عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-09, 03:04 PM   رقم المشاركة : 7
بدر123
مطرود لوقاحته





بدر123 غير متصل

بدر123 is on a distinguished road


--------------------------------------------------------------------------------

بيان إفك الطريقة العزمية وإنصاف مجمع البحوث الإسلامية
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم، ليقف على
أصول علم الحديث التي يأخذ بها أهل الحديث والسنة لدحض حجج أهل البدعة، خاصة في
هذه الأيام التي يحاول فيها الطرقية وإخوانهم الرافضة أن يلبسوا الحق بالباطل
ويكتموا الحق، بل يجعلوا الحق باطلا والباطل حقا، يجعلون الحديث الباطل
صحيحا والحديث الصحيح باطلا، ومن هؤلاء الطرقية الطريقة المسماة بـ
«العزمية»، ولسان حال مجلتهم المسماه «الإسلام وطن» لا تحمل إلا الحقد والبغض
والفتن لأهل الحديث والسنة، بل وترميهم بالزندقة.
أولا: الطرقية يكفرون أهل الحديث والسنة ويرمونهم بالزندقة
في أول كتاب أصدرته الطريقة العزمية بلجنتها المسماه «لجنة البحوث والدراسات
بالطريقة العزمية» تحت سلسلة تسمى «سلسلة الفتوحات العزمية» جعلت عنوانه:
«أنوار الحقائق الجلية في كشف زندقة الوهابية»، وقالوا في (ص2): جميع حقوق
الطبع والنشر والتصوير والاقتباس والترجمة والنقل محفوظة لمشيخة الطريقة
العزمية، الطبعة الأولى رجب 1425هـ- سبتمبر 2004م، رقم الإيداع (15177/2004).
أول زنديق عندهم ص(49) تحت عنوان: «شيوخ التأويل المنحرف» (1) ابن تيمية
الحراني، ثاني زنديق عندهم ص(58) تحت عنوان: شيوخ التأويل المنحرف (2) ابن
القيم المشفق على إبليس، ثالث زنديق عندهم ص(65) تحت عنوان: شيوخ التأويل
المنحرف (3) محمد بن عبد الوهاب.
وتحت عنوان ص(71) قالوا: «نسرد هنا مثالين بسيطين من أفعال محمد بن عبد الوهاب
كافية لأن تهوى به في قعر نار جهنم».
كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا
كذبا، رابع زنديق عندهم ص(82) تحت عنوان: شيوخ التأويل المنحرف (4)
الألباني محدث السلفية. وأخذوا من إفكهم وحقدهم تحت هذا العنوان في عشرة أبواب
يرمون محدث عصره الشيخ الألباني رحمه الله بالجهل والتناقض والأوهام وقصور
الاطلاع وتحريف الكلام.
الخامس: ذكرت مجلتهم في عددهها الأخير عدد شعبان 1428هـ ص(54) على لسان شاويشهم
مع هؤلاء، خاصة رابعهم، حيث قال: «ولو ذهبت - يا علي حشيش - تراجع كتب شيخك
ناصر الألباني... وما كتاب الشيخ حسن السقاف (تناقضات الألباني) ببعيد». اهـ.
ثالثا: الرد
1- أما عن وضع اسمي مع هؤلاء الرجال وجعل رابعهم شيخي، أسأل الله تعالى أن
يجعلني ممن قال الله تعالى فيهم: والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا
بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم [الحشر: 10].
2- أما عن أقوال الطرقية في رجال الحديث والسنة، فهذا من غلهم وبغضهم لأهل
الحديث، قال الحاكم في «معرفة علوم الحديث» (ص4): «سمعت أبا علي الحسين بن علي
الحافظ يقول: سمعت جعفر بن محمد بن سنان الواسطي يقول: سمعت أحمد بن سنان
القطان يقول: ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث، وإذا ابتدع الرجل
نزع حلاوة الحديث من قلبه». اهـ.
ثالثا: رجال الطرقية
إن كان الأئمة شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والإمام ابن عبد
الوهاب، ومحدث عصره الألباني عند الطرقية زنادقة، فأروني رجالكم؟
وسأبين للقارئ الكريم رجالهم على سبيل المثال لا الحصر، وأترك للقارئ الكريم أن
يحكم ويوازن بين رجالنا الذين سموهم زنادقة، وبين رجالهم الذين يسمونهم أولياء
الله، وألتمس من القارئ الكريم أن يعذرني فإني أنقل الكلام عن أوليائهم بأمانة
من كتابهم «الطبقات الكبرى» لإمامهم عبد الوهاب الشعراني.
1- قال الشعراني في «الطبقات الكبرى» (2/97): «ومنهم الشيخ محمد الحضري رضي
الله تعالى عنه المدفون بناحية نهيا بالغربية وضريحه يلوح من البعد... أخبرني
الشيخ أبو الفضل السري أنه جاءهم يوم الجمعة فسألوه الخطبة فقال: بسم الله،
فطلع المنبر فحمد الله وأثنى عليه ومجده، ثم قال: وأشهد أن لا إله لكم إلا
إبليس عليه الصلاة والسلام فقال الناس: كفر، فسل السيف ونزل فهرب الناس كلهم من
الجامع فجلس عند المنبر إلى أذان العصر وما تجرأ أحد أن يدخل، ثم جاء بعض أهل
البلاد المجاورة فأخبر أهل كل بلد أنه خطب عندهم وصلى بهم، قال: فعددنا له ذلك
اليوم ثلاثين خطبة، هذا ونحن نراه جالسا عندنا في بلدنا». اهـ. طبعة مكتبة
صبيح، وكذلك طبعة «المطبعة الشرقية» سنة 1315هجرية «الطبقات» (2/94).
2- وقال الشعراني في «الطبقات الكبرى» (2/124) (ط- الشرفية سنة 1315هـ) «ومنهم
الشيخ إبراهيم العريان رضي الله تعالى عنه ورحمه كان رضي الله عنه إذا دخل
بلدا سلم على أهلها كبارا وصغارا بأسمائهم حتى كأنه تربى بينهم». اهـ.
قلت: ولا يزال الشعراني يدعو لشيخهم إبراهيم العريان بالرضوان فيقول: «وكان رضي
الله عنه يطلع المنبر ويخطب عريانا». اهـ.
3- وقال الشعراني في «الطبقات الكبرى» (2/129) (ط- الشرفية سنة 1315هـ): «ومنهم
سيدي علي وحيش رضي الله عنه... له كرامات وخوارق... وكان إذا رأى شيخ بلد أو
غيره ينزله من على الحمارة ويقول له: أمسك رأسها حتى أفعل فيها، فإن أبى شيخ
البلد تسمر في الأرض لا يستطيع يمشي خطوة وإن سمح حصل خجل عظيم والناس يمرون
عليه». اهـ.
قلت: هذا على سبيل المثال لا الحصر مشايخ الطرقية فأين الزنادقة يا عزمية؟
وهؤلاء هم مشايخكم وخطباؤكم وأولياؤكم أصحاب الأضرحة العالية ولهم الرحمة
والرضوان عندكم.
فمن الأولى للجنة البحوث والدارسات بالطريقة العزمية أن يبحثوا عن مشايخهم
ونقول للشاويش: كفاك تهويش لتصحيح الباطل الساقط المتروك في قصة شرب بول النبي
صلى الله عليه وسلم ، كفاك أن تنصر هواك ولا ترضى أنت والطرقية بما قرره مجمع البحوث الإسلامية،
نصيحتي لك أن تترك علم رجال الحديث لأهله، وابحث عن رجالك واخدم طريقتك، فأنت
كما كتبت تحت اسمك الشاويش خادم البحث العلمي بالطريقة الجريرية الأحمدية،
فاخدم الطرقية بالبحث عن رجالهم حتى يتأسوا بهم ونحن على استعداد لنبين لك ما
هو أدهى وأمر.
