عرض مشاركة واحدة
قديم 29-09-05, 09:41 PM   رقم المشاركة : 2
أبو معاذ السلفي
عضو نشيط






أبو معاذ السلفي غير متصل

أبو معاذ السلفي


الجزء الثاني :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أما بعد فهذه هي الحلقة الثانية من موضوع ( إقامة ضريح ومولد للشعراوي ) أسأل الله أن ينفع به :

( .. يقبل الأعتاب :
وفي مقدمة المؤيدين للشيخ عبدالرحيم في توجهه رجل الأعمال محمد صابر صهر الشعراوي الذي قال : لازمت الإمام 35 عاماً وكنت من أقرب المقربين إليه. وكان يأخذنا إلى مساجد آل البيت وأولياء الله الصالحين ويقبل الأعتاب (20)، ويساعد المحتاجين، ويطعم الجائع ويسقي الظمآن بنفسه..
ثم إن هناك موالد لكل أولياء الله الصالحين، ولكل منهم مقصورة فهذا حب لهم بحب الله لهم (21) وإلا فلماذا لم يمنعوا احتفال الناس بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ (22) فنحن نرفض أن ترتكب في هذا المولد أي تجاوزات أو معاص (23) .

محب للموالد :
ومن مؤيدي الموالد أيضاً المخرج التلفزيوني عبدالمنعم شمروخ الذي أخرج كل حلقات الشعراوي في تفسير القرآن الكريم.
يقول عن الشيخ الشعراوي : كان رحمه الله محباً للموالد، حتى إنني في إحدى الحلقات فوجئت به يطلب سرعة الانتهاء لأن ذلك اليوم مولد السيدة زينب ولا بد أن يذهب إليه (24) أشفقت عليه من الزحام الشديد وكبر سنه والتفاف محبيه حوله مما قد يتسبب في الإضرار به .. إلا أنه أصر (25) مما جعلني أقترح عليه أن يرتدي زياً مغربياً ويغطي وجهه حتى لا يعرفه أحد .. ففعل ذلك ونجحت الخطة وتجول في المولد وزار السيدة زينب.

إحياء للذكرى :
ومن المؤيدين لإقامة المقصورة الشيخ محمد الشعراوي مدير عام المناطق بالمعاهد الأزهرية الذي قال : لا مانع من إقامة المقصورة أو الضريح للشيخ الشعراوي ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة الحسنة (26) .. فإذا كانت المقصورة خطأ فهل وجودها في الروضة الشريفة خطأ ؟ (27) .. وأنا أرفض من يقول إن المقصورة تؤدي إلى عبادة من فيها .. فهذا الكلام مرفوض عقلاً ونقلاً (28)، فنحن نعيش في مرحلة نضج العقل البشري (29) .. وإذا كنا الآن نتجول بين آثار فرعون ونرمم " أبو الهول " ونزور الأهرامات فهل نفعل ذلك تقديساً وحباً لهم ومعصية لله ؟ (30) .. الشيخ الشعراوي نفسه كأنه نظم الاحتفال بمولده قبل أن يموت فبنى داراً لليتيم، ومعهداً دينياً لطالب العلم (31)، ومستشفى للمريض، وأماكن لمساعدة الفقراء في كل مكان.. فالاحتفال بمولد الشعراوي يكون بطاعة رب الشعراوي (32) .. وما احتفالنا به إلا مجرد إحياء لذكراه..

مقامي عند ربي :
ويتزعم الشيخ سيد سعود وكيل الأزهر الشريف السابق وقريب الشيخ الشعراوي المعارضين لإحياء المولد، وعبر عن اعتراضه قائلاً : الإمام الراحل كان يرفض أن يقام له ضريح أو مقام يزوره الناس.. ففي أحد الأيام فتحنا الكلام في هذا الموضوع أمامه وعرضنا عليه ذلك فرفض بإصرار وأوصى بأن يكون قبره قبراً عادياً مثل بقية أهل قرابته.. وقال " مقامي عند ربي أحسن، وهل أنا بدون مقام حتى تقيموا لي مقاماً " ؟ (33) .
بل إن الشيخ المقداد الحضري إمام مسجد الشعراوي بميت غمر التي تتبعها قرية دقادوس أعلن عن معارضته الشديدة لفكرة الضريح والمولد؛ لأنها بدعة غير شرعية وتسيء للرجل الذي قضى حياته الطويلة في محاربة البدع والخرافات ( 34) .. وحتى إن كان يحضر بعض الموالد فإنما لنهي المسؤولين عنها عن ارتكاب المعاصي وتحويلها إلى موالد طاعة لله لا معصية (35)، وأطالب كل المحبين الحقيقيين للشيخ بالتصدي لمثل هذه الخرافات التي أرى أن الشيخ برىء منها.

بدعة مخالفة للشرع :
الدكتور فؤاد مخيمر الأستاذ بجامعة الأزهر ورئيس الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة التي تدير أكثر من سبعة آلاف مسجد تخلو كلها من أي ضريح سألناه عن رأي الشرع في بناء الأضرحة، وما المواصفات الشرعية للقبر، فقال : القبر الشرعي عبارة عن لحد يدفن فيه الميت ويكون فيه وحده.. ونظراً للأراضي الزراعية في مصر وقرب المياه الجوفية من سطح الأرض أجاز العلماء بناء المقابر الجماعية من باب الضرورة التي تبيح المحظور واشترطوا ألا ترتفع المقبرة عن سطح الأرض أكثر من نصف متر.. فبناء أضرحة فوق المقابر ليس له سند من الكتاب أو السنة أو فعل الصحابة وخير مثال على ذلك مقابر البقيع فإقامة الأضرحة فيها دعوة لارتكاب المنكرات التي ليست من دين الله في شيء، وخصوصاً ما نراه من العامة من طواف وتقبيل وتبرك، وتقرب بالنذور، الأمر الذي عده العلماء نوعاً من أنواع الشرك واستدلوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "، وقوله : " لا تجعلوا قبري عيداً " (36)، وأنا أؤكد أن الشيخ الشعراوي رحمه الله لو كان حياً وعرف ذلك لنهى عنه (37) ومن باب أولى نحن نؤكد نهيه عن ذلك حباً فيه (38) ومن قبله حباً في ربه الذي كرمه بالتفقه في دينه.

للحق والإنصاف :
المعارضون من أسرة الشعراوي لبناء ضريح له (39) عندما فشلوا في مسعاهم أصروا على تعليق لوحة بجوار الضريح كتب عليها : " إلى أحباب الشيخ : نبرأ إلى الله تعالى من كل ما يخالف شرعه ويؤذي الشيخ، فادخل (40) يا أخي في خشوع والتزم أدب الزيارة حتى يتقبل الله منك. ولا تنس أن هذا النزيل – على فضله – عبدالله لا يملك لنفسه شيئاً إلا أن يتغمده الله برحمته وفضله " (41) .
ــــــــــــــــ

الهوامش :
(20) الله المستعان، وقد قال بعض الصوفية : من قبل الأعتاب ما خاب !!

(21) قال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ) فهل إقامة الأضرحة تعتبر من إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وقد قال جابر رضي الله عنه : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وان يقعد عليه، وأن يبنى عليه " رواه مسلم.

(22) قال أهل العلم : أثبت العرش ثم أنقش. ومن قال أنه يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يقول هذا الكلام وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، راجع " كتب ورسائل في حكم الاحتفال " لمجموعة علماء و " حوار مع المالكي " للشيخ عبدالله بن منيع. وتجد في الرابط التالي بعض الرسائل حول التحذير من الاحتفال بالمولد النبوي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1140

ورابط حوار مع المالكي.
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1225



(23) إن إقامة المولد في حد ذاته تجاوز لشرع الله لأن الله لم يشرعه لنا وقد قال : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وقال الإمام مالك رحمه الله : " ما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا " وراجع الكتب المذكورة في الهامش السابق.

(24) ومعلوم ما يقع في هذه الموالد من بدع وشرك.
(25) قال ابن مسعود رضي الله عنه " اقتصاد في سنة، خير من إجتهاد في بدعة ".

(26) قال جابر رضي الله عنه : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وان يقعد عليه، وأن يبنى عليه " رواه مسلم فهل اتبعتم كلامه ؟!.

(27) نعم خطأ لأنها ليست من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من فعل صحابته الكرام وإنما ادخل القبر بعد وفاة جميع الصحابة راجع رسالة " حول القبة المبنية على قبر النبي صلى الله عليه وسلم " للشيخ مقبل الوادعي حفظه الله و " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " للشيخ الألباني رحمه الله و" مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " ( 4 / 337 - 338 ) للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.

(28) ذكر ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير آية : ( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً ) أنها " أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسَّخَ العلم عبدت " رواه البخاري.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " (8/ 669) : (وقصة الصالحين كانت مبتدأ عبادة قوم نوح هذه الأصنام ثم تبعهم من بعدهم على ذلك) .

(29) صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أقوى إيماناً وأنضج عقولاً ومع ذلك قال جابر رضي الله عنه : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وان يقعد عليه، وأن يبنى عليه " رواه مسلم، بل هذا إبراهيم عليه السلام يقول كما أخبر بذلك الله عز وجل ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) مع أنه إمام الحنفاء !!، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء، ومن يتخذ القبور مساجد " رواه أحمد وابن خزيمة وغيرهما.
ثم أين هو من الواقع ؟! ألا يرى كثير من الجهال كيف وقعوا في الشرك الأكبر بسبب غلوهم في الصالحين أو من يعتقدونهم صالحين؟!.

(30) ولماذا لم يذكر ما يفعله الكثير عند ضريح البدوي والضريح المزعوم للحسين رضي الله عنه في مصر وما يفعله الشيعة والبهرة وغيرهم من أهل الضلال عند قبور أئمتهم ؟ أخشى ألا يعتبر ذلك شرك !!

(31) هل سيدرس فيه العقيدة الإسلامية بشكل صحيح ؟!

(32) لقد قال رب العالمين : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) وقال : ( اليوم اكملت لكم دينكم ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " فهل الموالد من شرع الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!

(33) هذا الكلام يدل على : أن الشعراوي والمعترضين من قرابة الشيخ على إقامة المولد أو الضريح ليس من أجل أنه بدعة ووسيلة إلى الشرك !! ولكن لأن الشعراوي رفض ذلك لأن مقامه عند ربه أحسن على حد تعبيره، كما يدل على أن الابن الأوسط والذي أقام الضريح والمولد قد خالف وصية والده !.
(34) الواقع يشهد بعكس ذلك! ويكفيك أن الشعراوي كان يقيم بعض دروسه في مسجد الحسين وفيه ضريح وتقع عند الضريح كثير من الضلالات من شرك وبدع، وراجع الكتب والأشرطة المذكورة في الهامش رقم (1).

(35) هذا يؤكد ما سبق من أن الشعراوي لا يعترض على إقامة الموالد ولكن يعترض على ما يقع فيها من معاصي فقط !!

(36) راجع كتاب " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " للشيخ الألباني رحمه الله فهو كتاب نفيس.

(37) على ماذا اعتمد في هذا التوكيد وخصوصاً أن ابن الشعراوي وبعض أقاربه قد صرحوا أنه كان يحضر في المساجد التي بنيت على الأضرحة كما مرا معنا سابقاً ؟! أم أنه يعتبر الشعراوي كان جاهلاً بهذه المسألة ولم يطلع فيها على أقوال أهل العلم الذين اقتنع هو بقولهم بالتحريم ؟! ولماذا لم ينصح الشعراوي في أثناء حياته حول هذه الامور؟!

(38) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرء مع من أحب " .

(39) وهذا الاعتراض ليس من أجل أنه مخالف للشريعة كما مرا معنا سابقاً.

(40) كان الواجب عليهم أن يحذروا من الدخول إلى الضريح.
(41) ماذا يقصدون بهذه العبارة ؟ خصوصاً أن هناك من الصوفية من يصرح أن من طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أومن أحد الأولياء معتقداً انه ينفع ويضر استقلالاً يعتبر شرك ولكن إذا طلب ذلك منه معتقداً أن الله قد أكرمه وإذن له في التصرف فهذا لا شيء فيه !! بل ذلك من أفضل الأعمال !! كما صرح بذلك محمد بن علوي المالكي.

.. يتبع بإذن الله







التوقيع :
الحمد لله على الإسلام والسنة
من مواضيعي في المنتدى
»» حمل كتاب كل بدعة ضلالة للشيخ علوي السقاف
»» الرد على فتوى الشعراوي حول جواز الدفن في داخل المسجد
»» كتاب: تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي
»» فتوى لابن باز وعفيفي حول الاحتفال باليوم الوطني للمملكة ومقارنته بالاحتفال بالمولد
»» عمر بن حفيظ وجماعته يشركون مع الله بقولهم يا مولى عينات خاطرك معنا