشروع الياسينيين)،ويوجد آخرين لهم نشاط بارز في الدعوة ويحاولون ربط علاقات واسعة في المغرب العربي نذكر إدريس هاني، الذي يعتبر باحثا وعنصرا نشيطا في هذا الميدان تربطه علاقات وثيقة بالنظام الإيراني، وهو عضو منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين المغاربة... ومن المصادفة التي تثير التساؤلات أنه في الوقت الذي أوقفت فيه وزارة التربية الجزائرية 11 مدرسا بسبب التشيع، راحت مصالح الأمن المغربية تترصد خطوات 6 مغاربة إلتحقوا بايران وهم يتحدرون من مدينة مكناس وتتراوح أعمارهم بين 24 سنة و 33 سنة، وقد أكدت بعض المصادر بتموين ايراني لرحلتهم نحو قم عن طريق جمعيات في ظاهرها خيرية وفي الأصل هي تعمل تحت الوصاية الإيرانية ودعم من المرجعيات، ربما تبدو صدفة غريبة لكن مصادر أخرى مطلعة من البلدين ذهبت إلى وجود تنسيق أمني إتخذ بعده الرسمي منذ ما أقدمت عليه أمريكا بدعم شيعي ايراني في حق الرئيس العراقي الأسير صدام حسين، وصباح يوم عيد الأضحى حيث كان المسلمون يحتفلون به في كل أنحاء العالم، فضلا عما توصلت له أجهزة البلدين من نشاط واسع لإيران داخل شرائح المجتمع ومستندات تثبت التموين لجماعات سرية تنشط في إطار إحياء الفكر الشيعي...

على كل ليس موضوع بحثنا التفاصيل ولكن أردنا فقط أن نؤكد بأن المشروع الفارسي لم يقتصر على الجزائر فقط بل بسطت جناحاه على المغرب وتونس، وهذه الأخيرة التي حسب الكثير من النصوص المنشورة والملفات المتداولة تؤكد أن الشيعي التونسي محمد التيجاني السماوي الذي يعد من أبرز الشيعة التونسيين له نشاط بارز، يمتد حتى الى الجزائر، وخاصة ما أوردناه سابقا من تحركات له لأجل ما يسمى "حزب الله المغاربي"، والذي يراد به الواجهة السياسية لذلك حتى يتحقق النفوذ الفارسي وهو تمهيد لنفوذ غربي مؤكد، ونحن نعرف ذلك جيدا وتطرقنا له من قبل، فمنذ القديم الغابر وللشيعة الدور البارز في المؤامرات التي يحاكها الغرب ضد الأمة الاسلامية، ربما توارثوا العمالة من عهد العلقمي الذي أوصل هولاكو إلى الإطاحة ببغداد... نعود إلى تونس فقد إتهم زعيم حركة النهضة الإسلامية راشد العنوشي النظام التونسي بالتحالف مع ايران لأجل نشر التشيع في المغرب، حسب ما صرح به لوكالة قدس برس على هامش رفض ايران دخوله لترابها ضمن وفد للمؤتمر القومي الإسلامي... وقد اشرنا الى ما يدخل في هذا الإطار وهو إهتمام القذافي بالتشيع من أجل إعادة ما سماها الدولة الفاطمية الجديدة في المغرب العربي، ولهذا يجعلنا نؤكد من أن التشيع الذي يضرب المغرب العربي، هو مد شيعي حسب له في مخابر الظل وبدعم أمريكي لا محالة، فالوجود الشيعي في الشمال الإفريقي وعلى بوابة اوروبا فيه مقاصد لإبادة السنة الذين يبقون الهاجس الكبير الذي ينغص صفو الغرب ومن يحذو حذوهم، فقد صارت إيران الآن القوة العظمى في منطقة الخليج بعد سقوط العراق وسيطرة ايران عليه بواسطة العملاء المزدوجين، وهذا ما يجعل الحلم الصهيوني في دولة تمتد من النيل إلى الفرات على ابواب التحقق، وخاصة ان الشيعة لا يزالون ينتظرون ما يسمى بالمهدي حتى يخرج من السرداب ويشرع الجهاد، وهذا الذي لن يتحقق لأنه خرافة لا تنطلي حتى على الحمقى والمعتوهين فضلا عمن له أدنى تفكير وعقل، فزمن المعجزات قد ولى ولن يعود بعد آخر المعجزات في الأرض والمتمثلة في القرآن الكريم...

نسجلها لله ثم للتاريخ

لقد قرعنا ناقوس الخطر وكشفنا ما يجري في بعض جهات الوطن من نشاطات لتشييع الجزائريين، ووزارة الشؤون الدينية نفسها إعترفت بوجود هؤلاء الدعاة، وكشفت مصادر تابعة لها من أن القضية تقف وراءها مجموعات نعتتها بالصغيرة، وقال مصدر لصحيفة الشرق الأوسط انهم يلتقون في محيط ضيق، ويقيمون حلقات سرية داخل البيوت... هذا فضلا مما كشفته بعض المصادر من أن المتشيعين حاولوا التسلل لقائمات الترشح للإنتخابات المحلية المزمعة في 30 نوفمبر 2007، ومصدر جديد إعترف لنا مؤخرا من أن مصالح الأمن الجزائرية تتابع نشاطات جديدة في وهران حيث يتم توزيع كتب شيعية بمسجد السلام الذي يحاولون الإستيلاء عليه... ومن دون أن نغفل ما يجري في منطقة الشريعة (ولاية تبسة – الشرق الجزائري) من نشاط واسع النطاق، وبالرغم مما أثرناه عنهم وعن مواقع نشاطهم إلا انهم لا يزالون يمارسونه تحديا، مما يوحي بدعم قوي لهم من طرف شخصيات نافذة في السلطة له الولاء لإيران مع العلم أن الوزير وزعيم حركة حمس من ابناء هذه المدينة وله أقارب وابناء عرشه ينشطون في الدعوة للتشيع، ومما يروى لنا من أن يونس بوطورة وقف متحديا حيث يعمل استاذا بالتكوين المهني على اساس انه لا يستطيع أي أحد أن يتعرض له أو يوقفه عن دعوته، أما الصيدلي عبدالعالي زهاني فقد حاول الظهور في بعض صلوات الجمعة بمسجد الفرقان إلا أنه سرعان ما عاد إلى نشاطه مدعيا انه تلقى ضمانات عليا، لم يكشف عن طبيعتها ولا طبيعة الأشخاص الذين يدعمونه...

ان ما كشفته التعاليق على حلقاتنا والتي حطمت الأرقام القياسية في عددها ومحتواها، أوحت من أن الذين يدعون إلى التقارب وجعل الشيعة كمذهب خامس واهمون لحد بعيد، لأن الإختلاف ليس في بعض سنن الوضوء أو أحكام الحيض والنفاس، إنما الإختلاف جوهري، والصراع قائم على وجوب الإبادة، والمعارك لها أبعاد تاريخية وحضارية لا يمكن تجاوزها مهما كان الأمر ، ومهما حاول دعاة ما يسمى التقريب بين المذاهب التنازل، لأن المسألة صارت تخدم الجانب الشيعي الذي عرفنا البعض من ملامح عقيدته في ما تقدم، فضلا من أن الوجود الشيعي في الجزائر يهددها بفتنة طائفية خطيرة للغاية، فقد لاحظنا من أن هذا المد يتحرك بناء على أجندة تأخذ التوزيع الجغرافي القبلي والطائفي أو العروشي للجزائريين، فإن كان التبشير يركز على القبائل فإن التشيع يركز على الشاوية، وهذا بعينه هو الطائفية التي تنام على بركان ينذر بالشؤم... فحول زعم التقارب هذا الذي يتبجح به البعض يقول الدكتور علي أحمد السالوس: "بدأت دراستي بالدعوة إلى التقريب بين السنة والشيعة بتوجيه من أستاذي الجليل الشيخ محمد المدني، على أن التشيع مذهب خامس بعد أربعة أهل السنة؛ غير أنني عندما بدأت البحث واطلعت على مراجعهم الأصلية وجدتُ الأمر يختلف تمامًا عمَّا سمعت.. فدراستي إذن بدأت بتوجيه من الشيخ المدني من أجل التقريب، ولكن الدراسة العلمية لها طابعها الذي لا يخضع للأهواء والرغبات"، ويقول محب الدين الخطيب: "إن استحالة التقريب بين طوائف المسلمين وبين فرق الشيعة هي بسبب مخالفتهم لسائر المسلمين في الأصول، كما اعترف به وأعلنه النصير الطوسي، وأقره عليه نعمة الله الموسوي الخونساري ويقره كل شيعي، وإذا كان هذا في زمن النصير الطوسي فهو في زمن باقر المجلسي الآن أشد وأفظع".