رابعا: العزمية وإفكهم الشديد على مجلة التوحيد:
في مجلة العزمية المسماه «الإسلام وطن» والتي تزرع في الوطن البدع والفتن قامت
الطريقة المسماة بـ «العزمية» في هذه المجلة في عددها (252) شعبان 1428هـ في
الصفحة الأولى بنشر ثلاث صور لغلاف ثلاثة أعداد لمجلة «التوحيد»، ومن إفكهم
يقولون: «كان الهدف من تأسيس هذه الجماعة «جماعة أنصار السنة المحمدية» نشر فكر
ابن تيمية وابن عبد الوهاب وأنشأوا من أجل ذلك مجلة (الهدي النبوي)، ثم مجلة
(التوحيد) التي تصدر حتى الآن، وتنفيذا للمخطط الوهابي، سارت هذه الجماعة
بطريقة منتظمة في جميع أعدادها، وبلا انقطاع تقريبا حتى بدأت مجلة (إسلام وطن)
في كشف عوار الفكر الوهابي الإرهابي المتعطش لسفك دماء المسلمين، وسرقة أموال
المسلمين وهتك أعراضهم، وتزامنا مع حملة مجلة (إسلام وطن) على الفكر الوهابي
توقفت مجلة (التوحيد) عن محاربة الصوفية... وتوقفت مجلة (الإسلام وطن) عن إصدار
الكتب التي تحارب الفكر الوهابي المنحرف وبدأت في إصدار سلسلة كتب (شبهات حول
الشيعة) لتقريب وجهات النظر بين السنة والشيعة وتوحيد كلمة المسلمين». اهـ.
خامسا: الرد
1- من إفكهم وتدليسهم نشروا صور الأغلفة مبتورة فأحد الأغلفة الثلاثة وهو لعدد
ربيع الآخر 1426هـ، حذفوا منه أحد العناوين الرئيسية في العدد وهو «أنصار السنة
تدين التفجيرات التي تستهدف أمن مصر» وكان هذا العنوان لبيان عام للمركز العام
لجماعة أنصار السنة المحمدية وفروع الجماعة بمصر.
وهذا البيان أكبر رد على إفكهم «أن مجلة التوحيد تنفذ المخطط الوهابي الإرهابي
المتعطش لسفك دماء المسلمين».
فلماذا هذا الحذف وهذا الغش والتدليس، حسبنا الله ونعم الوكيل.
2- ومن إفكهم قولهم: «إن مجلة التوحيد تنفذ المخطط الوهابي لسرقة أموال
المسلمين».
قلت: وأكبر رد على هذا الإفك هو أكل الطرقية لأموال الناس بالباطل تحت ما
يسمى بصناديق النذور لموتى القبور، وأكلهم السحت بالذبح لغير الله، وفي كتاب
«التوحيد» للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أورد الأدلة من الكتاب والسنة
على أكلهم أموال الناس ووضع هذا السحت في بطونهم، فأورد قوله تعالى: فصل
لربك وانحر [الكوثر: 2]. ثم أورد الحديث الذي أخرجه مسلم (ح1978)
كتاب الأضاحي (ح43) باب تحريم الذبح لغير الله تعالى ولعن فاعله من حديث علي
رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات: «لعن الله من ذبح لغير الله،
لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثا، لعن الله من غير منار الأرض».
3- وهذا الذي أوردناه من كتاب «التوحيد» للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
يدل على أن اعتقاده يأخذه من الكتاب والسنة الصحيحة المطهرة وليس بفكر وهابي
تنشره مجلة التوحيد كما يفترون.
سادسا: افتراء على كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب أنه (إنجيل
الوهابية)،
لقد وزعت الطرقية المسماة بالعزمية مع مجلتهم كتابا يدافعون فيه عن الشيعة عدد
شعبان 1428هـ من إفكهم كتبوا على غلافه: «أما وقد صار فكر محمد بن عبد الوهاب
عقيدة عند بعض الشباب المضلل فإن من يقرأ كتاب التوحيد «إنجيل الوهابية» يراه
متخما بالثرثرة بالشرك وإخراج المسلمين من الدين والإسلام». اهـ.
