عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-07, 10:47 AM   رقم المشاركة : 2
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road



التوسل
الاستعانة – الاستغاثة

ابتدأ المؤلف هذا المبحث بتعريف التوسل فقال : (( التوسل: هو طريقة من طرق التضرع إلى الله عز وجل ، وأحد أبواب دعاءه والتوجه اليه سبحانه وتعالى، فالوسيلة هي كل ما جعله الله سببا للتقرب اليه وبابا لقضاء الحوائج منه، قال تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة﴾ )) [ ص 81 ] .

قلت : التوسل باللغة التقرب ، والوسيلة ما يتقرب به إلى الغير ، والوسيلة شرعا : (( هي كل سبب يوصل إلى المقصود عن طريق ما شرعه الله تعالى ، وبينه في كتابه وسنة نبيه وهي خاصة بالمؤمن المتبع أمر الله ورسوله )) [ التوسل أنواعه وأحكامه ص 17 ] ، فالوسيلة التي نتقرب بها إلى الله عز وجل هي ما أمرنا به في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ... الحديث )) [ صحيح البخاري ص 2384 / 5 ] فالأصل بالتقرب إلى الله تعالى يكون بما افترضه ثم بالنوافل ، وليس التقرب إليه بالتوسل بذوات الأنبياء والصالحين .

أما الطرق التي شرعها الله عز وجل فهي ثلاثة :

فالأولى باسم من أسماء الله تعالى أو صفة من صفاته ودليله من كتاب الله عز وجل (( وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا .. الآية )) [الأعراف : 180] وعن أنس أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي ثم دعا : (( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم )) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى )) [ أخرجه أبو داود في السنن ص 79 / 2 ] .

والثانية بعمل صالح قام به الداعي أو المتوسل ، دليله من كتاب الله قولته تعالى : (( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )) [آل عمران : 16] ودليل من السنة عن يحيى بن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول : (( اللهم إني أسألك بأني أشهد انك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )) ، فقال : (( قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب )) [ أخرجه أحمد ص 350 / 5 ].

والثالثة التوسل بدعاء رجل صالح ، وهذا النوع من التوسل قد دلت عليه نصوص السنة فعن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون. [ ص 342 / 1 ] ، وقصة أويس القرني رحمه الله تعالى حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب أن يطلب من أويس يستغفر له كما في صحيح مسلم .

أما غير هذه الأنواع من التوسلات ففيه خلاف عند العلماء ، فالذي ندين الله به أنها لا تجوز لعدم ورود النص بها وإن جاء فليس فيه صريح الدلالة وإن صحت دلالته ضعف من طريف النقل كما سوف يمر عند الرد على أدلة المؤلف إن شاء الله تعالى ، والتوسل الذي نقصد غير الاستغاثة التي يقصدها المؤلف كما سيأتي .

فإذا كان التوسل مسألة خلافية بين أهل العلم ، فما هو الواجب عند الاختلاف ؟ الجواب الرجوع إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم فالرجوع إلى الله جلا وعلا يكون بالرجوع إلى القرآن والرجوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يكون بالرجوع إلى سنته وليس إلى قبره ، قال الله عز وجل : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )) [النساء : 59] ، فلم يثبت في الكتاب والسنة إلا ما تقدم من أنواع التوسلات ، والله تعالى أعلا وأعلم .

قال المؤلف : (( وأما الاستغاثة : فهي طلب الإغاثة ممن يمملكها على وجه الحقيقة وهو الله عز وجل، أو ممن أعطاهم الله بحوله وقوته القدرة عليها، وهم أنبياؤه وأولياؤه.

وأما الاستعانة: فهي طلب العون ممن يملكه على وجه الحقيقة وهو الله تبارك وتعالى أو ممن أعطاهم الله بمنه وكرمه القدرة عليها، وهم أنبياءه وأولياؤه
)) [ ص 81 ] .

قلت : وتعريف المؤلف للاستغاثة والاستعانة ينقسم إلى قسمين ، فالقسم الأول هو الاستغاثة والاستعانة بالله عز وجل ، وهذا حق لا مرية فيه وهذا هو الأصل قال الله تعالى : (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) [غافر : 60] ، وقال تعالى : (( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ )) [النمل : 62] .

أما القسم الثاني فقوله في تعريف الاستغاثة : (( أو ممن أعطاهم الله بحوله وقوته القدرة عليها، وهم أنبياؤه وأولياؤه )) ، وقوله في تعريف الاستعانة (( أو ممن أعطاهم الله بمنه وكرمه القدرة عليها، وهم أنبياءه وأولياؤه )) ، فهذا ينقسم أيضا إلى قسمين فالأول فيما يقدرون عليه في حال حياته مثل الاستقراض منهم أو استنفارهم لغزو العدو أو طلب الدعاء منهم أو كما وقع لموسى عليه السلام قال الله تعالى : (( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ )) [القصص : 15] ، فهذا النوع لا خلاف به بل هو واقع كما دلت عليه النصوص .

أما القسم الثاني إن كان يقصد المؤلف بالعطية الأمور التي لا يقدر عليه إلا الله عز وجل وهي خصائص الربوبية مثل غفران الذنب ، وهداية القلوب ، وطلب الولد والرزق والعافية وشفاء المرض منهم فهذا الاستغاثة من الشرك الأكبر الذي نحذر الأمة من الوقوع به فكيف يكون الله عز وجل أعطاهم تلك الأمور ، فالمؤلف يحتاج إلى تدعيم كلامه فما هو إلا مجرد دعوة لترويج الشرك على عوام الأمة قال الله تعالى : (( قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ )) [الأعراف : 29] وقال : (( فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )) [غافر : 14] ، وقال : (( فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )) [غافر : 14].

ويزداد الأمر سوء إذا كان من يستغيثون به ميت منذ قرون أو حي غائب ، وليس لديهم دليل شرعي على جواز هذا الفعل وكما سيأتي إن شاء الله تعالى عند مناقشة أدلة المؤلف ، فكيف إذا إنضاف إلى هذا أن الفعل يوقع في الشرك الأكبر ؟! وسوف نذكر إن شاء الله في نهاية البحث أمثل من كتب الصوفية باستغاثاتهم التي فاقت استغاثة الجاهلية .

وتعريف المؤلف للاستغاثة والاستعانة عليه ملاحظات خطيرة وهي :

1. عطف الأولياء على الله تعالى حيث جعلهم يغيثون المضطرين مثل الله تعالى ، وحتى يبرر هذه التسوية قال : (( بحوله وقوته القدرة عليها )) وهل يحدث شيء في الكون دون إذن الله تعالى حتى يضع هذا القيد ؟؟!!

2. الافتراء على الله عز وجل ، من أين لكم أن الله تعالى أعطى أولياءكم حق إغاثة الناس ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) فهذه دعوى منكم بأن الله تعالى صرّف أوليائكم بالكون ، ولا شك ولا ريب أن هذا القول يجعل الناس يتعلقون بالمخلوقين من دون الخالق والعياذ بالله وكما هو واقع عند الصوفية وغيره .

3. قياس معجزات الأنبياء وكراماتهم على ما ينسبونه إليهم باطل ، وذلك لأن الأنبياء عليم السلام أصحاب دعوة فلا بد من المعجزة ، وثانيا الله أخبرنا بتلك المعجزات ، فكيف تساوون الأنبياء بأوليائكم الذين هم غير معصومين ولربما فعل أحدهم الفاحشة بالأتان !!

قلت : وقوله : (( أو ممن أعطاهم الله بحوله وقوته القدرة عليها، وهم أنبياؤه وأولياؤه )) هذا يخالف ما جاءت به السنة النبوية فعن ابن عباس بن عباس قال : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : (( يا غلام إني أعلمك كلمات أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف )) [ أخرجه الترمذي رقم 2516 ، والحاكم في المستدرك رقم 6303 ورقم 6304 بنحوه ، وأبو عبد الله المقدسي في الأحاديث المختارة ص 22/10 ] .

ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس وحده أن يستعين بالله عز وجل ، ولو أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى ابن عباس وحده لكفى لأنه الخطاب للواحد يعني للخطاب للأمة ، بل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر أمار السرايا حين يبعثهم فيقول : (( فإن هم أبوا – يعني الجزية - فاستعن بالله وقاتلهم )) [ أخرجه مسلم رقم 1731 ] .

ومما مر يتبين لك أخي الكريم القاري الفرق الواضح الجلي بين التوسل والاستغاثة ، ولكن المؤلف لا يفرق بين التوسل وبين الاستغاثة فكلا الأمرين عنده سواء فقد قال : (( فيظهر لنا أن التوسل والاستغاثة والاستعانة شيء واحد )) [ ص 81 ] ، بينا أنه عرف التوسل فقال : (( هو طريقة من طرق التضرع إلى الله عز وجل ، وأحد أبواب دعاءه والتوجه إليه سبحانه وتعالى، فالوسيلة هي كل ما جعله الله سببا للتقرب إليه وبابا لقضاء الحوائج منه .. الخ )) [ص 81] ، فالتوسل عنده أسباب التقرب إلى الله تعالى بالطرق المشروعة ، وهذا حق لا نختلف معه به . وعرف الاستغاثة فقال : (( فهي طلب الإغاثة ممن يمملكها على وجه الحقيقة وهو الله عز وجل، أو ممن أعطاهم الله بحوله وقوته القدرة عليها، وهم أنبياؤه وأولياؤه )) [ص 81] ، وهذا التخليط من المؤلف وجعل التوسل المختلف فيه بالاستغاثة الغير المشروعة التي هي عبارة عن الشرك الأكبر أمر خطير ، فهو يستغل التوسل ليروج الاستغاثة وكل عاقل يعرف الفرق بينهما حتى من تعريف المؤلف نفسه ، وسوف يأتي إن شاء الله تعالى تبرير المؤلف لهذا الخلط والرد عليه .

ثم يبرر المؤلف خلطه بين التوسل والاستغاثة فيقول : (( فيظهر لنا أن التوسل والاستغاثة والاستعانة شيء واحد ، لأن المتوسل أو المستغاث أو المستعان به على الحقيقة هو الله وأما المتوسل به من العبيد فواسطة ووسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى )) [ ص 81 ] .

قلت : الله أكبر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول : (( لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع فقيل يا رسول الله كفارس والروم فقال ومن الناس إلا أولئك )) [ أخرجه البخاري عن أبي هريرة ص 2669 / 6 ] ، ووجه الاستدلال بالحديث أن ما قاله المؤلف نفس حجة المشركين في عبادتهم للأصنام قال الله تعالى : (( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) [يونس : 18] ، وقال أيضا : (( أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )) [الزمر : 3] .

وقد نبه لهذه المسألة تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى فقال : (( فالمشركون كانوا يتخذون من دون الله شفعاء من الملائكة والأنبياء والصالحين ، ويصورون تماثيلهم فيستشفعون بها ويقولون : هؤلاء خواص الله ، فنحن نتوسل إلى الله بدعائهم وعبادتهم ليشفعوا لنا ، كما يتوسل إلى الملوك بخواصهم لكونهم أقرب إلى الملوك من غيرهم ، فيشفعون عند الملوك بغير إذن الملوك ، وقد يشفع أحدهم عند الملك فيما لا يختاره فيحتاج إلى إجابة شفاعته رغبة ورهبة . فأنكر الله هذه الشفاعة فقال تعالى : (( مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ )) [البقرة : 255] ، وقال : (( وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى )) [النجم : 26] ... الخ )) [ التوسل والوسيلة ص 12 ] .

فقارن يا رعاك الله بين حجج المشركين وقول المؤلف : (( وأما المتوسل به من العبيد فواسطة ووسيلة للتقرب إلى الله )) .

وأما المساواة بين التوسل والاستغاثة لا يستقيم لا لغة ولا حقيقة ، فالتوسل هو أن يتوجه بالدعاء إلى الله تعالى بأن يقول : اللهم فرج كربي بجاه نبيك أو بجاه فلان من الصالحين وهذا النوع محل خلاف ، أما الاستغاثة فهي التوجه بالدعاء إلى أحد المخلوقين بأن يقول : يا فلان – أين كان من المخلوقين – فرج كربي أو نجني من ظلمات البحر ... الخ ، والتوسل طلب الوسيلة ، والاستغاثة طلب الغوث ، فأين التوسل من الاستغاثة حتى يساوى بينهما ؟!

ثم يحاول المؤلف تبرير موقفه في خلطه بين التوسل والاستغاثة ملبسا على القاري البسيط فيقول : (( وأما التوسل بغير العمل الصالح كالذوات والأشخاص فما هو في الحقيقة إلا توسل بعمله الصالح فمن توسل بشخص ما فذلك لأنه يحبه إذ يقدر صلاحه وولايته وفضله تحسينا للظن به، أو لأنه يعتقد أن هذا الشخص محب لله سبحانه وتعالى، فيكون الله تعالى محبا له أيضا قال جل جلاله ﴿يبحهم ويحبونه﴾ )) [ ص 81 – 82 ] .

قلت : يحاول المؤلف أن يعقلن اللامعقول ، فيكف يكون التوسل والاستغاثة بالذوات الذي لم يدل على دليل صحيح صريح يساوي التسول بالعمل الصالح الذي جاءت به النصوص الصريحة من الكتاب والسنة كما مر وكما سيأتي إن شاء الله ؟؟!!

فكيف يعقل أن قول القائل اللهم نجني من ظلمات البحر ببري لوالدي يساوي قول القائل يا بدوي نجني من ظلمات البحر ، فأي عاقل يساوي بين الأمرين ؟؟ ولكن عقلنة اللامعقول !!

وقوله : (( أو لأنه يعتقد أن هذا الشخص محب لله سبحانه وتعالى، فيكون الله تعالى محبا له أيضا )) ، فهذا استنباط ، وهو الأصل في قولهم بالتوسل والاستغاثة ، فلذلك عندما طُولبوا بالدليل من الكتاب والسنة لم يجدوا إلا الأحاديث الضعيفة والموضوع فقاموا يرددونا في كل مناسبة كما سيأتي بيانه في الرد على أدلة المؤلف إن شاء الله تعالى .

ثم فيه هذا المعتقد بني على ظن لا يعلم حقيقته إلا الله عز وجل ، ومن ثم هو افتراء على الله عز وجل ، وذلك عندما يستغيث أو يتوسل صوفي بأحد الأولياء يظن فيه أنه محب لله عز وجل ، وهذا لا يعدو أن يكون ظنا من المتسول نفسه بالولي ، وعلامة محب الله عز وجل حدها لنا في كتابه العزيز حيث قال : (( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) [آل عمران : 31] فتجدهم يعتقدون الولاية ويتوسلون برجل متلبس بألوان البدع ، وإن سلمنا أن المتوسل به من الأولياء يحب الله عز وجل وأنه كان صادق فيه حبه ، فمن أين لهم أن الله عز وجل أحبه أليس الله القائل : (( فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ))[النجم : 32] ، قال الله تعالى : (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )) [الأنعام : 21] فالافتراء على الله عز وجل من الظلم وقد قرنه الله عز وجل مع الذي يكذب بآياته فأي خطر وقعوا به ليثبتوا التوسل والاستغاثة ، وهذه العقيدة مبناه كله على الظن وقد قال الله تعالى : ((وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ )) [يونس : 36] ، وقال : ((وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ))[النجم : 28]

قال المؤلف : (( ولو تدبرنا الأمر لوجدا أن هذه المحبة وذلك الاعتقاد هما من عمل المتوسل لأنه اعتقاده الذي انعقد عليه قلبه فهو منسوب إليه ومسؤول عنه ومثاب عليه ، فمن قال: اللهم إني أتوسل إليك بمحبتي لنبيك أو قال بنبيك سواء لأنه ما أقدم على هذا إلا لمحبته وإيمانه بنبيه، ولولا المحب له والإيمان به ما توسل به فهو إذا توسل بعمله الصالح )) [ ص 82 ] .

قلت : هذا الأمر لا يمكن معرفة حقيقته إلا بسؤال حال المتوسل هل هو يتوسل بالذات أو بالعمل الصالح بمعنى لو قال : (( قال بنبيك )) فلابد أن تقدر كلمة بمحبتي لنبيك حتى تساوي العبارة الأولى التي ذكرها المؤلف ، وإن سلمنا للمؤلف ما قال فقد خالف المؤلف تعريفه للاستغاثة حيث يقول : (( طلب العون ممن يملكه على وجه الحقيقة وهو الله تبارك وتعالى أو ممن أعطاهم الله بمنه وكرمه القدرة عليها )) فأين طلب العون من المخلوقين من سؤال الله بالعمل الصالح ؟؟ فهو كما قلنا عقلنة اللامعقول .

وكلام المؤلف هذه يلزمه أن التوسل مبناه بالأعمال ، فإذا كان هذه حقيقة التوسل عنده فلماذا سود هذه الصفحات وجمع هذه الشبه ليثبت أن الاستغاثة والاستعانة المحظورة والتسول بالذوات من شرع الله عز وجل ؟!

وهذا تناقض واضح فالمؤلف في هذه العبارة نقض بحث أو أنه قال ما لم يعتقد ، وقد قال الله عز وجل للمشركين : (( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً )) [النساء : 82] ، ونحن نقول للمؤلف لو كان الاستغاثة والاستعانة والتوسل المحظور من شرع الله عز وجل لما تناقضت في حقيقته ، والله ولي التوفيق .

قال المؤلف : (( ثم إن المسلم عندما يتوسل أو يستغيث بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو بالرجل الصالح إنما يتوسل به لما يعلم من كرامته وجاهه عند الله عز وجل ولاعتقاده بأنه يمكن أن يكون قد أعطى القدرة على الإمداد والإعانة )) [ ص 82 ] .

قلت : وهذا تناقض آخر من المؤلف ففي الفقرة السابقة جعل التوسل هو بعمل المتسول أي بحبه للمتَوسل به ، والآن يقرر أن التوسل بالذوات لاحتمال أن الله تعالى أعطاهم القدرة على الإمداد والإعانة ، وهل تعقد العقائد بمثل هذا الظن ((بأنه يمكن أن يكون قد أعطى القدرة )) ، فأين ذهب اليقين وأين ذهب التواتر ؟؟!! نعم لرسولنا صلى الله عليه وسلم عند الله عز وجل جاه ، ولكن صاحب الشريعة لم يأمرنا بالاستغاثة به بعد موته بل ما جاء به يخالف ما يدندن عليه المؤلف .

قال المؤلف : (( فالإنسان عندما يتوسل إلى الله تعالى بجاه نبي أو ولي فإن ذلك يعني أنه توسل إلى الله تعالى بفعل من أفعاله خلقه لذلك النبي وسماه جاها، وبصفة من صفاته سماها اختصاصا ، وهذا من التوسل إلى الله بصفاته وأفعاله وهو مجمع على جوازه عند أهل الحق )) [ ص82 ] .

قلت : وهذا تناقض آخر من المؤلف ، فلو سلمنا له صحة هذا الاستنباط ، فلماذا الاستغاثة والتوسل بالمخلوقين في ظلمات البحر ، لماذا لا تفصحون فتقولون : يا من أعطاه الجاه للولي الفلاني نجني من ظلمات البحر ؟! وهذا أين يناقض كلامه السابقة في الفقرة الماضية فالمؤلف علل التوسل بالذوات بقوله : (( بأنه يمكن أن يكون قد أعطى القدرة )) ، والآن يقول التوسل بالذوات هو توسل بصفات وأفعال الله عز وجل .

ثم نطرح هذا السؤال على المؤلف وعلى من يرى رأيه هل يجوز التوسل إلى الله تعالى بخلقه إبليس ؟؟!!

قال المؤلف : (( ونحن إذ نظرنا إلى كل فرد من أفراد المتوسلين والمستغيثين بالأنبياء والصالحين لا نجد في نفس أحد منهم إلا التقرب إلى الله تعالى لقضاء حاجاتهم الدنيوية والأخروية مع علمهم بأنهم كلهم عبيد لله تعالى فقلوبهم موقنة أنه جل جلاله الفعال المطلق المستحق للتعظيم بالأصالة لا شريك له ولا رب ولا موجد سواه، ولا نافع ولا ضار إلا هو )) [ ص 83 ] .

قلت : إذا كان الأمر هكذا فلماذا يتركون الفعال المطلق المستحق التعظيم بالأصالة ويتجهون لمن ليس بيده شيء أي الفرع ؟؟!! ، وكيف إذا إنضاف إلى هذا مخالفة صريحة الكتاب قال الله تعالى : (( هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) [غافر : 65] ، وقال الله تعالى : (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) [غافر : 60] ، فالله يأمرنا بدعوته ، والمؤلف هداه الله للحق يدعون لدعاء غيره من المخلوقين فكيف نرضى بهم بدلا ؟؟!!

