عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-09, 10:29 AM   رقم المشاركة : 9
ليبي سني
موقوف






ليبي سني غير متصل

ليبي سني is on a distinguished road


تعريف بالشيخ عبدالرحيم البرعي

هو العارف باللهعبد الرحيم بن أحمد البرعيالمهاجريعلم يمني ( وكم أنجبت اليمن من أعلام ) سطع في النصف الثاني منالقرن الثامن الهجري وأوائل القرن التاسع وانتشر وهجه ليشمل أركان العالم الإسلاميمن زمنه وحتى يومنا هذا وإلى ما شاء الله .
امتلأ قلبه بمحبة الله ورسولهفأكتسب من جراء ذلك حبالمسلمين جميعا مصداقا للقول الكريم عن النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبهوسلم :إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله يحب فلانافأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهلالسماء ثم يوضع له القبول في الأرض .
عبرالبرعي عن حبه المتدفق الفيّاض بشعره الغزير في معناه الرقيق في أسلوبه واستقبلهالقارىء العربي بحفاوة وترحاب ، فــــــالشعر ديوانالعربوهو الطريق الأكثر مناسبة لمن أراد فتح مغاليق عقولهم فإذا امتلأالشعر بمثل تلك الأحوال الوجدانية التي تدفقّت في شعرعبدالرحيم البرعيصار عندئذ الأكثر مناسبة لفتح مغاليق قلوبهم .
لشغف الناس بشعر البرعي فقد وجدناهم يتلونه في مجالسأذكارهم في مختلف زوايا البلاد الإسلامية حتى يتقربوا به إلى مولاهم لكسب رضاهومحبته ووجدناهم ينشدونه ويغنونه في حفلاتهم ومناسباتهم ويتلقفه الفنانون ليكونمادتهم المفضّلة التي ينقلونها ملحّنة إلى المستمعين لأجهزة البث الإذاعي المسموعوالمرئي .
شاب التغيير شعر البرعي بسبب كثرة تداولقصائده وتعداه إلى اسمه فقد ذكر البريهي فيطبقات صلحاء اليمنأن اسمه هوعبد الرحيم بن علي المهاجريفي حين ذكر الزبيدي أن اسمه هوعبد الرحيم بن أحمد البرعيمتفقا في ذلك مع مخطوط الديوان الذي اعتمد عليه المحققون في التحقيقويجمع الزركلي بين القولين فيقول : ان اسمه هوعبد الرحيم بنأحمد بن علي البرعيكما أن الأستاذعبد الله محمدالحبشيذكر في كتابهفهرست المخطوطات اليمنية فيحضرموتوجود مخطوطة لديوان البرعي فيمكتبة الكافباسمعبد الرحيم بن أحمد المهاجريأمامخطوط اسماعيل الوشلي فورد فيه أن اسمههو عبد الرحيم بن أحمدبن عبد الرحيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن اسماعيل بن مسلم بن قيس بن الحارث بنالبرعي المهاجري نسبة إلى مهاجر قبيلة من جبل برع .
من قصائده الشهيرة ( وكل قصائده شهيرة(

(1) ياراحلين إلى منىبقيادي
(2) أتأمرني بالصبروالطبع أغلب
(3) يارب صلي علىالنبي المجتبى
(4) رفاقيالظاعنين متى الورود
(5) هيالعيس يوليها الحنين فتسعد
عاش عبد الرحيم البرعي في نهايات القرن الثامن وبداية القرنالتاسع في منطقة بغرب اليمن يقال لها النيابتين في مديرية برع وهي منطقة جبلية فيالشمال الغربي من مدينة الشرق وفي الجنوب الشرقي من مدينة باجل وكانت له طريقةصوفية قادرية وشيخه الشيخ عمر العرابي الذي ينتهي سند سلسلته إلى الشيخ عبد القادرالجيلاني ، وكانت الطريقة القادرية تكاد تكون هي الوحيدة في اليمن آنذاك حتى دخلتالطريقة الشاذلية عن طريق الشيخ علي بن عمر الشاذلي نزيل المخا في القرن الثامنالهجري ، وجلي من واقع قراءة ديوان البرعي أنه كان صوفيا غارقا في حب الله وحبرسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كما كان محبّا للأولياء والمشايخ من أهلزمانه معتقدا فيهم ومعظما لجنابهم ويرى أنهم إمتداد للنور النبوي والوارثين عنه علوم الشريعة والحقيقة .
حصل البرعي على نصيب كبير منالعلم ولعله قد درس في الأربطة الصوفية التي كانت متناثرة في تهامه وحراز وبرع فيذاك الزمان ويندر أن تجد في ديوانه خطأ نحويا ويشهد لذلك قوله:


كلام بلا نحو طعام بلاملح
ونحو بلا شعر ظلام بلا صبح

لا توجد حلقات ذكر أو مديح في أغلب بلدان العالمالإسلامي إلآ وفيها للبرعي وقصائده حضور لا ينكر ، ومن شدة ما كتب الله له منالمحبة في قلوب الخلق أن أهل كل بلاد ينسبون البرعي إليهم ، فأهل المغرب يظنونهمغربيا ، وأهل السودان لا يشكون في سودانيته ، وأهل الحجاز يزعمون أنه منهم ، ونسجتحوله الحكايات حتى شط بعضهم فزعموا أنه مقبور بين مكة والمدينة في مكان يقال له خيفالبرعي وأن قبره يزحف كل يوم بمقدار خطوة إلى المدينة حتى إذا وصل القبر إليها قامتالساعة ، ولا يخفى ما في هذه الحكاية من خيال مفرط إلا أن الحق الذي يسكن إليهماجزم به الباحث المحقق عبدالعزيز سلطان أن البرعي مدفون في قرية النيابتين منمديرية برع باليمن ... وقد يتساءل المرء عن سبب الكثرة في المدائح المصطفوية فيديوان البرعي ، والجواب أن السبب الذي حرك قلب البرعي شوقا جارفا لم ينطفىء حتى لقيوجه ربه هو شعور بذنب لا يكاد يغفر في مذهب المحبين ، ذنب لم يكن له فيه ناقة ولاجمل ... كان البرعي فقيرا ذا متربة ولم تتوفر له الإستطاعة لأداء فريضة الحج إلامرة واحدة على قلة من المال وشظف العيش ولما وصل مكّة لم يتبق له من المال ما يكفيهلزيارة قبر الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقفل راجعاإلى اليمن ، وما كاد يحط الرحال حتى استشعر أنه بفعلته تلك قد جفى النبي إذ لم يزرهفلم يغفر لنفسه وأندفع يمدح ويتذلل ويبكي ويئن عل الأيام تسعفه بزورة إلى الحبيبلكن الله لم يقدر له ذلك
كان قبل حجته تلكيمدح النبي ويحن شوقا إلى زيارته:
كم يأمل الروضة الغراء في كرم
يرجو الزيارة والأقدار تحرمه
طيف الخيال من النيابتين سرى
إلى الحجاز فوافى مضجعي سحرا

وما أن كتب الله له الحج حتى قدر عليه ألا يطفىء نار شوقهبزيارة الحبيب فعاد إلى بلاده ليملأ الدنيا ويشغل الناس ومما قاله:
حجوا وراحوا يزورون ابن آمنة
وعدت في الفرقة الجافين منتظرا
عسى لطائف ربي أن تبلغني
قبراتقر بعيني رائه نظرا