عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-04, 09:45 AM   رقم المشاركة : 8
alnasiri
عضو ينتظر التفعيل





alnasiri غير متصل

alnasiri is on a distinguished road


علة إثبات الأئمة (صلوات الله عليهم

الحمد لله الّذي تحيرت العقولُ في كنهِ معرفتِهِ، وانحسرتِ الأَبصارُ دونَ التطلُّع اِلى غَيبِ مَلكوتِهِ، وكلّتْ عن بيانِ نعوتِهِ تعابيرُ اللغاتِ، وضلّت هنالكَ تصاريفُ الصفاتِ. والصلوة والسلام على شهيد الشهداء وشفيع الشفعاء محمّد خاتم النبيين صلّى الله عليه وعلى أهل بيته الّذينَ طهّرهم من الدنسِ وأذهبَ عنهمُ الرجسَ وعلى صحبه الأخيار.

منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إني ناظرت قوماً فقلت ألستم تعلمون أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو الحجة من الله على الخلق. فحين ذهب رسول الله من كان الحجة من بعده؟ فقالوا: القرآن، فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم فيه المرجئ والحروري والزنديق الذي لا يؤمن حتى يغلب الرجل خصمه، فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم، فما قال فيه من شيء كان حقاً، قلت لهم: فمن قيم القرآن؟ قالوا: قد كان عبد الله بن مسعود، وفلان يعلم وفلان، قلت: كله؟ قالوا: لا، فلم أجد أحداً يقول: إنه يعرف ذلك كله إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وإذا كان الشيء بين القوم، وقال هذا: لا أدري، فاشهد أن علي بن أبي طالب كان قيم القرآن، وكانت طاعته مفترضة وكان حجة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على الناس كلهم وإنه ما قال في القرآن فهو حق، فقال: رحمك الله، فقبلت رأسه، وقلت: إن علي بن أبي طالب لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حجة من بعده، وإن الحجة من بعد علي (عليه السلام) الحسن بن علي (عليه السلام) وأشهد على الحسن بن علي (عليه السلام) أنه كان الحجة وإن طاعته مفترضة، فقال: رحمك الله، فقبلت رأسه، وقلت: أشهد على الحسن بن علي أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأبوه (صلى الله عليهما)، وأن الحجة من بعد الحسن الحسين بن علي (عليهما السلام)، وكانت طاعته مفترضة، فقال: رحمك الله، فقبلت رأسه وقلت: وأشهد على الحسين بن علي (عليه السلام) أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده وكان الحجة من بعده علي بن الحسين (عليه السلام) وكانت طاعته مفترضة، فقال: رحمك الله، فقبلت رأسه وقلت: أشهد على علي بن الحسين أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده، وأن الحجة من بعده محمد بن علي أبو جعفر، وكانت طاعته مفترضة، فقال: رحمك الله، قلت: أصلحك الله أعطني رأسك فقبلت رأسه، فضحك فقلت: أصلحك الله قد علمت أن أباك لم يذهب حتى ترك حجة من بعده، كما ترك أبوه فاشهد بالله إنك أنت الحجة من بعده وأن طاعتك مفترضة، قال: كف رحمك الله، قلت: أعطني رأسك أقبله فضحك، قال: سلني عما شئت فلا أنكرك بعد اليوم أبداً.

عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبد الله (عليه السلام) جماعة من أصحابه فيهم: حمران بن أعين، ومؤمن الطاق، وهشام بن سالم، والطيار، وجماعة من أصحابه فيهم: هشام بن الحكم وهو شاب، فقال أبو عبد الله: يا هشام، قال: لبيك يابن رسول الله، قال: ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد، وكيف سألته؟ قال هشام: جعلت فداك يابن رسول الله إني أجلك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أمرتكم بشيء فافعلوه.

قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة وعظم ذلك علي فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة وإذا أنا بعمرو بن عبيد وعليه شملة سوداء متزر بها من صوف وشملة مرتد بها والناس يسألونه فاستفرجت الناس فأخرجوا لي ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي، ثم قلت: أيها العالم أنا رجل غريب تأذن لي فأسألك عن مسألة؟ فقال: نعم، وقلت له: ألك عين؟ قال يا بني أي شيء هذا من السؤال وشيء تراه كيف تسأل عنه؟ فقلت: هكذا مسألتي، فقال: يا بني سل وإن كانت مسألتك حمقاء، قلت: أجبني فيها: فقال لي: سل؟ قلت: ألك عين؟ قال: نعم: قلت: فما ترى بها؟ قال: أرى بها الألوان والأشخاص قلت: فلك أنف؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: أشم به الرائحة، قلت: ألك فم؟ قال: نعم، قال، قلت: فما تصنع به؟ قال: أعرف به المطاعم على اختلافها، قلت: ألك لسان؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: أتكلم به، قلت: ألك أُذن؟ قال: نعم. أسمع بها الأصوات، قلت: ألك يدان؟ قال: نعم. قلت: فما تصنع بهما؟ قال: أبطش بهما، وأعرف اللين من الخشن قلت،: ألك رجلان؟ قال: نعم. قلت: فما تصنع بهما؟ قال: أنتقل بهما من مكان إلى مكان، قلت: ألك قلب؟ قال: نعم. قلت: فما تصنع به؟ قال: أميز به كلما ورد على هذه الجوارح، قلت: أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ قال: لا. قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟ قال: يابني إن الجوارح إذا شكت في شيء شمته أو رأته أو دفعته أو سمعته ردته إلى القلب فيستيقن اليقين ويبطل الشك؟ قلت: فإنما أقام الله القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم، قلت: فلا بد من القلب وإلا لم تستيقن الجوارح؟ قال: نعم. قلت له: يا أبا مروان إن الله لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماماً يصحح لها الصحيح، وتتيقن به ما شككت فيه ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم إماماً يردون إليه شكهم وحيرتهم ويقيم لك إماماً لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك، قال: فسكت، ولم يقل لي شيئاً، ثم التفت إلي فقال: أنت هشام؟ فقلت: لا، فقال لي: بالله ألست هو؟ فقلت: لا، فقال: أمن جلسائه، قلت: لا، قال: فمن أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: فإذاً أنت هو، قال: ثم ضمني إليه وأقعدني في مجلسه ونزال عن مجلسه وما نطق حتى قمت، فضحك أبو عبد الله (عليه السلام) ثم قال: يا هشام من علمك هذا؟ فقلت: يابن رسول الله جرى على لساني، قال: يا هشام هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى.