عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-13, 12:11 AM   رقم المشاركة : 1
سالم السهلي
مشرف






سالم السهلي غير متصل

سالم السهلي is on a distinguished road


Arrow الزميل صادقي (التوسل الممنوع والمشروع)

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه ثم امّا بعد ..
دار بيني وبين الزميل صادقي نقاش حول موضوع التوسّل فطالبني قائلاً:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صادقي مشاهدة المشاركة
  
وما زلت انتظر المشرف الفاضل بان يفتح موضوع حول الاية التي استدل بها على الشيعة
اذا كان بامكانه وتفرغ لنا

وفي هذا الموضوع .. سيكون الطرح موسّعاً نوعاً ما , وستكون المحاور على النحو التالي :
1- معنى التوسّل لغةً وشرعاً :
2-اقسام التوسل : ممنوع ومشروع
-الكلام على التوسل المشروع والادله من القران والسنه
-الكلام على التوسل الممنوع . والادله من القرآن والسنه
3- إشكالية تخصيص سبب النزول بالحدَث المنزلة فيه الآيه.

معنى التوسل لغة وشرعاً :

التوسل لغة :
قال الجوهري في صحاحه : (( الوسيلة : ما يتقرب به إلى الغير . والجمع : الوسيل والوسائل والتوسل واحد وسل فلان إلى ربه وسيلة وتوسل إليه بوسيلة أي تقرب إليه بعمل )) .
وفي القاموس : (( الوسيلة والواسلة : المنزلة عند الملك ، والدرجة والقربة ووسل إلى الله توسيلاً : عمل عملاً تقرب به إلى الله كتوسل . والواسل : الواجب والراغب إلى الله تعالى )) .
وفي المصباح : (( وسلت إلى العمل . أسل من باب وعد رغبت وتقربت ومنه اشتقاق الوسيلة . وهي ما يتقرب به إلى الشيء . والجمع : الوسائل . والوسيل : قيل جمع وسيلة ، وقيل لغة فيها ، وتوسل إلى ربه بوسيلة : تقرب إليه بعمل )) . وكل ما تقدم في معنى الوسيلة ، قال سائر علماء اللغة وهذا ما اتفق عليه الجميع .
التوسل شرعاً :
هو التقرب إلى الله تعالى بطاعته وعبادته واتباع أنبيائه ورسله وبكل عمل يحبه الله ويرضاه . قال ابن عباس رضي الله عنهما : إن الوسيلة هي القربة وقال قتادة في تفسير القربة أي تقربوا إلى طاعة بطاعته والعمل بما يرضيه .

وهكذا … فإن كل ما أمر به الشرع من الواجبات والمستحبات فهو توسل شرعي ووسيلة شرعية .
قال الله تعالى في سورة المائدة الآية / 35 / :
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدا في سبيله لعلكم تفلحون )
وقال جل وعلا في سورة الإسراء :
( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً / 56/ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً )/57/
يتضح مما تقدم أن التوسل لغة وشرعاً … لا يخرج عن معنى التقرب أو ما يؤول من القربى إلى الله تعالى بما يرضاه من الأعمال الصالحة .

أقسام التوسل
التوسل إطلاقاً يدخل معناه : كل توسل شرعياً كان أو بدعياً . فلأجل التفريق بينهما يجب أن نعلم أقسام التوسل حتى يكون لدينا ميزان نزن به الأشياء فنعرف غثها سمينها فإذا عرفنا ما هو التوسل الشرعي وما هو التوسل الغير شرعي وذلك بمعرفة الأدلة عندها نستطيع أن نأخذ لأنفسنا ما يحلو ونكون بعدها مسؤولين عما أخذنا .. إن الله كان خيراً فخير أو شراً فشر ( فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) (1)

ينقسم التوسل من حيث هو إلى قسمين :
1 - : توسل مشروع .
2 - : توسل ممنوع

الكلام على التوسل المشروع
تعريفه -: التوسل المشروع هو كل ندبنا الله تعالى إليه في كتابه وحثنا عليه ووضحه لنا رسوله الأمين  أي ما كان موافقاً لما شرع الله من التقرب إليه بالطاعات والأعمال الصالحة التي يحبها الله ويرضاها ولا يحب ولا يرضى إلا الذي أمر به :
1 - : توسل المؤمن إلى الله تعالى : بذاته العلية ، وبأسمائه الحسنى ، وبصفاته العلى .
2 - : توسل المؤمن إلى الله تعالى بأعماله الصالحة .
3 - : توسل المؤمن إلى الله تعالى بدعاء أخيه المؤمن له .

التوسل إلى الله تعالى بذاته العلية .. وأسمائه الحسنى .. وصفاته العلى والأمثلة الدالة على ذلك

تعريفه : هو أن تقدم بين يدي دعائك إلى ربك تعالى تمجيداً له وتعظيماً وحمداً وتقديساً في ذاته العلى . ثم تدعو بما بد لك … ليكون هذا الحمد والتمجيد والتعظيم والتقديس للرب تعالى وسيلة إليه سبحانه لأن يتقبل دعاءك ويجيبك إلى ما دعوت وتنال مطلوبك .
إن أعلى أنواع التوسل إلى الله تعالى وأقربها إجابة : التوسل إليه عز وجل بذاته العلية وأسمائه الحسنى وصفاته العلى . لأنه تمجيد وتقديس وثناء على الله تعالى وهو كما أثنى على نفسه والقرآن والسنة مكتظة صفحهما بالأمثلة على الحض على التوسلات إليه تعالى . ولأجل توضيح ذلك .. نضع صوراً عديدة من هذه الأمثلة … ولتكون أيضاً بمثابة الأدلة على صحة التوسل الذي ندعو إليه المسلمين دون سواه ونعتبره منهجاً صحيحاً ومسلكاً مثالياً للتوسل الشرعي أمر الله تعالى به ووضحه وبينه رسول الله  .
(( الأمثلة الدالة على التوسل إليه تعالى بذاته وأسمائه وصفاته من القرآن الكريم ))
إن الله تعالى دلنا دلالات واضحة وصريحة في كتابه العزيز على التوسل إليه والآيات في توضيح ذلك كثيرة … إنما نقتطف لك يا أخي المسلم بعضاً منها على سبيل المثال وهي في نفس الوقت دليل قاطع من كتابه تعالى على توضيح مراده من كيفية التوسل إليه سبحانه ليكون سبباً يحبه الله ويرضاه لاستجابة الدعاء .

الدليل:
قال الله تعالى :
ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون
ما كانوا يعملون
(180)

الأمثلة الدالة على التوسل بالذات والأسماء والصفات من الأحاديث الصحيحة
الدليل الأول
عن عبدالله بن بريدة عن أبيه [ أن رسول الله  سمع رجلاً يقول : اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد . فقال: (( لقد سألت الله عز وجل باسمه الأعظم )) ] أخرجه أبو داود والترمذي .
الدليل الثاني
وعن أنس بن مالك  [ أنه كان مع رسول الله  جالساً ورجل يصلي ، ثم دعا : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم فقال النبي  : (( لقد دعا باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطي )) ] أخرجه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي .

توسل المؤمن إلى الله …بأعماله الصالحة وأدلته من القرآن الكريم :

