عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-13, 07:36 AM   رقم المشاركة : 4
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


قصيدة حسان بن ثابت

وقد استدل بعض الإمامية المتأخرين بقصيدة اشتهرت عن حسان بن ثابت شاعر النبي (ص) كدليل على الولاية والإمامة ونصب الإمام علي يوم غدير خم ، وقالوا بأن حسان ألقاها يوم الغدير، فزعموا أن حساناً قال: يا رسول الله أقول في علي شعرا؟ فقال رسول الله (ص): افعل، فقال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم = بخم و أسمع بالرسول مناديا

فقال فمن مولاكم و وليكم؟ فقالوا = و لم يبدوا هناك التعاديا

إلهك مولانا و أنت ولينا و لن = تجدن منا لك اليوم عاصيا

فقال له قم يا علي فإنني رضيتك = من بعدي إماما و هاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا = له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليه و كن = للذي عادى عليا معاديا

وقد رويت القصيدة بأربع أبيات فقط، كما وردت بتغيير في عجز البيت الثالث ليصبح هكذا:"ولم تلق منا في الولاية عاصيا" كما رويت بإضافة بيت سابع هو:"فيا رب انصر ناصريه لنصرهم..إمام هدىً كالبدر يجلو الدياجيا". واحتج الشيعة الإمامية بهذه القصيدة ليحسموا الجدل حول معنى "الولاية" الواردة في حديث الغدير، وهي تكاد تكون صريحة بالنص الجلي على إمامة علي بن أبي طالب، وتنسجم مع الروايات الخاصة التي ينقلها الإمامية عن تعيين النبي الأكرم للإمام علي كخليفة من بعده.

وقد استشهد بها الشيخ المفيد (المتوفى 413) في إثبات نظرية الإمامة الإلهية لأهل البيت، فقال في " الفصول المختارة " ص 87 :" ومما يشهد بقول الشيعة في معنى المولى وأن النبي أراد به يوم الغدير: الإمامة؛ قول حسان بن ثابت على ما جاء به الأثر: أن رسول الله لما نصب عليا يوم الغدير للناس علما وقال فيه ما قال، استأذنه حسان بن ثابت في أن يقول شعرا فأنشأ يقول: يناديهم يوم الغدير نبيهم . الأبيات، فلما فرغ من هذا القول قال له النبي (ص): لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك، فلولا أن النبي (ص) أراد بالمولى الإمامة لما أثنى على حسان بإخباره بذلك، ولأنكره عليه، ورده عنه". وقال المفيد أيضا في: (رسالته في معنى المولى): "شعر حسان مشهور في ذلك... وهذا صريح في الإقرار بإمامته من جهة القول الكائن في يوم الغدير من رسول الله له، لا يمكن تأويله، ولا يسوغ صرفه إلى غير حقيقته".

وأشار الشيخ عبد الحسين الأميني إلى الجدل الشيعي السني حول معنى الولاية ، فاستدل بالقصيدة على الرأي الشيعي وقال:"قد أقره النبي (ص) على ما فهمه من مغزى كلامه، وقرظه بقوله: لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك". ولكنه لفت نظر القراء إلى التلاعب الذي حصل في القصيدة عبر التاريخ، وافترض أن التحريف تم في قصيدة حسان بن ثابت باتجاه مضاد للإمامية، ولم يشر بالطبع إلى احتمال قيام الإمامية بتأليف القصيدة أو تحريفها باتجاه يخدم نظريتهم.

ولكن ما هي الحقيقة؟ وهل كانت هذه القصيدة معروفة لدى الإمامية ، فضلا عن عامة الشيعة والمسلمين، في القرون الثلاثة الأولى؟ ومن رواها من المحدثين الثقاة؟

إن محدثي الشيعة الإمامية الأوائل ومتكلميهم ومؤرخيهم (كالكليني والصفار والنوبختي والأشعري القمي) لم يشيروا إليها ولم يذكروها في كتبهم السابقة (فرق الشيعة، و المقالات والفرق، والكافي، و بصائر الدرجات مثلا) وقد ظهرت في القرن الرابع، حسبما يذكر الأميني صاحب كتاب "الغدير" الذي يقول: إن "أقدم كتاب سبق إلى رواية هذا الشعر هو كتاب سليم بن قيس الهلالي التابعي الصدوق الثبت المعول عليه عند علماء الفريقين... وتبعه على روايته لفيف من علماء الإسلام لا يستهان بعدتهم". ثم يذكر الأميني أسماء اثني عشر محدثا من أهل السنة من القرن الرابع وما بعده، رووا القصيدة، وأولهم: الحافظ أبو عبد الله المرزباني محمد بن عمران الخراساني المتوفى 378 ، ثم يذكر الأميني أسماء ستة وعشرين عالما من أعلام الشيعة الإمامية (أولهم الشيخ الصدوق (المتوفى 381) والشريف الرضي (المتوفى 406) والشريف المرتضى علم الهدى (المتوفى 436) والشيخ الطوسي (المتوفى 460)) رووا القصيدة برواية سليم.

ونفهم من تزامن رواية الصدوق (المتوفى سنة 381) والحافظ المرزباني (المتوفى سنة 378) اللذين كانا أول من روى القصيدة من الشيعة والسنة، أن القصيدة ظهرت في القرن الرابع الهجري، حسبما يؤكد الشيخ الأميني الذي يقول إن "أقدم كتاب سبق إلى رواية هذا الشعر هو كتاب سليم بن قيس الهلالي ... وتبعه على روايته لفيف من علماء الإسلام لا يستهان بعدتهم". وهذا كلام صحيح يتفق مع ظهور كتاب سليم في القرن الرابع الهجري.

