عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-12, 01:12 PM   رقم المشاركة : 8
اخلاق عاليه
عضو نشيط






اخلاق عاليه غير متصل

اخلاق عاليه is on a distinguished road


عمير بن وهب ،

< لقد غدا عمير بن وهب أحب إلي من بعض أبنائي > ( عمر بن الخطاب )


عاد عمير بن وهب الجمحي من بدر ناجياً بنفسه ، لكنه خلف وراءه أبنه " وهبا " أسيراً في أيدي المسلمين .
وقد كان عمير يخشى أن يأخذ المسلمون الفتى بجريرة(1) أبيه ، وأن يسوموه سوء العذاب جزاء ما كان ينزل برسول الله من الأذى ، ولقاء ما كان يُلحق بأصحابه من النكال(2) .
وفي ذات ضحى توجه عمير إلى المسجد للطواف بالكعبة والتبرك بأصنامها ، فوجد صفوان بن أمية جالسا إلى جانب الحِجر ، فأقبل عليه وقال :
عِم صباحا(3) يا سيد قريش .
فقال صفوان : عم صباحا يا أبا وهب ، أجلس نتحدث ساعة فإنما يقطع الوقت بالحديث .
فجلس عمير بإزاء صفوان بن أمية ، وطفق الرجلان يتذاكران بدرا ، ومصابها العظيم ، ويعددان الأسرى الذين وقعوا في أيدي محمد وأصحابه ، ويتفجعان على عظماء قريش ممن قتلتهم سيوف المسلمين وغيبهم القليب(4) في أعماقه.
فتنهد صفوان بن أمية وقال : ليس - والله - في العيش خير بعدهم .
فقال عمير : صدقت والله . ثم سكت قليلا ، وقال : ورب الكعبة لولا ديون علي ليس عندي ما أقضيها به ، وعيال أخشى عليهم الضياع من بعدي ، لمضيت إلى محمد وقتلته ، وحسمت أمره ، وكففت شره ، ثم أتبع يقول بصوت خافت :
وإن في وجود ابني وهب لديهم ما يجعل ذهابي إلى يثرب أمرا لا يثير الشبهات .
***
أغتنم صفوان بن أمية كلام عمير بن وهب ولم يشأ أن يفوت هذه الفرصة ، فالتفت إليه وقال : يا عمير أجعل دينك كله علي ، فأنا أقضيه عنك مهما بلغ ...
وأما عيالك فسأضمهم إلى عيالي ما امتدت بي وبهم الحياة ...
وإن في مالي من الكثرة ما يسعهم جميعا ويكفل لهم العيش الرغيد .
فقال عمير : إذن ، اكتم حديثنا هذا ولا تطلع عليه أحدا .
فقال صفوان : لك ذلك .
***
قام عمير من المسجد ونيران الحقد تتأجج(5) في فؤادة على محمد ، وطفق يعد العدة لإنفاذ ما عزم عليه ، فما كان يخشى أرتياب أحد في سفره ؛ ذلك لأن ذوي الأسرى من القرشيين كانوا يترددون على يثرب سعيا وراء أفتداء أسراهم .
***
أمر عمير بن وهب بسيفه فشحذ وسقي سما ...
ودعا براحلته فأعدت وقدمت له ؛ فأمتطى متنها(6) ...
ويمم وجهه شطر المدينة ، وملء برديه الضغينة(7) والشر .
بلغ عمير المدينة ومضى نحو المسجد يريد رسول الله ، فلما غدا قريبا من بابه أناخ راحلته ونزل عنها .
***
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه - إذ ذاك – جالسا مع بعض الصحابة قريبا من باب المسجد ، يتذاكرون بدرا وما خلفته وراءها من أسرى قريش وقتلاهم ، ويستعيدون صور بطولات المسلمين من المهاجرين والأنصار ، ويذكرون ما أكرمهم الله به من النصر ، وما أراهم في عدوهم من النكاية(8) والخذلان .
فحانت من عمر التفاته فرأى عمير بن وهب ينزل عن راحلته ، ويمضي نحو المسجد متوشحاً سيفه(9) ، فهب مذعورا وقال :
هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ...
والله ما جاء إلا لشر ، لقد ألب(10) المشركين علينا في مكة ، وكان عينا(11) لهم علينا قبيل بدر ... ثم قال لجلسائة :
امضوا إلى رسول الله ، وكونوا حوله ، و أحذروا أن يغدر به هذا الخبيث الماكر .
ثم بادر عمر إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، وقال : يا رسول الله ، هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه ، وما أظنه إلا يريد شراً .
فقال عليه السلام : أدخله علي .
فأقبل الفاروق على عمير بن وهب وأخذ بتلابيبه(12) ، وطوق عنقه بحمالة سيفه(13) ، ومضى به نحو رسول الله .
فلما رآه النبي عليه الصلاة والسلام على هذه الحال ؛ قال لعمر :
( أطلقه يا عمر ) ، فأطلقه ، ثم قال له : ( استأخر عنه ) ، فتأخر عنه ، ثم توجه إلى عمير بن وهب وقال :
( أدن يا عمير ) ، فدنا وقال : أنعم صباحا ( وهي تحية العرب في الجاهلية ) .
فقال رسول الله : ( لقد أكرمنآ الله بتحية خير من تحيتك يا عمير ... لقد أكرمنا الله بالسلام ، وهي تحية أهل الجنة ) .
فقال عمير : والله ما أنت ببعيد عن تحيتنا ، وإنك بها لحديث عهد .
فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام : ( وما الذي جاء بك يا عمير ؟! ).
قال : جئت أرجوا فكاك هذا الأسير الذي في أيديكم ، فأحسنوا إلي فيه .
قال : ( فما بال(14) السيف الذي في عنقك ؟! ).
قال : قبخها الله من سيوف ...
وهل أغنت عنا شيئا يوم بدر ؟!!
قال : ( أصدقني ، ما الذي جئت له يا عمير؟ ).
قال : ما جئت إلا لذاك .
قال : ( بل قعدت أنت وصفوان بن أمية عند الحجر ، فتذاكرتما أصحاب القليب من ضرعى قريش ثم قلت :
لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا ...
فتحمل لك صفوان بن أمية دينك وعيالك على أن تقتلني ...
والله حائل بينك وبين ذلك ).
فذهل عمير لحظة ، ثم ما لبث أن قال : أشهد أنك لرسول الله .
ثم أردف(15) يقول : لقد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء ، وما ينزل عليك من الوحي ، لكن خبري مع صفوان بن أمية لم يعلم به أحد إلا أنا وهو ...
ووالله لقد أيفنت أنه ما أتاك به إلا الله ...
فالحمد لله الذي ساقني إليك سوقا ، ليهديني إلى الإسلام ... ثم شهد أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله ، وأسلم .
فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : فقهوا أخاكم في دينه ، وعلموه القرآن ، وأطلقوا أسيره .
***
فرح المسلمون بإسلام عمير بن وهب أشد الفرح ؛ حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لخنزير كان أحب إلى من عمير بن وهب حين قدم على رسول الله ، وهو اليوم أحب إلى من بعض أبنائي .
***
وفيما كان عمير يزكي(16) نفسه بتعاليم الإسلام ، ويترع(17) فؤاده بنور القرآن ، ويحيا أروع أيام حياته وأغناها ، مما أنساه مكة ومن في مكة .
كان صفوان بن أمية يمني نفسه الأماني ، ويمر بأندية قريش فيقول :
أبشروا بنبأ عظيم يأتيكم قريبا فينسيكم وقعة بدر .
***
ثم إنه لما طال الانتظار على صفوان بن أمية ، أخذ القلق يتسرب إلى نفسه شيئا فشيئا ، حتى غدا يتقلب على أحر من الجمر ، وطفق يسائل الركبان عن عمير بن وهب فلا يجد عند أحدا جوابا شافيا ...
إلى أن جاءه راكب فقال : إن عميرا قد أسلم ...
فنزل الخبر عليه نزول الصاعقة ... إذ كان يظن أن عمير بن وهب لا يسلم ولو أسلم جميع من على ظهر الأرض .
***
أما عمير بن وهب فأنه ما كاد يتفقه في دينه ويحفظ ما تيسر له من كلام ربه ، حتى جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال : يا رسول الله ، لقد غبر(18) علي زمان وأنا دائب على إطفاء نور الله ، شديد الأذى لمن كان على دين الإسلام ، وأنا أحب أن تأذن لي بأن أقدم على مكة لأدعوا قريشاً إلى الله ورسوله ، فإن قبلوا مني فنعم ما فعلوا ، وإن أعرضوا عني آذيتهم في دينهم كما كنت أؤذي أصحاب رسول الله .
فأذن له الرسول عليه الصلاة والسلام ، فوافى مكة ، وأتى بيت صفوان بن أمية وقال :
يا صفوان ، إنك لسيد من سادات مكة ، وعاقل من عقلاء قريش ، أفترى أن هذا الذي أنتم عليه من عبادة الأحجار والذبح لها يصح في العقل أن يكون ديناً ؟!
أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
***
ثم طفق عمير يدعوا إلى الله في مكة ، حتى أسلم على يديه خلق كثير .
أجزل الله مثوبة عمير بن وهب ، ونور الله له في قبره(*).


(1) بجريرو أبيه : بذنب أبيه. (2) النكال : الضرر الشديد الذي يجعل المرء عبرة لغيره .
(2) عم صباحا : تحية العرب في الجاهلية . (4) القليب : بئر – دفن فيه قتلى المشركين يوم بدر.
(5) تتأجج : تشتعل وتضطرم . (6) امتطى متنها : ركب ظهرها .
(7) الضغينة : الحقد والكره . (8) النكاية: القهر والإصابة بالقتل والجرح .
(9) متوشحا سيفه : متقلدا سيفه . (10) ألب : أثار .
(11) عينا : جاسوسا . (12) أخذ بتلابيبه: أمسكه من طوق ثوبه مسكة متمكن.
(13) حمالة السيف : ما يعلق به. (14) ما بال السيف : ما خبر السيف .
(15) أردف : أتبع . (16) يزكي نفسه : يطهرها .
(17) يترع : يملأ . (18) عبر : مضى .

(*) للاستزادة من أخبار عمير بن وهب أنظر :
1- حياة الصحابة (الفهارس في الجزء الرابع ).
2- السيرة لأبن هشام بتحقيق السقا (أنظر الفهارس).
3- الإصابة ، الترجمة : 6060.
4- طبقات ابن سعد : 4/146 .






التوقيع :
سالت شيعي: علي رضي الله عنه فوق الله ام دونه ؟
اجابني : دونه .
قلت له : قال تعالى في كتابه ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )

سمى الله هنا الدعاء شرك

,

"
من مواضيعي في المنتدى
»» لكي تكونـ/ي الماسة ~
»» متجدد : كتاب صور من حياة الصحابة مكتوب لآ يفوتكم
»» ماذا ارد على هذا (2) ؟
»» ماذا ارد على هذا ؟
»» ماذا ارد على هذا (3) ؟