كما أن الله تعالى أرشد عباده المؤمنين إلى توسل إليه جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى .. فقد أرشدهم كذلك إلى نوع آخر من التوسل المشروع وهو : التوسل إليه بالأعمال الصالحة أي توسل المؤمن إليه عز وجل بأعماله وطاعاته المقبولة عند الله تعالى وآية القبول : أن تكون خالصة لوجهه تعالى وأن تكون طبق ما أمر فإذا جمعت الأعمال هذين الشرطين فهي مقبولة عند الله تعالى وإنك يا أخي المسلم تستطيع أن تعلم فيما إذا كانت أعمالك مقبولة أو غير مقبولة . فانظر فيها وتأملها … أهي خالصة لوجه الله لا رياء فيها …ولا حباً بسمعة وإطراء من قبل الناس ؟ ثم أهي موافقة للأمر الذي أمره الله تعالى في كتابه وسنة نبيه لا بدعة استحسنتها … ولا رأياً أو هوى تعلق به قلبك دونما دليل شرعي … فإذا كانت لوجه الله ، وطبق ما أمر فأبشر فإن عملك مقبول فتقدم وتوسل به إلى الله تعالى ثم ادعه بما شئت فإن الله تعالى يستجيب لك عاجلاً أو آجلاً متى شاء .

الدليل الأول الفاتحة
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين (1) الرحمان الرحيم (2) مالك يوم الدين (3) إياك نعبد وإياك نستعين (4) اهدنا الصراط المستقيم (5) صراط الذين أنعمت عليهم (6) غير المغضوب عليهم ولا الضالين (7)
هذا نص هذه السورة الجليلة ويحسن بنا أن نضع – يا أخي القارئ المسلم – أمامك مختصراً لتفسيرها حتى يسهل علينا جميعاً … بيان وجه التوسل الذي يكون بين طيات هذه السورة الكريمة .
لقد اشتملت أم الكتاب – وهي سبع آيات – على حمد الله والثناء عليه وتمجيده وأفراده بالعبادة والاستعانة فلا يعبد إلا هو ولا يستعان بأحد سواه فلما تقدم الحمد والثناء والتمجيد وإفراده بالعبادة والاستعانة ناسب أن يعقب بعد ذلك … بالسؤال والدعاء منه تعالى بالهداية إلى الصراط المستقيم .

الدليل الثاني :
وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم (127) ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم (128)

الدليل الثالث :
قوله تعالى :
هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءآيات محكمات هن أم الكتاب وأهر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب (7) ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب (8)

الدليل الرابع : قوله تعالى :
الذين يقولون ربنا إننا ءامنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار (16)

توسل المؤمن إلى الله تعالى بأعماله الصالحة وأدلته من السنة الصحيحة :

في السنة المطهرة … أمثلة رائعة لا تحصى … في الحض على التوسل إلى تعالى بالأعمال الصالحة لا تكفي لا ستيعابها

الدليل الأول
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص عن أبي بكر الصديق  أنه قال لرسوله  [ علمني دعاء ادعو به في صلاتي . قال : (( قل : اللهم إني ظلمت نفسي كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )) ] أخرجه الإمام أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم والترمذي .

الدليل الثاني:
حديث الغار
قوله  فيما رواه عنه ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله  يقول :
[ (( انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى أواهم المبيت إلى غار فدخلوا فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم . فقال رجل منهم :
(( اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران كنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فنأي بي طلب شجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناماً فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فلبثت والقدح على يدي انتظر استيقاظهما حتى برق الفجر – زاد بعض الرواة – (( والصبية يتضاغون عند قدمي )) فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة .
فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منها )) قال النبي  (( قال الآخر : اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي .. فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني وأعطيتها عشرين ومئة دينار على أن تجلي بيني وبين نفسها … ففعلت . حتى إذا قدرت عليها … قالت : لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها … فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها : اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها .
قال النبي  (( وقال الثالث : اللهم إني استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرتهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب … فثمرت أجره … حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين … فقال لي : يا عبد الله أد لي أجري . فقلت : كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق !!! فقال : يا عبد الله لا تستهزئ بي ؟!! فقلت إني لا أستهزئ بك . فأخذه كله … فساقه فلم يترك منه شيئاً اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه . فانفرجت الصخرة … فخرجوا يمشون )) ] . رواه البخاري ومسلم والنسائي .