وهنا يتكلم باسم جميع المستغيثين والمتوسلين وكأنه دخل في نياتهم ، ثم أمر النية نرجعه إلى الله عز وحل ، فنحن مأمورون بأن نأخذ الناس على الظاهر فقد أنب النبي صلى الله عليه وسلم حبه أسامة بن زيد عندما لم يأخذ ذلك الرجل بظاهر أخرج البخاري في صحيحه عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال : لا إله إلا الله ، فكف الأنصاري عنه فطعنته برمحي حتى قتلته ، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "(( يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله )) قلت كان متعوذا فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم " [ ح 4021 ]، وكما قبل النبي صلى الله عليه وسلم إسلام المنافقين ووكل سرائرهم إلى الله عز وجل ، فإذا رأينا أمر ظاهره الشرك أو أقل ما يقال فيه أن ظاهره الشرك ، فلا بد من إنكاره ، فكيف بمن إذا اشتد به البحر وأيقن بالهلاك استغاثة بالعيدروس أو الجيلاني ؟؟!!

قال المؤلف : (( فيفهم مما مر أن غاية الأمر أن بعض المتوسلين والمستغيثين يتسامحون في التصريح بهذا الأمر وهو الطلب من الله دون واسطة عملا بالحقيقة والأصل ويكتفون بعلم من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فينادون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد الأولياء الصالحين ويطلبون منهم العون والإغاثة وهم في قريرة أنفسهم يعلمون حق العلم أنه وحده سبحانه وتعالى هو النافع والضار ولا يقع في ملكه إلا ما يريد وذلك طمعا في الإجابة لما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من منزلة عند الله )) [ ص 83 ] .

قلت : يا ليت المؤلف تكلم عن نفسه فقط دون الدخول في قلوب جميع المستغيثين ، وهو يكون في هذا المقال فتح الباب على مصراعيه للشرك بدعاء غير الله ولا يخفى على كل مسلم أن الدعاء هو العبادة كم قال الحبيب صلى الله عليه وسلم : (( الدعاء هو العبادة )) [ أخرجه أبو داود عن نعمان بن بشير ص 76 / 2 ] ، وصرف الدعاء إلى غير الله عز وجل هو صرف عبادة لغير الله عز وجل .

والمؤلف هداني الله وإياه إلى الحق يحاول تخريج أقوال العاكفين على القبور وعباد الصالحين وغير الصالحين إلى مخرج ويا ليته كان صحيحا ، فنحن مأمورون بالأخذ بالظواهر ولم أن نشق القلوب وننظر ما فيها وكيف يقول المؤلف ما قال والرسول صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي قاله له ما شاء الله وشئت : (( جعلتني لله عديلا لا بل ما شاء الله وحده )) [ مصنف ابن أبي شيبة ص 340 / 5 ] ، فبدلا أن يزجرهم المؤلف ويبين خطأ يقول ويبرر لهم ذلك الفعل الشنيع ، مما يجعلنا نشعر أنه ما قال ذلك إلا تبريرا فقط ، ثم الواقع المشاهد يخالف ما يدعيه المؤلف فمن شاهد العاكفين على القبور وتصرفاتهم يعتقد أن ألئك يعتقدون بذلك الميت أنه يتصرف بالكون كما يشاء فلذلك ارتضوا به بدلا عن الله عز وجل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

وهذا التبرير الذي ذكره المؤلف ليس له حقيقة عند المتوسلين لأن كلامهم وفعلهم يخالف ما يقوله المؤلف قال النبهاني في ترجمة جاكير الكردي : (( واستأذن رجل واسطي الشيخ جاكير في ركوب بحر الهند بتجارة فقال : إذا وقعت في شدة فناد باسمي ... الخ )) [ جامع كرامات الأولياء ص 3 / 2 ] ، فهذا الشيخ جاكير يأمر أحد أتباعه بأن يستغيث به في حال الشدة ، فكيف يقول المؤلف هذا توسل بهم لأنهم يحبون الله عز وجل أو أنهم يستغيثون بهم تجوزاً ؟؟!!

مثال آخر قال النبهاني أيضا نقل عن السراج قال : (( روينا أن شخصا من بني النحاس الحلبيين كان يهوى الشيخ شبيب الفراتي ويتوالاه ، فتوجه مرة في تجارة إلى بغداد ، فقال للشيخ : لا أذهب إلا وخاطرك معي ، فقال : الله ورسوله وخاطرنا يحرسك ، فأخذ الحرامية القافلة كلها ، فقال مقدهم : هذا الشاب وكل ما معه لا يعارضه أحد ، فلما وصلوا إلى بغداد مأخوذين رفعوا أمرهم إلى ولاة الأمر حتى بلغ الخليفة ، فقال الحرامية : كانوا رفاق هذا الشاب ، وهو الذي حملهم على أخذنا ، فسحبوا الشاب وضيقوا عليه فاستغاث بشيخه ، فرأى الخليفة في نومه الشيخ شبيبا يقول له : أنا فلان من القرية الفلانية ، وقضية هذا الشاب معي كيت وكيت ، فطلب الخليفة الشاب فأكرمه وأحسن نزله وعتب عليه لكونه لم يعلمه بحاله ، فقال الشاب : لم أصل إليك ، فلما صل الشاب إلى الشيخ ابتدأه وحكى له جميع ما جرى ، فقال الشاب : لم يبق لي رغبة في متجر ولا غيره سوى خدمة الشيخ ، فلازمه إلى الممات )) [ جامع كرامات الأولياء ص 94 / 2 ] .

فالمسألة فاقت التوسل والاستغاثة ووصل إلى خاطر الشيخ الذي يحرص المريدين من المخاطر كما طلب الشاب من شبيب الفراتي ، ولا شك أن هذه الترهات وهذه القصص التي يحكون فيها خواطر الشيوخ وغيرها ؛ هي من أسباب وقوعهم بالاستغاثة التي هي الشرك الأكبر ، وهي من أعظم أدلتهم على جواز الاستغاثة بغير الله عز وجل .

مثال آخر يبين الحقيقة عند الصوفية التي يحاول المؤلف إخفائها قال الشعراني في ترجمة محمد الحنفي : (( وقال سيدي محمد رضي الله عنه في مرض موته من كانت له حاجة فليأت إلى قبري ويطلب حاجته أقضها له فإن ما بيني وبينكم غير ذراع من تراب ، وكل رجل يحجبه عن أصحابه ذراع من تراب ، فليس برجل )) [ الطبقات الكبرى ص 416 ] ، فهذا محمد الحنفي يطلب من مريديه أن يدعوه من دون الله وهذا يخالف ما يريد قوله المؤلف .

وأكتفي بهذا القدر من تبيين حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثه للمسلمين على اللجوء إلى الله تعالى في حال الكرب والشدة ، فأنت الكريم القاري أمام خيارين أما أن تسلك سبيل المؤمنين في إخلاص الدعاء لله في الشدة والرخاء أو تسلك سبيل الصوفية في دعائهم لغير الله عز وجل من أوليائهم الإحياء والأموات في حال الشدة والرخاء . والآن نشرع في ذكر أدلة المؤلف التي يحاول بها صرف المسلمين من إخلاص الدعاء لله إلى دعاء غير الله باسم التوسل حيث أن المؤلف لا يفرق بين التوسل والاستغاثة مع ملاحظة أن المؤلف لم يفرق بين أدلة التوسل والاستغاثة بغير الله تعالى .

وقبل أن نستطرد بذكر الأدلة أود أن أبين للقاري حقيقة الخلاف وحقيقة التوسل ، فالخلاف في طلب الدعاء من يظن بهم الصلاح أو سؤال الله تعالى بأسمائه الحسنى أو صفاته العلا أو التوسل إلى بالأعمال الصالحة ، فنحن نفرق بين التوسل بهذه الأنواع وبين التوسل بالذوات ناهيك عن الاستغاثة بالأموات وربما من اتهم بالزندقة أو ثبتت عليه التهمة .

------------------------






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» شبهة أسألك بحق السائلين
»» الامام الذهبي يقول رأي بتفسير السلمي فيتأوه على الاسلام
»» حمل كتاب البناء على القبور المعلمي
»» الصوفية واحتفال النصارى بعيد الكريسمس / الجفري انموذجا
»» هؤلاء تركوا التصوف / الإمام ابن عقيل الحنبلي