عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-13, 03:40 PM   رقم المشاركة : 4
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


الصراع بين البهائية والحجتية والخمينية حول المهدي المنتظر

احمد الكاتب :

امتزجت نظرية (المهدي المنتظر) عند الشيعة الامامية الاثني عشرية بنظرية (الامامة الإلهية) الخاصة التي يؤمنون بها ، حيث قالوا بأن المهدي هو (الامام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري) الذي افترضوا ولادته ووجوده في منتصف القرن الثالث الهجري. ولما كانوا يشترطون في الامام ، أي إمام، ان يكون معصوما ومنصوصا عليه من قبل الله تعالى ، فقد حرموا اتباع أي إمام آخر لا تتوفر فيه الشروط السابقة ، وهكذا حرموا اقامة الدولة الإسلامية في عصر ( غيبة الامام الثاني عشر المهدي المنتظر) وانتظروا خروجه لقرون طويلة.

ونتيجة الغيبة الطويلة غير المتوقعة التي امتدت اكثر من الف عام ، نشأت لديهم نظريات التفافية على موضوع (المهدي) الذي لم يخرج ، ومحاولات للخروج من حالة الغيبة اللاطبيعية التي دخلوا فيها. وكانت نظرية (النيابة العامة للفقهاء عن الامام المهدي) إحدى تلك النظريات التي نشأت في القرون الأخيرة ، وخاصة في العهد الصفوي في إيران ، حيث أخذ بعض الفقهاء يفرض سيادته الدستورية على ملوك إيران باسم (النيابة العامة) ويعطيهم إجازات للحكم بالوكالة عنه.

ولكن الشيعة الامامية لم يكونوا كلهم مجمعين على شرعية الاجتهاد وجوازه ، وكان بعضهم يميل الى المدرسة الأخبارية التي كانت تخوض معارك طاحنة مع الأصوليين وتحاول في نفس الوقت السيطرة على الملوك الإيرانيين ، ولهذا كانت ترفض نظرية (النيابة العامة للفقهاء) لأنها لم تكن تؤمن بجواز الاجتهاد أساسا.

واشتهر من الأخباريين زعيم لهم اسمه الشيخ احمد الأحسائي ( ولد سنة 1753 وتوفي سنة 1826) ثم تلميذ له اسمه السيد كاظم الرشتي ( توفي سنة 1843) ويقال ان الشيخ احمد الأحسائي كان يحل مشكلة الإجابة عن المسائل الحادثة الجديدة بادعاء رؤية الأئمة في المنام وسؤالهم عنها ، وكانت لديه أيضا رؤية خاصة عن الامام المهدي وغيبته وعمره الطويل تختلف عن الرؤية المتعارفة لدى الشيعة ، حيث كان يقول ان المهدي يعيش في حالة (هورقليائية) أي روحية لطيفة ، وليس مادة جسدية عادية ، وكان يبشر بقرب ظهور المهدي. وقد انقسمت حركته بعد وفاته الى أخبارية وشيخية ، واستمر الشيخين الذين تمركز زعيمهم السيد كاظم الرشتي في كربلاء في العراق ، يبشرون بقرب ظهور المهدي.

وبينما كان الأصوليون يطورون نظرية المرجعية الدينية وولاية الفقيه على يد الشيخ احمد النراقي في بداية القرن التاسع عشر ، اتجه الشيخين نحو تطوير نظرية المهدي ، وقال قسم منهم بعد وفاة الرشتي سنة 1843 ان روح المهدي الهورقليائية حلت في (علي بن محمد الباب) الذي كان يعيش في مدينة شيراز من بلاد فارس ، وانه هو المهدي المنتظر.

وسرعان ما امتدت الحركة البابية (اتباع علي بن محمد الباب) الى أرجاء واسعة من إيران والعراق حتى قام الشاه الفارسي ناصر الدين شاه بإلقاء القبض على (الباب) واعدمه في تبريز في 9 تموز 1850 ، ولكن ذلك أدى الى تطرف جناح انشق عن الحركة عرف بالبهائية ، وهؤلاء قالوا بنسخ الشريعة الإسلامية وكانت على رأسهم امرأة من قزوين اسمها (قرة العين) وهي من عائلة البرغانية وكانت تعيش لفترات في كربلاء والكاظمية وبغداد ، ثم القي القبض عليها في إيران مع البابويين واعدمت . أصبحت الحركة البهائية التي قالت بظهور المهدي (علي بن محمد الباب) دينا جديدا خارجا عن الإسلام والتشيع ، ورغم الملاحقة الشديدة لأعضائها والفتاوى المضادة لها الا انها لم تنقرض واستمرت في عهد الشاه رضا بهلوي وابنه محمد رضا اللذين عادا رجال الدين الشيعة وحاولا التمرد على سلطانهم ، ويقال ان رئيس الوزراء الأسبق امير عباس هويدا كان ينتمي الى هذه الحركة ، ولا يزال لها اتباع يتخذون من حيفا وعكا في اسرائيل مقرا رئيسيا لهم ، ولكنها ممنوعة في ايران.

أثرت هذه الحركة رد فعل عنيف في الأوساط الشيعية التقليدية ، وكان أقوى رد هو قيام حركة (الحجتية) بقيادة الشيخ محمود الحلبي الذي كان يتخذ من مدينة مشهد في خراسان مقرا له ، قبل حوالي خمسين عاما ، ويأتي اسم الحركة (الحجتية) من النسبة الى (الحجة بن الحسن ) وهو أحد الأسماء الرمزية للامام المهدي ، وكانت هذه الحركة تنفي ظهور المهدي في القرن الماضي ، او بالأحرى تنفي صفة المهدوية عن ( علي بن محمد الباب) وتدعو الى انتظار ظهور المهدي في المستقبل ، ومن هنا كانت تحارب (البهائية) بشدة وتقاومها في كل مكان وخاصة في صفوف الجيش الإيراني وفي أوساط المثقفين ، كما كانت تحارب الشيوعية ، ولكنها لم تكن تتعرض بالنقد والمعارضة لنظام الشاه ، لأنها لم تكن تعتقد بجواز العمل الثوري بالنيابة عن الامام المهدي الذي كانت تدعوه وتنتظره للقيام بذلك. ولهذا فقد سمح لها الشاه بالتحرك والتنظيم حتى في صفوف الجيش لأنه كانت حركة ثقافية غير سياسية ، ولكن الامام الخميني الذي كان يؤمن بولاية الفقيه ويدعو الى الثورة واقامة الحكومة الإسلامية في (عصر الغيبة) بالنيابة عن الامام المهدي كان يكره الشيخ الحلبي والحجتية الى درجة كبيرة ، حيث كان يرى فيها حجر عثرة أمام مشروعه الثوري ومخدرا للطاقات المؤمنة، وكثيرا ما شن الامام الخميني وخاصة عندما كان في النجف الأشرف حملات عنيفة على (الحجتية) الذين كانوا يستمدون أفكارهم من التراث الشيعي القديم الذي يشترط قيام الامام المعصوم المعين من قبل الله والمتمثل في الامام محمد بن الحسن العسكري ، لاقامة الحكم الإسلامي وتطبيق الشريعة الإسلامية ، ويتداولون الحديث المشهور (كل راية ترفع قبل راية المهدي فهي راية ضلالة وصاحبها طاغوت).

عندما انتصرت الثورة الإسلامية في 1979 جاء الشيخ محمود الحلبي الى الامام الخميني مهنئا واعتبر انتصار الثورة تمهيدا لخروج الامام المهدي ومقدمة له ، أعرب عن وضع جميع كوادر حركته في خدمة الثورة ، وخاصة العسكريين منهم ، فقبل الامام الخميني ذلك بشرط ان يحل تنظيمه ، وكان اتباعه من العناصر المهمة التي ساهمت بتعزيز أركان النظام الإسلامي الجديد وعلى رأسهم الجنرال قرني رئيس الأركان الأول في عهد الثورة ، والدكتور على اكبر ولايتي وزير الخارجية السابق والدكتور برورش وزير التربية الأسبق وآخرون.

وكان (الحجتية) يتميزون بإطلاق الشعار التالي (الهي الهي احفظ لنا الخميني حتى ظهور المهدي) الذي كانوا يهتفون به عقب كل صلاة وفي المحافل العامة ، كما كانوا يركزون بشكل ملفت على إحياء ذكرى " ولادة" (الامام المهدي محمد بن الحسن العسكري) في منتصف شعبان من كل عام ، حيث يقيمون احتفالات كبرى ويزينون المساجد ويوزعون الحلوى ، بشكل لا يوجد له نظير في ايران. وكانوا يصرون على تسمية الخميني بنائب الامام (المهدي) ويرفضون إطلاق لقب (الامام) عليه لأنه من اختصاص الامام المهدي.

توفي الشيخ محمود الحلبي قبل حوالي سنتين ولكن أفكاره لم تنقرض تماما ، رغم مضي عشرين عاما على قيام الثورة وخاصة لدى شرائح من المتدينين الذين ينظرون بسلبية الى ممارسات الحكام الإيرانيين ، وبإحباط الى نتائج الثورة ، مما جعلهم يعيدون النظر في حركة الامام الخميني ويعتقدون باستحالة نجاح اية ثورة في (عصر الغيبة) ويدعون الى انتظار المهدي لكي يقيم الدولة الإسلامية الصحيحة. وقد أعلن قبل عدة اشهر عن اعتقال مجموعة من خيرة العناصر في الحرس الثوري الإسلامي ممن قاتلوا في الحرب العراقية الإيرانية ، بتهمة تشكيل تنظيم سري باسم (المهدويين) بزعامة السيد محمد الميلاني ، وقيل ان هذا التنظيم لا يؤمن بولاية الفقيه.

