عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-13, 04:33 AM   رقم المشاركة : 6
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


هل أخطأ المعصوم صلى الله عليه وسلم بإذنه للمنافقين بعدم الخروج!

(حوار بين عالم مسلم ومستشرق غربي)

ـ المستشرق الغربي:

لقد تذكرت شيئاً عن بعض أصحاب السير وبعض المفسرين أن رسول الله عاتبه الله تعالى لمَ أذن للمنافقين بعدم الخروج في غزوة تبوك بما ورد بالآية (43) في سورة التوبة: {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}.

فهل أخطأ الرسول باجتهاده ثم نزل الوحي مصححاً ومبيناً إذنه للمنافقين بعدم الخروج في غزوة تبوك وهي آخر غزواته، فقد بلغه أن الروم جمعوا جموعاً في الشام تبلغ عدتها الأربعين ألفاً يريدون غزوه في بلاده.

وكان ذلك في زمن عسرة الناس وجدب البلاد وشدة الحر فالصيف لمَّا ينته، والحر قد بلغ أعلى درجاته، فلمَ أذن لهم حتى عاتبه ربه بقوله: {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لهم}؟

ـ العالم المسلم:

إن هذه الآية لا تفيد أي خطأ أو عتاب وما زعموه إن هو إلا خطأ في التفسير، وهذه الآية إنما تدل وتبين حكمة فعله صلى الله عليه وسلم، وأن هذا الإذن إنما هو بوحي من الله تعالى.

ـ المستشرق الغربي: ماذا، ليس فيه خطأ ولا عتاب وهو وحي من الله! كيف ذلك والعفو المعروف هو بعد الخطأ، فإن أخطأت معي مثلاً وسامحتك عندها أعفو عنك!

ـ العالم المسلم: مهلاً فكلمة (عفا) مأخوذة من العفو وهو محو أثر الشيء. تقول: عفا الهواء على آثار سير فلان في الرمل، أي: محا الآثار فلم يعد لها بقاء. وعفت الآثار على الأقوام المنقرضة، أي انمحت وزالت. وعفا الله عن ذنب فلان، أي: محا أثره من نفسه. وكلمة {عَفَا اللّهُ عَنكَ} بحسب سير الآيات إنما تعني خلاص رسول الله صلى الله عليه وسلم مما كان قد يحدثه المنافقون من الفتنة إذا هم خرجوا معه في هذه الغزوة، وهي تعني أيضاً أن الله تعالى قد أقر رسوله على فعله. فكلمة {عَفَا اللّهُ عَنكَ} تقول: خلصك الله وحفظك من شر هؤلاء المنافقين وأذاهم وذلك بإذنك لهم، ثم علل فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله الكريم: {لمَ أذنت لهم}: أي ما السبب الذي دعوناك به لتأذن لهم. ثم بين تعالى السبب بقوله الكريم: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}: أي إنك إنما أذنت لهم لوحي منا ليتبين لك المؤمن الصادق من المنافق الكاذب. إذاً فالله خلص رسوله من شر هؤلاء المنافقين بوحيه له أن يأذن لهم بعدم الخروج.

ـ المستشرق الغربي: وما دليل نفاقهم حتى يأذن لهم فلا يخرجوا معه؟

ـ العالم المسلم: تثاقلهم عن الخروج، ولم يعدوا له العدة، بل حتى وصل بهم الأمر لتثبيط الهمم عن نصرة الحق وأهله، إذ قال بعضهم لبعض كما جاء في سورة التوبة (81): {لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ...}. ووجدوا أن خير وسيلة للتخلص من مشقة الحرب وشدة الحر في مثل تلك الأيام الصعبة هو الاستئذان من الرسول ليسمح لهم بعدم الخروج.

وقد أذن لهم صلى الله عليه وسلم وغاب عنهم أن الله يعلم سرهم ونجواهم، وبطلبهم الإذن انكشف أمر كفرهم.

والله تعالى بين أحوال المؤمنين ثم المنافقين بقوله الكريم: {لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ، إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} سورة التوبة (44ـ45).

ـ المستشرق الغربي: قلت لي أن كلمة {عَفَا اللّهُ عَنكَ} أي أزال عنك وحفظك مما سيحدثه المنافقون من الفتنة إذا خرجوا معك وخلصك من شرهم، فما الدليل من القرآن؟

ـ العالم المسلم: أرجو أن تحلم قليلاً ليتوضح وجه الحقيقة ساطعاً كشمس رابعة النهار... لقد بين تعالى أن فعل رسوله كان بموافقةٍ منه تعالى فقال: {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ} سورة التوبة (46).

فالله كره انبعاثهم مع رسوله للحرب لما قد يقومون به من الأذى وتوهين الصفوف وبلبلة النفوس فثبطهم وقيل لهم بوحي منه تعالى على لسانك: {... اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}، وهذا هو إذنه صلى الله عليه وسلم لهم بعدم الخروج والقعود مع القاعدين فكان الإذن إذاً من الله.

ثم وضّح تعالى أذاهم لو أنهم خرجوا مع الرسول فقال تعالى: {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}.

ـ المستشرق الغربي: حقاً بهذه الآية يتمم الجواب الصاعق المبين بجلاء معنى آية {عَفَا اللّهُ عَنكَ}: أي أزال ومحا ما كانوا سيحدثوه بخروجهم مع المؤمنين بالأدلة الثلاثة الواردة بالآية التي ذكرتها لي :

1 لو خرجوا ما زادوا المؤمنين إلا خبالاً، أي: لأحدثوا بلابل كبرى بينهم.

2 لبغوا الفتنة.

3 بما أن الرسول الكريم كان لا يفضحهم، بل يسترهم ولا يكشفهم رجاء إيمانهم وفريق من المؤمنين كانوا لا يعرفونهم أيضاً فهم سمّاعون لهم ظانين فيهم ظن الخير فأذاهم عليهم شديد.

حقاً لا يمكن بعد إيرادك وإيضاحك لهذه الآية أن يبقى اعتراض لمعترض أبداً، فالآية واضحة وضوح الشمس فلا خطأ على رسول الله ولا عتاب ويا ليت قرأوا هذه الآيات وربطوا المعنى دون أن يجعلوها قراطيس "أي يشرحوا آية منفردة دون ربطها بآيات الموضوع بكامله" فيبدونها مباشرة بذم المبرّأ المعصوم بالخطأ والعتاب هذا الظن المريع بنسبته إلى النبي وحاشاه وهو الذي لا ينطق عن الهوى، فالخطأ والعتاب لا أساس لهما أبداً.

حــفـــظ الإلــــه مــحمـداً فـــي
إذنـه لـــذوي لنفــاق حمــــاهُ
لـو أنـهم خـــرجــوا لــزاد أذهــم
وحـــيٌ بهــذا للنبــي أتـــــاهُ
عيــن الصـواب وللعيـون عـواقـب
ٌ نعمَ المعلـم اقتــده بهــــداهُ
أفكلَّما ضلَّ الطريق مفسِّرٌ عجباً
أينســـبُ للـرســـول عمـــــاهُ
مـا ضلَّ طــه مــا غــوى ليُعاتَبُ
والحق يشهدُ في بديع سناهُ

والحمد لله رب العالمين







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» جواب رواية أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأتها من بابها
»» بعض نشاطات الشيعة في الفلبين:
»» الرد على كذبة ان الله لهوات / لهاة / و أضراس / ضرس / سن / أسنان
»» ملف الرافضي حسن المالكي
»» خلافة معاوية و الامويين ليست ملك عضوض بل رحمة بنص الحديث