وبغض النظر عن حجية روايات محدثي أهل السنة المتأخرين (من القرن الرابع ولاحقا) وفيما إذا كانوا يروون قصيدة حسان بن ثابت كما يرويها الشيعة الإمامية، صريحة حول الولاية والإمامة، أم لا؟ وفيما إذا كانوا يسندونها إلى رجال ثقاة معروفين غير رواة الإمامية؟ أم لا؟ وفيما إذا كانوا يعتقدون بصحتها ويؤمنون بها، أم لا؟ ولماذا لم يصبحوا شيعة إمامية إذن؟ بغض النظر عن كل تلك التساؤلات فان رواية الشيعة الإمامية (الاثني عشرية) في القرنين الرابع والخامس لها، وعدم رواية الكليني والصفار والمحدثين الإمامية السابقين لها، يكشف عن وضع تلك القصيدة واختلاقها، أو تزويرها والتلاعب بها بما بخدم نظريتهم في الإمامة في القرن الرابع الهجري. وأما ما يدعيه الأميني من كون سليم بن قيس الهلالي "تابعي صدوق ثبت معول عليه عند علماء الفريقين" فهذا غير صحيح بالمرة، ولم يسند قوله لأي مصدر، إذ أن سليم الهلالي شخص مجهول لدى السنة والشيعة، ويحتمل أنه شخص مختلق، حيث كان الشيعة يشكون في وضع "كتاب سليم" واختلاقه، وذلك لروايته عن طريق (محمد بن علي الصيرفي أبو سمينة ) الكذاب المشهور ، و (احمد بن هلال العبرتائي) الغالي الملعون ، وقد قال ابن الغضائري :" كان أصحابنا يقولون : ان سليماً لا يُعرف ولا ذكر له... والكتاب موضوع لا مرية فيه، وعلى ذلك علامات تدل على ما ذكرنا " .

ولكن الأخباريين الحشويين من الشيعة الإمامية اعتمدوا على ذلك الكتاب الذي ظهر في زمانهم، ولكن الشيخ المفيد ضعَّف (كتاب سليم) وقال:" انه غير موثوق به ولا يجوز العمل على أكثره ، وقد حصل فيه تخليط وتدليس ، فينبغي للمتدين ان يتجنب العمل بكل ما فيه، ولا يعوّل على جملته والتقليد لروايته ، وليفزع إلى العلماء فيما تضمنه من الأحاديث ليوقفوه على الصحيح منها والفاسد". وانتقد الشيخ المفيدُ الشيخَ الصدوقَ ، على نقله الكتاب واعتماده عليه، وعزى ذلك إلى منهج الصدوق الأخباري، وقال عنه: "انه على مذهب أصحاب الحديث، في العمل على ظواهر الألفاظ والعدول عن طرق الاعتبار، وهذا رأي يضرّ صاحبه في دينه، ويمنعه المقام عليه عن الاستبصار" . (أوائل المقالات وشرح اعتقادات الصدوق، ص 247)

وهذا ما يؤكد اختلاق القصيدة من قبل الإمامية في القرن الرابع ونسبتها إلى (سليم بن قيس الهلالي). أو إضافة أبيات صريحة بالإمامة اليها، ويدل على ذلك عدم رواية المؤرخ الشيعي أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم بن يزيد الطبري (من رجال القرن الخامس الهجري) للقصيدة حسب الرواية الشيعية :" ولم تلق منا في الولاية عاصيا"، حيث يروي البيت الثالث منها هكذا:" إلهك مولانا وأنت ولينا ولا تجدن منا لك اليوم عاصيا" أي من دون تصريح بالولاية.

ورغم نسبة الأميني للشريف المرتضى روايته للقصيدة بما يدل على الإمامة بالنص الجلي، إلا أن المرتضى ينفي في كتابه "الشافي" أن يكون حديث الغدير نصا جليا في الإمامة، وينفي علمه بقول أحد من الشيعة ذلك، ويقول ردا على القاضي الهمداني، صاحب كتاب "المغني" الذي اتهم الشيعة الإمامية بالقول بالنص الجلي:" إن حديث الغدير نص خفي، وليس بنص جلي". (الشافي ج 2 ص 128)

وإذا قام الشيعة الإمامية اليوم بالتحقيق في الروايات الخاصة التي ظهرت في القرون المتأخرة حول حديث الغدير، والتي تحمل النص الجلي الصريح بالإمامة، لأدركوا ضعف تلك الروايات، وحلوا مشكلة مزمنة ظلت تعكر علاقتهم مع بقية إخوتهم من المسلمين، ولم تفدهم في يوم من الأيام، ومهدوا الطريق نحو بناء وحدة إسلامية متينة.









التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» صحة ظلاق الثلاث في مجلس واحد / سيدنا عمر حكم ظلاق الثلاث
»» الرد على مفال أقوال أهل السنة و الجماعة في الوهابية و التبرء منهم !
»» يهلك الناس هذا الحي من قريش هل هم العلويون ام الامويون
»» ملف المصلحون في الفكر الشيعي / الاصلاح
»» في كتب الشيعة سيدنا علي يتلفظ بكلمات فاحشة