عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-07, 10:34 AM   رقم المشاركة : 10
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road



الدليل السابع :

قال المؤلف : (( 7- وقال عليه الصلاة والسلام (إن الله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع إليهم في حوائجهم أولئك هم الآمنون من عذاب الله )) [ ص 97 ] .

قلت : أخرجه الطبراني في الكبير فقال : ((حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن طارق الوابشي ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث )) .[ 358/12 ] .

وأخرجه أيضاً الشهاب القضاعي فقال : (( أخبرنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ثنا علي بن بندار ثنا أبو عمران موسى بن القاسم ثنا أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني ثنا عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري من أهل المدينة ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث )) ، [ مسند القضاعي ص 117/2 ] .

وقال أيضا : (( أنا محمد بن الحسين النيسابوري أنا أبو الطيب العباس بن أحمد المعروف بأبي بدر الشافعي نا عمر بن عبد الله القزاز نا أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني نا عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري من أهل المدينة نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث )) [ ص 118/2 ] .

وأخرجه أبو نعيم في الحلية فقال : (( حدثنا سعد بن محمد بن إبراهيم الناقد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا احمد بن طارق الواشي ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث )) [ ص 225/3 ] .

وقال عقبه : (( هذا حديث غريب من حديث زيد عن ابن عمر لم يروه عنه إلا ابنه عبدالرحمن وما كتبناه إلا من حديث احمد بن طارق )) [ ص 225/3 ] .

قلت : مما مر يتبين لنا أن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم تفرد به عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا ، وعبد الرحمن هذا ضعيف ، ضعفه الإمام أحمد والنسائي وأبو زرعة وغيرهم حتى قال ابن الجوزي : أجمعوا على ضعفه . راجع ترجمته في تهذيب التهذيب ، وقال تقي الدين ابن تيمية : (( ضعيف باتفاقهم يغلط كثيرا )) [ قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص 99 ] ، وقال الحافظ ابن عبد الهادي : (( فهو ضعيف غير محتج به عند أهل الحديث )) [ الصارم المنكي ص 42 ]..

وأخرج هذا الحديث ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج فقال : (( ذكر الحارث ذكر داود بن المحبر نا الربيع بن صبيح عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث )) [ ص 55 ] .

وهذا مرسل ، فهو ضعيف فقد أحد شروط الصحة وهو الاتصال ، قد يقال قائل قد أخذ بعض الفقهاء بالحديث المرسل ، فنقول مجال التصحيح والتضعيف ليس مجال الفقهاء بل هو للمحدثين ثم هل هم أخذوا به في الأخبار أم في الأحكام ، وحديثنا هذا خبر وليس حكم .

ثم أن الراوي عن الحسن الربيع متكلم في حفظه وقال الحافظ ابن حجر في التقريب : صدوق شيء الحفظ ، والراوي عن الربيع داود بن المحبر ، متروك الحديث . فهذا الإسناد ضعيف من جميع الجهات .

وقد قلنا في السابق الصوفية لا يعتدون بالتصحيح والتضعيف يكفيهم أن الحديث موجود في الكتاب ليحتجوا به ، ولو أن صاحب المؤلف تحرى الصحيح من الأحاديث والآثار لأراح الناس ، ولكن يلبس على الناس بمثل هذا ، لا نرضاه .

وهذا الحديث مخالف لكتاب الله عز وجل فقال تعالى قال : (( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ )) [النمل : 62] ، فالله تعالى هو يكشف السوء ويجيب المضطر ولو كان الله تعالى يردون من عبيده أن يفزعوا للخلق من دونه لحثهم على ذلك فهذا الحديث لا يصح سندا كما أنه مخالفة لكتاب الله عز وجل .


الدليل الثامن :

قال المؤلف : (( 8- وعن سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله احبسوا عليّ ، يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم) )) [ ص 97 ] .

قلت : هذا الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير فقال : (( حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا الحسن بن عمر بن شقيق ثنا معروف بن حسان السمرقندي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث )) . [ ص 21/10 ] .

وأخرجه أيضا أبو يعلى في المسند فقال : (( حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا معروف بن حسان عن سعيد عن قتادة عن بن بريدة عن عبد الله بن مسعود أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث )) [ ص 177/9 ] .

وأخرجه أيضا ابن السني في عمل اليوم والليلة فقال : (( أخبرنا أبو يعلى ثنا الحسن بن عمر بن شقيق ثنا معروف ابن حسان ثنا أبو معاذ السمرقندي عن سعيد عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث )) [ ص 456 ] .

قلت : وهذا الإسناد فيه تصحيف فأبو معاذ السمرقندي هو نفسه معروف بن حسان ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد عن هذا الحديث : (( رواه أبو يعلى والطبراني وزاد سيحبسه عليكم وفيه معروف بن حسان وهو ضعيف )) [ ص 132/10 ] ، ومع ذلك ذكره المؤلف يحتج به مع أنه عزا الحديث للطبراني ، ولكن هو مذهب القوم لا يعتبرون بالتصحيح والتضعيف . وهذه أقوال العلماء في معروف ، قال ابن عدي : (( منكر الحديث )) [ الكامل ص 325/6 ] ، وقال البيهقي : (( منكر الحديث )) [ السنن الكبرى ص 20/1 ] ، وقال أبو حاتم : (( مجهول )) [ الجرح والتعديل ص 322/8 ] ، وقال الذهبي : (( واهٍ )) [ تذكرة الحفاظ ص 1064/3 ]

وقال الخليلي في الارشاد : (( له في الحديث والادب محل روى كتاب العين عن الخليل وعن عمر بن ذر الكوفي الهمداني نسخة لا يتابعه احد منها ما حدثني عبد الرحمن بن محمد النيسابوري ويحيى بن محمد الشاشي قالا حدثنا علي بن الحسن بن أحيد القطان البلخي حدثني أبو يعقوب إسحاق بن شبيب بن شجاع البامياني حدثني فارس بن عمر حدثنا أبو معاذ معروف بن حسان السمرقندي حدثنا عمر بن ذر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل )) وهذا من نسخة بهذا الإسناد وحدثني جماعة وعبد الله بن أبي زرعة الحافظ عن ابن أحيد هذا بهذا الإسناد أحاديث فسألته عنها فقال : لا يعرفها الا بهذا الإسناد وليس رواتها ممن يعتمد عليهم )) [ ص976 – 977 / 3 ] .

وهذا الحديث أورده العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ثم قال : (( ضعيف . رواه الطبراني ( 3 / 81 / 1 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 254 / 1 ) وعنه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 500 ) كلاهما من طريق معروف بن حسان السمرقندي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا .

قلت : وهذا سند ضعيف ، وفيه علتان :

الأولى : معروف هذا ، فإنه غير معروف ! قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 333 ) عن أبيه إنه " مجهول " . وأما ابن عدي فقال : إنه " منكر الحديث " ، وبهذا أعله الهيثمي ( 10 / 132 ) ، فقال بعد أن عزاه لأبي يعلى و الطبراني : " وفيه معروف بن حسان وهو ضعيف " .

الثانية : الانقطاع ، وبه أعله الحافظ ابن حجر فقال : " حديث غريب ، أخرجه ابن السني و الطبراني ، و في السند انقطاع بين ابن بريدة و ابن مسعود ". نقله ابن علان في " شرح الأذكار " ( 5 / 150 ) .

وقال الحافظ السخاوي في " الابتهاج بأذكار المسافر و الحاج " ( ص 39 ) : " و سنده ضعيف ، لكن قال النووي : إنه جربه هو وبعض أكابر شيوخه " .

قلت : العبادات لا تؤخذ من التجارب ، سيما ما كان منها في أمر غيبي كهذا الحديث ، فلا يجوز الميل إلى تصحيحه بالتجربة ! كيف وقد تمسك به بعضهم في جواز الاستغاثة بالموتى عند الشدائد وهو شرك خالص . والله المستعان .

وما أحسن ما روى الهروي في " ذم الكلام " ( 4 / 68 / 1 ) أن عبد الله بن المبارك ضل في بعض أسفاره في طريق ، و كان قد بلغه أن من اضطر ( كذا الأصل ، و لعل الصواب : ضل ) في مفازة فنادى : عباد الله أعينوني ! أعين ، قال فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده . قال الهروي : فلم يستجز . أن يدعو بدعاء لا يرى إسناده " .

قلت : فهكذا فليكن الاتباع .

ومثله في الحسن ما قال العلامة الشوكاني في " تحفة الذاكرين " ( ص 140 ) بمثل هذه المناسبة :

" وأقول : السنة لا تثبت بمجرد التجربة ، و لا يخرج الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا . وقبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة و هو أرحم الراحمين ، وقد تكون الاستجابة استدراجا " .

وللحديث طريق آخر معضل ، أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 153 / 2 ) عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره نحوه .

وهذا مع إعضاله ، فيه ابن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه ، والأصح عن أبان عن مجاهد عن ابن عباس موقوفا عليه كما يأتي بيانه في آخر الحديث التالي
)) [ ح 655 ] .

تابع الدليل الثامن :

وقال المؤلف : (( وفي رواية: إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد أحدكم غوثا وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني فإن لله عبادا لا نراهم )) [ ص 97 ] .

قلت : وهذه الرواية : أخرجها الطبراني في المعجم الكبير فقال : (( حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا أحمد بن يحيى الصوفي ثنا عبد الرحمن بن سهل حدثني أبي عن عبد الله بن عيسى عن زيد بن علي عن عتبة بن غزوان عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : (( "إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد أحدكم عونا وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني فإن لله عبادا لا نراهم " وقد جرب ذلك )) [ ص 117/17 ] .

قلت : وهذا إسناد منقطع فزيد بن علي بن الحسين قتل سنة 122 هجري عن 42 سنة فكانت ولادته في سنة 80 هجري ، وعتبة بن غزوان توفى سنة 17 هجري فبينهما مفاوز تنقطع بها أعناق الإبل .

وعبد الرحمن بن سهل أظنه الذي ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد [ ص 276/10 ] ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .

قال الهيثمي في مجمع الزوائد : (( رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم إلا ان يزيد بن علي لم يدرك عتبة )) [ ص 132/10 ] .

وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة وقال : (( ضعيف . رواه الطبراني في " الكبير " ( مجموع 6 / 55 / 1 ) : حدثنا الحسين بن إسحاق : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي : حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال : حدثني أبي عن عبد الله بن عيسى عن ابن علي عن عتبة بن غزوان عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . وزاد في آخره :
" وقد جرب ذلك " .

قلت : و هذا سند ضعيف . وفيه علل :
1 و 2 - عبد الرحمن بن شريك و هو ابن عبد الله القاضي وأبوه كلاهما ضعيف ، قال الحافظ في الأول منهما :
" صدوق يخطئ " . وقال في أبيه :
" صدوق يخطئ كثيرا ، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة " .

و قد أشار إلى هذا الهيثمي بقوله في " المجمع " ( 10 / 132 ) :
" رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم ، إلا أن يزيد ( كذا ) بن علي لم يدرك عتبة " .
3 - الانقطاع بين عتبة و ابن علي ، هكذا وقع في أصلنا الذي نقلنا منه الحديث ( ابن علي ) غير مسمى ، وقد سماه الهيثمي كما سبق ( يزيد ) ، وأنا أظنه وهما من الناسخ أو الطابع ، فإنه ليس في الرواة من يسمى ( يزيد بن علي ) والصواب ( زيد بن علي ) وهو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ولد سنة ثمانين ، ومات عتبة سنة عشرين على أوسع الأقوال فبين وفاته وولادة زيد بن علي دهر طويل !

وقال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " :
" أخرجه الطبراني بسند منقطع عن عتبة بن غزوان مرفوعا وزاد في آخره " وقد جرب ذلك " . ثم قال الحافظ : " كذا في الأصل ، أي الأصل المنقول منه هذا الحديث من كتاب الطبراني ، ولم أعرف تعيين قائله ، ولعله مصنف المعجم ، و الله أعلم " .

فقد اقتصر الحافظ على إعلاله بالانقطاع ، وهو قصور واضح لما عرفت من العلتين الأوليين . وأما دعوى الطبراني رحمه الله بأن الحديث قد جرب ، فلا يجوز الاعتماد عليها ، لأن العبادات لا تثبت بالتجربة ، كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله .

و مع أن هذا الحديث ضعيف كالذي قبله ، فليس فيه دليل على جواز الاستغاثة بالموتى من الأولياء والصالحين ، لأنهما صريحان بأن المقصود بـ " عباد الله " فيهما خلق من غير البشر ، بدليل قوله في الحديث الأول :

" فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليهم " . وقوله في هذا الحديث :
" فإن لله عبادا لا نراهم " .

وهذا الوصف إنما ينطبق على الملائكة أو الجن ، لأنهم الذين لا نراهم عادة ، وقد جاء في حديث آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة . أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ : " إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر ، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله أعينوني " .

قال الحافظ كما في " شرح ابن علان " ( 5 / 151 ) : " هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا ، أخرجه البزار وقال : لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد " .

وحسنه السخاوي أيضا في " الابتهاج " وقال الهيثمي :
" رجاله ثقات " .

قلت : ورواه البيهقي في " الشعب " موقوفا كما يأتي . فهذا الحديث - إذا صح - يعين أن المراد بقوله في الحديث الأول " يا عباد الله " إنما هم الملائكة ، فلا يجوز أن يلحق بهم المسلمون من الجن أو الإنس ممن يسمونهم برجال الغيب من الأولياء و الصالحين ، سواء كانوا أحياء أو أمواتا ، فإن الاستغاثة بهم وطلب العون منهم شرك بين لأنهم لا يسمعون الدعاء ، ولو سمعوا لما استطاعوا الاستجابة و تحقيق الرغبة ، وهذا صريح في آيات كثيرة ، منها قوله تبارك وتعالى : ( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ، إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ، ولو سمعوا ما استجابوا لكم ، ويوم القيامة يكفرون بشرككم ، ولا ينبئك مثل خبير ) ( فاطر 13 - 14 ) . هذا ، ويبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه ، لأنه قد عمل به ، فقال ابنه عبد الله في " المسائل " ( 217 ) :

" سمعت أبي يقول : حججت خمس حجج منها ثنتين [ راكبا ] وثلاثة ماشيا ، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا ، فضللت الطريق في حجة وكنت ماشيا ، فجعلت أقول : ( يا عباد الله دلونا على الطريق ! ) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق . أو كما قال أبي ، ورواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 455 / 2 ) وابن عساكر ( 3 / 72 / 1 ) من طريق عبد الله بسند صحيح .

وبعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " ( ص 303 ) : حدثنا موسى بن إسحاق : حدثنا منجاب بن الحارث : حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [ عن أبان ] ابن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : وهذا إسناد حسن كما قالوا ، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي وهو من رجال مسلم ، على ضعف في حفظه ، قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يهم " .

وموسى بن إسحاق هو أبو بكر الأنصاري ثقة ، ترجمه الخطيب البغدادي في " تاريخه " ( 13 / 52 - 54 ) ترجمة جيدة .

نعم خالفه جعفر بن عون فقال : حدثنا أسامة بن زيد .... فذكره موقوفا على ابن عباس . أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 455 / 1 ) .

وجعفر بن عون أوثق من حاتم بن إسماعيل ، فإنهما و إن كانا من رجال الشيخين ، فالأول منهما لم يجرح بشيء ، بخلاف الآخر ، فقد قال فيه النسائي : ليس بالقوي . وقال غيره : كانت فيه غفلة . ولذلك قال فيه الحافظ : " صحيح الكتاب ، صدوق يهم " . وقال في جعفر : " صدوق " . ولذلك فالحديث عندي معلول بالمخالفة ، والأرجح أنه موقوف ، وليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع ، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب . والله أعلم .

ولعل الحافظ ابن حجر رحمه الله لو اطلع على هذه الطريق الموقوفة ، لانكشفت له العلة ، وأعله بالوقف كما فعلت ، ولأغناه ذلك عن استغرابه جدا ، والله أعلم
)) [ ح 656 ]

تابع الدليل الثامن :

قال المؤلف : (( وفي رواية : إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظ يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني، وفي رواية أعينوا )) [ ص 97 ].

قلت : أخرجه البيهقي في شعب الإيمان فقال : (( أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس الأصم نا عبد الملك بن عبد الحميد نا روح نا أسامة بن زيد ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو عبد الله بن يعقوب نا محمد بن عبد الوهاب نا جعفر بن عون أنا أسامة بن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن بن عباس )) [ ص 128/6 ] موقوفا .

وأخرجه أيضا في شعب الإيمان من طريق آخر فقال : (( أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا بن أبي مريم ثنا عبد الله بن فروخ أخبرني أسامة بن زيد حدثني أبان بن صالح عن مجاهد عن بن عباس ... الحديث [ ص 183 / 1 ] موقوفا .

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف قال : ((حدثنا أبو خالد الأحمر عن أسامة عن أبان بن صالح عن مجاهد عن بن عباس ... الحديث )) [ ح 29721 ] موقوفا

قلت : في إسناده أسامة بن زيد الليثي متكلم فيه والظاهرة أنه كبر فساء حفظه ، وأكثر ما تكلموا فيه ؛ تكلموا بروايته عن نافع .

وعلى كل حال الحديث ليس فيه ما يدل على التوسل بالذوات أو الاستغاثة بالأموات ، إنما هم ملائكة يساعدون الناس فيما يقدرون عليه ، وفيما لا يفضي إلى شرك ، وإلا كيف يقاس إمساك الدابة ، بطلب الولد من عبد القادر الجيلاني ؟؟!!

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة : (( ... وقد جاء في حديث آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة . أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ : " إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر ، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله أعينوني " .

قال الحافظ كما في " شرح ابن علان " ( 5 / 151 ) : " هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا ، أخرجه البزار وقال : لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد " .

وحسنه السخاوي أيضا في " الابتهاج " وقال الهيثمي :
" رجاله ثقات " .

قلت : ورواه البيهقي في " الشعب " موقوفا كما يأتي . فهذا الحديث - إذا صح - يعين أن المراد بقوله في الحديث الأول " يا عباد الله " إنما هم الملائكة ، فلا يجوز أن يلحق بهم المسلمون من الجن أو الإنس ممن يسمونهم برجال الغيب من الأولياء و الصالحين ، سواء كانوا أحياء أو أمواتا ، فإن الاستغاثة بهم وطلب العون منهم شرك بين لأنهم لا يسمعون الدعاء ، ولو سمعوا لما استطاعوا الاستجابة و تحقيق الرغبة ، وهذا صريح في آيات كثيرة ، منها قوله تبارك وتعالى : ( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ، إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ، ولو سمعوا ما استجابوا لكم ، ويوم القيامة يكفرون بشرككم ، ولا ينبئك مثل خبير ) ( فاطر 13 - 14 ) . هذا ، ويبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه ، لأنه قد عمل به ، فقال ابنه عبد الله في " المسائل " ( 217 ) :

" سمعت أبي يقول : حججت خمس حجج منها ثنتين [ راكبا ] وثلاثة ماشيا ، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا ، فضللت الطريق في حجة وكنت ماشيا ، فجعلت أقول : ( يا عباد الله دلونا على الطريق ! ) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق . أو كما قال أبي ، ورواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 455 / 2 ) وابن عساكر ( 3 / 72 / 1 ) من طريق عبد الله بسند صحيح .

وبعد كتابة ما سبق وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " ( ص 303 ) : حدثنا موسى بن إسحاق : حدثنا منجاب بن الحارث : حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [ عن أبان ] ابن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .

قلت : وهذا إسناد حسن كما قالوا ، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي وهو من رجال مسلم ، على ضعف في حفظه ، قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يهم " .

وموسى بن إسحاق هو أبو بكر الأنصاري ثقة ، ترجمه الخطيب البغدادي في " تاريخه " ( 13 / 52 - 54 ) ترجمة جيدة .

نعم خالفه جعفر بن عون فقال : حدثنا أسامة بن زيد .... فذكره موقوفا على ابن عباس . أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 455 / 1 ) .

وجعفر بن عون أوثق من حاتم بن إسماعيل ، فإنهما و إن كانا من رجال الشيخين ، فالأول منهما لم يجرح بشيء ، بخلاف الآخر ، فقد قال فيه النسائي : ليس بالقوي . وقال غيره : كانت فيه غفلة . ولذلك قال فيه الحافظ : " صحيح الكتاب ، صدوق يهم " . وقال في جعفر : " صدوق " . ولذلك فالحديث عندي معلول بالمخالفة ، والأرجح أنه موقوف ، وليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع ، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب . والله أعلم .

ولعل الحافظ ابن حجر رحمه الله لو اطلع على هذه الطريق الموقوفة ، لانكشفت له العلة ، وأعله بالوقف كما فعلت ، ولأغناه ذلك عن استغرابه جدا ، والله أعلم
)) [ ح 656 ]

قال العلامة السهسواني : (( قلت: وفي الباب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في مجمع الزوائد: وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله ملائكة في الأرض -سوى الحفظة - يكتبون ما سقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم بأرض فلاة فليناد : أعينوني عباد الله " رواه البزار ورجاله ثقات. اه‍.

قلت : كون الرجال ثقات لا يقتضي صحة الحديث أو حسنه ، لاحتمال أن يكون فيه انقطاع أو شذوذ ، وعلى تقدير الحديث فالثابت منه جواز نداء الأحياء أو طلب ما يقدرون عليه منهم ، وذلك لا ينكره أحد
)) [ ص 393 ]

وقال المؤلف : (( وذكر الإمام الطبراني في الكبير، والإمام النووي في الأذكار بعد روايتهما للحديث بأنهما جربا ذلك بأنفسهما )) .

قلت : لم يقل الطبراني أنه جربه بنفسه ، بل قال : (( وقد جرب ذلك )) هكذا مبني للمجهول فهذه من مجازفات المؤلف وقد مر معنا كلام العلامة الألباني في هذا المعنى وأورده مرة أخرى للفائدة قال : (( قلت : العبادات لا تؤخذ من التجارب ، سيما ما كان منها في أمر غيبي كهذا الحديث ، فلا يجوز الميل إلى تصحيحه بالتجربة ! كيف وقد تمسك به بعضهم في جواز الاستغاثة بالموتى عند الشدائد وهو شرك خالص . والله المستعان .

وما أحسن ما روى الهروي في " ذم الكلام " ( 4 / 68 / 1 ) أن عبد الله بن المبارك ضل في بعض أسفاره في طريق ، و كان قد بلغه أن من اضطر ( كذا الأصل ، و لعل الصواب : ضل ) في مفازة فنادى : عباد الله أعينوني ! أعين ، قال فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده . قال الهروي : فلم يستجز . أن يدعو بدعاء لا يرى إسناده " .

قلت : فهكذا فليكن الاتباع .

ومثله في الحسن ما قال العلامة الشوكاني في " تحفة الذاكرين " ( ص 140 ) بمثل هذه المناسبة :
" وأقول : السنة لا تثبت بمجرد التجربة ، و لا يخرج الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا . وقبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة و هو أرحم الراحمين ، وقد تكون الاستجابة استدراجا
"))

وقال المؤلف : (( وهو ظاهر جلي لا يحتمل التأويل ولا التبديل ففي هذا الموقف الذي ينادي فيه الإنسان (يا الله) بفطرته ، حيث لا يرى حوله من يآنسه أو يقاسمه همه رغم هذا أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول «يا عباد الله حثا على الأخذ بالأسباب فهل بعد الحق إلا الضلال المبين» )) [ ص 97 ]

قلت : نعم بفطرته ينادي يا الله ، ولكن عندما تجتليها عقائد الصوفية تترك تلك الفطرة وتتجه إلى دعاء المخلوقين مثل الجيلاني والبدوي والمرسي ... الخ ، وما فتئ المؤلف في هذا المبحث عن إفساد هذه الفطرة بكل ما أتي من قوة ليصرف الناس من التوجه إلى الله عز وجل في الكرب والشدائد وانقطاع الأسباب إلى التوجه للمخلوقين الذين لا يملكون ضرا ولا نفعا لأنفسهم فضلا لغيرهم .

ولم تأت الشريعة المحمدية بما يخالف الفطرة أبدا ، فإذا كانت الفطرة التوجه إلى الله عز وجل في الكرب والشدائد كما قال عز وجل : (( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ )) [النمل : 62] فمن المحال أن يأمر الناس بما يخالف الفطرة وهو مأمور بالأخذ بدين الفطرة قال الله تعالى : (( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) [الروم : 30]

فدلالة الحديث واضحة إن صح فهؤلاء العباد ملائكة حاضرون يعينون فيما يقدرون عليه وما لا يفضي إلى شرك كما قال السهسواني والألباني أو أنه يحمله المؤلف على الأمور التي لا يقدر عليها البشر فيكون يدعو لما هو مخالفة للفطرة التي فطر الخلق عليها .








التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» الآن حمل برنامج سري للغاية عن الصوفية وسوف ترى العجب
»» الاخ ابو هريرة اليامي افتح موضوع في قسم الشكاوي للاهمية
»» الاخ سعيد النورسي هذا بعض ما قاله وليكم وإمامكم ابن عربي
»» عاجل استمع لقصة هداية طالب علم صوفي سوداني وناقشه مباشرة
»» الاستاذ حـــاد يتفضل يثبت لنا مراجعه