وبما ان النظام الإيراني الذي يقوده رجال الدين الشيعة ، الذين يقدمون أنفسهم على انهم امتداد لخط الأئمة من أهل البيت ونوابا عامين عن (الامام المهدي الغائب) فكان من الطبيعي ان تتجه حركة المعارضة الى نقد الأسس التي يقف عليها النظام ، فتتخذ تارة صفة التشكيك بصدق رجال الدين وصحة دعاواهم بالنيابة عن الامام المهدي ، وتتخذ تارة صفة التشكيك بوجود الامام المهدي.

وبما اني كنت قد بحثت شخصيا مسألة وجود الامام المهدي وولادته المدعاة قبل أحد عشر قرنا وتوصلت الى كون النظرية مجرد فرضية فلسفية او إشاعة عباسية في مواجهة الحركة الفاطمية في القرن الثالث الهجري ، فقد توقعت قيام الحركة الإصلاحية (الخاتمية) بطرح الموضوع للمناقشة في ايران في محاولة منها لتجريد المحافظين من هالات القدسية التي يتمتعون بها ويستغلونها لبسط نفوذهم ومد ولايتهم المطلقة ، ولكن قيام بعض الطلبة في جامعة أمير كبير بكتابة مسرحية ساخرة في مجلة (موج) تستهزئ برجال الدين وبالإمام المهدي ، أثار موجة واسعة من الاستنكار والاحتجاج في صفوف المحافظين وعموم الشعب الإيراني الذي يكن احتراما كبيرا وإيمانا عميقا بالإمام المهدي ، مما هدد بإسقاط الرئيس خاتمي والقضاء على حركته الإصلاحية ، ولو لم يقم المرشد السيد علي الخامنئي بتخفيف القضية والدفاع عن الرئيس خاتمي في خطبة صلاة الجمعة في طهران في الأول من أكتوبر لتمادى المحافظون في ضغطهم واستغلالهم لقضية النص المسرحي الساخر ، وربما استطاعوا إسقاط حكومة خاتمي. وبما ان ذلك سوف لن يكون في مصلحة النظام الإسلامي وكان سيفجر المعركة بصورة أعنف بين المحافظين والإصلاحيين فان الحكماء أسرعوا لنزع الفتيل وتهدئة الأمور. ومع ذلك فاني لا اعتقد بأن القضية ستنتهي بالمرة ، حيث من المتوقع ان يكثف المحافظون على المدى البعيد الحديث عن الامام المهدي ، فيما سيحاول الاصلاحيون فتح ملف ولادة ووجود الامام المهدي فضلا عن شرعية نظام ولاية الفقيه والنيابة العامة ، ومن المعروف ان الشيخ محسن كديوار ، الأستاذ في جامعة الامام المصادق في طهران ، قد كتب كتابا يقول فيه : ان نظرية ولاية الفقيه ليست الاولى في الفكر الشيعي ولن تكون الأخيرة ، وقال ان الشعب الإيراني لم يسقط ديكتاتورية البهلوي ليقيم ديكتاتورية ولاية الفقيه ، فاعتقل وهو يقضي الآن عقوبة السجن لمدة 18 شهرا . ولكن لا توجد حتى الآن أية مؤشرات على قيام الإصلاحيين او الرئيس خاتمي الذي ينتمي الى المؤسسة الدينية الحاكمة ، بفتح ملف المهدي او الخوض فيه ، وقبل عدة أسابيع أعلن مجلس الخبراء بأن التشكيك في نظام ولاية الفقيه يعتبر مؤامرة ضد النظام الإسلامي وغير مسموح به ، فكيف يمكن للرئيس خاتمي ان يتحدث عن موضوع المهدي ، الا ان ذلك لا يعني عدم قيام بعض المنتسبين للحركة الإصلاحية بفتح الموضوع.

وقد علمت ان أوساطا ثقافية عديدة حتى من داخل الحوزة العلمية في قم تابعت المقابلة التلفزيونية التي تحدثت فيها عن موضوع ولادة المهدي ، وهي تتابع بدقة كتاباتي حول الموضوع مما استدعى الجهات المسؤولة المقربة من وزارة الاستخبارات الإيرانية الى شن حملة إعلامية لمقاومة التأثيرات المحتملة لأفكاري في ايران.







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» ملف مكانة العلم و العلماء و الفقه و الصحابة
»» الامام الصادق ينفي الامامة و الخميني يعترف بان النبي لم يبلغ بالامامة
»» عند الشيعة ان المهدي اجاز الكافي و قال كاف لشيعتنا
»» موقع يحوي معلومات عن اعضاء مجلس الامة و الوزراء في الكويت
»» إرشاد الخلف بمن كان من الشافعية من أتباع السلف