بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الذي أرسل محمدًا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالَمين وجعله مثلاً كاملاً وأسوة حسنة للمؤمنين، وحجة على خَلقِه أجمعين، حيث جعل رسالته عامة للناس كافة، والصلاة والسلام على نبينا الرؤوف بالمؤمنين،الذي بُعث بمكارم الأخلاق للناس أجمعين وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدِّين ثم امابعد:
لقد تكفّل الله بحفظ كتابه الكريم كما في قوله تعالى : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وقوله تعالى : (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) . وأيضاً تكفّل الله سبحانه وتعالى بحفظ سنّة نبينا محمد وهذا مايحاول انكاره البعض ممّن خرج عن الادلّه النصّيه والعقليه . فلقد قال الله في محكم تنزيله :
(إِنّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمّ إِنّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ )
نلاحظ في قوله تعالى : (ثمّ إنّ علينا بيانه ) ..
فهذا تكفّل من الله بحفظ بيان القرآن .. وهنا نتساءل مالمراد هنا في كلمة (بيانه) ؟
قال تعالى :
(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون )
(وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه)
فمن خلال الآيات الكريمه اعلاه .. يتّضح بأن التبيان هو تبيان وشرح القرآن من النبي للناس . وهي (السنّه ) فالسنة لغة تطلق على الطريقة المسلوكة، أو المتبعة، سواء كانت حسنة أو سيئة، وإذا أطلقت من غير تقييد فيراد بها الحسنة. وكذلك تطلق لغة على العرف والعادة والشريعة.أما السنة في الاصطلاح فيعرفها أهل الحديث بأنها: كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.