عرض مشاركة واحدة
قديم 30-09-05, 04:22 AM   رقم المشاركة : 1
محمد المصراتى
عضو







محمد المصراتى غير متصل

محمد المصراتى is on a distinguished road


Post انحرافات الصوفية بين الماضي والحاضر / الحلقة الثانية

انحرافات الصوفية بين الماضي والحاضر



إعداد رئيس التحرير جمال سعد حاتم


الحلقة الثانية


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد:
فقد نشرنا في العدد الماضي الحلقة الأولى من انحرافات الصوفية بين الماضي والحاضر، واليوم نستكمل معكم ما بدأناه لنتعرف من خلاله على العقائد الفاسدة التي يدْلَّسُ بها على بعض عوام الناس حتى يسيروا في ركابهم.

لا يمكن فتح ملفات الصوفية دون تخصيص جزء منها عن "الحلاج" الذي يمثل أهم وأخطر منعطف في الفكر الصوفي بل ويعد أهم ظاهرة اختلف الناس حولها اختلافا كبيرا ونحن هنا لن نخوض في تفاصيل تاريخ هذا الرجل بقدر ما سنركز القول على مجمل أقواله التي تناقض صريح القرآن والسنة بل وتدعو إلى الكفر باسم الإيمان وترى من إبليس أشهر الموحدين!!
والحلاج.. هو الحسين بن منصور بن محمي الحلاج أبو مغيث ويقال له أبو عبد الله، كان جده مجوسيا اسمه محمي من أهل فارس من بلدة يقال لها البيضاء.
دخل بغداد وتردد على مكة وصحب جماعة من سادات مشايخ الصوفية مثل الجنيد بن محمد وعمرو بن عثمان المكي.. واختلف عليه الصوفيون وأكثرهم نفوا أن يكون الحلاج منهم وبعضهم يرون أنه أحد أعلامهم البارزين في تطور الفكر الصوفي.
قيل عنه: الحلاج عالم رباني. وقال عنه إبراهيم النصر آبادي: إذا كان بعد النبيين والصديقين موحد فهو الحلاج.
وقد صح عن الحلاج أنه تعلم السحر في الهند ولما سئل عن سر ذلك قال: أدعو به إلى الله.
وقد روى ابن الجوزي في "المنتظم" وابن كثير "في البداية والنهاية" أن الحلاج كان داهية واسع الحيلة ومبتدعًا خطيرا أثرت مزاعمه في مجتمعه وأحدثت فتنًا هائلة.
وقد شاهده عمرو بن عثمان المكي يوما يكتب شيئا فسأله: ماذا تكتب؟ فقال الحلاج: أعارض القرآن أي أكتب مثل القرآن!!
ولقد دعا الحلاج إلى أنواع جديدة من العبادات يهدم بها أركان الإسلام ومن تلك العبادات التي دعا إليها قوله: "إذا صام الإنسان ثلاثة أيام بلياليها ولم يفطر وأخذ في اليوم الرابع ورقات هندباء وأفطر عليها أغناه الله عن صوم رمضان وإذا صلى في ليلة واحدة ركعتين من أول الليل إلى الغداة أغنته عن الصلاة بعد ذلك.
كما أعلن الحلاج عن فكرة الحج بالهمة حيث يكفي المرء أن يعقد نيته ويستجمع همته فينال ثواب الحج دون أن يرهق نفسه بالسفر والانتقال بجسده إلى البلد الحرام.
ويقول الحلاج: إذا بنى الإنسان بيتا وصام أياما ثم طاف حوله عريانا أغناه ذلك عن الحج.


أستاذه .. إبليس


يتحدث الحلاج عن شيخه إبليس بحب شديد وإعجاب مفرط وامتنان عظيم فيراه الموحد الحقيقي في هذا الكون ويقول في حقه: "وما كان في أهل السماء موحد مثل إبليس".
ويقول في حقه أيضا في كتابه "طواسين الحلاج" فصاحبي وأستاذي إبليس.
والتوحيد عند الحلاج كفر، فهو يقول: من زعم أنه يوحد الله فقد أشرك!!
وكتب يوما لأحد تلامذته يقول: السلام عليك يا ولدي: ستر الله عنك ظاهر الشريعة، وكشف لك حقيقة الكفر، فإن ظاهر الشريعة كفر محض وحقيقة الكفر معرفة جلية.
ويقول الحلاج معترفا: إنني أنكر دين الله فهذا فرض علي وأما إنكار العامة له فخطيئة!!
ولم يكن الحلاج مكتفيا بأقواله وأفعاله التي تناقض الكتاب والسنة بل ادعى أنه المهدي المنتظر وقد صرح عند موته قائلا: سأعود لكم بعد أربعين يوما. وقد قتل الحلاج بعد ضربه ألف سوط ثم قطعت يداه ورجلاه وصلب ثم أحرق جسده بالنار عام 300ه فاستراح الناس من فساده ولكن أفكاره للأسف توارثتها أجيال الصوفية التي انحرفت عن شرع الله.


من واقع ما يردد أتباع 20 طريقة


تقوم عقيدة الصوفية على الإطراء والغلو في شأن النبي صلى الله عليه وسلم إلى حد لا يرضى عنه الله عز وجل ولم يصرح به القرآن بل ورفضه رسول الله نفسه وحذر منه صحابته الكرام.
وإذا كان بعض دعاة الإصلاح في الصوفية اليوم ينكرون أن المتصوفين الحاليين يقومون بذلك فإننا سنورد لهم بعضًا من أورادهم التي تتغنى بها بعض الطرق الصوفية وتمثل لهم عقائد ثابتة في القرب من الله والوصول إلى العلم اللدني.
وإذا كان شيخ مشايخ الطرق الصوفية حسن الشناوي قد صرح بأن هناك 73 طريقة صوفية في مصر إلا أن أشهر هذه الطرق لا يتعدى ال20 طريقة وهي:
1- الحقيقة المحمدية. 2- الخلوتية العوينية. 3- الخلوتية البكرية.
4- الطريقة القادرية. 5- الطريقة الشاذلية. 6- الفاسية الشاذلية.
7- الطريقة البرهانية. 9- الجعفرية الإدريسية.
10- الطريقة الإدريسية. 11- الطريقة الرفاعية. 12- الختمية الميرغنية.
13- طريقة أبو العزايم. 14- الطريقة الأحمدية. 15- الطريقة الخلوتية.
16- دلائل الخيرات. 17- صلوات الشيخ الأكبر ابن عربي.
18- الطريقة الدسوقية. 19- الطريقة التجانية. 20- الطريقة القوصية.
وسنعرض لبعض أوراد هذه الطرق إجمالا مع توضيح مخالفتها للكتاب والسنة وما أوصانا به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم .
فمن أوراد الطريقة الخلوتية البكرية لأحد مشايخها وهو مصطفى البكري يقول في صلاته على النبي: "اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد المتصرف في جميع الممالك والأملاك".
وهنا فقد أشرك الشيخ سيدَنا محمدًا مع الله في تصريف الأمور وأسبغ على النبي بعض صفات الربوبية مع أن الله قال عنه في القرآن: قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي.
ويقول أيضًا البكري: "وصلّ على سيدنا محمد وعلى سيدنا محمد الذي تصرف في الوجود بالطول والعرض".
ويقول: "وصلّ على سيدنا محمد وعلى سيدنا محمد الذي أعطى التصريف بالكاف والنون".


هل تحتاج هذه الأوراد إلى تعليق؟


فإذا كان الله قد قال عن نفسه: إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون. فكيف لرسول الله أن يصرف الكون بالكاف والنون؟!
إن هي إلا تخاريف الصوفية.
وإذا كان الكاتب الراحل توفيق الحكيم قد تجرأ ونشر في الأهرام حوارًا مع الله فإنه لم يتبجح كما تبجح أصحاب الطريقة القادرية عندما زعموا أن شيخ الطريقة أدار حوارًا مع الله بطريقة الإلهام القلبي الذي يزعمون لمشايخهم وأعلامهم، وهذا الحوار دار بين عبد القادر الجيلاني الملقب بالغوث كرئيس وشيخ للطريقة وبين الله- على حد زعمه- عن طريق الإلهام القلبي، وقد جاء فيه إن الله ينادي على الجيلاني الغوث الأعظم ويقول له: يا غوث الأعظم، خلقت الملائكة من نور الإنسان وخلقت الإنسان من نوري والإنسان سري وأنا سره، ثم قال له: يا غوث الأعظم، أنا قريب من العاصي بعدما يفرغ من العصيان وأنا بعيد عن المطيع إذا فرغ من الطاعات.
انظر أيها المسلم العاقل كيف أن هذا الغوث الشيطاني قد هدم مفاهيم إسلامية صحيحة راسخة بالكتاب والسنة وهي أن الله خلق الإنسان من طين في حين يراه الجيلاني في حديثه المزعوم مع الله أنه مخلوق من نور الله، ومعلوم من الدين أن الملائكة مخلوقة من نور الله في حين جعلها هذا الشيخ مخلوقة من نور الإنسان ثم يتمادى في غيه ويجعل منزلة القرب من الله أكثر ما تكون بعد الفراغ من المعصية والبعد عنه سبحانه بعد الفراغ من الطاعة، هل يقبل العقل تلك المعاني الصوفية الحمقاء؟
لنأخذ مثالاً آخر من أوراد الطريقة الشاذلية أشهر الطرق الصوفية في مصر وهي الطريقة التي يرأسها الشيخ عبد الفتاح القاضي ولها فروع متعددة وشعب متباينه وقد جاء في أوراد صلوات الشيخ الفاسي ما نصه: "اللهم صل على الواحد الثاني المخصوص بالسبع المثاني والسر اليساري في منازل الأفق الرحماني" "اللهم صل على سر وجودك ومظهر وجودك وخزانة موجودك"، أرأيتم كيف أنهم جعلوا من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سر وجود الله عز وجل.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
ويكشف الفاسي عن عقيدته الباطلة بلا حياء في تفسير قول الله: الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، والهاء في الآية عند أهل التفسير عائدة على الله ولكن الفاسي يجعلها عائدة على محمد صلى الله عليه وسلم ويؤكد: يهدي الله لنور محمد من يشاء من عباده!
وهل تحتاج هذه الأوراد إلى تعليق لتبيان مدى بعدها عن روح وحقيقة الإسلام؟
ومن أوراد الطريقة الجعفرية الإدريسية ما يلي:
"اللهم صلّ على الذات الكُنه، قبلة وجود تجليات الكنه، عين الكنه في الكنه، الجوامع لحقائق كمال كنه الكنه".
"اللهم إني أسألك بنور الأنور الذي هو عينك لا غيرك أن تريني وجه نبيك سيدنا محمد". انظر كيف أصبحت الغاية كل الغاية رؤية النبي وكيف أنه تحول عند هذه الطريقة إلى عين الله لا غيره!
أما الطريقة الأحمدية التي ترجع إلى قطبها وشيخها الأكبر أحمد البدوي فقد أثبت الباحثون أنه كان داعيًا شيعيًا باطنيًا وجاسوسًا للدولة الفاطمية تحت ستار التصوف، ويمكن للقارئ مراجعة ذلك في دراسة الدكتور عبد الله صابر "السيد البدوي" وكذلك ما ذكره عبد اللطيف فهمي في كتابه "السيد البدوي ودولة الدراويش".
وقد جاء في أوراد هذه الطريقة:
"الله حسبي ومحمد وعلي ركني والله متولي أمري"، والمقصود بعلى هنا هو سيدنا علي رضي الله عنه وهنا تظهر ملامح الارتباط بين الصوفية والشيعة وهو ما سنعرض له بالتفصيل في مكان آخر من هذا الملف.
أما الطريقة التجانية فشيخها هو أبو العباس أحمد بن محمد بن المختار بن أحمد بن محمد التجاني ولد عام 1150ه وحفظ القرآن ثم بدأ الترحال طلبًا للعلم، ثم زعم أنه قابل النبي في اليقظة لا في الحلم وأن النبي أخبره بأن نسبه يرجع إلى الحسن بن علي بن أبي طالب وبدأ يزعم أنه يتلقى العلم من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شفاهة في اليقظة.
والتجاني يرى- كما يرى ابن عربي أحد أئمة الصوفية الكبار- أن الكفار والمشركين لا خوف عليهم وموقفهم سليم لأنهم حتى وإن عبدوا غير الله فهم يعبدون الله من خلال عبادتهم لغيره.
وهل هناك أحط وأخبث من ذلك؟
ولقد أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية مجموعة من الفتاوى حول أوراد التجانية سنذكر منها الفتوى ذات الرقم 2139 جاء فيها:
الطريقة التجانية طريقة منكرة لا تتفق مع هدي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وسنته بل فيها بدع شركية تخرج من يعتقدها أو يعمل بها من ملة الإسلام.
وفي الفتوى ذات الرقم (5292) ما نصه:
أحمد التجاني واتباعه الملتزمون لطريقته من أشد الخلق غلوا وكفرا وضلالاً وابتداعًا في الدين لما لم يشرعه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم .
ويحق لنا أن نسأل: هل يمكن أن نطبق هذه الفتاوى على كل الطرق الصوفية التي خالفت كتاب الله وسنة رسوله.
الجواب يحتاج إلى مراجعة كل أوراد الطرق الصوفية وعرضها على الكتاب والسنة لنعلم أنها جميعًا ضد الإسلام وشريعته.


