فصل
في توحيد الألوهية
وهو إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى
وحده لا شريك له،
فلا يُعبد إلا الله وحده،
ولا يُدعى إلا هو،
دون غيره من الملائكة والنبيين
والأولياء والصالحين وغيرهم.
ولا يُلتجأ لكشف الضر إلا إليه،
ولا لجلب الخير إلا إليه،
ولا ينذر إلا له،
ولا يذبح إلا له،
ولا يُتوكل إلا عليه،
ولا يخاف إلا منه سبحانه،
ولا يستعان ولا يستغاث إلا به وحده.
إلى غير ذلك من أنواع العبادة
كالرغبة والرهبة والإنابة إلى الله،
والخشوع له،
فصرف شيء منها إلى غير الله شرك
مُناف للتوحيد الذي أُرسل لأجله الرسل،
فجميع الرسل أرسلوا لتحقيق هذا النوع من التوحيد.
قال تعالى:
{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ
فَقَالَ يقَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }
[الأعراف: 59].
فهذه دعوة أول رسول بعد حدوث الشرك
إلى عبادة الله وحده سبحانه.
وقال هود لقومه:
{ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }
[الأعراف: 65].
وقال صالح لقومه:
{ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }
[هود: 61].
وقال شعيب لقومه:
{ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }
[الأعراف: 85].
وقال إبراهيم عليه السلام لقوله:
{ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
[العنكبوت: 16].
وقال تعالى مخاطبًا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ
أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }
[الأنبياء: 25].