عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-10, 04:16 PM   رقم المشاركة : 2
قبس1425
رافضـــــــي






قبس1425 غير متصل

قبس1425 is on a distinguished road


السلام عليكم

بسم الله الرحمن الرحيم

الزميل محب الإمام علي :
............................. أنت في هذا الموضوع ، تخلط بين دعاء غير الله و دعاء إله غير الله .

.................. و كم هو الفرق بين دعاء غير الله ، و بين دعاء إله غير الله !!!!!!!!!!!!!!!!!!

فإن دعاء غير الله جائز إذ لا يستغني البشر عن دعاء بعضهم بعضاً ، أما دعاء إله غير الله فإنه كفر بالله حيث لا إله إلا الله .

فالآية تتحدث عن دعاء إله غير الله ، و ليس دعاء غير الله .
.................................................. ................ بينما أنت تتحدث عن دعاء غير الله .

فإن اله. سبحانه و تعالى لم ينهى عباده عن دعاء غيره ، و إنما نهاهم عن دعاء إله غيره ، لأنه تعالى قد جعل الدنيا قائمة على الوسيلة أو السبب ، و الدعاء هو وسيلة إي سبب من الأسباب .

و قد ضرب الله لنا مثلاً في القرآن على جواز دعاء غيره ، فقال تعالى على لسان أبنء يعقوب عليه السلام : { قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ }
فلم يكن أبناء يعقوب مشركين حينما { قَالُواْ يَا أَبَانَا } و لم يقولوا " يا الله "

فهم قد دعوا أباهم متوسيلين به إلى الله تعالى بأن يستغفر لهم إذ { قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا } و ذلك لقرب أبيهم إلى الله تعالى بسبب تقواه ، و لبعدهم عن الله تعالى بسبب خطيئتهم التي قد اعترفوا بها في قولهم { إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ }

و لم ينكر الله تعالى علهم اتخاذهم أبيهم وسيلة إلى الله تعالى ، و أيضاً النبي يعقوب عليه السلام لم ينكر عليهم ذلك بل { قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ، فلو كان دعاء غير الله و التوسل به شركاً ، لأنكر عليهم و قال لهم أنتم أدعوا الله مباشرة ولا تتوسل بي .

.................. نعود إلى الآية التي أنت افتتحت بها موضوعك :

قال تعالى { وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } ..... لاحظ قوله تعالى { يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ }

فالآية لا تنكر على من يدعو غير الله ، و إنما تنكر على من يدعو إله غير الله .

فلو أن الآية تنكر على من يدعو غير الله ، لأصبح كل المسلمين بل كل البشر مشركين لأن الناس لا تستغني عن دعاء بعضهم بعضا .

فمن منكم يستغني عن دعاء غيره ، مثلاً يقول يا زميلي ساعدني أو يا أستاذ علمني ، و قد قال تعالى على لسان أبناء يعقوب عليه السلام { فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ } أي أنهم دعوا العزيز ليقضي حاجتهم .
و قال تعالى { قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ } أي أنهم دعوا أباهم ليستغفر لهم الله .

و هذا يعني أن السلفية لا يميّزون بين دعاء غير الله ، و بين دعاء إله غير الله .
.................................................. ...................................... و هذا ما جعلهم يرمون المسلمين بالشرك .

و الأمر الآخر الذي جعلهم يتهمون المسلمين بالشرك هو اعتمادهم على تعريف ابن تيمية للعبادة ، الذي هو مجرد وصف للعبادة و ليس بتعريف ، لأن التعريف هو الذي يميّز الشيء عن غيره فيُرف ، أما الوصف فهو الذي ينطبق على الشيء و على غيره . فابن تيمية يقول بأن ( العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة )

و هذا ما حصل لتعريف ابن تيمية للعبادة . فلو قلنا بأن الطاعة أو الدعاء عبادة لأنهما من الأقوال و الأفعال التي يحبها الله و يرضاها ، فيكون دعاء بعضنا بعضا و طاعة بعضنا بعصا تكون عبادة بعضنا بعضا .

و قد فتحنا موضوع من قبل بخصوص انطباق تعريف ابن تيمية للعبادة على غير العبادة ، فلا يمكن التميّز بين العبادة و بين غيرها .

على هذا الرابط : http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=52594

ملاحظة مهمة بخصوص الدعاء :
..................................... إن الدعاء بحد ذاته ليس بعبادة ، بل أن كل شيء لا يكون عبادة حتى الصلاة و الصوم ، إلا إذا توفرت فيه شروط العبادة ، لذلك قال تعالى { وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ } أي أن كل شيء في هذه الحياة هو لعب و لهو ، إلا إذا توفرت فيه شروط العبادة .

و في الحديث ( إنما الأعمال بالنيات .. ) و أيضاً قال تعالى { لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } يعني أن النية هي التي تحدد نوع العمل ، هل هو عبادة أم شرك أم لغو .

النتيجة
........... إن هذا الموضوع كله مبني على أساس باطل ، و ما بني على باطل فهو باطل .

فقد استشهد صاحب الموضوع بآيات تتكلم عن دعاء إله غير الله كقوله تعالى { وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ }
و لا تتكلم عن دعاء غير الله .

و الشيعة لا يدعون إله غير الله ، أما دعاء غير الله فإن كل المسلمين حتى السلفية فإنهم لا يستغنون عن دعاء بعضهم بعض.

ملاحظة ثانية
................ إن دعاء غير الله قد يكون كفراً ، و قد يكون شركاً ، و قد يكون مباحاَ ، فكل عمل متوقف على نيته .

1 – يكون دعاء غير الله كفراً ، إذا اعتقد الداعي بأن المدعو يستجيب له من دون أو من غير الله تعالى.
2 - يكون دعاء غير الله شركاً ، إذا اعتقد الداعي بأن المدعو يستجيب له مع الله .
3 - يكون دعاء غير الله مباحاً ، إذا اعتقد الداعي بأن المدعو يستجيب بإذن الله .

و هذا ما لا يعرفه السلفية ، لذلك هم يتهمون المسلمين بالشرك بسبب جهلهم لذلك .