أخطر فضائح الصوفية


أكاد أجزم بأن كل من يدافعون عن الصوفية وطرقها وخزعبلاتها لم يقرأوا ما كتبه السابقون عنهم ولم يعرضوا أورادهم وأذكارهم على كتاب الله وسنة رسوله ولا على أهل العلم الثقات من العلماء والمشايخ الذين نثق في علمهم ولا نزكي على الله أحدًا.
فها هو الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق أحد الذين تخصصوا في الرد على الصوفية وبدعها يقول:
إن التصوف بحر من القاذورات فلقد جمع المتصوفة كل أنواع الكفر والزندقة التي وجدت في فلسفات الهند وإيران واليونان وكل القرامطة والفرق الباطنية وكل خرافات المخرفين وكل دجل المدجلين وكل وحي الشياطين ووضعوا كل ذلك في إطار التصوف وعلومه ومبادئه وكشوفه، فلا يتصور عقلك عقيدة كفرية في الأرض إلا تجدها في التصوف بدءًا بنسبة الألوهية إلى المخلوقات وانتهاءً بجعل كل موجود هو عين الله، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.
ويقول الشيخ عبد الخالق: لقد زعموا أن التدبر في القرآن يصرف النظر عن الله، وفاتهم أن الله قد أمر بالتدبر لكتابه العزيز إذ يقول: أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها.
في حين أنك ترى الشعراني أحد أئمتهم يقول: يقول الله في بعض الهواتف الإلهية: يا عبادي الليل لي لا للقرآن يتلى، فاجعل الليل كله لي، وما طلبتك إذا تلوت القرآن بالليل لتقف مع معانيه فإن معانيه تصرفك عن المشاهدة فاية تذهب بك إلى جنتي، فأين أنا إذا كنت في جنتك مع الحور متكئًا، وآية تذهب بك في جهنم فتعاين ما فيها من أنواع العذاب، وآية تذهب بك إلى قصة آدم أو نوح أو هود، وما أمرتك بالتدبر.
والله إن ذلك لزندقة فهل تكذب القرآن وتصدق هذا الشعراني في كبريته الأحمر؟!
ولقد وصل الصوفية إلى حد اتهام من يقوم بتفسير القرآن وتهديده بعقاب من الله لأن تفسيره حكر على مشايخهم الكبار فهم أولياء الله في الأرض.
ويشير الشيخ عبد الرحمن إلى المحاولة والمكيدة التي روج لها المتصوفة من البحث عن تفسير عصري للقرآن وما نتج عنها من محاولات كانت إحداها للدكتور مصطفى محمود والتي أصدرها في كتاب بعنوان القرآن محاولة لفهم عصري ونقل فيه بالنص عن مفكر يقال عنه إسلامي هو المهندس الزراعي السوداني محمود طه الذي أسقط عن نفسه الصلاة وتكاليف الدين لأنه وصل- كما زعم- إلى حد اليقين.
ويقول د. مصطفى محمود ما نصه: المتصوف واليوجي والراهب كلهم على درب واحد وأصحاب منطق واحد وأسلوب واحد في الحياة هو الزهد، (ص101).
ويعترف الدكتور مصطفى محمود ويقول: والتصوف إدراك عن طريق المدارك العالية والمتصوف عارف.
ويستشهد بما أورده الصوفيون من أخبار داود عندما قال: يا رب أين أجدك؟ فقال: اترك نفسك وتعالَ... غب عنها تجدني.
وصفهم مصطفى محمود بقوله: هؤلاء- المتصوفة- أهل السر والقرب والشهود الأولياء الصالحون حقًا. (ص109).
أرأيتم كيف وقع الدكتور أسيرًا لمفاهيم الصوفية الباطلة.


الفسق والفجور...


ذكر ابن الجوزي رحمه الله حكاية عن الصوفية جاء في مجملها أن رجلا من المتصوفة مات وترك زوجته الصوفية فاجتمع عندها الأصدقاء من الرجال والنساء من الطريقة ولما فرغوا من دفن الزوج زعم كبيرهم أنه لابد من الامتزاج النوراني الجسدي وقضوا ليلتهم الحمراء تحت مزاعم هذا الوهم.
فلقد كان الصوفيون في عصورهم الأولى زنادقة ملحدين منحلين تظاهروا بظاهرة الشريعة النظيفة وأخفوا عن الأعين كفرهم وفسقهم وزندقتهم وقد أكد ذلك ابن عقيل وذكره ابن الجوزي في كتابه القيم "تلبيس إبليس" استحلال الحشيش.
يقول ابن عقيل واصفًا هؤلاء الزنادقة.. واستحلوا الحشيش بل هم أول من اكتشفه وروجه في أوساط المسلمين وجعلوا من المجانين والمجاذيب واللوطية والشاذين جنسيًا والذين يأتون البهائم عيانًا جهارًا نهارًا في الطرقات... كل أولئك جعلوهم أولياء الله ولهم من الكرامات ما يجعلهم يفعلون ما يشاءون!!


هنا... مجلس إدارة الكون الصوفي..


