عرض مشاركة واحدة
قديم 28-11-07, 04:57 AM   رقم المشاركة : 2
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


بقلم: أنور مالك -كاتب صحفي مقيم بباريس

(الجزء الثاني)

نشرت جريدة الشروق اليومي في عددها الصادر بتاريخ: 23/01/2007 وتحت عنوان: "جهات إدارية تتلقى تعليمات للتحقيق في ظاهرة التشيع في الجزائر"، ومن دون أن تكشف عن طبيعة هذه الجهات، لكن علمنا من جهات مطلعة أن مصالح الأمن لعدة ولايات منها وهران ومعسكر وتيارت وتبسة وباتنة وسطيف وقسنطينة وجيجل والجزائر العاصمة هي التي تقوم بالتحقيق السري لمعرفة حقيقة ما يروج له في الأوساط الشعبية خاصة، فضلا عن العلاقات مع الخارج،مما يعطي الإنطباع مدى تخوف السلطات من إنتشار التشيع بين الجزائريين، والمتواجد في الأحياء الشعبية والمدارس الثانوية خاصة، وهذا الذي يمهد النفوذ الإيراني في المنطقة على غرار ما يحدث في العراق، وإن حاولت بعض الجهات التقليل من الأمر، فنسجل هنا موقف الشيخ عبدالرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء الجزائرية الذي قلل من شأن ذلك بالرغم من إعترافه الضمني بوجود الظاهرة، في تعليقه عن ما سمي بالمد الشيعي في الجزائر بقوله: " "ليس من اللياقة الخوض في مسألة التشيع أو التنصير، وكلاهما ظاهرة موجودة في الجزائر، وأعتقد أن الاهتمام بهذا الموضوع يعتبر من قبيل العبث وتحويل الأذهان إلى ما هو أقل أهمية من القضايا ذات الأولوية".... وكما ذكرنا أن إيران تشكل هاجسا مرعبا للسلطات الجزائرية، وخاصة في ما يتعلق بالدعم الإيراني للمسلحين، حيث تتهم طهران على أنه تريد انقلابا شيعيا في المغرب العربي...



أمير الجيا في معاقل حزب الله...



علاقة إيران بالعمل المسلح تجلى أيضا في قضية أمير الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا" السابق محفوظ طاجين المدعو "أبو خليل" الذي خلف الشريف قوسمي المدعو "أبو عبدالله أحمد" والذي قضي عليه في سبتمبر 1994، بعدما نصبت له مصالح الأمن كمينا وعثرت بحوزته على رسالة علي بن حاج الشهيرة، وقد روجت بعض وسائل الإعلام الرسمية والأمنية على أن قوسمي شيعي أيضا وهذا الذي لم نتمكن من تثبيته بسبب المعلومات الشحيحة في هذا الباب، أما طاجين فقد تمت تصفيته حسب بعض المصادر من طرف جمال زيتوني، وفي حوار لصحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر بتاريخ 07/06/07 تحدث أحد القياديين السابقين في العمل المسلح وهو عمر شيخي المدعو "أبو رقية"، وهو أمير سابق لمنطقة الأخضرية (ولاية البويرة) أحد المناطق الساخنة والملتهبة إبان الحرب الأهلية الجزائرية، وهي محاذية لجبال الزبربر التي شهدت أعنف المعارك والأحداث، وقد سلم نفسه في إطار قانون الرحمة لعام 1995 الذي سنه الرئيس الأسبق اليمين زروال، وأكد العقيد سمراوي في أحد شهاداته كضابط مخابرات بعلاقة عمر شيخي بالمخابرات الجزائرية على غرار مدني مزراق وكرطالي... حيث مما جاء على لسانه بان محفوظ طاجين كان النائب الأول لشريف قوسمي في قيادة الجماعة الإسلامية والمسلحة، ولما قتل هذا الأخير في 1994 من الطبيعي أن يكون خليفته على رأس التنظيم، ولكن الخلافات كانت قائمة حيث أنه متهم بالجزأرة والتشيع وهناك أمور كثيرة ضده لم يفصلها عمر شيخي، وقد حدثت نقاشات أيام الشريف قوسمي عبر حلقات حول تشيع محفوظ طاجين وكان "الأمير الوطني" يعتبرها مجرد إتهامات لا دليل عليها، غير أنه في النهاية إقتنع بأنه جزأري وشيعي، وقد أكد شيخي أن الشريف قوسمي كان سيفتح تحقيقا ضده لكنه قتل قبل أن يفعل ذلك...

في إجتماع تعيين الأمير رفض الكثير من قادة السرايا والنواب القادة تعييه أميرا وطنيا، فإضطر طاجين بأن يتنازل عن الإمارة لجمال زيتوني، وطبعا هنا عرفت الجزائر تحولا رهيبا ومجازرا فظيعة ومروعة... أما عن الخلفيات التي دفعت إلى إتهام محفوظ طاجين بالتشيع فيقول عمر شيخي: (كان إرساله مقاتلين للتدرب في لبنان أحد الأسباب التي أثارت الشكوك حوله، سأله قوسمي عن هذا الأمر فأجابه بالحرف الواحد:"نحن نستعمل الشيعة الإيرانيين ولا نمشي في منهجهم"، فقال له قوسمي: "إن الشيعة لا يمكنك أن تستعملهم فهم سيستعملونك حذار ثم حذار، لقد أرسلت وفدا إلى حزب الله في لبنان فحاذر أن ترسل وفدا آخر"، لكن محفوظ لم يكترث بذلك، فهيأ دفعة ثانية ذهبت إلى لبنان، فتح تحقيق مع الناس الذين ذهبوا إلى لبنان، وأنا من الذين حققوا معهم، كان تحقيقا عاديا، لم يكونوا راضين عن التدريبات وقالوا ان منهجهم ومنهجنا مختلفان، كانوا ينزلون إلى سورية ومنها إلى لبنان، ممثلهم يدعى رشيد-ع كان يتخذ من سورية مركزا له، كان ممثل محفوظ في الحقيقة، لكنه كان يعمل بوصفه ممثلا للجماعة –يقصد الجماعة الإسلامية المسلحة- وفي إمارة زيتوني، قال له الأمير –يقصد جمال زيتوني طبعا- أن يعود من سورية إلى الجزائر لكنه رفض.

وكيف بدأت تلك العلاقة بين محفوظ والإيرانيين؟

محفوظ ذهب بنفسه إلى لبنان حيث بقي قرابة ستة أشهر كان ذلك في 1991 عندما أراد الذهاب إلى حرب العراق، كانت مجموعة كبيرة من الجزائريين حضرت نفسها للذهاب إلى العراق لـ "الجهاد" ضد القوات الأمريكية خلال حرب الخليج في 1991، ذهب محفوظ إلى سورية آنذاك وهو يقول بحسب روايته، أنه كان يريد الذهاب إلى العراق، فإذا به يلتقي صدفة (في سورية) فتحي الشقاقي زعيم "الجهاد الإسلامي" الفلسطيني، فقال: ماذا تفعلون هنا (لمجموعة الجزائريين)؟ تحدثا في دردشة قصيرة، وقال له فتحي الشقاقي (لقد إغتالته إسرائيل في ديسمبر من عام 1995 بجزيرة مالطا): إذا أحببتم أن تنزلوا إلى لبنان نسهل لكم الأمور، فقال محفوظ: ما في إشكال ننزل إلى لبنان... نظم الشقاقي الأمور وتركهم في فيلا، وبعد فترة تم إدخالهم إلى لبنان حيث بقوا ستة شهور، دخلوا عن طريق فتحي الشقاقي، وهو يقول لنا –يقصد محفوظ طاجين- أنه صلى مع الشيعة وفعل معهم كذا وكذا، لكننا لم نأخذ عليه قضية دخوله إلى لبنان آنذاك، ولكن بعد فترة بدأنا نرى رسائل تصله من مشايخ الشيعة في سورية، وهو أمر أخاف "الجماعة" كانوا "مشايخ الشيعة" يتعاملون مع محفوظ مباشرة من دون المرور بقيادة الجماعة...).

ثم يروي عمر شيخي قصة حدثت بالجبل بعدما تنازل محفوظ طاجين عن الإمارة لصالح جمال زيتوني قائلا:

(بقي محفوظ عضوا في مجلس الشورى لـ "الجماعة" بعدما تنازل عن الإمارة لمصلحة زيتوني، وأذكر أننا كنا نسير نسير في سيارة على الطريق في منطقة بوقرة معقل "الجماعة" –ولاية البليدة- فإذا بنا نلتقي ببعض الإخوة، لكن المكان كان مظلما فأعتقدنا أننا وقعنا في كمين للجيش، لكن الإخوة كانوا مع جماعتنا، هم عرفونا لكننا لم نعرفهم، ففتحنا أبواب السيارة وقفزنا منها، رمى محفوظ بنفسه فأصيب بكسر، جلس مدة طويلة وهو مجبر، نزل إلى العاصمة وارتاح وكنا نرسل وراءه اذا إحتجنا إليه).

وطبعا الكل يعرف أن محفوظ طاجين تمت تصفيته من طرف جمال زيتوني في إطار حملة التطهير الداخلية، وقد أخبرني خنافيف أحمد وهو من قدماء الجماعة الإسلامية المسلحة في البليدة بان زيتوني قام بتصفية رجال الجزأرة على غرار محمد السعيد وعبد الرزاق رجام ومحفوظ طاجين بتهمة الجزأرة التي يراها الوجه الآخر للتشيع في الجزائر، هكذا هو الظاهر الذي أقنع به جماعته، وفي الأصل أن السبب هو رغبته الجامحة في السيطرة على التنظيم، حتى ينفذ به مخططاته التي ظهرت من بعد برفقة صديقه وأمين سره عنتر زوابري، وسوف نتعرض لاحقا في هذا الملف عن إعترافات مثيرة لأحد قادة تنظيم "الجيا" المسجونين حاليا يكشف فيه دور الشيعة المندسين في التنظيم والذين يعتقدون بكفر الشعب الجزائري السني في المجازر المقترفة في حقه...



عين على العلاقات الجزائرية الإيرانية



مما يجب أن نتحدث فيه هو مسيرة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وإيران، وهو مما قد يجلي بعض الشيء طبيعة هذا المد الفارسي المنشود، والذي يستهدف كل العالم الإسلامي ويكفي ما كشف مؤخرا عن رغبة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بتعويض الإحتلال الأمريكي للعراق بإحتلال إيراني مهده شيعة العراق كالسيستاني وآل الحكيم وآل الصدر وعصابة المالكي والجعفري وغيرهم...

عاشت العلاقات الثنائية بين الجزائر وغيران على صفيح ساخن، فقد أيدت الجزائر "الثورة الخمينية" التي إندلعت في 1979 وقد توثقت العلاقات بعدها، حتى زار الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد طهران عام 1982 وأثناء الحرب العراقية الإيرانية الحامية الوطيس، ولعبت الجزائر دورا بارزا في تمثيل ورعاية المصالح الإيرانية في أمريكا بعد قطع العلاقات بين طهران وواشنطن في 07/04/1980، وأيضا مما يمكن تسجيله ما قامت به الجزائر من دور بارز لأجل الإفراج عن 50 دبلوماسيا أمريكيا احتجزوا كرهائن في السفارة الأمريكية بطهران في 04/11/1979، وطبعا الدور الآخر خلال الحرب العراقية الإيرانية (80-88) وقد دفعت الثمن باهضا وتمثل في تحطم طائرة تقل وزير الخارجية الجزائري محمد الصديق بن يحيى في 03/05/1982 على الحدود العراقية التركية، أدى إلى مصرعه وهو حادث غامض لم تكشف خفاياه لحد الساعة ولا الجزائر سعت من أجل الوصول للحقيقة بالرغم مما سجل هنا وهناك عن إغتيال إستهدف رئيس الدبلوماسية الجزائرية، لصالح أطراف مختلفة تريد إستمرار نزيف الحرب... العلاقات توترت في ما بعد بسبب "مساندة" إيران للجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة حاليا، وقد اعتبرته الجزائر تدخلا في شؤونها الداخلية، ومما يمكن ذكره في هذا السياق ما أشارت إليه الصحيفة البريطانية "الديلي تلغراف" في تقرير لها، إبان التهجم الإيراني على الجزائر بسبب حل حزب جبهة الإنقاذ، من أن طهران وعدت الحزب المحل بمبلغ 5 ملايين دولار في حال وصوله إلى السلطة، ومن دون أن تكشف أسباب هذا الدعم بالرغم من الإختلاف العقدي بين الجبهة التي تتخذ من السلفية منهجا، وهو ما تعتبره إيران "وهابية" معادية لمذهبها الرسمي الإثني عشري الذي تسميه "مذهب آل البيت"... قامت الجزائر بإبعاد 7 دبلوماسيين إيرانيين من بينهم الملحق العسكري والثقافي ومساعد السفير، في إطار قرار التقليص من التمثيل الدبلوماسي للبلد المعني، لـتأتي خطوة أخرى ضربت العلاقات بين البلدين في مقتل وتمثل في سحب الجزائر لسفيرها عبدالقادر حجار –وهو ممثل الجزائر في جامعة الدول العربية حاليا- وعدد من كبار مساعديه في أوائل 1992 بعد قيام إيرانيين بمحاصرة السفارة الجزائرية وبيت السفير بطهران، ثم جاء القرار الحاسم وهو قطع العلاقات بصفة نهائية في شهر مارس من عام 1993 إبان حكم ما سمي بالمجلس الأعلى للدولة بقيادة علي كافي، وإن كانت قد شهدت فترته وفترة خليفته اليمين زروال محاولات خاصة من الجانب الإيراني لأجل تصحيح مسيرة العلاقات ووضعها في كف الصلح إلا أنها باءت بالفشل، بسب إصرار النظام الجزائري على إتهام إيران بدعم المسلحين الإسلاميين ماديا ومعنويا وسياسيا وإعلاميا... إيران تعتبر الجزائر الحليف المهم والمفضل والإستراتيجي خاصة بعد الإنقلاب على ليبيا بسبب إختفاء رجل الدين الشيعي موسى الصدر في ظروف غامضة خلال زيارته لليبيا عام 1977، وزاد الطين بلة أن أحمد جنتي وهو أحد "آيات الشيعة" في إيران ورئيس مجلس صيانة الدستور وخطيب جمعة طهران، قد أعلن عن سروره بإغتيال الرئيس محمد بوضياف...

عند نهاية التسعينيات وخاصة في عهد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، بالرغم من الإستقبال الفاتر لفوزه بإنتخابات عام 1999 من طرف طهران، إلا أنها أعلنت دعمها لمسار الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي جاء بها بوتفليقة، حسب الظاهر من السياسة الجزائرية وإن كانت في الأصل سبب "الإنقلاب المقنن" على زروال بإستقالة ملغومة، وقد جاء بوتفليقة للحكم من طرف زمرة عرفت بالسلطة الموازية التي يقودها جنرالات الجيش وسماها الرئيس نفسه بالتوازنات خلال الحملة الإنتخابية لميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وقد سجل المنعطف البارز والتاريخي في مسيرة العلاقات هو اللقاء بين الرئيس الإيراني محمد خاتمي ونظيره الجزائري بوتفليقة على هامش قمة إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في قمة الألفية، ليتم تبادل السفراء في أكتوبر 2000، ثم تشكيل اللجنة الإقتصادية المشتركة الجزائرية الإيرانية وعقدت أول إجتماع لها في جانفي 2003 بالجزائر... تتطور الأمور بزيارات لمسئولين سامين، حيث قام رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري (الغرفة السفلى للبرلمان) بزيارة لطهران في أوت 2001 وإستقبله رسميا الرئيس خاتمي، لتأتي الزيارة الأخرى لرئيس مجلس الشورى الإيراني مهدي كروبي في أكتوبر 2003، لتتوج بالحدث الأكبر والأبرز وهو زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لإيران في 17-20 أكتوبر 2003، حيث تم توقيع 18 إتفاقا للتعاون الثنائي بين البلدين في مجالات مختلفة كالقضاء والصناعة والنقل والمالية... الخ، ليرد الزيارة الرئيس محمد خاتمي في 02 أكتوبر 2004 هللت لها وسائل الإعلام المختلفة كثيرا... أيضا مما يمكن تسجيله هو إعلان طهران إستعدادها لوضع خبراتها في مجال الطاقة النووية تحت تصرف الجزائر في نوفمبر 2006، مما اعتبره البعض يصب في خانة توزيع الضغط الذي تمارسه القوى الغربية على إيران بسبب نشاطها النووي، واختيار الجزائر رافق تصريحات ومحطات إعلامية توعز بالقلق المتزايد لدى القوى الكبرى من البرنامج النووي الجزائري... وأيضا زيارة الرئيس الإيراني الحالي أحمدي نجاد في 06/08/2007، التي أجلت من قبل منذ 5 اشهر بسبب طوفان الغضب الشعبي العارم على الطريقة التي أعدم بها الرئيس العراقي صدام حسين من طرف الحكومة الصفوية الشيعية، وقد رآها بعض المحللين على أنها تصب في دائرة سعي طهران من الإستفادة من العلاقات الجزائرية الفرنسية والأمريكية في ما يخص ملها النووي الذي فتح عليها ابواب الحصار الإقتصادي وربما الحرب في الأفق التي نستبعدها نحن حاليا لعدة إعتبارات أهمها غرق أمريكا في المستنقع العراقي، فضلا عما تسعى له أمريكا وحلفاؤها من مخرج يحفظ لها ماء الوجه... وما لاحظناه من خلال إطلالتنا على مسيرة العلاقات بين البلدين من أنها عرفت الشد والجذب بسبب الدعم الإيراني للمسلحين، وقد أكدنا سابقا بأمثلة وملفات ملموسة لا زال أصحابها على قيد الحياة مدى سعي إيران لتحقيق تواجد مسلح لها بالجزائر، من خلال تنظيمات شيعية مسلحة وموالية للمشروع الإيراني في المنطقة الذي ينبني على تصدير الثورة ودعم الحركات الأصولية في العالم والتي تعد من أسس الدستور الإيراني... وقد رآه أخرون بأنه إستباق إيراني للسيطرة على منابع النفط الذي يعتبر المخطط الإستراتيجي الأمريكي، ولن يتحقق لها ذلك إلا بتصدير "الفكر الشيعي" من خلاله تستطيع أن تفرض التواجد الإيراني، كما يحدث الآن مع العراق وسيحدث مع سوريا مستقبلا، وقد حدث مع لبنان من خلال "حزب الله" وزعيمه حسن نصرالله الذي يمجد نفسه دائما ويفتخر بأنه تلميذ لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي... من خلال ما تقدم نستخلص نقطتين هامتين:

1- أن المد الإيراني في المنطقة ينطلق من منطلقات عقدية وهي طبعا عقيدة التشيع، ولذلك تجدها دائما تدعم الحركات المتطرفة لأجل كسب ودها الذي يتحول غالبا إلى تشيع...

2- وأن كل الأنظمة العربية عامة والجزائر من بينها طبعا تتخوف من التشيع ليس حماية لعقيدة أهل السنة التي تدين بها هذه الأنظمة، بل هو خوف من الزحف الإيراني الذي يبدأ بكتب عن آل البيت وينتهي بمليشيات دموية...



الشريعة نموذجا...



ومن الأحداث التي يمكن أن نرويها في إطار التخوف من هذا المد المرعب للجزائريين، فقد نشرت الكثير من المواقع الإلكترونية كموقع قناة العربية خبرا مفاده أنه بسبب شتم أستاذ للصحابة في قاعة الدروس وعلى مرأى تلامذته، قامت مجموعة من الأولياء بمناشدة المسئولين التربويين بالتدخل وحماية أبنائهم من "التشيع"، الذي ينتشر بين التلاميذ الذين لم يبلغوا بعد سن الرشد ويتم استغلالهم استغلالا فظيعا، حسبما نقلته وكالة قدس برس عن جريدة "الشروق اليومي" الصادرة بتاريخ 23/01/2007، فقد أرسلت مديرية التربية لولاية تبسة لجنة تحقيق في الثانوية المعنية بمنطقة بئر مقدم التي تبتعد عن عاصمة ولاية تبسة بحوالي 38 كم، ولكن من دون أن نسترسل في القضية التي أثارت اللغط والغضب وسط أولياء التلاميذ، نكشف للقراء عن نشطاء التشيع في الشريعة التي لا تبتعد عنها بئر مقدم إلا بحوالي 12 كم، وكما ذكرنا سابقا أن أستاذ التعليم المتوسط مصار محمد يمارس التدريس في مسجد لا يبتعد عن الثانوية المعنية إلا بميل واحد، وحسب الحاضرين لدروسه فهو يمارس التقية ولكن نبض التشيع يظهر من خلال ترديده لبعض المميزات كالصلاة على الصحابي علي بن أبي طالب وسبطه الحسين وترديده لبعض حكم الشيعة المعروفة...

بلغتنا من مصادر عليمة ومطلعة ورسمية أسماء أهم نشطاء التشيع في المنطقة، الذين تتابع مصالح الأمن نشاطهم في الآونة الأخيرة، وأغلبهم بالفعل يمارسون التدريس سواء في الثانويات أو المتوسطات، فنجد بوترعة يونس وهو إمام خطيب سابق بمسجد الإصلاح ومرشح سابق للبرلمان عن قائمة جبهة الإنقاذ المحظورة في إنتخابات 1991، وهو يشتغل أستاذ للتعليم التقني، وكذلك عبدالله بوطورة وهو أستاذ للرسم، وحاجي العربي ومنصر عزالدين وهما استاذان للفلسفة، ونظرا لأهمية المادة فقد ساهما في نشر التشيع بين الطلبة، ثم منصر رشيد وهو أستاذ للأدب العربي، ومنصر فرحات وهو استاذ لغة عربية في التعليم المتوسط، وكذلك عبد الحي الملقب بالردوكي الذي يعمل استاذا لمادة الرياضيات، ويوجد من يتولى مسئولية كزرفاوي بشير الذي يشتغل مراقبا عاما وقريبه زرفاوي شمس الدين يملك محلا للهواتف النقالة، وكذلك الآخر زرفاوي أبو النجا الذي إشتغل مراسلا صحفيا بعض الوقت، وحتى الطلبة قد إمتد فيهم التشيع نذكر على سبيل المثال لا الحصر جويني سليم الذي يدرس حقوق وعلوم قانونية، أيضا أحمد مباركية أستاذ ثانوي ويملك مقهى أنترنيت وساهم مساهمة فعالة في التوجيه وتنزيل المطبوعات ونشرها بين شباب المنطقة... آخرون مثل الخطاط غلاب لمين والمهندس سالمة سليم والصيدلي عبدالعالي زهاني وهو يتحدر من ولاية بسكرة، وعبد السميع شابي الذي يعمل بالبلدية... الخ، وتركز التشيع في متقنة الشريعة يعود اساسا لأول شيعي على مستوى تراب ولاية تبسة وهو محمد قفاف الذي إشتغل مديرا لها، ولكن تم توقيفه بسبب فضيحة مالية وأخلاقية... وكما ذكرنا أنه يوجد بينهم من زار إيران وتصله الكتب والمجلات ويقوم بتوزيعها بين الشباب والطلبة خاصة مثل "مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار"، و"تفسير العسكري"، و"مجمع البيان"، و"تفسير الكاشي"، و"تفسير العلوي"، و"تفسير السعادة للخرساني"، و"مجمع البيان"... وقد حاول من قبل قفاف محمد حشو مكتبة المتقن التي يديرها ببعض هذه الكتب والمجلات التي تصله من سوريا وقم، ولكن وجد بعض الأساتذة له بالمرصاد، وقد بلغنا من طرف اشخاص بأنهم يتنقلون كثيرا لباتنة (تبتعد عن الشريعة حوالي 180 كم) وخاصة في المناسبات الدينية لممارسة طقوس الشيعة المعروفة، وسوف نعود في محطة خاصة بأماكن ممارسة الشعائر الشيعية في الجزائر، وننفرد بتحديد المحلات المخصصة لذلك عبر بعض ولايات الوطن...