قلت: انظر إلى الإفك الذي جاءت به عصبة الطرقية، واكبر رد على إفكهم ما أوردته
في المسألة السابقة واعتقاد ابن عبد الوهاب المبني على الكتاب والسنة الصحيحة
واعتقاده في جميع المسائل مأخوذ من الكتاب والسنة، وهذا أيضا منهج شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله.
والذي بينه في المجالس الثلاثة، المعقودة للمناظرة في أمر الاعتقاد بمقتضى ما
ورد به كتاب السلطان من الديار المصرية إلى نائبه أمير البلاد، لما سعى إليه
قوم من الجهمية والاتحادية الرافضة وغيرهم من ذوي الأحقاد.
فأمر الأمير بجمع القضاة الأربعة قضاة المذاهب الأربعة وغيرهم من نوابهم
والمفتين والمشايخ وذلك يوم الاثنين ثامن رجب عام خمس وسبعمائة. كذا في «مجموع
الفتاوى» (3/161)، ثم سئل عن اعتقاده فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«أما الاعتقاد فلا يؤخذ عني، ولا عمن هو أكبر مني، بل يؤخذ عن الله، ورسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وما أجمع عليه سلف الأمة، فما كان في القرآن وجب اعتقاده، وكذلك ما ثبت في
الأحاديث الصحيحة، مثل صحيح البخاري ومسلم». اهـ.
ولما سئل: أنت صنفت اعتقاد الإمام أحمد؟ فقال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع
الفتاوى» (3/169): «ما جمعت إلا عقيدة السلف الصالح جميعهم، ليس للإمام أحمد
اختصاص بهذا، والإمام أحمد إنما هو مبلغ العلم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو قال
أحمد من تلقاء نفسه ما لم يجيء به الرسول صلى الله عليه وسلم لم نقبله وهذه عقيدة محمد صلى الله عليه وسلم ». اهـ.
قلت: هذا هو اعتقاد شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم ومن بعدهم
الإمام محمد بن عبد الوهاب ثم الشيخ محدث عصره الألباني هؤلاء الأئمة الأعلام
افترى عليهم الطرقية بالغش والتدليس وقلب الحقائق لجعل هذا الاعتقاد المأخوذ من
الكتاب والسنة الصحيحة اعتقاد زنادقة ظنا منهم أنهم بهذا سيمكنون لعقيدتهم
عقيدة الابتداع ومحو اعتقاد أهل الاتباع.
سابعا: منهج قلب الحقائق عند الطريقة المسماة بالعزمية
إن منهج قلب الحقائق عند الطرقية بالغش والتدليس يمتد من الاعتقاد إلى الحديث:
1- فمن إفكهم جعلوا كتاب التوحيد الذي افتتح أحاديثه بحديث معاذ: «حق الله على
العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا»، وهو متفق عليه في أعلى درجات الصحة:
«إنجيل الوهابيين»!! وقالوا من إفكهم وقلب الحقائق من قرأه يراه متخما
بالثرثرة والشرك». اهـ.
قلت: هكذا منهج الطرقية يصبح فيه التوحيد شركا والشرك توحيدا، يكذبون الصحيح
الذي في أعلى درجات الصحة ويجعلونه شركا ويصححون المكذوب والمنكر والمتروك
ويجعلونه عبادة.
ثامنا: قلب الحقائق في أحاديث ليلة النصف من شعبان:
لقد نشرت مجلة العزمية في عددها شعبان 1428هـ (ص30) تحت عنوان «حكم الدين» من
فتاوى إمامهم السيد محمد ماضي أبو العزائم في سؤال حول ليلة النصف من شعبان،
أخذ يجيب في أربعة وتسعين سطرا، ثم قال: «والرأي عندي: كان أصحاب رسول الله
يجتمعون في هذه الليلة ويصلون مائة ركعة في جماعة وكل ركعة يقرؤون سورة «قل هو
الله أحد» عشر مرات فيكون مجموعها ألف مرة، وكانوا يلتمسون فيها الخير».
