عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-13, 01:01 AM   رقم المشاركة : 1
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


ما حقيقة قصة الغدير ؟ دعوة للتامل !!!! حسن حسان



ما حقيقة قصة الغدير ؟ دعوة للتامل !!!! حسن حسان

أحد القضايا التي يغفلها الكثيرون و لا يميلون للبحث فيها في موضوع الإمامة بالنص هو دراسة خلفية حادثة الغدير أي الأمور التي حدثت في السنة العاشرة للهجرة و كانت الأرضية الأساسية التي أدت لواقعة الغدير، في حين أن الاطلاع على هذه الخلفية ضروري جداً للفهم الصحيح لخطبة غدير خم.

خلاصة قصة الغدير، طبقا لما روته كتب التاريخ الإسلامي مثل سيرة ابن هشام (الجزء الرابع، الصفحة 274) التي هي أقدم كتب السيرة المتوفرة، و تواريخ و تفاسير الفريقين الشيعة و السنة، كتفسير جمال الدين أبي الفتوح الرازي[6] وتفسير ابن كثير و تاريخ البداية و النهاية لابن كثير أيضا و كتاب مجالس المؤمنين (الجزء الأول،صفحة 43) للقاضي نور الله الشوشتري[7] وغيرها، ما يلي:

في السنة العاشرة للهجـرة توجه رسول الله صلّىالله عليه وآله إلى مكة المكرمة ليؤدي مناسك الحج الإسلامي و يعلّمها الناس و لتكون فرصة يعطي فيها المسلمين الذين انضووا تحت رسالته آخر وصاياه، وأرسل صلّىالله عليه وآله رسائل إلى رؤساء القبائل العربية و عماله في نواحي الجزيرة العربية يدعوهم فيها إلى المجيء لمكة في أيام الحج ليؤدوا المناسك معه، و كان من جملة الرسائل كتابٌ بعث به إلى علي بن أبي طالب u الذي كان في ذلك الحين في اليمن، حيث كان صلّىالله عليه وآله وسلّم بعثه لجمع أموال الزكاة فيها، دعاه فيه كذلك إلى الحضور لمكة أيام الحج، فوصل الكتاب لعليٍّ و هو في اليمن أو في طريقه من اليمن إلى المدينة حاملا أموال الزكاة، فرأى u أنه لو أراد أن يأتي مكة بما معه من أموال بيت المال ـ التي كان أغلبها في ذلك الوقت من المواشي كالإبل و البقر و الغنم ـ لما استطاع الوصول إلى الحج في الوقت المطلوب، لذا اضطر أن يوكل أمر حمل أموال الزكاة ‘إلى الذين كانوا برفقته، كأبي بريدة الأسلمي و خالد بن الوليد و غيرهما، و ينطلق بمفرده مسرعا إلى مكة، فوصل مكة و لقي رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) يوم السابع أو الثامن من ذي الحجة، و بعد أداء مناسك الحج، قـفل راجعا إلى طريق اليمن ليكمل مهمته في حمل أموال بيت المال، فلقي القافلة وهي في طريقها إلى المدينة، و وجد بريدة الأسلمي وخالد بن الوليد تصرّفا في بعض أموالها، سيما بعض الحلل اليمنية، فغضب ـ كما هي عادته تجاه أي تصرف شخصي ليس في محله في بيت مال المسلمين ـ فنهر بريدة و خالدا و وبخهم على صنيعهم، وفي بعض التواريخ أنه u سبهم و ضربهم، فكبر ذلك عليهم، لا سيما أنهما كانا من الوجهاء والأكابر في قومهما، فحملا في قلبهما الحقد على علي و استعدا للانتقام لأنفسهما فأرسلا شخصا إلى رسول الله(صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)، الذي كان في طريق عودته من مكة إلى المدينة، و في بعض التواريخ أنهم ذهبوا إليه بأنفسهم، و اشتكوا إلى رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) عنف وتشدد علي معهم، لدرجة أن بعض التواريخ تذكر أنهم سبوا عليا في محضر رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم)، و لما رأوا علامات الغضب على وجهه و ظنوا أنه غضب لأجلهم من علي، واصلوا الشكوى بلهجة أكثر حدة، عند ذلك نهاهم رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) و منعهم من هذا الكلام و ذكر طرفا من فضائله، وكان مما قال: "ارفعوا ألسنتكم عن علي فإنه خشن في ذات الله غير مداهن في دينه" أو "ما لكم و لعلِيّ! علِيٌّ منّي و أنا منه و هو وليّ كلّ مؤمن بعدي " أو "من كنت مولاه فعلِيٌّ مولاه ".

لكن خالدا و بريدة و الآخرين كانوا قد أساؤا القول من قبل بحق عليٍّ أمام الصحابة الآخرين بما فيه الكفاية، و لعلهم استمروا في ذلك حتى بعد نهي رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) لهم، مما شـوّه صورة علي في ذهن عديد من الصحابة، لا سيما أن عددا منهم لم يكن قد تعرّف على عليٍّ بعد، فلما رأى رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) ذلك، شعر أنه لا بد من الدفاع عن شخصية حضرة عليّ البارزة االمتميزة و يعرّف المسلمين بعلو مقامه و ذلك قبل أن يتفرق المسلمون هنا و هناك عائدين إلى بلدانهم [8]، ثم بالإضافة لكون الدفاع عن شخصية مؤمن مسلم ممتاز أمراً لازما و واجبا شرعا، فإنه مما لا شك فيه أيضا أن رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) كان يميل في قلبه إلى أن يرتضي المسلمون من بعده عليا لولاية أمرهم و إمامتهم و حكمهم ، لهذا كله قام (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) ـ أثناء توقفه لصلاة الظهر بجوار غديرٍ يُدْعى خُـمَّا ـ بإلقاء كلمة عقب الصلاة أشار فيها لدنو رحيله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) و لمقام أهل بيته ثم عرَّف المسلمين بذلك الجناب (أي علي) وبيّن وجوبَ موالاته ومحبته على كل مسلم، لكن ما قاله و بينه لم يكن معناه أبدا النص عليه بالخلافة والإمارة بأمر الله تعالى و حكمه، و ذلك للدلائل العقلية والنقلية التي سبقت و التي ستأتي إن شاء الله.


هل أُريد بحديث الغدير النص على عليٍّ (ع‘) بالخلافة ؟
للدلائل التالية نرى أن هذا الحديث ليس نصا على علي بالخلافة:

1 ـ أقوى دليل على ذلك أن أحدا من الذين شهدوا ذلك الاجتماع وسمعوا تلك الخطبة لم يفهم منها هذا المعنى، و لهذا لم يأت أحد على حديث الغدير بذكر في سقيفة بني ساعدة و لا حتى أُشير إليه مجرّد إشارة، و لا استند إليه أحد بعد ذلك في تمام عهد الخلفاء الراشدين، إلى أن جاء المفرِّقون بعد عهد طويل فاستندوا إليه وقالوا ما قالوا.