فيروز لزنك... رحلة الذهاب والعودة !!



مما يمكن أن نرويه قصة فيروز لزنك الطالبة بجامعة باتنة، تتحدر من منطقة أولاد جلال (ولاية بسكرة)، والتي عرفت بتشددها من خلال ما رواه لنا زميلاتها بالحي الجامعي، وقد أعلنت عن تشيعها في بعض مواقع الانترنيت غير أنها تراجعت في ما سمته ردتها عن الإسلام، ومن دون أن نسترسل في الموضوع فقد شرحت ما يكفي في رسالتها ولا يحتاج إلى أدنى تعليق...

نص رسالتها من قبل لما تشيعت ونشرتها في كثير من مواقع الانترنيت:

(الاسم الكامل :فيروز
الدولة : الجزائر تاريخ ومكان الولادة :24/ 6/ 1981
الرتبة العلمية : مهندس
الدين والمذهب السابق : مسلمة سنية
تاريخ ومكان الاستبصار :عام2003
الإقتراحات : أنا شيعية, ولكني لا اعرف إلا القليل عن المذهب , وأرجو منكم مساعدتي
أسباب وقصة الاستبصار : السبب الوحيد الذي تشيعت لأجله هو حب آل البيت عليهم السلام وخاصة الحسين فقد أحببته حتى العبودية)

نص رسالة فيروز لزنك بعد خروجها من التشيع وقد نشرت في مواقع مختلفة:

(السلام عليكم لقد كتبت البارحة قصة استبصاري وضعتها على الطاولة وخرجت وتركت الباب مفتوحا لان المفتاح ضاع مني هو الأخر ولما رجعت لم أجدها، بحثت عنها في كل مكان فلم أجدها فوكلت أمري إلى الله وبدأت على الساعة الثانية عشر اكتب واحدة جديدة فان أعجبتك يا أخي الفاضل فالحمد لله وشكرا لك وان لم تعجبك أعيد كتابة واحدة أخرى ان شاء الله، فلقد صعب علي كثيرا أسلوب السرد المختصر وضاعت الكلمات مني في قمة التأثر بهذا الموقف...

منذ ما يقارب سنتين و نصف شاهدت على قناة المنار الفضائية في العشرة أيام الأولى من شهر محرم أفلاما و مسلسلات و خطبا و محاكمات و مجالس عزاء أقيمت لسيد الشهداء و أرضا تسمى كربلاء صورت مخضبة بالدماء فبكيت وتألمت لهذه القصة التي لم اسمع بها من قبل ، وعرفت الشيعة من خلالها يندبون وينوحون ففعلت مثلهم و أخذت انتسب إلى التشيع طالبة بذلك رضى آل البيت،

