عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-12, 01:54 AM   رقم المشاركة : 2
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


وإذا التفتنا إلى السنة وجدناها تفصِّل في هذه القاعدة تفصيلاً دقيقاً:




ـ فتارة ينهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسأل أحد شيئاً لا يحل له فيقول:

«ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مُزعة لحم».



ـ وأخرى يحث على العمل والتكسب حتى لا يتعرض لسؤال الناس فيقول:

«لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو فيحتطب،
فيبيع فيأكل ويتصدق خير له من أن يسأل الناس».




ـ وثالثة يخبر بأن الجنة ثواب من عفَّ عن سؤال الناس.

يقول ثوبان - رضي الله عنه - :قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

«من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئاً فأتكفل له بالجنة؟
فقلت: أنا.
فكان لا يسأل أحداً شيئاً».



ـ وفي الرابعة يبلغ به الحرص لتأصيل هذا الركن فيجعله من بيعته لأصحابه؛

فعن عوف بن مالك الأشجعي قال:
«كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعة أو ثمانية أو سبعة،
فقال: «ألا تبايعـون»؟ ـ
وكنا حديثي عهد ببيعة ـ فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله!
ثم قال: ألا تبايعون رسول الله؟
فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله!
ثم قال: ألا تبايعون رسول الله؟
فبسطنا أيدينا، وقلنا: قد بايعناك يا رســول الله! فعــلامَ نـبايعــك؟

قال: على أن تعبـدوا اللــه، ولا تشركوا به شيئاً،
والصلوات الخمس وتطيعوا.
وأسرَّ كلمة خفية: ولا تسألوا الناس شيئاً؛

فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم
فما يسأل أحداً يناوله إياه».




ـ وخامسة لكون هذا الأمر من أصول الدين؛
فقد كان يبادر به الصبيان والصغار، فيأمرهم به، كما كان يأمرهم بالصلاة لسبع،

فها هو يقول لابن عباس - رضي الله عنهما - وهو غلام صغير:


ـ «يا غلام! إني أعلمك كلمات:
احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك،
إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ».

ويؤكد له هذا المعنى بقوله:
«واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء
لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك،
وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء
لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،
رفعت الأقلام، وجفت الصحف» .




ـ وسادسة كان - عليه الصلاة والسلام - يستغل كل مناسبة وحادثة؛
ليبين للناس أن سؤال الله - تعالى - أجدى لهم من سؤال غيره،

فيقول:
«من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته،
ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله
فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل» .



ـ وعن أبي سعيد الخدري أن ناساً من الأنصار سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاهم،
ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده،


فقال: «ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم،
ومن يستعفف يعفه الله،
ومن يستغن يغنه الله،
ومن يتصبر يصبره الله،
وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر».







من مواضيعي في المنتدى
»» شرح حديث: يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر
»» { فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صراطًا سَوِيًّا }
»» الجامع الكبير لمقالات فضيلة الشيخ لُطف الله بن مُلا عبد العظيم خوجه
»» العار عنوانه ويكليكس
»» ما هو ابن عربي ؟! / للشيخ لطف الله خوجه