2 ـ لم يأت أمير المؤمنين عليٌّ u نفسه و لا أنصاره من بني هاشم وغيرهم في السقيفة و بعد نصب أبي بكر t للخلافة، على حديث الغدير بذكر ولا استندوا عليه لإثبات النص على علي، و حتى الاثني عشر نفراً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) الذين ـ طبقا لادعاء بعض الروايات ـ احتجوا على أبي بكر t مؤيدين لحق علي في الخلافة، لم يستندوا إلى هذا الحديث لإثبات أولويته u بأمر الخلافة ، وعندما جاء في كلمات بعضهم ذكر لهذا الحديث، كان على سبيل ذكر الفضائل و المناقب لا على أساس أنه نص إلهي قاطع من جانب الله، هذا بغض النظر عن أن حديث احتجاج النفر الاثني عشر يحتاج لتمحيص أكثر للتأكد من صحته أو سقمه لأن احتمال وضعه قوي جدا بل يقيني.

3 ـ قوة إيمان أصحاب رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) و مدح القـرآن لهم يتناقض تماما مع ادعاء كتمانهم للإمامة و ردهم للخلافة المقررة من قبل الله U، خاصة أنه كما تبين معنا لم يكن لدى الكثير منهم أي مانع أو اعتراض على زعامته حيث صرحوا أنهم لو سمعوا كلام علي قبل تمام بيعتهم لأبي بكر لما تخلفوا عن بيعته، مما يؤكد عدم وجود أي دافع لهم لكتمان خطبة الغدير أو للإعراض عن العمل بها لو كانوا قد فهموا منها حقا النصب الإلـهي لعلي خليفة و إماما.

4 ـ كون قصة الغدير ـ كما تبين ـ أوجبتها قضية تصرف خالد وبريدة بأموال الزكاة بلا وجه حق و التي أدت لغضب علي u و تعنيفه لهم مما أثار سخطهم عليه و شكايتهم إياه إلى رسول الله [9]، يبين أن مراده (صلىالله عليه وآله وسلم) من خطبته تلك أن يؤكد على المسلمين محبة و نصرة و تقدير علي u.

5 ـ الجملة المهمة و الحاسمة في حديث غدير خم و التي يتفق جميع المسلمين على صحة صدورها عن رسول الله (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) هي قوله (صلى الله عليه و آله و سلم ) : [ من كنت مولاه فهذا علي مولاه ]. إن الانتباه الدقيق لمعنى هذه الجملة من شأنه أن يرفع كثير من المشكلات. فهذه الجملة لا تفيد أبدا معنى الخلافة والإمامة لعلي بعد الرسول (صلّىاللّه عليه وآله وسلّم) للدلائل التالية:

أ ـ ذكر العلامة عبد الحسن الأميني في كتابه "الغدير" ـ نقلا عن علماء اللغة ـ لكلمة "المولى" سبعة و عشرين معنى و هي:

1ـ الربّ 2ـ العمّ 3ـ ابن العمّ 4ـ الابن 5ـ ابن الأخت

6ـ المعتِـق 7ـ المعتَق 8ـ العبد 9ـ المالك 10ـ التابع

11ـ المنعَم عليه 12ـ الشريك 13ـ الحليف 14ـ الصاحب 15ـ الجار

16ـ النزيل 17ـ الصهر 18ـ القريب 19ـ المنعِم 20ـ الفقيد

21ـ الولي 22ـ الأولى بالشيء 23ـ السيد غير المالك و المعـتِق

24ـ المحب 25ـ الناصر 26ـ المتصرِّف في الأمر 27ـ المتولى في الأمر.

و رغم كل ما بذله العلامة الأميني من جهد، لم يوَفَّق في استخراج معنى: الخليفة أو الحاكم أو الأمير... لكلمة "المولى"، و اعترف أن لفظ "المولى" من الألفاظ المشتركة و أنه أكثر ما يقصد به هو "الأولى بالشيء" (أي المعنى الثاني والعشرين). و عليه فلا يمكن فهم المعنى المراد من "المولى" بدون قرينة. فإذا انتبهنا لقرينة السبب الذي أوجب إلقاء هذه الكلمة، و إلى القرينة اللفظية المتجلية في تتمة الحديث: (( اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره...)) لم يعد من الصعب أن نعرف أن المعنى المراد من "المولى" هنا هو شيء يجمعه المعاني: الصاحب (الصديق) المحب الناصر (المعاني: 14 و24 و25)، لأن معنى التتمة هو: اللهم صادق وأحب كل من يصادق ويحب عليا و عاد كل من يبغض ويعادي علياً [10] .

ب ـ كان الرسول يريد من الناس محبة علي، حيث أن الباعث لكلمته تلك كان موقف خالد و أبي بريدة و بعض الصحابة من علي كما بينّا.

ج ـ لا يُفْهَم أبدا من كلمة المولى معنى الخليفة والإمام و لم تأت هذه الكلمة في لغة العرب بهذا المعنى.

5 ـ في جملة "من كنت مولاه فعلي مولاه" نقطة ذات دلالة مهمة جدا، كثيرا ما حالت غوغاء الجدال و العصبية المذهبية من التنبه إليها رغم وضوحها الشديد، و هي أن كلمة "مولاه" أيا كان المعنى المراد منها، فإن معنى الجملة لن يكون إلا أنه: كل من أنا الآن مولاه فإن عليا الآن أيضا مولاه، و بعبارة أخرى أن النبي (صلىالله عليه وآله وسلم) بكلمة "فعلي مولاه" يريد تأكيد الثبوت المتزامن لعلي لنفس الأمر الذي هو ثابت للنبي (صلىالله عليه وآله وسلم) الآن. فلو فرضنا جدلا أن المقصود من كلمة "مولاه": حاكمه وإمامه (رغم عدم مساعدة اللغة على ذلك)، للزم أن يقيّدها الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم ) بقيد: [ بعدي ]، لأنَّ علياً لا يمكنه أبداً أن يكون إمام المسلمين و حاكمهم مع وجود الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم ) !، مع أن مثل هذا القيد لا يوجد في أيٍّ من روايات الحديث.

6 ـ طبقا للروايات و الأحاديث الواهية الكثيرة للقائلين بالنص، فإن خلافة و ولاية علي u أهم غرض و مراد لرب العالمين! إذ يدَّعون أن جميع رسل الله تعالى و أنبيائه الكرام من لدن آدم إلى النبي الخاتم (صلى الله عليه و آله وسلم ) ، بينوا لأقوامهم مسألة إمامة علي و ولايته، كما بين رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) ذلك الأمر أكثر من ألف مرة منذ بداية بعثته و إلى رحلته (صلى الله عليه و آله وسلم ) وذكّر به في كل مناسبة، في مجالس فردية أو جماعية، كما نزلت أكثر آيات القرآن في هذا الأمر، و رغم كل ذلك لم يول أحد هذا الأمر عناية بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) ، و كأن الله تعالى ـ و العياذ بالله ـ عجز عن تحقيق إرادته، مع أنه القائل: { كتب الله لأغلبن أنا و رسلي إن الله قوي عزيز } المجادلة / 21. فكيف تأتَّى أن يُهْجَرَ مثل ذلك الأمر و يُنْسَى نهائيا على ذلك النحو؟؟ ألا يدل ذلك على أنه لم يكن على الصورة التي ذكروها ؟.

7 ـ تشير سنة الله تعالى إلى أنه عندما يريد أن يختار أحدا من عباده ويبعثه للدعوة و الإصلاح، فإنه يصطفيه من بين الضعفاء و الفقراء و يخلع عليه خلعة النبوة، ثم يؤيده و ينصره على جبابرة الدنيا و عتاتها، ليحقق بذلك إرادته. ومن هنا نرى أن الله سبحانه يجتبي إبراهيم u من عائلة وثنية تنحت الأصنام، فيبعثه سبحانه ليشيد بنيان التوحيد على ذلك النحو، ورغم اضطهاده و إجباره على الهجرة و الخروج من بيته و موطنه، كانت إرادة الله تعالى هي الغالبة في نهاية المطاف، و وصل إبراهيم لذلك المقام العظيم الذي قال فيه سبحانه: { فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب و الحكمة وآتيناهم ملكا عظيما } النساء / 54. و أرسل موسى u بلباس الراعي ونعله و عصاه، إلى فرعون، مدّعي الألوهية و مالك ملك مصر، فنصره عليه و منحه قوة و قدرة جعلت فرعون و آله يصيرون إلى قاع البحر، وغدا موسى بعصاه و يده البيضاء مؤسسا لسلطان ملوك كبار من بعده (من بني اسرائيل)، و يأتي بدين و كتاب بعث الله تعالى بعده أكثر من سبعين ألف نبي لتجديده و إحيائه.

و كذلك اصطفى محمدا (صلى الله عليه و آله و سلم ) و هو يتيم أمي من أم أرملة فقيرة توفي زوجها قبل أن يولد و ما ترك لها إلا وليدها الصغير و أربع عنزات وبغلة، فأضفى عليه سبحانه عظمة و قدرة و أصبح دينه أبديا خالدا، و أخضع له رقاب كبار الطغاة في عصره، فإذا به يكتب ـ خلال المدة القصيرة لبعثته ـ رسائل لستةٍ من كبار سلاطين الدنيا في عصره الذين كانوا ملوك العصر الذين لا يُنازَعون، يدعوهم فيها للدخول في دينه، ثم لا تمضي مدة قصيرة إلا و تنضوي جميع تلك البلدان، التي كتب لملوكها الرسائل، تحت سلطان الدولة الإسلامية التي أسسها، ويبقى دينه خالدا ما بقي الدهر.

فلو أن خلافة علي و ولايته كانت حقا غاية إلهية عظيمة و كان الله ورسوله يريدان ذلك عبر كل تلك الأحاديث و الروايات، فلماذا لم يستطع الله(!) ـ تعالى الله عن ذلك ـ حتى بيان ذلك المطلب بشكل قاطع و صريح في كتابه الكريم و بواسطة نبيه الكريم أو أي أحد آخر من عباده لتتحقق إرادته وينتصر هدفه و لا يضل الناس ذلك الضلال المبين؟، هذا إن كان عدم توليته ضلالا مبينا حقا، أوليس هو القائل: { و الله غالب على أمره } والقائل: { ألا إن حزب الله هم الغلبون } ؟ فكيف نفسر هذا الفشل في تحقيق ذلك المراد الخطير ؟ اللهم إلا أن نعترف بأنه لم يكن هناك مثل هذا الهدف والقصد و أن تلك الادعاءات العريضة ادعاءات باطلة لا أساس لها.

8 ـ و الأهم من ذلك هو تلك الطريقة العجيبة التي ليس لها سابقة والتي لا يمكن أبدا تبريرها التي يدعون أن الشارع تعالى بين بها أصل "الإمامة المنصوص عليها"، رغم أهميته العظيمة. و هذه قضية جديرة بأن تفتح الطريق أمام المنصفين وطلاب الحق لمعرفة حقيقة القضية.

فإن في القرآن الكريم مئات الآيات البينة المحكمة التي تقرر أصل "التوحيد" وكذلك عشرات بل مئات الآيات التي تتكلم عن "اليوم الآخر"، وكذلك ليست قليلة الآيات الواضحة التي تقرر أصل "النبوة العامة" و تبين وتستدل على أصل "نبوة النبي (صلىالله عليه وآله وسلم) الخاصة"، و هكذا حول بقية أصول الدين وأركان الإيمان، بل لقد بين القرآن أيضا كثيرا من الفروع (حتى الجزئية الصغيرة منها كلزوم رد التحية بأحسن منها و التوسع في المجالس .. إلخ)، وقد بين القرآن كل تلك الأصول بعبارات واضحة جلية محكمة لا مجال للبس أو الاحتمال أو الغموض فيها، يفهم منها المراد مباشرة ـ بنحو الإجمال على أقل تقدير ـ بدون الحاجة للاعتماد على الحديث. و لكن لماذا ترك القرآن هذه الطريقة في بيانه أصل "الإمامة" الخطير الذي هو مناط السعادة و حفظ الدين كما يقولون؟؟! و أما الآيات التي يذكرونها على أنها تنص على موضوع الإمامة فهي آيات يقتضي قبول ارتباطها بموضوع الإمامة أن نغمض النظر عما قبلها و ما بعدها من آيات أي عن سياقها، بل أحيانا يقتضي أن لا نكمل الآية إلى آخرها أي أن نقص العبارة من الآيات قصا!! علاوة على الإشكال الأكبر و هو أنها آيات لا تفيد المدعى إلا بمساعدة الحديث، و بدونه لا تدل على المطلوب أبدا؟!! حقا إنه لعجيب جدا هذا الاستثناء في طريقة الشارع المقدس في بيانه لأصول الدين ، حيث عوضا عن الصراحة و الوضوح المعهودين دائما منه، يختار هنا ـ في هدايته الأمة لهذا الأصل العظيم ـ الإبهام و الغموض. و حتى عندما نأتي للحديث الذي يدعون أنه نص على الإمامة نجده غير قاطع في المراد، و نجده يستخدم كلمة "مولى" التي يعترف المؤيدون للإمامة بالنص، أن لها على الأقل سبعة و عشرون معنى في اللغة العربية!!! و نجد سياق الحديث و ملابساته و قرائنه تدل على أن المراد بالمولى أمر غير الإمامة و الإمارة. هذا في حين أن النبي الأكرم (صلىالله عليه وآله وسلم) كان شديد الحرص على هداية قومه[11] و كان "أفصح من نطق بالضاد"، فلا شك أنه لو أراد هداية أمته و إتمام الحجة عليها ببيان أصل أساسي وخطير من أصول الدين لبينه بعبارات واضحة جلية لا لبس فيها، لا بعبارات مشتبهة مشتركة يعسر فهم المراد منها!![12].

هل أهمية أصل "الإمامة" أقل من قصة "زيد" الذي ذُكِر اسمه صريحا في القرآن؟! هل يمكن قبول هذا التفاوت لهذا الحد في طريقة بيان أصول الدين؟! ليت شعري هل فكر القائلون بالإمامة المنصوصة من الله تعالى بهذه القضية أنه لماذا لا يوجد في القرآن الكريم أي أثر لأصل هذه الإمامة رغم أنها عندهم أعلى من "النبوة و الرسالة" ؟!![13] هل يمكن أن نتصور أن قائل: { ما فرطنا في الكتاب من شيء } (الأنعام/38) و { نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء و هدى و رحمة وبشرى للمسلمين} النحل/89 يغفل ذكر موضوع على ذلك الجانب من الخطورة و الأهمية؟؟! هل أهمية قصة أصحاب الكهف الذي لم يغفل الله تعالى حتى ذكر كلبهم أكثر من أهمية موضوع الإمامة؟؟ هل يترك القرآن الكريم ـ الذي أنزله الله تعالى لهداية الناس إلى يوم القيامة ـ البيان القاطع الشافي لموضوع وقع فيه الاختلاف بين الأمة لقرون بل أدى أحيانا لحروب و منازعات بينها في حين يذكر بالتفصيل قصص السابقين مثل ذي القرنين و لقمان و هارون و ...؟ هل يمتنع الله تعالى الذي لم يمتنع عن ذكر البعوضة في القرآن أن يذكر موضوع الإمامة ؟؟ هل هكذا كانت تكون طريقة هداية الناس؟

في رأينا إن كل من له معرفة و أنس بالقرآن الكريم، لن يرتاب أبدا في أن هذا النحو المدعى من موقف القرآن و بيانه عن الإمامة لا يتناسب مع طريقة القرآن الكريم من قريب و لا بعيد.



علي إمام المسلمين بحق
مما لا نحتاج لتنبيه القارئ إليه أن ما ذكرناه و دللنا عليه من عدم النص والفرض الإلـهي المباشر لعليٍّ حاكما و خليفةً، ليس معناه أبدا إنكار إمامة علي للمسلمين، بل هو أحق من استحق في كل التاريخ لقب خليفة رسول الله (صلىالله عليه وآله وسلم) لا من جهة كونه خليفة للنبي (صلى الله عليه و آله و سلم ) بنص خاص من جانب الله U، بل من جهة حقيقة و واقع الأمر أي من جهة ملكات علي u الذاتية و مناقبه الشخصية و كونه خير من تجسَّـدت به شخصية الرسول (صلىالله عليه وآله وسلم) و تعاليم الإسلام، فهو إمام المسلمين و أولاهم بخلافة النبي انطلاقا من مقامه الروحي و العلمي و أفضليته الدينية التي لا يرقى إليها أحد من صحابة رسول الله (صلىالله عليه وآله وسلم)، فعلي u كان بلا شك أليق و أحق من جميع المسلمين بإمامة الأمة بمعنييها الروحي والسياسي، فهو الخليفة بحق، لأن الإمام في أمة الإسلام يجب أن يكون أعلم وأشجع و أتقى و أليق الأمة و هذه الصفات كانت متوفرة في حضرته بشكلها الأتم والأكمل و لم يكن من بين الصحابة من يصل إلى درجته، حتى أنه يمكن القول بأنه لم يكن يوجد في الصحابة من ينكر ذلك الأمر، بقي أن نفسر إذا لماذا سبقه غيره من الصحابة إلى منصب الخلافة و تقدم عليه؟؟ بتأمل ملابسات الخلافة بعد رسول الله (صلىالله عليه وآله وسلم) يتبين أن علل ذلك يمكن تلخيصها بالأسباب التالية:

1ـ تمت بيعة السقيفة بشكل مفاجئ و سريع حتى أن عمر t أقر منصفا أكثر من مرة أن: "بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرَّها!" و أن: "من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فإنه لا بيعة له و لا الذي بايعه" [14]، و علة ذلك عدة أمور:

‌أ) كانت مدة مرض رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) قصيرة لم تتجاوز الأسبوع، وقد وجدت آثار التحسن في حاله الشريفة أكثر من مرة خلال هذه المدة بحيث أنه ما كان يُظّنُّ أن الرسول سيفارق الدنيا على أثر هذا المرض، لذا لم يكن لدى الصحابة المجال الكافي للتفكير و التدبر في الأمر برويّة.

‌ب)وقـعت وفاة رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) في وقت كان فيه أربعة من الدجَّالين قد ادعوا النبوَّة في أطراف المدينة المنوَّرة و هم مسيلمة و سجاح والأسود وأبو طليحة، فلو حصل أي تردد أو تأخير في تعيين الحاكم ورئيس الجماعة المسلمة لكان من الممكن أن يجد مدّعوا النبوَّة ـ الذين كانوا أعداء متربصين بالإسلام ـ الفرصة سانحة لمحاصرة المدينة والاستيلاء عليها و قد ينجر ذلك لوقوع مذبحة للمسلمين.

‌ج) كان رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) قد كتب في أواخر حياته الشريفة رسائل إلى ملوك و رؤساء الدنيا حوله يدعوهم فيها إلى الإسلام، كرسائله التي كتبها لهرقل عظيم الروم في سوريا و المقوقس ملك الأقباط في مصر وخسرو برويز (كسرى) شاهنشاه إيران، و لذلك كان هؤلاء يتحسَّبون لخطر المسلمين، فإذا عرفوا أن نبي المسلمين قد فارق الدنيا و أن أصحابه انقسموا في شأن خلافته ولا زالوا بلا قائد يوحدهم، لربما سارعوا إلى الانقضاض علىالمدينة و إخضاع المسلمين، لذا كان (الصحابة يشعرون أنه) لا بد من الإسراع في نصب الخليفة دفعا لهذه الأخطار المحتملة.

‌د) كان رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) في حال احتضاره قد جهز جيشا بقيادة أسامة بن زيد و أمره بالتحرُّك نحو اليرموك، و لكن طروء وفاته (صلى الله عليه و آله وسلم ) أوقع الجيش في ارتباك و حيرة و ما عاد يعرف ماذا يتوجب عليه فعله في هذا الظرف الجديد، لذا كان لا بد من تعيين سريع لإمام و حاكم على المسلمين ليعين تكليف هذا الجيش.

‌ه) كان المسلمون يدركون أن تعيين الرئيس الحاكم عليهم، و صاحب السلطة التنفيذية لتنفيذ أحكام الإسلام، من أهم الواجبات، خاصة في تلك الظروف الحرجة و الأوضاع المضطربة المذكورة[15]. و هذا ما أشار إليه علي u في رسالة جوابية كتبها لمعاوية حيث قال: [ و الواجب في حكم الله و حكم الإسلام على المسلمين، بعدما يموت إمامهم أو يُقتَل، ضالا كان أو مهتديا، مظلوما كان أو ظالما، أن لا يعملوا عملا و لا يُحْدِثوا حدثا ولا يقدِّموا يدا أو رجلا و لا يبدؤا بشيء قبل أن يختاروا لأنفسهم إماما ].

‌و) وقوع اختلاف بين المهاجرين و الأنصار في إحدى الغزوات، و كذلك بين الأوس و الخزرج، كان دالا على أن العصبية القبائلية لم تجف جذورها بل لا زالت ذات أثر فيهم، و هي عصبية قد تؤدي لمصائب إذا لم يتم كبحها بسرعة، لذا كان لا بد من عدم التواني لحظة في نصب الإمام و الحاكم لضبط الأمور ومنع حدوث أي صراع أو نزاع قد يفلت معه الأمر من أيديهم، و لمواصلة تطبيق أحكام وأوامر الشريعة الإلـهية الخالدة التي لا يجوز تعطيلها حتى و لا دقيقة واحدة، من هذا المنطلق كان الصحابة في غاية العجلة لتحقيق هذا الأمر، يضاف إلى ذلك أن جماعة المهاجرين الذين كانوا قد سمعوه (صلىالله عليه وآله وسلم) يقول: ((الأئمة من قريش)) و سمعوه يوصي بالأنصار قائلا: ((اللهم اغفر للأنصار و لأبناء الأنصار و أبناء أبناء الأنصار))[16]، و ((إن الأنصار كَرِشي وعيبتي.. فاقبلوا من محسنهم و تجاوزوا عن مسيئهم..))[17]، فهموا من ذلك ـ كما فهم علي u ذلك أيضا [18]ـ موافقته (صلىالله عليه وآله وسلم) على أن ولاية الأمر ليست فيهم بل في قريش والمهاجرين شجرة الرسول (صلىالله عليه وآله وسلم)، لذلك اضطرهم ما رأوه من استعجال الأنصار في سعيهم لتنصيب خليفة من بينهم أن يتداركوا الأمر بسرعة و يمنعوهم من ذلك قبل أن يخرج الأمر عن أيديهم و ينقسم المسلمون على بعضهم، فجزاهم الله تعالى عن الإسلام و أهله كل خير.

2 ـ كان علي u مشغولا بتجهيز رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) فلم يشارك في المشورة في السقيفة و لم يطرح نفسه لانتخاب الناس، و لعله لم يسرع في هذا الأمر لأنه ما كان يتوقع أن يعدل عنه الناس، و لربما فهم بعض الناس من عدم حضوره السقيفة أو إرساله من ينوب عنه فيها، عدم رغبته في الأمر، و لذلك لم يتعرضوا لانتخابه، و من دون شك أنه لو كان قد طرح نفسه للخلافة من البداية و استدل على أولويته بما هو معهود من فصاحته و بلاغته المحيرة و قدرته على الإقناع لما عدل الصحابة عنه إلى غيره ولما وُجِدَ له معارض، كما مر معنا أن عددا من الأنصار لما سمعوا كلامه بعد حادثة السقيفة اعترفوا قائلين: لوسمعنا كلامك هذا من قبل لبايعناك.

3 ـ لم يكن يوجد في ذلك الحين كل هذا الكم الهائل من أحاديث فضائل و مناقب ذلك الجناب u التي يرفعه بعضها إلى مقامات أسطورية فوق بشرية والتي نراها في كتبنا اليوم، و لا كل تلك التأويلات للآيات القرآنية في حقه، و لا كان أحد يعتبر عليا "عين الله الناظرة و يد الله الباسطة"! و لا كان أحد قد وقع بعد في تلك الحيرة (!) التي واجهت أحد شعراء العصور التالية فقال مخاطبا عليا u:من اكر خداي ندانمت متحيرم كه جه خوانمت؟؟

أي : إن لم أعتبرك الله فأنا محتار ماذا أعتبرك؟؟

بل كانوا يعتبرونه صحابيا من السابقين المهاجرين المجاهدين العالمين الفقهاء بالقرآن و أحكام الإسلام، و رغم أن تميزه و أفضليته لم تكن مجهولة لدى الصحابة إلا أنهم لم يكونوا متقيدين بأن يكون هو الإمام حتما، و لا كان هذا التميز لدرجة تمنع بالضرورة الآخرين من ذوي الفضل و السابقة في الإسلام أن يتقدموا لهذا المنصب، و لعلهم كانوا يرجحون الشيوخ ذوي التجربة على الشباب من أصحاب الفضل و الجهاد، ولذا انتخبوا غيره، و مع ذلك كان في صحابة رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) من يرى عليا أحق الناس بها لا من جهة أنه منصوص عليه من قـِبَل الله تعالى و رسوله، بل من جهة أعلميته بأحكام شرع الله في كل موضوع، ونفس أمير المؤمنين كان يعتبر نفسه أحق و أولى بمقام الإمامة من الآخرين، كما يظهر ذلك في جميع احتجاجاته أو اعتراضاته (التي لا نجد فيها إشارة لموضوع نص إلـهي عليه)، كما نجد ذلك واضحا في:

1 ) خطبته الشقشقية المشهورة التي لا تفيد أكثر من كونه كان يرى نفسه أحق من غيره، من حيث الفضل و العلم، بإمامة المسلمين بعد رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) حيث يقول: [ لقد تقمَّصها فلان و إنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل و لا يرقى إلى الطير.. ] [19] فالكلام فيها عن مقامه المعنوي وعلو كعبه، الذي لا يُرقى إليه، في الفقه و العلم، لا عن نصب إلهي.

2 ) ما جاء في كلام آخر له في نهج البلاغة ( قسم رسائله u / الرسالة رقم 62) حين قال: [ فلما مضى تنازع المسلمون الأمر من بعده فوالله ما كان يُلقى في روعي و لا خطر على بالي أن العرب تزعج هذا الأمر مِن بعدِهِ مِن أهل بيته ] فهو يتعجب كيف أزيحت الخلافة عن أهل بيت النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) دون أن يحتج في ذلك باختصاصه بنص خاص من الله و الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم) على الخلافة.

3 ) ما رواه ابن طاوس[20]، في كتابه "الطرائف"، و العلامة المجلسي في "البحار" (ج6/ ص 310) عن أبي الطفيل، قال: [ فسمعت عليا يقول: بايع الناس أبا بكر وأنَا والله أولى بالأمر منه..].

4 ) في رسالته التي كتبها u إلى شيعته بعد مقتل محمد بن أبي بكر و أمر بقراءتها على الناس بعد كل صلاة جمعة، كما رواها ابن طاوس في كتابه "كشف المحجَّة" و الثقفي[21] في كتابه "الغارات"، قال: [ فلما رأيت الناس قد انثالوا على بيعة أبي بكر أمسكت يدي و ظننت أني أولى و أحق بمقام رسول الله منه و من غيره..][22].

5 ) في خطبة له u رواها الثقفي في "الغارات" (ج1/ص 202) و السيد ابن طاوس في "كشف المحجة" و المجلسي في البحار (ج 8/ ص 175 من طبعة تبريز) جاء: ((... أجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به منهم)).

6 ) في نهج البلاغة أيضا (الخطبة 74) لما بايع الناس عثمان قال: (( لقد علمتم أني أحق بها من غيري والله لأسلمن ماسلمت أمور المسلمين)).

7 ) ما رواه سليم بن قيس الهلالي[23] في كتابه، ضمن حديثٍ طويلٍ،عن الإمام علي u من قوله: [.. فـوَلّـَوْا أمرهم قبلي ثلاثة رهط ما بينهم رجل جمع القرآن ولا يدعي أن له علما بكتاب الله و سنة نبيه و قدعلموا أني أعلمهم بكتاب الله و سنة نبيه و أفقههم و أقرؤهم لكتاب الله و أقضاهم بحكم الله...]. ومثل هذا جاء أيضا في كثير في كلماته الأخرى u.

و لقد ذكرنا في كتابنا "حكومت در اسلام " ( أي الحكومة في الإسلام) من الصفحة 141 إلى 149 ما جاء من كلمات الإمام علي u حول هذا الموضوع منقولة من كتب الشيعة (الإمامية) المعتمدة، حيث تبين فيها جميعا أن الإمام u كان يعتبر نفسه الأولى و الأحق بهذا الأمر من الآخرين، فقط لا غير، و لم يحتجّ أبداً بنص من جانب الله أو الرسول، فلم يقل أبدا أن الخلافة حقي الإلـهي الذي أمر الله تعالى به نبيه (صلىالله عليه وآله وسلم) أن ينصِّبني فيه في غدير خم!! مما يؤكد أنه لم يكن ثمة نص على الخلافة لا في الغدير و لا في غير الغدير.

و لكن صانعي الفرق و مفرقي أمة الإسلام لفَّقوا أدلة باطلة في مواجهة هذه الحقائق الناصعة، فيما يلي بيانها ثم الرد عليها:



--------------------------------------------------------------------------------

[1] كحديث أن الأئمة عليهم السلام: (( ..شجرة النبوة وموضع الرسالة و مختلف الملائكة)) (أصول الكافي: كتاب الحجة: ج1 / ص 221 فما بعد)، و أنهم: ((مُحدَّثون يسمعون صوت الملاك ولكنهم لا يرون و لا يعاينون الملاك)) (المصدر السابق: ج1 / 176 ـ 177) ، و أنهم: ((خزان علم الله وتراجمة أمر الله ، نحن قوم معصومون أمر الله تبارك و تعالى بطاعتنا و نهى عن معصيتنا، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض..)) (المصدر السابق: ج1 / ص 269 ـ 270)، و أن: ((روح القدس به حمل النبوة فإذا قبض النبي (صلىالله عليه وآله) انتقل روح القدس فصار إلى الإمام..)) (المصدر السابق: ج1 / ص 270 فما بعد)، و ((أن في الأنبياء و الأوصياء خمسة أرواح: روح القدس وروح الإيمان و روح الحياة و روح القوة و روح الشهوة...فبروح القدس عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى...)) (المصدر السابق: ج1 / ص 271 فما بعد). وأن: ((الأئمة لم يفعلوا شيئا و لا يفعلوا إلا بعهد من الله عز وجل لا يتجاوزونه، و أن الله عز و جل أنزل على نبيه (صلىالله عليه وآله وسلم) كتابا قبل وفاته فقال: يا محمد هذه وصيتك إلى النخبة من أهلك... علي بن أبي طالب و ولده عليهم السلام، و كان على الكتاب خواتيم من ذهب كل إمام يفك خاتما و يعمل بما فيه ثم يدفعه لمن بعده فيفك خاتما ويعمل بما فيه ... الحديث)) (المصدر السابق: ج1 / ص 279 فما بعد، الحديث 1 و 4) . بل في حديث صريح منسوب للإمام الصادق عليه السلام: ((الأئمة بمنزلة رسول الله ‎(صلى الله عليه و آله)، إلا أنهم ليسوا بأنبياء و لا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي، فأما ما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول الله (صلى الله عليه و آله) .)) (المصدر السابق: ج1 / ص 270). (x)

[2] كالأحاديث التي تصف علم الأئمة عليهم السلام بأنهم: ((يعلمون ما كان و ما يكون و أنهم لا يخفى عليهم شيء)) (أصول الكافي: كتاب الحجة: ج1 / ص 260)، وأنهم: ((يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة و الأنبياء و الرسل)) (المصدر السابق: ج1 / ص 255 فما بعد)، و أن: ((الإمام لا يخفى عليه كلام (لغة) أحد من الناس و لا طير و لا بهيمة و لا شيء فيه الروح..)) (المصدر السابق: ج1 / ص 285)، و أن: ((عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز و جل و أنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها)) (المصدر السابق: ج1 / ص 227)، و أن: ((أعمال العباد تعرض عليهم في الصباح والمساء..)) المصدر السابق: ج1 / ص 219 فما بعد)، و أن: (( عندهم ألواح موسى و عصاه وقميص آدم (الذي ألقي على وجه يعقوب فارتد بصيرا) وخاتم سليمان (الذي كان يسخر به الجن والشياطين)..)) (المصدر السابق: ج1 / ص 231 ـ 232).

أو الأحاديث التي تصف خلقتهم بأوصاف خارجة عن أوصاف سائر البشر مثل أن: ((للإمام عشر علامات: يولد مطهرا مختونا و إذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين، و لا يجنب، تنام عينيه و لا ينام قلبه ، و لا يتثاءب و لا يتمطى، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه، و نجوه كرائحة المسك والأرض موكلة بستره و ابتلاعه ... الحديث)) (أصول الكافي:كتاب الحجة / باب مواليد الأئمة عليهم السلام، حديث رقم 8، ج1 / ص 385 فما بعد)، و رواية أخرى أن الإمام: ((إذا وقع من بطن أمه وقع واضعا يديه علىالأرض رافعا رأسه إلىالسماء، فأما وضعه يديه على الأرض فإنه يقبض كل علم لِـلَّـه أنزله من السماء إلى الأرض، وأما رفع رأسه إلى السماء فإن مناديا ينادي من بطنان العرش من قبل رب العزة من الأفق الأعلى باسمه و اسم أبيه يقول: يا فلان بن فلان، اثبت تثبت، فلعظيم ما خلقتك، أنت صفوتي من خلقي و موضع سري و عيبة علمي و أميني على وحيي و خليفتي في أرضي... فيجيبه (الإمام المولود) واضعا يديه رافعا رأسه إلى السماء: { شهد الله أن لا إلـه إلا هو و الملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لا إلـه إلا هو العزيز الحكيم} آل عمران/ 18)) (المصدر السابق نفس الكتاب و الباب : حديث رقم 1)، و أن الإمام يمكن أن يقوم بالحجة و هو ابن ثلاث سنين! (المصدر السابق : ج1 / ص 321، الأحاديث 10 و 13 )، و أن: ((الله خلقهم من نور عظمته وخلقت أبدانهم من طينة مخزونة لم يخلق منه أحد إلا الأنبياء .. الحديث)) (المصدر السابق: ج1 / ص 389). (x)

[3] أي مثل كثير من أنبياء بني إسرائيل الذين لم يبعثوا برسالة أو كتاب جديد، بل كانوا على شريعة التوراة و إنما بعثوا للهداية و إرشاد الخلق و إحياء التوراة و العمل بالدين و نصرته ، مثل يوشع بن نون وصموئيل و حزقيل ودانيال و... و زكريا و يحيى و مئات الأنبياء الذين كان يبعث العشرات منهم أحيانا في نفس الوقت. (مت)

[4] كل ما ذكر بين المعقوفتين في الصفحات الثلاث الأخيرة اقتباسات من كتاب "ختم النبوة" للأستاذ الشيخ مرتضى مطهري ، نشر دار صدرى، طهران.

[5] أرجو أن ينتبه القراء جيدا لهذه النقطة. فكما يقول الأستاذ مرتضى مطهري: (( لقد كان وضع البشر في الأدوار السابقة يشبه تلميذ المدرسة الذي يعطى كتابا ليتعلم منه، فإذا به يحوله إلى مزق بعد عدد من الأيام، أما البشرية في الدور الإسلامي (دور ختم النبوة) فتشبه العالم كبير السن الذي يعتني بكتبه و يحفظها غاية الحفظ رغم رجوعه المتكرر إليها )) (كتاب ختم النبوة، ص 49) .(x)

[6] تفسير رَوح الجَنان و رُوح الجِنان " تصحيح علي أكبر غفاري، جيد4 / ص 275 إلى 277.

[7] هو ا السيد نور الله بن شريف الدين الحسيني المرعشي التستري أو الشوشتري الهندي، يعرف بالشهيد الثالث، متكلم فقيه إمامي دافع عن المذهب و رد على مبطليه في عدة كتب شهيرة، توفي مقتولا سنة 1019 هـ. (مت)

[8] و إلا لو كان القصد من التوقف و خطبة الغدير هو إعلان إمارة علي (ع) فلماذا لم يفعل النبي (ص) ذلك في خطبة حجة الوداع أولا لأنه كان يحضرها آلاف المسلمين و ثانيا لأنه كان (ص) بذلك يطلع جميع أهل مكة على إمامة علي و يقيم عليهم الحجة بذلك؟! أو لماذا على الأقل لم يخطب هذه الخطبة في المدينة ليطلع عليها ويسمعها جميع أهل المدينة ـ الذين لعبوا الدور الأول و الأساسي في تولية أبي بكر ؟! (x)

[9] يروي العلامة الأميني في كتابه الغدير (ج1/ص 384، الطبعة الثالثة) : ((عن بريدة قال: غزوت مع علي اليمن، فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله (ص) ذكرت عليا فـتـنقَّصته، فرأيت وجه رسول الله يتغير، فقال: يا بريدة! ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله ، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه)).

[10] انظر لسان العرب لابن منظور:ج 15 / ص 409 حيث يقول: " والى فلان فلانا: إذا أحبَّه " و يقول قبل ذلك:" و قوله (صلى الله عليه و آله و سلم ) اللهم وال من والاه: أي أحب من أحبه "

[11] إشارة إلى ما جاء في سورة الكهف/ آية 6: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا} و نحوها في سورة الشعراء/ آية 3. و كذلك قوله تعالى: { إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل} النحل/37، و قوله عز من قائل: { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} التوبة/ 128. (x)

[12] هذا الغموض كان لدرجة أنه انعكس حتى في روايات المعتقدين بالإمامة المنصوصة من الله لعلي(ع) وكأنهم يعترفون بهذا المغموض!! فمن جملة ذلك ما رواه الطبرسي في "الاحتجاج" أن الأنصار لم يفهموا مراد الرسول من خطبة الغدير !!! و اضطروا لأجل ذلك أن يرسلوا شخصا إلى النبي (ص) ليسأله عن مقصوده من ذلك الحديث، و النبي (ص) ـ طبق هذه الرواية ـ حتى في توضيحه لحديثه لم يستخدم أيضا لفظة: "ولي الأمر"؟!! و سنتعرض لهذه الرواية بالتفصيل في الصفحات القادمة إن شاء الله. (x)

[13] يعتقد الإمامية أن مقام " الإمامة" فوق مقام "النبوة و الرسالة" أما أنهم كيف إذن لم يعتبروا عليا (ع) أفضل من رسول الله (ص) بل يجمعون على علو و أفضلية النبي (ص) ؟ فسببه أنهم يقولون أن الرسول (صلىالله عليه وآله وسلم) كان حائزا أيضا على مقام الإمامة علاوة على مقام النبوة و الرسالة. (x)

[14] انظر سيرة ابن هشام : ج4 / ص 307.

[15] تذكر كتب التاريخ مثل السيرة النبوية لابن هشام (ج 4/ ص 316) و الكامل في التاريخ لابن الأثير أنه: "لما توفي رسول الله (ص) ارتدت العرب و اشرأبت اليهودية و النصرانية و نجم النفاق و صار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم " و تذكر أيضا: "أن أكثر أهل مكة لما توفي رسول الله (ص) هموا بالرجوع عن الإسلام و أرادوا ذلك، حتى خافهم عتاب بن أسيد (رض) فتوارى، فقام سهيل بن عمرو فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر وفاة رسول الله (ص) و قال إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة".(x)

[16] أخرجه مسلم في صحيحه: 44ـ كتاب فضائل الصحابة/ حديث 172 عن زيد بن أرقم ، و الترمذي في جامعه: ج 5/ 3902) عن قتادة. (مت)

[17] أخرجه البخاري في صحيحه (63 ـ كتاب فضائل الأنصار/ 11 ـ باب قول النبي r اقبلوا من محسنهم..) و مسلم في صحيحه (44 ـ كتاب فضائل الصحابة / ح 176). (مت)

[18] جاء في الخطبة رقم 67 من نهج البلاغة أنه: ((لما انتهت إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنباء السقيفة بعد وفاة رسول الله (صلىالله عليه وآله وسلم) قال عليه السلام: ما قالت الأنصار ؟ قالوا: قالت: منا أمير ومنكم أمير، قال عليه السلام: فهلا احتججتم عليهم بأن رسول الله (صلىالله عليه وآله وسلم) وصى بأن يُحسَن إلى محسنهم و يُتَجاوز عن مسيئهم؟ قالوا: و ما في هذا من الحجة عليهم ؟ فقال عليه السلام: لو كانت الإمامة فيهم لم تكن الوصية بهم. ثم قال عليه السلام: فماذا قالت قريش؟ قالوا: احتجت بأنها شجرة الرسول (صلىالله عليه وآله وسلم)، فقال عليه السلام: احتجوا بالشجرة، وأضاعوا الثمرة !)).

و نلاحظ هنا أيضا أن عليا لم يشر في هذا المقام إلى موضوع النص عليه في غدير خم ، رغم أن المقام كان يوجب الإشارة لذلك و الاحتجاج به، بل كل ما قاله أنه أولى بالرسول (صلىالله عليه وآله وسلم) لأنه إذا كانت قريش و المهاجرون شجرة الرسول فهو لب هذه الشجرة و ثمرتها. و لا شك أنه لو كان عليه السلام يعتقد بأن الله تعالى نص عليه فعلا في الغدير، لقال للناس عوضا عن ذلك ـ من باب الأمر بالمعروف وإرشاد خلق الله وتذكير الناس بالحق و إتمام الحجة عليهم ـ : لماذا لم يذكروا أو لم يحتجوا بخطبة غدير خم؟ ولماذا تخلفوا عن أمر الله تعالى ؟ حقا إنه غير قابل للتصديق أن يكتفي علي عليه السلام ببيان أولويته وأصلحيته، و يسكت عن بيان أمر الله تعالى و نصه! (برقعي)

[19] من الجدير بالذكر أن راوي هذه الخطبة عن علي عليه السلام هو "عكرمة مولى ابن عباس" و قد قال عنه الممقاني في رجاله: (( قال عن العلامة الحلي في خلاصة الرجال في القسم الثاني من كتابه المخصص للضعفاء: [إنه ليس على طريقتنا و لا من أصحابنا و لم يرد فيه توثيق.] و أورد الشيخ الكليني في الكافي ضمن حديثٍ: [هذا عكرمة في الموت! (أي حاله الروائي ميت) و كان يرى رأي الخوارج.] (ثم اسـتـنـتج الممقاني قائلا [على كل حال فكون عكرمة مولى ابن عباس منحرفا لا يحتاج إلى برهان كما نبه على ذلك السيد ابن طاووس])) انظر تنقيح المقال في أحوال الرجال للممقاني: ج2 / ص 256.

و هذا ما يحعلنا نتحفظ كثيرا في صحة نسبة هذه الخطبة لعلي عليه السلام إذ من المحتمل جدا أن يكون عكرمة الخارجي ـ و الخوارج كانوا ألد أعداء علي ـ نسبها لعلي ليُعرِّفه للناس على أنه كان عدوا للشيخين إذ يقول أنه لولا ضعف اليد و قلة الناصر لحاربهم على الخلافة!! فيصوره عليه السلام على أنه ذو وجهين و أنه رغم أنه بايع الخلفاء و صلى خلفهم و صاهرهم إلا أنه كان باغضا لخلافتهم يتمنى لو يقدر ان يحاربهم!! (x)

[20] السيد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن طاوس الحلي، متكلم إما مي مشارك توفي 664هـ (مت)

[21]أبو اسحق ابراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال المعروف بابن هلال الثقفي الكوفي من علماء القرن الهجري الثالث، كان في أول أمره زيديا ثم انتقل إلى القول بالإمامة، نشأ بالكوفة ثم انتقل إلى أصفهان و توفي فيها سنة 283هـ (مت)

[22] الغارات، أو الاستنفار و الغارات: ص 202 ( بيروت، دار الأضواء، 1407هـ/ 1987 ) (مت)

[23] انظر الكلام عليه وعلىكتابه المسوم بـِ "أسرار آل محمد"في الصفحات:148-151 من هذا الكتاب (مت)

======================

فمن خلال تتبع سيرة الصحابة من وفاة النبي حتى وفاة الامام علي
لم نجد اي ذكر لما يستدل به الشيعة
وهذا يكفي
ولا اريد ان اسرد سيرة الامام الحسن والامام الحسين

لا عصمة ولا ولاية ولا امامة
ولا حديث من احاديث العصمة او الولاية احتج بها علي على ابي بكر او عمر او عثمان او اصحاب الشورى
وما تذكره انت هو فهمكم للايات والاحاديث وليس فهم علي بن ابي طالب
..
ولو كان فهم الصحابة كما تعتقدون لوجدنا اثرا على ذلك


==========

فإن في القرآن الكريم مئات الآيات البينة المحكمة التي تقرر أصل "التوحيد" وكذلك عشرات بل مئات الآيات التي تتكلم عن "اليوم الآخر"، وكذلك ليست قليلة الآيات الواضحة التي تقرر أصل "النبوة العامة" و تبين وتستدل على أصل "نبوة النبي (صلىالله عليه وآله وسلم) الخاصة"، و هكذا حول بقية أصول الدين وأركان الإيمان، بل لقد بين القرآن أيضا كثيرا من الفروع (حتى الجزئية الصغيرة منها كلزوم رد التحية بأحسن منها و التوسع في المجالس .. إلخ)، وقد بين القرآن كل تلك الأصول بعبارات واضحة جلية محكمة لا مجال للبس أو الاحتمال أو الغموض فيها، يفهم منها المراد مباشرة ـ بنحو الإجمال على أقل تقدير ـ بدون الحاجة للاعتماد على الحديث. و لكن لماذا ترك القرآن هذه الطريقة في بيانه أصل "الإمامة" الخطير الذي هو مناط السعادة و حفظ الدين كما يقولون؟؟! و أما الآيات التي يذكرونها على أنها تنص على موضوع الإمامة فهي آيات يقتضي قبول ارتباطها بموضوع الإمامة أن نغمض النظر عما قبلها و ما بعدها من آيات أي عن سياقها، بل أحيانا يقتضي أن لا نكمل الآية إلى آخرها أي أن نقص العبارة من الآيات قصا!! علاوة على الإشكال الأكبر و هو أنها آيات لا تفيد المدعى إلا بمساعدة الحديث، و بدونه لا تدل على المطلوب أبدا؟!! حقا إنه لعجيب جدا هذا الاستثناء في طريقة الشارع المقدس في بيانه لأصول الدين ، حيث عوضا عن الصراحة و الوضوح المعهودين دائما منه، يختار هنا ـ في هدايته الأمة لهذا الأصل العظيم ـ الإبهام و الغموض. و حتى عندما نأتي للحديث الذي يدعون أنه نص على الإمامة نجده غير قاطع في المراد، و نجده يستخدم كلمة "مولى" التي يعترف المؤيدون للإمامة بالنص، أن لها على الأقل سبعة و عشرون معنى في اللغة العربية!!! و نجد سياق الحديث و ملابساته و قرائنه تدل على أن المراد بالمولى أمر غير الإمامة و الإمارة. هذا في حين أن النبي الأكرم (صلىالله عليه وآله وسلم) كان شديد الحرص على هداية قومه[11] و كان "أفصح من نطق بالضاد"، فلا شك أنه لو أراد هداية أمته و إتمام الحجة عليها ببيان أصل أساسي وخطير من أصول الدين لبينه بعبارات واضحة جلية لا لبس فيها، لا بعبارات مشتبهة مشتركة يعسر فهم المراد منها!![12].







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» العرب احتلوا ايران بلاد الفرس و حكمو ا اكثر من 600 عام وهناك 14 دولة احتلت ايران
»» ملف اخبار النشاط الشيعي في افريقيا
»» :«البلطجية» بالبحرين تنتجهم الطائفية المدعومة إيرانياً وأمريكياً عكس العالم / سلوى
»» ماهو البود كاست PodCast ؟؟ شرح مبسط للفائده
»» الرد على شبهة الوليد بن عقبة