عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-08, 06:36 PM   رقم المشاركة : 1
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللهِ !

رد فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان على كاتب في جريدة الرياض ...

نشر في " صحيفة الرياض " الصادرة بتاريخ 2 / 5 / 1429 هـ مقال للكاتب : عبد المحسن الضبعان بعنوان : " هيفاء وهبي في البحرين ثم ماذا ! " جاء فيه أن الفنانة هيفاء جاءت وغنت ثم رحلت بسلام ، ولم يصب هذا البلد الجميل لا بكارثة ولا بإعصار " كاترينا " ، ولا إعصار هيفاء كما صوره المعارضون والرافضون - هكذا قال الكاتب - ،

ونسي قول الله تعالى : ﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ ﴾ . [ الحج : 47 ] ،

وقوله تعالى عن المنافقين : ﴿ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ . [ المجادلة : 8 ] ؛


فعذاب الله حاصل إذ لم يعف الله حاصل في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما جميعًا ،

قال تعالى : ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ . أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ . أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ . [ الأعراف : 97 - 99 ] .


ألم ير الكاتب ولم يسمع ما يحل بالأقطار المجاورة من زلازل مروعة وحروب مدمرة وأعاصير هائلة حتى قال بسخرية : أن الفنانة جاءت وغنت ثم رحلت بسلام ولم يصب البلد بكارثة ، إن عذاب الله - أيها الكاتب ! - إذا لم يصب الأبدان ؛ فإنه يصيب القلوب ! ألم تقرأ قول الله تعالى : ﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ﴾ . [ الأعراف : 100 ] .


أين الأمم التي قالت كل أمة منها لرسولها على وجه التحدي : ﴿ ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ . [ العنكبوت : 29 ] ، ﴿ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ . [ الأعراف : 70 ] ؟

ألم يأتها ما وعدت ؛ فهلكت عن آخرها ، ولم يبق إلا مساكنهم : ﴿ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ . [ النمل : 52 ] ، ﴿ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلا ﴾ . [ القصص : 58 ] .

ألم يعلم الكاتب : أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل ، وأنه يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته : ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ . [ هود : 102 ] ،

ثم ينكر الكاتب على أهل الخير الذين حذروا بلادهم من فتنة هذه المرأة القادمة لما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة حيث قال : ( هيفاء وهبي أحيت حفلها في المنامة مساء الأربعاء الماضي رغم المعارضة الشديدة من قبل عدد قليل من النواب البحرينيين الذين يريدون فرض وصايتهم على كل شيء ) .

ربما - لأهداف معينة ، أو ربما لوجه الله تعالى - هكذا يتبجح بما فعلته هذه المرأة في حفلها من المنكر المعلن ، وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - منها ومن أمثالها ،

فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( واتقوا النساء ؛ فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) .

فماذا على أهل الخير إذا حذروا مما حذر منه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعملوا بقول الله تعالى : ﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ . [ آل عمران : 104 ] .

والحمد لله أن الكاتب اعترف بما في عمل هذه المرأة وأمثالها من المنكرات والشرور ، فقال : ( نعم ! قد تكون هذه الفنانة وغيرها من فنانات الجنس الغنائي ممن لدينا عليهن بعض الملاحظات ، ولكن تضخيم المسألة وجعلها كأنها إهانة للشعب وحرب على الأخلاق وغزو فكري غاشم هي محض خيالات وأوهام يريد بها المعارضون فرض أهوائهم ، ونسوا أن للناس أيضًا - أهواء شتى تختلف عنهم - ) .

نقول له : المسألة ليست مسألة أهواء ، وإنما هي نصيحة ، والأهواء مذمومة قال تعالى : ﴿ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ﴾ . [ المؤمنون : 71 ] .

فالواجب اتباع الحق ، وقبول النصيحة ، ولو خالفت الأهواء لما في ذلك من العواقب الحميدة ، والشر وإن كان يسيرًا في بدايته ؛ فإنه يتطور وعواقبه وخيمة ؛ فلا يستهان به ، ولا تؤمن عواقبه الوخيمة على المجتمع والأفراد .

وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به ، ومعرفة الباطل ومخالفته .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .