عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-11, 01:06 AM   رقم المشاركة : 3
احمد فاروق احمد
موقوف








احمد فاروق احمد غير متصل

احمد فاروق احمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الملك الشافعي مشاهدة المشاركة
   [FONT='Simplified Arabic']
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد فمن خلال تتبعي لبعض الروايات الواردة بخصوص فرض الإمامة في واقعة الغدير وقفت على حقيقة خطيرة نصت عليها بعض الروايات تتصادم صراحة مع كل الأدلة التي يثبت بها الإمامية فرض الإمامة من الله تعالى المتقدمة على حادثة الغدير ، وإليكم بيان المصادمة من خلال حقيقتين هما:


[SIZE=4][COLOR=#0F0F0F]
الحقيقة الأولى: ليست الولاية هي آخر الفرائض لأن الله تعالى قد فرضها قبل الحج
وهذه الحقيقة جلية لا يحتاج إثباتها لكثير عناء إذ صرحوا بأن الله تعالى قد فرض الولاية على المسلمين في عدة آيات وأحاديث نبوية والتي من أبرزها قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) ( النساء : 59 )
فهذه الآية يعتبرها الإمامية من أقوى الأدلة القرآنية على وجوب طاعة أئمتهم وأن الله تعالى قد فرض فيها الولاية بوجوب طاعتهم كطاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإليكم إخواني بعض مروياتهم وتصريحات علمائهم التي تثبت هذه الحقيقة:
1- روى ثقة إسلامهم الكليني في كتابه ( الكافي ) ( 1 / 187 ) :[ أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن أبي العلاء قال : ذكرت لابي عبد الله عليه لاسلام قولنا في الاوصياء أن طاعتهم مفترضة قال : فقال : نعم ، هم الذين قال الله تعالى : " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم " وهم الذين قال الله عز وجل : " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " ].
2- روى الكليني أيضاً في كتابه ( الكافي ) ( 1 / 189 ) :[ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن القاسم بن محمد الجوهري ، عن الحسين بن أبي العلاء قال : قلت لابي عبد الله عليه السلام : الاوصياء طاعتهم مفترضة ؟ قال : نعم هم الذين قال الله عز وجل : " أطيعوا الله و أطيعوا الرسول واولي الامر منكم " وهم الذين قال الله عز وجل " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " ].
3- قال شيخهم المفيد في كتابه ( الإفصاح ) ص 27-28 :[ فإن قال : فخبروني عن المعرفة بهذا الإمام ، أمفترضة على الأنام ، أم مندوب إليها كسائر التطوع الذي يؤجر فاعله ، ولا يكتسب تاركه الآثام ؟ قيل له : بل فرض لازم كأوكد فرائض الإسلام . فإن قال : فما الدليل على ذلك ، وما الحجة فيه والبرهان ؟ قيل له : الدليل على ذلك من أربعة أوجه : أحدها : القرآن ، وثانيها : الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله ، وثالثها : الاجماع ، ورابعها : النظر القياسي والاعتبار . فأما القرآن : فقول الله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } فأوجب معرفة الأئمة من حيث أوجب طاعتهم ، كما أوجب معرفة نفسه ، ومعرفة نبيه - عليه وآله السلام - بما ألزم من طاعتهما على ما ذكرناه ].
4- يقول رئيس محدثيهم ابن بابويه القمي في كتابه ( الهداية ) ص 31 :[ ويجب أن يعتقد أنهم أولوا الأمر الذين أمر الله بطاعتهم ].
5- يقول آيتهم العظمى محمد صادق الروحاني في كتابه ( فقه الصادق ) ( 16 / 164 ):[ الخامس : في وجوب الإطاعة . يمكن أن يستدل للزوم إطاعتهم في أوامرهم الشخصية العرفية الراجعة مصلحتها إليهم بوجهين : : أحدهما : الآيات والنصوص المتواترة الدالة على افتراض طاعتهم ، وأن معصيتهم كمعصية كمعصية الله تعالى ، كقوله سبحانه : * ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ].
6- وأخيرا يقول عالمهم علي البحراني في كتابه ( منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع) ) ص 35 :[ والله سبحانه قد فعل ما وجب في حكمته فأوجد الإمام ودل عليه وأمر بطاعته بقوله : [ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ] والعباد لم يفعلوا ما وجب عليهم من الطاعة للإمام ].
فهذه الحقيقة تؤكد أن الله تعالى قد فرض الإمامة في هذه الآية - وغيرها كآية الولاية وحديث الدار - بما يسبق حادثة الغدير وحجة الوداع بسنين فلم تكن هي آخر الفرائض التي أنزلها الله تعالى.

الحقيقة الثانية: إن الولاية كانت آخر فريضة أنزلها الله تعالى بعد الحج
وهذه الحقيقة قد أثبتتها رواياتهم بعدة تعبيرات تشترك بمضمون واحد هو أن الولاية كانت آخر فريضة أنزلها الله تعالى بعد إنزاله فريضة الصلاة والزكاة والصيام والحج ، فتارة يعبر عنها بكونها آخر الفرائض وتارة بكونها خامس الفرائض وتارة يصرح بكلمة ( ثم ) التي تشير إلى البعدية بعد فرضية الحج ، وإليكم إخواني أبرز هذه الروايات:
1- روى ثقة إسلامهم الكليني في كتابه ( الكافي ) ( 1 / 289 ) :[ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة والفضيل بن يسار ، وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود جميعا عن أبي جعفر عليه السلام قال : أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي وأنزل عليه " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة " وفرض ولاية أولي الامر ، فلم يدروا ما هي ، فأمر الله محمدا صلى الله عليه وآله أن يفسر لهم الولاية ، كما فسر لهم الصلاة ، والزكاة والصوم والحج ، فلما أتاه ذلك من الله ، ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " فصدع بأمر الله تعالى ذكره فقام بولاية علي عليه السلام يوم غدير خم ، فنادى الصلاة جامعة ( 4 ) وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب . - قال عمر بن أذينة : قالوا جميعا غير أبي الجارود - وقال أبو جعفر عليه السلام : وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض ، فأنزل الله عز وجل " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " قال أبو جعفر عليه السلام : يقول الله عز وجل : لا انزل عليكم بعد هذه فريضة ، قد أكملت لكم الفرائض ].
2- روى الكليني أيضاً في كتابه ( الكافي ) ( 1 / 290 ):[ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا ، عن محمد بن إسماعيل ابن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : فرض الله عز وجل على العباد خمسا ، أخذوا أربعا وتركوا واحدا ، قلت : أتسميهن لي جعلت فداك ؟ فقال : الصلاة وكان الناس لا يدرون كيف يصلون ، فنزل جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد أخبرهم بمواقيت صلاتهم ، ثم نزلت الزكاة فقال : يا محمد أخبرهم من زكاتهم ما أخبرتهم من صلاتهم ، ثم نزل الصوم فكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان يوم عاشورا بعث إلى ما حوله من القرى فصاموا ذلك اليوم فنزل شهر رمضان بين شعبان وشوال ، ثم نزل الحج فنزل جبرئيل عليه السلام فقال : أخبرهم من حجهم ما أخبرتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم . ثم نزلت الولاية وإنما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة ، أنزل الله عز وجل " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " وكان كمال الدين بولاية علي ابن أبي طالب عليه السلام ].
3- روى علي بن إبراهيم القمي في تفسيره ( تفسير القمي ) ( 1 / 162 ) :[ وأما قوله ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) فإنه حدثني أبي عن صفوان بن يحيى عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال آخر فريضة أنزلها الله الولاية ثم لم ينزل بعدها فريضة ثم انزل " اليوم أكملت لكم دينكم " بكراع الغنم فأقامها رسول الله صلى الله عليه وآله بالجحفة فلم ينزل بعدها فريضة ].
4- روى مفسرهم محمد بن مسعود العياشي في تفسير ( تفسير العياشي ) ( 1 / 292-293 ) عدة روايات في هذا المضمون منها:
أ- قال:[ عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : آخر فريضة أنزلها الله الولاية " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " فلم ينزل من الفرايض شئ بعدها حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ].
ب- قال:[ عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لما نزل رسول الله صلى الله عليه وآله عرفات يوم الجمعة أتاه جبرئيل عليه السلام فقال له : يا محمد ان الله يقرؤك السلام ويقول لك : قل لامتك " اليوم أكملت لكم دينكم بولاية علي بن أبي طالب وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " ولست انزل عليكم بعد هذا ، قد أنزلت عليكم الصلاة والزكاة والصوم والحج وهي الخامسة ولست أقبل هذه الأربعة الا بها ].
ج- قال:[ عن ابن أذينة قال : سمعت زرارة عن أبي جعفر عليه السلام ان الفريضة كانت تنزل ثم تنزل الفريضة الأخرى فكانت الولاية آخر الفرايض فأنزل الله " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " فقال أبو جعفر : يقول الله : لا انزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة ].

وبموجب هذه الحقيقة التي تنص على أن فرض الإمامة لم ينزله الله تعالى إلا بعد فريضة الحج في غدير خم ، فإن كل دليل يورده الإمامية على فرض الإمامة قبل الغدير - منها آية إطاعة أولي الأمر وآية الولاية - فهو ساقط باطل الدلالة على المطلوب لأنه يتصادم مع هذه الحقيقة.


وفي ضوء هاتين الحقيقتين المتعارضتين نجد الإمامية بين خيارين هما:
الأول:
أن يلتزموا بمضمون الحقيقة الأولى بأن الله تعالى قد فرض الإمامة على المسملين بنص آية إطاعة أولي الأمر ، وهذا سيترتب عليه رد وإبطال كل الروايات الواردة في الحقيقة الثانية التي تنص على أن آخر فريضة أنزلها الله تعالى على المسلمين هي الإمامة - في غدير خم - بعد فريضة الحج.

الثاني:


أن يلتزموا بمضمون الحقيقة الثانية بكون الإمامة هي آخر الفرائض التي أنزلها الله تعالى ، وهذا سيترتب عليه إبطال كل دليل يورده الإمامية من القرآن والسنة مضمونه أن الله تعالى فرض فيه الإمامة على المسلمين قبل الحج كآية أولي الأمر وآية الولاية وغيرها.








  رد مع اقتباس