السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الزميل عبد الملك الشافعي :
.................................... اضطراب خطير: ضمان العصمة للنبي بتبليغ الإمامة وعدم ضمانها للقرآن حال تبليغها
الجواب :
.......... لا يوجد هناك أي اضطراب لأنه توجد هناك قضيتان اثنتان مختلفتان .
::::: القضية الأولى :
.................. هي تبليغ النبي صلى الله عليه و آله أمر الإمامة إلى الصحابة الذين يعيشون في زمن النبي صلى الله عليه و آله .
و النبي صلى الله عليه و آله قد عرف أن في الصحابة من يعترض على أحكام الله تعالى و يعترضون على النبي صلى الله عليه و آله ، و هناك بعض المواقف التي اعترض فيها الصحابة على النبي صلى الله عليه و آله و من أبرزها و أهما ما حصل في يوم الخميس الذي وصفه ابن عباس برزية الخميس .
و النبي صلى الله عليه و آله خشي أن يظهر من يعترض و يحصل اضطراب كما حصل فعلاً في يوم الرزية .
و هذا يوجد له مثيل في القرآن و هو خشية نبي الله هارون عليه السلام كما قال تعالى { إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } .
و لكن الله تعالى قد طمأن نبيه بأنه يعصمه من الناس فقال تعالى { وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ }
بينما هارون لم يحصل على ضمان من الله بأن يعصمه من الناس ، لذلك خشي ، و كانت خشيته في مكانها فقبل عذره موسى عليه السلام و لم يوبخه عليه الله تعالى .
::::: القضية الثانية :
...................... هي تبليغ القرآن المجيد أمر الإمامة إلى الصحابة الذين يعيشون في زمن النبي صلى الله عليه و آله ، و ليس هذا فقط بل و إلى الأجيال القادمة إلى يوم القيامة .
ففي القضية الأولى عصم الله رسوله صلى الله عليه و آله من الناس ، و إلا فالرسول صلى الله عليه و آله معصوم ذاتيا .
و كذلك القرآن فهو معصوم ذاتيا قال تعالى { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }
فلم يقل أحد من المسلمين سنة و شيعة بأن القرآن غير معصوم .
نعم القرآن لم يأتي بتفاصيل بل يذكر الأمور مجملة و الرسول صلى الله عليه و آله هو الذي يفصل و يوضح فلم يذكر القرآن الصلاة مفصلة بعدد ركوعها و سجودها و السور و الأذكار و التشهد و التسليم بل كل ذلك فصله النبي صلى الله عليه و آله .
فالقرآن ذكر كما أنه ذكر الصلاة فهو قد ذكر الإمامة و التفصيل جاء من النبي صلى الله عليه و آله .
أما قضية ذكر أسماء الأئمة في القرآن فهي من اقتراحات الناس و الله سبحانه و تعالى أعلم بما يناسب الناس .
و أما الاحتمالات الذي وضعها بعض العلماء ليجيبوا على اقتراحات الناس فهي قد تكون صحيحة و قد لا تكون .
و لكن الحقيقة هي أن الله تعالى أراد أن يجعل التفصيل و التوضيح على يد النبي صلى الله عليه و آله قال تعال:
{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }.