غاية الأماني في نسب عبدالقادر الكيلاني في كتابي مختصر أنساب عشائر الشام (ص11) ذكرت نسب الكيلانيون ، ما نصه : (( الكيلانيون ينسبون إلى [عبدالقادر الكيلاني بن جنكي دوست] وأصله من كيلان ببلاد فارس ، وكان يعرف [بالعجمي] نسبة إلى العجم لأنه من بطون بشتبر بن فارس )). ولأن كتابي (مختصر أنساب عشائر الشام) هو خلاصة وزبدة الأقوال ، فقد ذكرت أنساب القبائل والعشائر والبطون والفروع في بلاد الشام على عجالة. وفي هذه الرسالة سوف أذكر أقوال المؤرخين والنسابين الذين أبطلوا النسب ـــ الهاشمي القرشي ـــ المزعوم للشيخ عبدالقادر الكيلاني (قدّس الله روحه). وأفيدكم علماً بأن سيدي الشيخ عبدالقادر الكيلاني لم يدع النسب الهاشمي القرشي ، بل ولم يدع النسب العربي أصلاً. فهو عجمي فارسي الأصل من بلاد (گيلان) وراء طبرستان. وأول من أختلق هذا النسب المزعوم للشيخ عبدالقادر هو حفيده (نصر بن عبدالرزاق بن عبدالقادر الكيلاني) المتوفى سنة 633هــ. قال الشيخ أحمد بن فضل الله العمري في مشجراته (ص57) ، ما نصه : (( نسبوا هذا الشيخ محي الدين عبدالقادر الكيلاني إلى عبدالله بن محمد بن الرومية يقال لولده بنو الرومية كما يقال محمد المذكور ، ولم يدع الشيخ عبدالقادر هذا النسب ولا أحد من أولاده وإنما ابتدأ بها ولده القاضي أبو صالح نصر بن أبي بكر بن عبدالقادر ولم يقم عليها البينة ولا عرفها له أحد على أن عبدالله بن محمد بن علي رجل حجازي لم يخرج من الحجاز وهذ الإسم أعني [جنكي دوست] أعجمي صريح كما تراه فلا طريق في إثبات هذا النسب إلا البينة العادلة وقد أعجزت القاضي أبا صالح وأقترن بها عدم موافقة جده الشيخ عبدالقادر وأولاده له ، والله سبحانه وتعالى أعلم )). وقال الشيخ تاج إبن زهرة في غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار (ص43) ، ما نصه : (( وإلى بني الجون يدّعي النسب بيت الشيخ عبدالقادر الكيلاني المدفون بباب الأزج ببغداد رحمه الله ، يدعون النسب الى محمد بن داود بن موسى بن عبدالله بن موسى الجون. أظهر أولاد الشيخ العجائب ورووا عنه من الأخبار ما لا يصح نقله ولا يجوز إعتقاده ، وقام بعضهم بعد إنقراض الخلافة العباسية وإمكان إدعاء كل شيء يدعي النسب للحسن وفشت دعواهم ، وأهل النسب لا يقولون بها ويصرحون بكونهم ادعياء. والشيخ عبدالقادر رحمه الله كان رجلاً جليلاً صالحاً لم يدع هذه النسبة وادعاها أحفاده ، وهو من بطون بشتبر بن فارس ، والله أعلم )). وقال الشيخ أبو العون السفاريني في أحدى أوراقة وهي بخط يده وعلى الورقة ختمة ، ما نصه : (( حدثني العالم العلامة والحبر الفهامة بحر العلوم الشريفة ومنبع المعارف اللطيفة ومورد الأخبار الطريفة شيخي وأستاذي الفاضل عبدالغني بن إسماعيل النابلسي أن في الشام قوماً جعلوا للقطب أبي محمد محي الدين عبدالقادر الجيلاني نسباً موصولاً تارة بالحسن وأخرى بالحسين سبطي رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم ، فهو عندهم عبدالقادر بن موسى بن عبدالله بن جنكي دوست بن يحيى بن محمد داود بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط ، أو هو من ذرية إسماعيل بن جعفر الصادق وكلاهما غير صحيح وقد أخترع بأخرة ولم يثبت أن الشيخ رحمه الله ادعى هذا النسب ولا يثبت أن أحداً من أولادة فعل ذالك )). فنسب الشيخ عبدالقادر الكيلاني لا يمت بصلة للنسب الهاشمي أبداً ، وإنما هو من (العجم) ليس بعربي الأرومة ، وأكثر الذين ينتسبون له اليوم ليسوا من صلبه وإنما انتسبوا له طريقة ومع مرور الوقت ظنوا أنه نسباً لهم. والشيخ عبدالقادر الكيلاني (قدّس الله روحه) كان رجلاً صالحاً ، وكان حنبلي المذهب ولم يكن صوفياً قبورياً. فرحم الله الشيخ عبدالقادر الكيلاني وأسكنه فسيح جناته ، اللهم آمين. هشام عمر هشام العقيلي 18 رمضان 1436 هــ ملاحظة هامة : المؤرخ النسّابة هشام عمر هشام العقيلي «أبو حسين» إنتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الثلاثاء 21 فبراير 2017م ، أثر غارة جوية همجية بعثية على مدينة حلب. وقد كان صوفياً على الطريقة (القادرية الكيلانية) ثم ترك هذه الطريقة سنة 1998م واتبع مذهب محمد بن إدريس الشافعي وكان أيضاً معظماً لشيخ الإسلام ابن تيمية وكثيراً ما ينقل عنه. ويقول عن نفسه في أحدى مقالاته : ((لقد كنت صوفياً متبعاً للطريقة القادرية ، وكنت متعصباً لهذه الطريقة ، وكان ابغض ابن تيمية بغضاً شديداً ، وفي سنة 1998م تركت هذه الطريقة القبورية التي تأسست على الكذب والدجل ونهب أموال المساكين بالباطل)). نقلاً عن مقالة كتبها في موقع أدباء الشام تحت عنوان - الطريقة القادرية - .