قلت: هذا قلب للحقائق ولم يثبت هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته أهل
الاتباع، وإن ادعى أهل التدليس أن له أصلا من حديث علي رضي الله عنه وبه أخذ
الصحابة، فهذا حديث باطل أورده الإمام الشوكاني في «الفوائد المجموعة» (ص50)
حديث: «يا علي، من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرأ في كل ركعة بفاتحة
الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات، إلا قضى الله له كل حاجة». إلخ.
قال الإمام الشوكاني: «هو موضوع وفي ألفاظه المصرحة بما يناله فاعله من الثواب
ما لا يمتري إنسان له تمييز، في وضعه، ورجاله مجهولون، وقد روي من طريق ثانية
وثالثة كلها موضوعة، ورواتها مجاهيل.
وقال في «المختصر»: حديث صلاة نصف شعبان باطل. وقال في «اللآلئ: مائة ركعة في
نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات مع طول فضله للديلمي وغيره موضوع، وجمهور رواته في
الطرق الثلاث: مجاهيل ضعفاء». اهـ.
قلت: والموضوع هو الكذب المختلف المصنوع المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

تاسعا: جدال لقلب الحقائق
هذه العبادة التي لم تثبت في السنة، والتي هي معتقد إمامهم، والتي خبرها باطل
قد يأتي الشاويش بالتهويش ليثبت هذا الباطل ويجادل بالباطل ليدحض به الحق
الثابت في قول النبي صلى الله عليه وسلم : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». متفق عليه
من حديث عائشة.
وقال تعالى: أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم
يأذن به الله [الشورى: 21].
قلت: ولكن الطرقية - كما بينا آنفا - يقلبون الحقائق في الاعتقاد والحديث.
{{ عاشرا: مجمع البحوث الإسلامية وهزيمة الشاويش والطريقة العزمية {{
لقد بين مجمع البحوث الإسلامية، وهو أكبر مؤسسة علمية في الأزهر الشريف أن
قصة شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم والتبرك به مرفوضة جملة وتفصيلا، ولقد نشرت ذلك جريدة
«الأهرام في عددها (44008) حيث جاء فيها: «أكد مجمع البحوث الإسلامية في جلسته
رفضه الفتوى جملة وتفصيلا مما دعا الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية إلى سحب
جميع نسخ كتابه المتضمنة تلك الفتوى وغيرها من الأسواق ؛ حيث سيقوم بحذف هذه
الفتوى ومراجعته مرة أخرى». اهـ.
ثم نشرت جريدة «الجمهورية» في عددها (19520): «أكد الدكتور علي جمعة مفتي
الجمهور أمس إصراره على فتوى البول رغم مناقشات مجمع البحوث الإسلامية معه على
مدى جلستين ساخنتين انتهت بإعلان المجمع اعتذار المفتي وسحب الكتاب المتضمن
الفتوى من الأسواق».
{{ الحادي عشر: جدال بغير علم لقلب الحقائق {{
لقد بينت آنفا تعبد العزمية بخبر موضوع واه مكذوب وخدمة لفتوى إمامهم ممكن أن
يقوم الشاويش بعملية تهويش حتى يخيل للمفاليس أنه حديث، وهذا ما فعله مع قصة
شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم على مدى حلقتين كاملتين في مجلة الطرقية - المسماة بالعزمية -
التي تتعبد لله بالأحاديث الواهية في عدد رجب وشعبان 1428هـ، ومن إفكهم جعلهم
عنوان الحلقتين: «الشيخ الشاويش ينصف (فضيلة المفتي) ويفحم علي حشيش»، وأنا
أتساءل: لماذا لم تكتب الطرقية العنوان: «الشيخ الشاويش ينصف (فضيلة المفتي)
ويفحم مجمع البحوث الإسلامية»!!
إنهم من إفكهم يريدون بفتنتهم أن يجعلوها قضية أشخاص، والقضية قضية قصة واهية
منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم ، ألا وهي قصة شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم والتي بينا على مدى حلقتين في
جمادى الآخرة ورجب 1428هـ عوارها وفساد طرقها، وبينت عللها من سقط في أسانيدها
وطعن في رواتها من متروكين ومجهولين، وهذا برهان لرفض مجمع البحوث الإسلامية في
قصة شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم جملة وتفصيلا، ولكن هؤلاء الطرقية كما بينا آنفا يجادلون
بغير علم لقلب حقائق الاعتقاد، كذلك يجادلون بغير علم لقلب حقائق الإسناد، وإلى
القارئ الكريم جدال الشاويش للتهويش:
1- كتب الشاويش في مجلة العزمية عدد شعبان 1428هـ (ص54، 55) تسعة وخمسين سطرا
تحت عنوان: «الحافظ الهيثمي عمدة في التصحيح والتضعيف عند معاصريه ومتأخريه».
2- قلت: وهذا العنوان لا يسمن ولا يغني عند أصحاب علم الحديث التطبيقي الذين
لهم دراية بالرجال والعلل للأسباب التالية:
1- أن الهيثمي أورد قصة «شرب أم أيمن بول النبي صلى الله عليه وسلم » في «المجمع» (8/271) وقال:
«رواه الطبراني وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف». اهـ. ونسأله: هل هذه العبارة
من الهيثمي تجعل الباحث يجزم بدرجة الحديث.
2- قول الهيثمي: «وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف».
قلت: لم يبين الهيثمي درجة هذا الضعف، هل هو ضعف خفيف يصلح للمتابعات والشواهد
أم هو ضعف شديد لا يصلح للمتابعات والشواهد، وبغير الوقوف على درجة الضعف لا
يستطيع الباحث أن يجزم بدرجة الحديث.
3- الهيثمي رحمه الله من الحفاظ المتأخرين (735هـ- 807)، ولا ينبغي لمن تصدى
لهذا العلم الشريف الاقتصار على كلام الحفاظ المتأخرين ضاربا بأقوال الأئمة
المتقدمين عرض الحائط، ذاهلا عن البحث في تصانيفهم، بل يجب العناية بكتب
الأصول وأمهات كتب التراجم لأئمتنا المتقدمين فإنهم كانوا بالعهد النبوي أقرب
من غيرهم، ولطرق الحديث وعلله، ومشافهة المشايخ وسبر أحوالهم أعلم ممن جاءوا من
بعدهم.
4- لقد بينا في عدد جمادى الآخرة أن علة قصة شرب أم أيمن بول النبي صلى الله عليه وسلم هي عبد
الله بن الحسين أبو مالك النخعي.
وأبو مالك النخعي قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (2/468) من السابعة. قلت:
والسابعة من طبقة أتباع التابعين، فأين الهيثمي من هذه الطبقة فبينه وبينها
مفاوز وقرون.
5- وطبقة أتباع التابعين الذي شافهها وسبر حالها يكون من نفس الطبقة أو من طبقة
الآخذين عن تبع الأتباع ومنهم الإمام النسائي الذي ولد سنة (215هـ)، وبالمقارنة
بين الإمام النسائي والحافظ الهيثمي نجد أن بينهما أكثر من خمسمائة سنة.
6- لذلك نجد الإمام النسائي سبر حال أبي مالك النخعي ويعرف حاله جيدا، فقال في
كتابه «الضعفاء والمتروكين» ترجمة (383): «عبد الملك بن الحسين أبو مالك
النخعي: متروك». اهـ.
7- الحافظ ابن حجر في مقدمة كتابه «التقريب» بين منهجه فيه فقال: «إني أحكم على
كل شخص منهم بحكم يشمل أصح ما قيل فيه، وأعدل ما وصف به بألخص عبارة
وأخلص إشارة بحيث لا تزيد كل ترجمة عن سطر واحد غالبا، يجمع اسم الرجل
واسم أبيه وجده ومنتهى أشهر نسبته ونسبه وكنيته ولقبه مع ضبط ما يشكل من ذلك
الحروف ثم صفته التي يختص بها من جرح وتعديل، ثم التعريف بعصر كل راو منهم».
اهـ.
8- التطبيق في «التقريب» (2/468) قال الحافظ ابن حجر: «أبو مالك النخعي الواسطي
اسمه عبد الملك... متروك من السابعة». اهـ.
قلت من (7، 8) يتبين أن أصح ما قيل في أبي مالك النخعي أنه متروك كما قال من
سبر حاله الإمام النسائي بأنه متروك.
9- وهذا المصطلح عند الإمام النسائي له معناه، ولقد بينه الحافظ ابن حجر في
«شرح النخبة» (ص191) حيث قال: «ولهذا كان مذهب النسائي ألا يترك حديث الرجل حتى
يجتمع الجميع على تركه». اهـ.
10- فإذا قال الهيثمي في أبي مالك النخعي «ضعيف» فالمرجع للإمام النسائي في
معرفة درجة الضعف بأنه ضعف شديد لقول الإمام النسائي متروك.
11- ولكن الشاويش أكثر من التهويش في تسعة وخمسين سطرا لم يذكر فيها دقة هذا
التحقيق بأن أبا مالك النخعي ضعيف ضعفا شديدا لا يصلح للمتابعات والشواهد،
وأكثر الجدال ليقلب حقائق الرجال ولم يذكر قول الإمام النسائي الذي سبر حال أبي
مالك النخعي ووقف أمام قول الهيثمي ظنا منه أنه سيجد لقصة أم أيمن شاهدا أو
متابعا.
12- ثم ذهب ليجادل مرة أخرى بغير علم في قول يحيى بن معين في أبي مالك النخعي:
«ليس بشيء»، وقال: الشاويش معناه: «لم يرو حديثا كثيرا».
قلت: وهذا أيضا من الغش والتدليس ؛ لأن «ليس بشيء» لم تكن له حالة واحدة، فمن
تتبع «تاريخ ابن معين» والكتب التي نقلت من «التاريخ» يجد أن قول ابن معين في
الراوي «ليس بشيء» يستعمل على ست حالات:
الأولى: يقول ذلك في الكذابين والمتروكين كما في القاسم بن عبد الله بن عمر
العمري، قال مرة: «ليس بشيء»، وقال مرة: «كذاب» (3/371) «الميزان».
الثانية: يطلق قوله: «ليس بشيء على أهل الغفلة والاضطراب.
الثالثة: يقول ذلك على المبتدعة: كما قال في محمد بن ميسرة الجعفي كان جهميا
وليس هو بشيء كان شيطانا من الشياطين.
الرابعة: وقد يقول هذا على من هو مقل في روايته.
الخامسة: وقد يقول ذلك يعني بعض حديث الرجل.
السادسة: ويقول هذا على من لا يعرفه.
قلت: والذي يرجح هذه الحالات هو القرائن، وبتطبيق هذه الحالات على أبي مالك
النخعي تنطبق عليه الحالة الأولى للقرينة من قول الإمام النسائي متروك، ومعنى
مصطلح متروك عند النسائي بيناه آنفا، وبهذا تظهر شدة ضعف القصة من كتب الأصول
وأمهات كتب التراجم لأئمتنا المتقدمين، وهذا الضعف الشديد لا يصلح معه متابعات
ولا شواهد.
وجادل الشاويش بالباطل ليدحض به الحق في قول الأئمة المتقدمين، والذي به تظهر
أن قصة شرب أم أيمن لبول النبي صلى الله عليه وسلم واهية منكرة.
13- جدال الشاويش بغير علم حول قصة شرب بركة لبول النبي صلى الله عليه وسلم وهي قصة غريبة غرابة
مطلقة كما بينا آنفا لم يروها إلا أميمة بنت رقيقة ولم يروها عن أمية إلا
ابنتها حكيمة تفرد عنها ابن جريج.
وقال الذهبي في «الميزان» (4/606): «حكيمة عن أمها أميمة بنت رقيقة تفرد عنها
ابن جريج». اهـ.
وليراجع قول الحافظ في «المقدمة» لبيان منهجه وقد ذكرناه آنفا، بهذا يتبين أن
حكيمة بنت أميمة لم يرو عنها إلا راو واحد ولم توثق وبعلم المصطلح التطبيقي
تكون «مجهولة العين» كما فصلناه آنفا وأنها لا تصلح للمتابعات والشواهد.
فالقصة أيضا واهية لا تصلح لها قصة أم أيمن لأنها تزيدها ضعفا على ضعف.
14- تدليسه وغشه وجداله حول قصة وضع قدح البول تحت سرير النبي صلى الله عليه وسلم ، وبينا أن
الحديث الثابت هو حديث عبد الله بن يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا ينقع بول في طست
في البيت، فإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه بول ينقع». اهـ.
وبهذا الحديث الثابت تصبح قصة وضع بول النبي صلى الله عليه وسلم وشربه قصة منكرة كما بينا آنفا.
15- ومن تهويش الشاويش وقلبه للحقائق ومن إفكه قوله: «أسماء الحفاظ الأعلام من
فقهاء الأمة ومحدثيها القائلين بالشواهد والمتابعات لقصة شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم ممن
صححوا القصة قال:
أ- الإمام أبو داود وهذا كذب على الإمام أبي داود.
ب- الإمام النسائي، وهذا كذب على الإمام النسائي.
جـ- الإمام الذهبي في «التلخيص»، وهذا كذب على الإمام الذهبي. إلى غير ذلك ممن
ذكر أسماءهم ليدلس على الناس ويقلب الحقائق التي استبانت لمجمع البحوث
الإسلامية فرفض فتوى قصة شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم جملة وتفصيلا كما بينا آنفا.
16- وآخر تهويش الشاويش ما كتبه في السطر (290): «وأخيرا أقول لهم: «إذا كان
المسجد الحرام قبلة المسلمين في الصلاة فإن الجامع الأزهر وعلماءه الكرام قبلة
المسلمين في العلم رغم أنف كل مكابر». اهـ.
نقول للشاويش ما هذا الغش والتهويش، إن أعلى هيئة في الجامع الأزهر وعلمائه
الكرام هو «مجمع البحوث الإسلامية» الذي رفض فتوى قصة شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم جملة
وتفصيلا، كما بينا آنفا، وبينت الصحف التي ذكرناها آنفا.
إن الدكتور علي جمعة مفتي الجمهور أكد أمس إصراره على فتوى البول رغم مناقشات
مجمع البحوث الإسلامية معه على مدى جلستين ساخنتين انتهت بإعلان المجمع اعتذار
المفتي وسحب الكتاب المتضمن للفتوى من الأسواق... جدد المفتي مفاجأة الإصرار
على الفتوى وقال: «إن الرسول بشر لكن جسمه ليس كأجساد البشر، وكذلك فضلاته فهو
سوبرمان». اهـ. جريدة الجمهورية 22 جمادى الأولى 1428هـ.
قلت: فأين قول الشاويش: «الجامع الأزهر وعلماؤه الكرام قبلة المسلمين في العالم
رغم أنف كل مكابر».
فمن المكابر الذي لا يرضى بمجمع البحوث الإسلامية؟ ومن الذي كتب عنوانا على
غلاف مجلة «الإسلام وطن» يقول فيه: «الشيخ الشاويش ينصف فضيلة المفتي ويفحم علي
حشيش». ومن الذي خرج على أعلى مؤسسة بالأزهر الشريف ألا وهي «مجمع البحوث
الإسلامية»، وما قدمناه من بحوث علمية حديثية فهو إنصاف لمجمع البحوث
الإسلامية وهزيمة الشاويش والعزمية.
كفاكم قلب للحقائق في الاعتقاد والإسناد.
هذا ما وفقني الله إليه وهو وحده من وراء القصد.
نقلاً عن
http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=238220