توسل المؤمن إلى الله تعالى بدعاء أخيه المؤمن له وأدلته من القرآن الكريم :

الدليل الأول
قوله تعالى :
وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما (64)

الدليل الثاني
قال يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين (97) قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم (98)

الدليل الثالث
قوله تعالى :
سيقول المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئاً إن أراد بكم ضراً أو نفعاً بل كان الله بما تعلمون خبيراً (11)

الدليل الرابع
قوله تعالى :
الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين ءامنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم (7) ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من ءابآئهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم (8)

توسل المؤمن إلى الله تعالىبدعاء أخيه المؤمن له وأدلته من السنة الصحيحة :

الدليل الأول
قوله  فيما رواه عنه عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله  يقول :
[ إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ] رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
الدليل الثاني
وهذا هو  يطلب من عمر  أن يدعو له وهذا دليل آخر على شرعية التوسل بدعاء المؤمن لأخيه المؤمن وكل ذلك ولا شك تعليم لنا حتى نقتدي به  وإليك لفظ الحديث …
عن عمر بن الخطاب  قال :
[ إستأذنت النبي  في العمرة فأذن وقال : (( لا تنسنا يا أخي من دعائك )) فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا ] وفي رواية : [ قال : أشركنا يا أخي في دعائك )) ] رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
الدليل السادس حديث الاستسقاء بدعاء العباس بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولهذا استسقى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إبان خلافته بالعباس عم رسول الله فعن أنس قال :
[ إن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب وقال : (( اللهم كما نتوسل بنبينا  فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا )) قال فيسقون ] رواه البخاري في صحيحه .
التوسل الممنوع :
تعريف التوسل الممنوع :
هو تقرب العبد إلى الله تعالى بعمل مخالف لكتابه مخانف لسنة نبيه  مثاله :
كالتوسل إلى الله بذوات مخلوقات في السموات أوالأرض من الملائكة والنبيين غير متابعة لهم في أعمالهم الصالحة ومن الأمكنة الفاضلة كالكعبة والمشعر الحرام والأزمنة الفاضلة كشهر رمضان والقدر وأشهر الحج والأشهر الحرم من غير إعطائها ما شرع الله فيها من العمل وما قضى فيها من الحرمة .

حكم التوسل الممنوع :
حكم التوسل الممنوع حرام وتتراوح حرمته بحسب نوعيته وأوجهه .
والحرام : أعلاه الكفر وأدناه أي عمل فيه مخالفة شرعية ويمنع فاعله . ويتراوح المنع من الاستتابة أو القتل إلى قصاص رادع للحد الذي يراه إمام المسلمين أنه مانع من مقارفة الذنب مع تعاهده بالنصح والإرشاد والإقناع بالحجة والبرهان ويكون الترهيب والترغيب فرسي رهان من المنع .
فمقارفة الذنب عمداً أو خطأ سهواً أو نسياناً علماً أو جهلاً لا تغير من صفة الوقوع فيه ولا من حرمته وان اختلفت درجة عقوبته فيأخذ الذنب حقيقة صفته والمذنب نصيبه من الحكم … إنما كل بحسبه .
أوجه التوسل الممنوع :

إن للتوسل الممنوع عند من يستحلونه أوجهاً ثلاثة :

الوجه الأول :
التوسل إلى الله تعالى بذات وشخص المتوسل به .كأن يقول المتوسل : اللهم إني أتوسل إليك بفلان ….- ولا يعني إلا ذاته وشخصه – أن تقضي حاجتي …
الوجه الثاني :
التوسل إلى الله تعالى بجاه أو حقه أو حرمته أو بركته كأن يقول المتوسل:
اللهم إني أتوسل إليك بجاه فلان عندك أو بحقه عليك … أو بحرمته … أو بركته أن تقضي حاجتي .
الوجه الثالث :
الإقسام على الله بالمتوسل به كأن يقول :
اللهم أقسم عليك بفلان أن تقضي لي حاجتي …وقد أجاز المستحلون للتوسل الممنوع كل هذه الأوجه الثلاثة … والحقيقة أنها جميعاً باطلة وفاسدة ومخالفة لأصول الدين ونصوصه .
الوجه الأول : التوسل إليه تعالى بذات وشخص المتوسل به .
إن التوسل بذات وشخص المتوسل به إلى الله تعالى عمل غير شرعي لأنه لم يأمر به الله ولا بلغه رسوله  على أن التوسل بذات الشخص بدون متابعة للعمل الذي كان يعمله فبلغ به المنزلة الطيبة عند الله إنما هو عمل قد ذمه الله تعالى لما وصف توسل المشركين فقال حاكياً عنهم : ( ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار )/3/ الزمر .
فالتوسل بالعبد الصالح من غير متابعة له في الأعمال الصالحة لا يجوز أن يكون وسيلة فهذا التزلف بذوات الأشخاص رده الله سبحانه ولم يقبله . وإنه تعالى قد عاب عليهم في هذه الآية أمرين اثنين : عاب عليهم عبادة الأولياء من دونه وعاب عليهم محاولتهم القربى والزلفى إليه تعالى بالأشخاص والعباد المخلوقين فكلا الأمرين في الآية عيب وذنب . وكلاهما باطل وكذب وضلال وقال تعالى : ( وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحاً فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون ) /37/ سبأ .
الوجه الثاني : التوسل إلى الله تعالى : بجاه فلان أو حقه أو حرمته وما أشبه .
أما التوسل إلى الله تعالى : بجاه أو بحرمة المتوسل به … فهذا عمل لم يشرعه الله ولم يبلغه رسوله  ولا أمر به ولا حض عليه ولم يصل إلينا عن أحد من أصحابه  .
الوجه الثالث – الإقسام على الله جل وعلا بالمتوسل به
الأصل في القسم أو الحلف أن يكون بالله تعالى لأنه عبادة ومعلوم أن العبادة لا يجوز أن تصرف إلا لله عز وجل ولذا فإنه لا يجوز القسم أو الحلف بغيره سبحانه وقد ثبت في الصحيحين : أن النبي  قال : [ من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ] وفي لفظ : [ من حلف بغير الله فقد أشرك ] رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححوه . فإذا فهم هذا … فيتعين أن لا يجوز الحلف بمخلوق على مخلوق فكيف يجوز الحلف بالمخلوق على الخالق …!؟ كأن يقول مثلاً : اللهم إني أقسمت عليك بفلان أو أسألك بحق فلان أن تقضي حاجتي …

إشكالية تخصيص سبب النزول بالحدَث المنزلة فيه الآية :

وهذا مالجأ اليه الزميل صادقي بإسقاط الآيات الداله على تحريم التوسّل كونها نزلت في مشركين قريش وعبادتهم للاصنام ...

بيان الإشكالية:
تواتَر العلماء من لدن الصحابة حتى عصرنا الحاضِر على فَهم معيَّن لسبب النزول من حيثُ التخصيصُ والتعميم، ثم خلف مِن بعدهم قومٌ متعالمون، ينتسبون إلى الإسلام، أناس من جِلدتنا ويتكلَّمون بألسنتنا، لكنَّهم عصريُّون، يودون أن يتفرنجوا، وهم فقس أفراخ المستشرقين، يتلاعبون بالعقول والأفئدة وما يَخْدَعون إلا أنفسَهم وهم لا يشعرون، في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضًا، ولهم عذابٌ أليم بما كانوا يكذبون، وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون.

مجمل قولهم: يقول دكتور محمد بن لطفي الصباغ:
"... يحصر معنى الآية في الحادثة التي كانت السبب في نزول الآية، وهذا منزلَق خطير، كثيرًا ما يعمد إلى إثارته أعداءُ الإسلام الماكرون الذي يقولون: إنَّ الحكم الذي أنزله الله لا نعترِض عليه ولا نُنكره، ولكنَّه حُكمٌ خاص بتلك الحادثة، وليس لنا أن نُعمِّمه على الحالات الأخرى التي تشابهه".
ينقد المتنبي العقولَ:
وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلاً صَحِيحًا
وَآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السَّقِيمِ
الرد والدحض:
"مِن القواعد المقرَّرة عند علماء اللُّغة والأصول: أنَّه يجب أن تفسَّر الكلمة بالمعنى المتبادَر منها، وأنه لا يجوز صرفُها إلى أي مِن الاحتمالات البعيدة إلاَّ بعد الرجوع إلى قصْد المتكلِّم، الذي قد يكون قد قام عليه مِن القرائن ما يقطع بإرادته ويحيل سواه، وهذا ما تجري عليه القوانينُ كلها، فإنها تخضَع لهذه القاعدة، إنَّ علماء المسلمين قد ساروا عبرَ القرون الماضية على قاعدة لُغوية، تم التعامُل بها في فَهم القرآن والسُّنة، هذه القاعِدة هي: الاستعمال مِن صِفة المتكلِّم، والحمْل من صفة السامِع، والوضع قبلهما"[29].
ومعنى هذه القاعدة: أنَّ المتكلِّم حين يستعمل اللفْظ المعيَّن يجب أن يستعملَه وَفق الوضع المعروف بينه وبين المخاطب، إنْ كان هذا المتكلِّم يُريد الحقيقة التي وضع لها اللفظ، وبالتالي يجب على المخاطَب ألاَّ يفهم من كلام ذلك المتكلم عندئذٍ إلا عين تلك الحقيقة الموضوع لها اللفظ، كما تَعنِي هذه القاعدة أيضًا:
أنَّ المتكلم إنْ أراد الخروج عن حقيقة ما وُضِع له اللفظ، فليس له ذلك إلا بثلاث شرائط:
إحداها: أنْ تكون ثَمَّة علاقةٌ معتبرة بيْن حقيقة ما وُضِع له اللفظ وبين ما يُريده المتكلِّم خارجًا عن هذه الحقيقة.
ثانيها: أن ينصبَ المتكلم قرينةً مقالية من قوله هو نفْسه، أو يعتمد على قرينة حالية ظاهِرة تكشف بجلاء عن مراده مِن كلامه.
ثالثها: أن تكون ثَمَّة نُكْتة - أو لنقُل: حِكمة - مِن وراء هذا الاستعمال؛ بحيث تسوِّغ هذه النُّكتة اللجوءَ إلى مثل ذلك الاستعمال، بدلاً مِن أن يعبر عن مراده بحقيقة مفهومة مِن أول الأمر، ولا تحتاج موضعها إلى الشريطتين السابقتين.
كما أنَّ هذه القاعدة تعني أنَّه يجب على المخاطَب عند خروج المتكلِّم في استعماله عن حقيقة ما وُضِع له - أن يراعي مرادَ المتكلِّم من كلامه.
وللتوضيح اكثر ... تجده على الرابط هنا
وبعد شرح التوسل بمفهومه لغوياً وشرعاً وانواعه .. لدي تساؤل للزميل صادقي :
س/ ماحكم من يدعو مخلوق فيمالايقدر عليه الا الخالق سبحانه ؟
س/ مامفهوم الشيعه الاماميه للتوسل .. وهل هنالك توسل ممنوع ؟ مع الدليل .









التوقيع :

عليك بالإخلاص تجِدُ الخَلاص .


من مواضيعي في المنتدى
»» الزميل omani هنا من فضلك ...
»» الضيف الدين الحنيف "ابوكثر" هل الطاعن بالثقل الأكبر كافر؟
»» عاصفة الحزم أزالة مساحيق النفاق (الخليلي نموذجا)
»» طامّه أخرى من نفس الموقع الطاعن في الثقل الاكبر مجتهد والطاعن في الثقل الاصغر كافرر!!
»» الرافضه ومعتقد الحلول .... مابين إثبات ونفي !!