لقد عانت الجزائر من ويلات الدم خلال حربها الأهلية التي اشعل فتيلها لصوص دين وقراصنة دنيا، لما تمكن الفكر الجهادي من أبنائها وساعده إستغلال أطراف في السلطة تريد لنفسها الدوام والخلود والسيطرة على خيرات الأمة، وها هو اليوم خطر آخر لمسناه عن قرب وأحطنا ببعض جوانبه في هذه الدراسة، يهدد بالفعل مستقبل البلد في ظل أطماع أمريكية مكشوفة ربما فشلت في إستغلال ما يسمى بـ "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي شارف على النهاية، وهاهي تدعم مد فارسي يركض في فراغنا ونحن غارقون في أعداء وهميين يمكن إحتواءهم بجرة قلم... ليس ما وصلنا إليه هو الأخير من المعلومات والملفات لكن يوجد ما لا يمكن إحتواءه في مجلدات، سنعود الى ما سيصلنا من جديد عن هذا الملف الملغوم، وإن كنا أتهمنا بإثارة نعرات الفتنة بين الجزائريين واننا عملاء مرة لليهود واخرى للمغرب، وهكذا راحت جهات مدعومة إيرانيا في شن حملة علينا أو تهديدنا برفع دعاوى قضائية ضدنا، وذنينا أننا وصلنا إلى مخططاتهم السرية في بلدنا الجزائر... فإثارة الفتنة في مهدها من أجل القضاء عليها أفضل بكثير من أن تثار علينا لوحدها لأجل القضاء علينا، وهذا الذي فعلناه من خلال الحلقات التي مضت، والتي لقيت كل الرواج والإهتمام وطبعا نلنا حظنا من الشتم والسب، ذلك ما زادنا إلا إصرارا على المضي قدما في كشف الخبايا والخفايا التي وصلنا إليها أو حتى نصل إليها مستقبلا، أعترف أنني لست رجل فقه أو دين حتى أكون طرفا في ما يثار عبر التعليقات التي تتهمنا بالتخفي وراء اسماء مختلفة كابي هند مثلا، بالرغم من أنه لا علاقة لنا بذلك ولا نحن جندناه لأجل تلك المعارك التي كشفت حقية الفتنة التي تنام في الجزائر، لن نكون ملعونين إن أيقضناها لأننا فعلنا ذلك من أجل مصلحة البلد الذي هو بلدنا ومصالح الجزائريين الذين ملوا بالفعل منظر الدم المراق وروائح الجثث المتعفنة... إن كان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر حظر كتاب الدكتور أحمد راسم النفيس أحد أقطاب الشيعة في مصر، والذي عنوانه (رحلتي مع الشيعة والتشيع في مصر) بسبب ما ينطوي عليه من دعوة وأفكار وعقائد تهدد مستقبل الأجيال في مصر، فترى ماهي الإجراءات التي ستتخذ حيال هذا الخطر الداهم الذي يزحف على الجزائريين وخاصة أبنائهم وبناتهم في المدارس، في ظل ما قدمناه من قبل عن خفايا مد ايراني له اليد الطولى في كل ما حدث بالجزائر وما سيحدث مستقبلا ان لم يتم تدارك الأمر قبل فوات الأوان؟، لقد قلتها لله أولا ثم للتاريخ من أن الفرس قادمون عسكريا بعدما صاروا يزحفون بعقائدهم على قلاع الجزائر... فهل من مجيب؟ !!! .

انتهى