عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-11, 01:50 AM   رقم المشاركة : 3
محمد العيد
شخصية مهمة







محمد العيد غير متصل

محمد العيد is on a distinguished road



القراءة الثانية


عرض لكتاب التحالف الغادر عن خفايا العلاقات الإيرانية الإسرائيلية لتريتا بارسي


http://www.alzaker.com/vb/showthread.php?t=25714

ما هو جوهر الصراع الإيراني الإسرائيلي ؟

الجواب المعتاد هو العداء الأيديولوجي بين الثورة الإسلامية وإسرائيل . فإيران كان لها علاقة باسرائيل قطعت عام 1979 عند وصول الخميني للسلطة.

لكن تريتا بارسي وهو إيراني يعيش في الولايات المتحدة يقدم تفسيراً مختلفاً لهذه العلاقة في كتابة "التحالف الغادر " Treacherous Alliance وقد يترجم إلى التحالف الشرير لكنني أعتقد أن الغدر أقرب للطرفين.

هو مترجم بالمناسبة ، لكنني لم أجد النسخة العربية . لعل من يجدها من الأخوة يضيفها لنا مشكوراً.

الكتاب يبحث العلاقة بين اسرائيل وإيران من خلال مقابلات وحوارات متعمقة مع عدد كبير من الشخصيات السياسية والمحللين.

ويقسم بارسي العلاقة الإيرانية الإسرائيلية الممتدة لأكثر من ستين عاماً إلى قسمين رئيسين ، هما ما قبل عام 91 م وما بعده حيث حرب الخليج ونهاية الحرب الباردة في وقت واحد ، ما جعل نفوذ الدولتين يأخذ شكلاً مختلفاً. ونلاحظ أن الكاتب لم يكترث بمجيء الثورة الإيرانية عام 79م ولم يعتبرها حدثاً مفصلياً في العلاقات بين البلدين برغم قطع العلاقات بينهما في العلن ، فمالذي يحدث في الخفاء ؟!

ويؤكد المؤلف أن الصراع بين البلدين ليس في جوهره أيديولوجيا ، بل يتعلق بالتحولات الكبرى في الجغرافيا السياسية التي حدثت في المنطقة.

وعلى الرغم من تصويت ايران ضد تقسيم فلسطين عام 47م وحذر إيران من غضب جيرانها العرب ، فإنها اعتمدت على سياسية "الغموض المحسوب" بالتعامل مع اسرائيل بحكم الواقع القائم على المصالح المشتركة الكثيرة بين البلدين.

وعلى رغم النكسات والخيانات على طول طريق التعاون بين ايران واسرائيل - آيتان في الصدق - فقد تعاون البلدان لإنشاء برنامج مشترك للصواريخ البالستية ، وتمويل خط انابيب النفط الإسرائيلي والحد من التهديد العراقي بدعم التمرد الكردي في هذا البلد. وساعد الشاه أيضا في تسهيل فرار الآلاف من اليهود العراقيين. والتعاون في المجال الزراعي التطوير والتدريب ، ومعلومات استخباراتية بشأن التحركات العسكرية المصرية ، والتخطيط ، والتعليم للطيارين الايرانين ، والمظليين ، وجنود المدفعية..

لاشك أن هذه العلاقة تغيرت عند قدوم الخميني إلى السلطة عام 79م لكن الخطاب الذي يقطر بالسم تجاه إسرائيل في العلن ، كان يقابله شراء أسلحة إسرائيلية أيام الحرب العراقية الإيرانية . وهذا يظهر تفوق المصالح الوطنية لإيران على الهموم القومية والإسلامية.

في إسرائيل كان هناك حالة تجاهل لهذا الخطاب الإيراني العدائي و يقتبس المؤلف عبارة لاسحاق رابين ، ثم وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ، في أكتوبر 1987 : "ان ايران هي أفضل صديق إسرائيل ". وبعد وفاة الخميني عام 89م حاول الساسة الإيرانيون إعادة تأسيس شاة اقتصادية فخففت من لهجتها ضد دول الخليج وتعاونت مع قوات التحالف ضد العراق وتعاونت في عدد من المجالات مع مختلف الدول الغربية .

بعد أفول نجم التهديد العراقي عام 91م وزواله عن كلا البلدين ظهر التنافس الإستراتيجي بينهما وتحولت العلاقة بين البلدين من التحالف إلى التافس ا يظهر لنا بجلاء أن أساس العلاقة بين البلدين لم يكن في يوم من الأيام أيديولوجياً. وسعت إسرائيل لدى الدول الغربية إلى تضخيم الخطر الإيراني

وبعد أوسلو تداخلت للمرة الأولى المصالح الإستراتيجية والدعاوى الأيديولوجية الإيرانية فبدأ عصر جديد من محاولة إيران الضغط على واشنطن بتخريب بعض خططها في المنطقة. وحتى مع ذلك لم تتغير منطق التنافس بين إيران وإسرائيل.

ويذكر الكاتب أن المعارضة الإيرانية لإسرائيل خلال الحرب الباردة كانت مجرد خطابة لا أكثر ، ثم حاولت إيران بعد وفاة الخميني التصالح مع الغرب وقامت بعدة خطوات تجاه الغرب الذي رفض وتجاهل ذلك ، فقامت إيران كنتيجة لهذا الرفض الذي تزامن مع أوسلو بدعم الجماعات الفلسطينية الرافضة لهذا الإتفاق. ومن هنا يتضح لنا المبدأ الذي دفع الإيرانين لدعم فصائل فلسطينية معينة وأنه ليس له اساس ديني إطلاقاً ، بل هو ورقة سياسية تضغط بها إيران على الدول الغربية لتحصيل بعض المصالح الخاصة بها.

على كل حال الكتاب تعرض للكثير من النقد ومن الإشادة أيضاً والمهم أنه يؤكد على وجود وجهين للسياسة الإيرانية وجة معلن خطابي مليء بالحقد والبغض للغرب ولإسرائيل وينطلق من حمية إسلامية ، ووجه آخر "برغماتي" خفي يتفاوض ويتعامل ويشتري ويبيع بحسب مصلحته فقط.

الكتاب ممتع وأتمنى لكم أوقات ممتعه






التوقيع :


قاعدة في معرفة المرويات من الأحاديث
(كل متن يباين المعقول ، أو يخالف المنقول ، أو يناقض الأصول ، فاعلم أنه موضوع)
الموضوعات لابن الجوزي 1/106ومسألة التقريب بين السنة والشيعة 1/283

من مواضيعي في المنتدى
»» أيها الشيعي تعال معي لأخذ جولة على عجائب رواة الشيعة !
»» سؤال موجه لكل شيعي: هل تستطيع أن تتعامل مع الناس بدون تقية ؟؟؟ أرجو الصراحة...
»» كتابين لايستغني عنهما من تصدى للرد على الرافضة ....
»» عدد قتلى الصفويين في العراق .. روعة ( ويشفي صدور قوم مؤمنين)
»» صور للتقارب بين الرافضة ( نجاد ) واليهود