اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالملك بن عبدالرحمن الشافعي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد فلما كان المرتضى - وهم الملقب عندهم بعلم الهدى - يحاول إثبات تفضيل الأئمة على الأنبياء ساق لذلك دليلاً مفاده أن معرفة الأئمة واجبة كمعرفة الله تعالى وأن الجهل بهم كالجهل به سبحانه بكونه كفر وخروج عن الإيمان ، بخلاف الأنبياء السابقين فإن الجهل بهم لا يخرج صاحبه عن الإيمان ، ومن هنا كانت منزلة الأئمة أفضل من مرتبة سائر الأنبياء لتوقف تحقق الإيمان على المعرفة بالأئمة دون الأنبياء ، وذكر أن معرفة الأنبياء السابقين صارت واجبة ليس لكون الإيمان متوقف عليها - كما هو الحال في الأئمة - بل صارت واجبة لأن القرآن صرح بذكرهم فوجبت تصديقاً للقرآن الذي أورد أسماءهم ، فقال في كتابه ( الرسالة الباهرة في العترة الطاهرة ) والمطبوعة من ضمن رسائل المرتضى ( 2/ 249-252 ): [ مما يدل أيضا على تقديمهم عليهم السلام وتعظيمهم على البشر أن الله تعالى دلنا على أن المعرفة بهم كالمعرفة به تعالى في أنها إيمان وإسلام ، وأن الجهل والشك فيهم كالجهل به والشك فيه في أنه كفر وخروج من الإيمان ، وهذه منزلة ليس لأحد من البشر إلا لنبينا صلى الله عليه وآله وبعده لأمير المؤمنين عليه السلام والأئمة من ولده على جماعتهم السلام . لأن المعرفة بنبوة الأنبياء المتقدمين من آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام أجمعين ، غير واجبة علينا ولا تعلق لها بشئ من تكاليفنا ، ولو لا أن القرآن ورد بنبوة من سمي فيه من الأنبياء المتقدمين فعرفناهم تصديقا للقرآن وإلا فلا وجه لوجوب معرفتهم علينا ولا تعلق لها بشئ من أحوال تكليفنا ، وبقي علينا أن ندل على أن الأمر على ما ادعيناه والذي يدل على أن المعرفة بإمامة من ذكرناه عليهم السلام من جملة الإيمان وأن الاخلال بها كفر ورجوع عن الإيمان ، إجماع الشيعة الإمامية على ذلك ، فإنهم لا يختلفون فيه ]. بمعنى أن القرآن صرح بأسماء الأنبياء السابقين رغم أن الجهل بهم لا يضر بإيمان المرء ، ولم يصرح بأسماء الأئمة مع أن الجهل بهم كفر وخروج عن الإيمان ، فنسأل كل عقلاء المسلمين ومنصفيهم: كيف يصرح القرآن بأسماء من لو جهلناهم لم ينتقض إيماننا وهم الأنبياء السابقين ، ويعرض عن ذكر أسماء من لو جهلناهم انتقض إيماننا وصرنا بجهلهم كافرين وهم الأئمة ؟!!! جزاك الله خيرا