هذا كلام جميل جدا.
يعني لو أنني استدللت على أن الصديق رضي الله عنه هو أول من أسلم بقول حسان:
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خير البرية أتقاها وأفضلها إلا النبي وأولاها بما حملا
والثاني التالي المحمود شيمته وأول الناس منهم صدق الرسلا
عاش حميدا لامر لله متبعا بأمر صاحبه الماضي وما انتقلا
فأكون قد أقمت عليك الحجة، فهذا هو الشعر ديوان العرب، وهذا شعر قائله ولو فتحت الديوان المجموع لحسان بن ثابت لوجدت هذه الأبيات فيه.
وحسان صحابي كبير وشاعر مشهور كان شعره شديد الوطأة على قريش وهم أفصح العرب.
وأيمن بن خزيم ليس في الشعراء كحسان بن ثابت ولا نصفه فلا يكاد يشتهر من شعره إلا القليل ومنه:
تفاقد الذابحـو عـثـمـان ضـاحـية أي قتـيل حـرام ذبـحـوا ذبـحـوا
ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ولـم يخشوا على مطمح الكف الذي طمحوا
ماذا أرادوا أضـل الـلـه سـعـيهـم من سفح ذاك الدم الزاكي الذي سفحوا
فاستوردتهم سيوف المسلمـين عـلـى تمام ظمء كما يستـورد الـنـضـح
إن الذين تولـوا قـتـلـه سـفـهـاً لقوا أثاماً وخسراناً فـمـا ربـحـوا
فهل تكفي أبيات حسان رضي الله عنه لتقيم الحجة عليك بأفضلية الصديق رضي الله عنه وأسبقيته في الإسلام وصحة خلافته؟