عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-11, 04:06 PM   رقم المشاركة : 1
سيوف العـز
مشرف سابق







سيوف العـز غير متصل

سيوف العـز is on a distinguished road


عمىً لعين لا تجيد إلا البكاء



إن أردت الحقيقة وتنبّهت لها فستسمع جرس الموت يرن في العراق فالموت مكتوب على ابن آدم وأمر مفروغ منه لكنه في العراق أمر مختلف، مختلف كثيرا، حتى أسبابه يستغرب منها العالم وتحولت بغداد الى بغداد أخرى يبكي اهلها ألما ولكن صوتهم ينأى ويبتعد لا يسمعه إلا القليل، ينأى وتتابع العصافير أمواجه بالبكاء، يستغيث العراقيون ويصرخون من بشاعة ما يحصل لهم وصوتهم كالبحر يبري الشرايين هدير أمواجه لكنّ من يهمهم ويتعلق بهم الأمر أصموا آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا على ذبح العراق واستكبروا استكبارا ..
ويبقى العراقي الحر الشريف يسهر طوال الليل المظلم يراقب وطنه الذبيح فينتشر دمعا وينطوي حزنا، أما من هانت عليه كرامته وعزته ووطنيته فتراه يوغل في المجهول أشرعة محملة بآلاف المصائب والآلام ليوردها على هذا الشعب المغلوب على أمره، ويبقى الشرفاء يطوونها بوجع حتى لم يبق مما سبق منها غير العناوين، لكن الخوف والترقب مما يخبيه الزمان لنا، عفوا ليس الزمان بل من تسلط على رقابنا بلا وجه حق وظل يستعبد الأحرار من أبنائنا ليلبي رغبات أسياده تارة ويشفي غليل حقده وغيضه على العراق أخرى.. وإلا فما هو ذنب الزمان حتى يلقي البعض باللوم عليه ؟! فنحن نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا، ونهجوه من غير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا ..
ويا عجبا !! كيف استساغ البعض أخلاقية الرضا بالذل والظلم وسلب الحقوق وقبل البكاء وقد علق بين الطين والماء ؟؟ ولا أعلم كيف يرضى من يرضى والعراقي صار أمض أسىً من بقية الشعوب، والبعض بلا خجل ولا حياء وبمبالغة واضحة يقول ان العراق اليوم أفضل دول العالم ؟؟ يا ترى بأي شيء أفضل ؟ بالقتل أم بالفساد، أم بانتهاك الحرمات والمقدسات، أم بالاستخفاف بالعقول ؟؟ لكن الجميل في بلدنا هو أننا نتآخى رغم جريان دمائنا وهي تنزف بين سكاكين الغدر والخيانة والعمالة ..
ورغم تخضيبنا لكل المعابر والطرق ومن قديم الزمان ونؤمل بعضنا البعض بأمل ربما يراه البعض مستحيلا أو بعيد المنال وصعبا بانبعاث الخير والصلاح مهما دفنه من لا يرغب فيه ويريد أن يقضي العراقيون وجعا ويروحون كالحطب وهو يحترق بنار حقدهم وفسادهم، لكنهم ومهما أوغلوا في حقدهم سيطوون أعوام حكمهم وتسلطهم على عجل ويموتون ويحيى العراق ويبقى خالدا رغم أنوفهم ..
وفي خضم كل هذه الآلام والأوجاع، وهذا ليس تشاؤما بل هو الواقع، أمد عنقي لكل شريف في العالم وكل عراقي أبي وأصرخ بأعلى صوتي وأناديه: يا أقرب الناس من جرحي ومن وجعي ألا تسمعني أضج بيأسي من هؤلاء ؟ وأنت تحاول تطميني رغم انني اعيش محتفيا في مجامر الظلم والتسلط، وتحاول ان تضحكني رغم ما ينالنا من الغبن .
ألا يعلمون أنهم حين يوغلون في ظلمنا سيغرقون بدمائنا ويستحمون في براكيننا ؟!
صحيح أنهم يوقضون أوجاعنا ويوقدون النار في رياحيننا لكنهم ما يزيدوننا إلا عنفوانا .. ورغم ما جلبوه لنا من مختلف الفجائع والآهات ولم يسلم منها لا حجر ولا شجر ولا مدر، لم يسلم منها النخيل ولم يسلم منها حتى الطير وهي تحوم حول وطني مرفرفة بصمت، بل ولا شِعر البشر .. ونحن لا نحسن سوى البكاء ولسنا وحدنا بل حتى الرياح حين أبكي تسمعني نحيبها لكن بكائها مختلف عن بكائي فهي تنحب في وطني وتوصيني أن البكاء وحده لا يجدي نفعا بل أنت مطالب بان تجعل من دموعك ثورة وتغيير وعزيمة وإرادة ووعي ومعرفة لا ان تبكي على مذابح أهلك وأنت جزء من سكاكين المذابح بسكوتك وخمولك ورضاك بالذل والرضا بتسلط الظالمين وانت تشاهد مفتخرا كيف يهادن من يهادن ويوالي من يوالي زواحف أمريكا وإيران وهي تعبر الى بلادنا وانت تثني عليهم وتدعو لهم بالنصر وتصرخ بألف آمين رغم انك تراهم يمسكون بأيديهم خناجر بني صهيون، وكن على علم أيها الباكي إن مات طفل في عراقي فذمامه حول أعناق من لا يحسن إلا البكاء وانت واحد منهم لأنه من الاولى أن تموت مع هذا الطفل أو قبله لا ان ترضى بالتدجين والمهادنة.
فعمىً لعين رأت أبناء جلدتها يذبحون وهي لا تجيد إلا البكاء ! وعتبتي على من بيده الحل والعقد في العراق وخاصة السيد السيستاني كيف يرضى بتسلط الظالمين رغم ما يجري في العراق من سيل الدماء ؟؟ وكيف يمضي عمل السياسيين بل ويدعو الى انتخابهم مرة وأخرى رغم عدم جلبهم الخير لنا ؟؟ وكيف .. كيف .. كيف .. ؟؟ أسئلة تبحث عن إجابة مقنعة ستبقى محفورة في التأريخ لمن ألقى السمع وهو شهيد.
حسام صفاء الذهبي