عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-13, 04:35 PM   رقم المشاركة : 17
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


علي الوردي وطائفيته الشيعية واتهاماته الخطيرة للسويدي :

من قراءتي لكتاب علي الوردي الجزء الأول منه ولعدة فصول وجدت في كتابه تعليقات كثيرة واستنتاجات لا أدري من أين مصدرها وخاصة مصير الحائري . أرى غرابة أن لا يدرج المؤرخ الأستاذ علي الوردي شيء من المناظرات التي حدثت ولا ما هي القرارات التي أُلزم بها الإيرانيون والتي أعلنت على الملأ في حق الخلفاء الراشدين وهم أفضل من صحب النبي الأمين صلى الله عليه وسلم وهم من حمل لنا هذا الدين العظيم بأمانة بل كل ما أشارعليه هو عبارة واحدة هي ( بعد مجادلات كثيرة لا مجال لذكرها هنا تم الاتفاق على قرارات معينة ) !
بينما أدرج البنود أعلاه وهو يصف الإمامية التي تنسب نفسها إلى جعفر الصادق (رض) بأنها (من المذاهب الحقة)وهو يضع هامش لكتاب السويدي (الحجة القطعية لاتفاق الفرق الإسلامية) بطبعتيه في القاهرة والثانية هي نفسها النسخة التي أنقل منها هنا، وأيضاً وصف الأستاذ الوردي العلامة السويدي بأنه ما أحسن الظن حين لاحظ أن الحائري قد كسر حرف الراء من عمر وأنها (هنة بسيطة) أنتهزها (أي السويدي) فرصة وأخذ يبالغ فيها ويستنتج منها ما توحي به روح الخصومة القديمة !

وهذا تنويه من الوردي الشيعي على زعمهم المعروف بأن أهل السنة نواصب حين قال في تعليق له ( لقد كان المفروض فيه أن يحسن الظن لكنه لم يفعل مما يدل على أن الشحناء التي دامت قرون لا يمكن أن تزول فجأة ) ! هل هذا الكلام يوجه إلى السويدي ولا يوجه إلى السفاح نادر شاه وجنوده الذين أوغلوا في دماء أهل العراق وأهل السنة منهم خاصة؟ بل لا يوجه إلى الشيعة وقد سفكوا الدماء في عهد اسماعيل الصفوي وما تبعه ؟
بل راح الوردي غفر الله له في الجزء الذي خصصه بأسم (مصير الحائري) على وضع استنتاجاته واتهامه للسويدي صراحة بقتل الحائري حين وصف رحلته إلى مكة بضبابية بينما يُفترض أن لديه مصادر تاريخية يأخذ منها كباقي مواده فقال :
( عندما وصل الحائري إلى مكة سُمح له بإقامة الصلاة والخطبة في الركن الشامي من الكعبة ــ حسبما ورد في قرارات المؤتمر ــ ولسنا ندري كيف كانت الخطبة وهل كسر راء عمر أم لا ، إنما الذي نعرفه هو أن أهل مكة هاجوا وماجوا (وهو يشير إلى كتاب محسن الأمين) مما جعل الشريف مسعود يتدخل في الأمر وأن يكتب للسلطان يخبره بما وقع .

ويخيل ألي أن للشيخ السويدي يداً في ذلك إذ أنه كتب في ختام مذكراته عن المؤتمر قائلاً : ( فلأجل هذا الذي حدث عزمت على الحج اللهم يسر لي ذلك ) ..أنتهى

ولا حول ولا قوة إلا بالله أهذا دليل كافي لاتهام الشيخ السويدي ولا يأخذ بقوله أنه سيحج شكراً لله ؟

بل تابع معي ما زاد عليه وهو يكدس التبريرات على ظنه حتى بعد أن ذكر أن الحائري تم أعتقاله من قبل أمير الحج الشامي وسيق إلى دمشق للسجن، ألا يدل على أن ما قاله في الحج على الملأ وهو في هذا الركن أدى إلى رفضه ومخالفته لشعائر الحج المتعارف عليها فكان أعتقاله هناك ؟
في حين أنه أكد على أن الحائري تم نقله إلى أسطنبول بطلب من الشاه نادر نفسه فما علاقة الشيخ السويدي؟ .

أن الوثوق في نظر المؤرخ علي الوردي هو من نفس النوعية من البشر وهو يقول في كتابه متابعاً لمصير الحائري فتأمل : ( وحدثني الدكتور مرتضى نصر الله ـ وهو من سلالة الحائري ــ أن الرواية التي تتناقلها الأسرة حول مصير جدهم هي أن مات من جراء وضع السم له في الطعام ، غير أن جنازته شيعت تشييعاً رسمياً ودفن في قبر لائق به ، ولا يزال قبره قائماً وقد نصب عليه شباك تتبرك به النساء وينذرون له النذور ) .أنتهى

الغريب مرة أخرى أن مؤرخ مثل علي الوردي الذي يُفترض أن يكون قد اطلع على كتب الشيعة ومنها مقاتل الطالبين وفيها الدلائل الكثيرة على أن كل المؤامرات هي من الخوارج من الفرس فلم يربط أحداث موت الحائري بالسم مع موت الكاظم رضي الله عنه وحقيقة قتله بيد الفرس أنفسهم المقربين من الحكام لكون آمر السجن هو فارسي وأتهم الخليفة بقتله بينما الذي وشي به هو من أقرباءه ، ولا حتى ربط الحادثة بقتل الرضا بنفس الطريقة من قبل الفرس وهو في طريقه إلى بغداد خشية التقرب من الخليفة ولا حتى توصل إلى المبرر الوحيد سبباً واضحاً لقتله من قبل الإيرانيين وهو أن الحائري اشترك في قضية ترك السب للشيخين ووضع أحكام كبرى بالحد وحجز أموالهم وجعلها وقف للحاكم ومما يؤكد عليه قول أحفاد الحائري بأن تشييعه كان لائقاً وما زال موجود يُزار ! لِم هذه الجملة التي ركز عليها ونقلها وهي لا تحتاج إلى ذكر لأنها عادة الشيعة في دفن علماءهم لولا علمهم أن كانت هناك ضجة للاتفاق على ما تم في المؤتمر عند الإيرانيين لأن دينهم اللعن والبراء من الشيخين ؟

ونقول مع ذلك الله العالم.

كل هذا لم يدور بخلده إلا أن شيء واحد هو الذي فكر به ووجده منطقياً للتهمة ؛ وهو عزم الشيخ عبد الله السويدي على الحج بعد المؤتمر ! .
مع أن مؤتمرات التقريب لا تجدي نفعاً مع نفوس مشبعة بالحقد ورغبة العداء إلا أن المؤتمر كان نصراً حقيقياً للشيخين وللإسلام الحق رغم سوء النية في اهدافه والخداع في إسبابه

ورحم الله الشيخ عبد الله السويدي واسكنه فسيح جناته .






من مواضيعي في المنتدى
»» تويتر يضج بأعتقال الشيخ محمد العريفي والأسباب بعيدة عن قطار المشاعر
»» ما هو الدليل الشرعي لحد الزاني المحصن ؟
»» فضيحة نهابية المقابر/ مقتدى ومعممون يستلمون التبرعات وهيئة الحشد تنفي تخويل استلامها
»» الشيخ عدنان العرعور: القينا بايدينا الى التهلكة لعدم نصرة اهل السنة في العراق
»» ذبها براس عالم واطلع منها سالم / لماذا يقولها مقلدي المراجع ؟