وذلك لما رأوا فيه من الطامات التي لا تُحتمل , وعلى كل حال هو أحسن كتبهم وأصحها بلا خلاف , فيما أعلم , وأنقل الآن كلام علمائهم في هذا الكتاب بعد أن نقلت كلام علمائهم في مؤلف هذا الكتاب .
قال النوري الطبرسي , صاحب المستدرك : الكافي بين الكتب الأربعة[1] كالشمس بين النجوم , وإذا تأمل المنصف استغنى عن ملاحظة حال آحاد رجال السند المودعة فيه , وتورثه الوثوق , ويحصل له الاطمئنان بصدورها وثبوتها وصحتها [2] .
وقال الحر العاملي : أصحاب الكتب الأربعة وأمثالهم قد شهدوا بصحة أحاديث كتبهم وثبوتها ونقلها من الأصول المجمع عليها , فإن كانوا ثقات تعين قبول قولهم وروايتهم ونقلهم [3] .
وقال عبد الحسين شرف الدين الموسوي , صاحب المراجعات : الكافي والاستبصار والتهذيب ومن لا يحضره الفقيه , يعني الكتب الأربعة , متواترة مقطوع بصحة مضامينها , والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها [4] .
وقال محمد صادق الصدر : والذي يجدر بالمطالعة أن يقف عليه , يعني القارئ , هو أن الشيعة وإن كانت مجمعة على اعتبار الكتب الأربعة , وقائلة بصحة كل ما فيها من روايات غير أنها لا تطلق عليها اسم الصحاح كما فعل ذلك إخوانهم من أهل السنة [5] .
بل إن مؤلف الكتاب وهو الكليني , قال عن سبب تأليف كتابه للسائل : وقلت إنك تحب أن يكون عندك كتاب كافٍ يجمع من جميع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد , ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين [6] . ولذلك قال المحقق النائيني , عندهم , : إن المناقشة في إسناد روايات الكافي حِرفة العاجز [7] .
وأما محقق كتاب الكافي , علي أكبر الغفاري فقال : اتفق أهل الإمامة , وجمهور الشيعة على تفضيل هذا الكتاب والأخذ به والثقة بخبره والاكتفاء بأحكامه , وهم مجمعون على الإقرار بارتفاع درجته وعلو قدره على أنه القطب الذي عليه مدار روايات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان , إلى اليوم , وهو عندهم أجمل وأفضل من سائر أصول الحديث [8] .
وقال المفيد : الكافي وهو من أجل كتب الشيعة وأكثرها فائدة [9] , وقال الفيض الكاشاني عن كتب الشيعة : الكافي أشرفها وأوثقها وأتمها وأجمعها , لاشتماله على الأصول من بينها وخلوه من الفضول وشينها [10] .
وقال المجلسي : كتاب الكافي أضبط الأصول وأجمعها , وأحسن مؤلفات الفرقة الناجية وأعظمها [11] .
[1] الكتب الأربعة هي الكافي والاستبصار والتهذيب وفقيه من لا يحضره الفقيه , التي هي مُعتمد الشيعة في دينهم .
[2] مستدرك الوسائل للطبرسي ج 3 ص 532 .
[3] وسائل الشيعة ج 20 ص 104 .
[4] المراجعات للموسوي مراجعة رقم 110 .
[5] كتابه الشيعة ص 127 .
[6] مقدمة الكافي ص 24 .
[7] كتاب الإنتصار للمحقق النائيني في صحة الكافي ص 8 لعلي أبو الحسن .
[8] مقدمة الكافي ص 26 .
[9] أيضا .
[10] مقدمة الكافي ص 27 .
[11] أيضا .