وحدث أن صادفت احد الشيعة، طلبت منه أن يعرفني على المذهب ففعل و اخذ يحضر لي الكتب ، فكنت في الليلة الواحدة اقرأ ما بين 100 إلى 200 صفحة و ابحث و أقارن بالمذهب السني ولما عرفت إباحة زواج المتعة عند الشيعة فهمت مباشرة انه زنا مقنع، فأخذت الكتب عند الأخ الشيعي لأرجعها له وقلت له إنني لن أتشيع أبدا بسبب زواج المتعة، فحاول جاهدا إقناعي بأنه حلال لكنني لم أقتنع، فقال لي: أنهم لن يجبروني على ذلك ولكن المهم في الأمر هو الولاء لآل البيت و معاداة أعدائهم، وبعد أشهر من الجذب و الرد قررت الدخول في المذهب الشيعي و كان ذلك في أواخر شهر سبتمبر عام 2003، وحصلت على التربة الحسينية وبدأت أصلى عليها وأخذت ازور الامة من الزيارات الواردة في كتاب مفاتيح الجنان لعباس القمي وأتقرب إليهم وادعوهم أن يشفعوا لي عند الله وفي عاشوراء، من ذات السنة وجدت نفسي الطم وأمزق جسدي بالسكين وأصرخ وإذا بي أسجد للحسين دون الله و أدعوه أن يرحمني، وعندما عدت إلى رشدي استغفرت الله وندمت كثيرا ولما التقيت الأخ الشيعي أخبرته بما حدث، فقال لي عادي أن الحسين في حد ذاته يعتبر رب وأكد لي أني لست مشركة فادخل الاطمئنان في قلبي

ومرت الأيام بين الشك و اليقين ولم استطع النوم خوفا من الله و لكن الأخ الشيعي كان دائما يطمئنني و يؤكد لي أننا على يقين، وأخذ يغرس في صدري حب المراجع وتقديسهم، وعلمني لعن الصحابة الكرام وكره السنة وعلمائهم، ولكن أمي الفاضلة كانت دوما تحذرني من فتنة أصفهان و تقول لي أن التشيع دين الفرس ، وان غرض الشيعة من تحريم الجهاد في العراق هو إبادة العرب، وترسيخ الاحتلال الإيراني للأراضي العربية ولا طالما كنت ادخل معها في مشاجرات كلامية، وأحاول نفي كلامها فكانت تعايرني بجبن الشيعة وتقول نحن بني أمية لا نفر حتى نرى جماجمنا تخر، فكرهتها كرهي ليزيد بن معاوية وأصبحت اعتدها اكبر خصم لي

وشكلت ملحمة الفلوجة الباسلة بداية تحولي و إقناعي بأفكار أمي، فبدأت اكتشف المؤامرة و قد استوقفتني جملة لعن الله بني أمية قاطبة في زيارة الأربعين الحسينية و شممت رائحة القومية الفارسية النتنة تفوح منها، ورأيت حقد عباد النار على العرب والإسلام وبدأت اسأل نفسي: لماذا يقول الشيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق من نور او ليس لنفي العروبة عنه؟ وهكذا بدأت ارجع إلى مرحلة الشك ومحاولة الخروج من التشيع ولكن إدماني عليه حال دون ذلك

وبالصدفة تعرفت إلى السيد الجليل نوار الجزائري و الذي كتب الله له أن يكون السبب في هدايتي، فدعاني إلى الخروج من التشيع، فكرت في ذلك مليا وجمعت أفكاري وتأكدت بأنني على ضلال ويجب التوبة ولكني كنت احتاج إلى قوة كبيرة لاتخاذ القرار...

وفي يوم الأربعاء 2 مارس 2005 على الساعة الرابعة في حوار على الماسنجر مع السيد نوار الجزائري اثبت لي فيه أني على ضلال و استعمل معي أسلوب الترهيب و الترغيب، وفضح لي مدى دناءة الشيعة و أخبرني أن السيستاني أفتى بتحليل الاستمتاع بالرضيعة، وهذا ما اثار الاشمئزاز في قلبي فأخذت العن السيستاني وابكي ومنحني السيد نوار الجزائري القوة التي كنت افتقدها، وطلب مني الخروج فورا من التشيع فوافقت وقرأت وراءه دعاء العهد لله على آن لا أشرك به أحدا واني أبرأ إليه من الشيعة والتشيع واني لن العن الصحابة الكرام وأعلنتها توبة نصوحا لا ابغي بها غير وجه الله وادعوه أن يقبلها مني والحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله... والسلام عليكم. المخلصة فيروز لزنك).



يتبع