اخترع الصوفية مراتب ودرجات لأوليائهم ومشايخهم أكثرها شهرة: الأقطاب والأبدال والأوتاد والنجباء والغوث.
وهذا اللقب الأخير.. الغوث عبارة عن رجل عظيم وسيد كريم سيحتاج إليه الناس عند الاضطرار في تبيين ما خفي من العلوم المهمة والأسرار ويطلب منه الدعاء لأنه مستجاب الدعوة لو أقسم على الله لأبره.
هذا الغوث هو واسطة اتباع الطريقة لله تعالى فلا يصلون إليه إلا من خلاله!!
وهذا المفهوم يتناقض مع قول الله تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان.
فليست هناك واسطة بين الله وعباده.
والأبدال في المفهوم الصوفي هو ذلك الشيخ الذي يمكن لأتباعه أن يروه في أكثر من مكان في وقت واحد فهو في اليمن والعراق ومصر، في نفس الوقت لما يتمتع به من قدرة وهبها له الله في أن يحل في أكثر من صورة!
ألم تكن هذه الموهبة أولى برسول الله مثلاً؟.
ولقد أوردوا في ذلك أحاديث موضوعة وضعيفة حتى يثبتوا شرعية ما يروجون له ومنها حديث منسوب لأبي هريرة يقول فيه: "لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن بهم يغاثون وبهم يرزقون وبهم يمطرون"، وهو حديث موضوع وهناك أحاديث آخر لا يتسع المقام لذكرها وتفنيدها.
وتهدف الصوفية من خلال هؤلاء الأبدال إلى تكوين دولة لأوليائهم يحتكرون طرق الوصول إلى الله ودعائه ومن ثم التصرف في ملكوت الأرض باعتبارهم وكلاء الله في الأرض!!
وهؤلاء الأبدال في المفهوم الصوفي لديهم القدرة أيضًا على التشكل في أكثر من صورة روحانية لا يراها إلا من أمر به!! هل بعد ذلك من كفر؟
ولذلك فلا عجب أن يقول أحد أئمة الصوفية وهو عبد القادر الجيلاني عن أحد أولياء الصوفية الذي لم يره أتباعه يصلي ولو مرة واحدة يقول عنه: هو ولي مقرب من الله إنه يصلي من حيث لا ترونه وإني أراه يصلي ولو مرة واحدة ... أو بغيرها من آفاق الأرض يسجد عند باب الكعبة.
هل تريد أن تكون من هؤلاء؟ الأمر سهل مبسط، فكل ما عليك أن تقول ما وصى به معروف الكرخي الصوفي المتوفى في عام 200ه حيث قال:
من قال في كل يوم عشر مرات اللهم صل على أمة محمد اللهم فرج عن أمة محمد اللهم ارحم أمة محمد كتب من الأبدال.
ثم سيفتح لك الباب لأن تكون من أصحاب الخضر عليه السلام!!
يا لها من سذاجة وغفلة.
وهنا مقام القطب ومقام الغوثية وكلاهما يمثلان المرتبة العليا عند الصوفية وهما الآمران الناهيان وقد يجتمعان في شخص شيخ الطريقة فيطلق عليه القطب الغوث الفرد الجامع الذي يأمر فيطاع بدون نقاش ولا محاسبة حتى لو اقترف مخالفة شرعية!!
والقطب الغوث يمثل الحكومة الباطنية والرئيس الأعلى لها ويعتقد أئمة الصوفية أن القطب الغوثي له مطلق السلطان وكل شيخ طريقة هو ذلك القطب الغوث!!
وأهل الصوفية يعتقدون أن الله قد منح هؤلاء الأولياء صلاحيات إدارة الكون وفوضهم في اتخاذ ما يرون من قرارات سواء على المستوى المحلي من خلال الأضرحة الموزعة على مستوى الأقاليم والبلدان أو على المستوى العالمي من خلال "ديوان التصريف" أو ما يسمى بالإدارة المركزية لتصريف شئون الكون؟ وكان لابد للصوفية أن تبحث عن طريق يجتمع من خلالها الأبدال والأقطاب الأحياء منهم والأموات وهداهم شيطانهم إلى اختراع اجتماعات روحية وجسدية يومية لكل أصناف الأولياء وطبقاتهم لتشكيل مجلس يدير الكون وينظر في أموره نيابة عن الله عز وجل وهو ما يعرف في المفاهيم الصوفية بالديوان، أو ديوان التصريف، أو الحكومة أو المملكة الباطنية.
ومكان هذا الاجتماع غار حراء بمكة المكرمة في كل ليلة جمعة من كل أسبوع إلى جانب الاجتماع اليومي في الثلث الأخير من الليل وهي ساعة استجابة الدعاء وساعة ميلاد رسول الله كما ذكر الدباغ في إبريزه.
وهناك كلام وتفصيل في هذا الاجتماع نرى أن ذكره يوغر الصدور فهم يتكلمون عن حضور الملائكة مع الأموات مع حضرة النبي الكريم لمناقشة أحوال العباد في اليوم التالي.
كما أن هناك اجتماعًا سنويًا في ليلة القدر ولا داعي للدخول في تفاصيل الكلام لأنه يورد صاحبه المهالك ويضعه على حافة الكفر بل الوقوع في الكفر ذاته!!
نسأل الله السلامة، والله من وراء القصد.
________________________________

المصدر : مجلة التوحيد







التوقيع :
السلام عليكم .....
من مواضيعي في المنتدى
»» من تعلق بغير الله خُذل قصة تحتاج إلى تأمل
»» المرأة أسعد حظا بالاسلام
»» احذروا هذه الفتنة
»» موقف الإمامين ابن تيميَّة وابن القيّم من الصُّوفية
»» العبادة الصوفية في ميزان الشريعة / الحلقة الثانية