عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-14, 08:51 PM   رقم المشاركة : 10
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Red face

~~~~~~~~~~~~~~~~~~
من كرامات الصوفية الخرافية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
( 6 )


رِمَّةٌ تـتصرف في الوجود ( 2 ) *


ويقول عن الحريثي:
"قصدته في حاجة، وأنا فوق سطوح مدرسة أم خوند بمصر،
فرأيته خرج من قبره يمشي من دمياط.
إلى أن صار بيني وبينه نحو خمسة أذرع،
فقال: عليك بالصبر، ثم اختفى "!. ( 1 )




هنا يكاد الإنسان يفقد عقله!
إذ لا يتصور حتى ممن به مسكة ولهى من عقل
أن يهرف، ويخرف بمثل ذلك الخبال



ولكن لا عجب،
فكل صوفي عدو للعقل فوق عداواته للشرع.



كل صوفي يؤمن بأن "الذوق" وحده هو وسيلة المعرفة،


أما العقل عندهم، فطاغوت أخرق،


أما الشرع، فماديَّةٌ تنشب مخالبها في الصخر،
دون أن ترمق السماء بنظرة واحدة!


أو هو نوع من عبادة التاريخ الميت؛
ولهذا تتباين عندهم قيم الأشياء، تبعاً لتباين الأذواق!



وقد يرى الصوفي الباطل، فيما يرى غيره فيه الحق!
ولا يضيرهم أن يتوتر التناقض بين ما يؤمن به صوفي،
ويكفر به آخر غيره،
فكلاهما في الدين الصوفي على حق.



ولعل هذا سر فريتهم "من اعترض، انطرد!"
إذ ربما حكمت بالشرع أو بالعقل على شيء ما بأنه باطل،
وهو في "ذوق "( 2 ) شيخك حق!
فتعرض نفسك للطرد من حظيرته.



على هذا يحمل الشيوخُ الدراويشَ، ويستعبدونهم،
فما يفعل الشيخ من شيء،
إلا ويوحي إلى درويشه أنه فعله عن أمر إلهي،
وإن يكن ما فعله خطيئة خاطئة.
ولا يملك الدرويش إلا أن يؤمن!



ألا ترى الجنيد يجيب – حين سئل: أيزني العارف ؟ -
بقوله: "نعم!
وكان أمر الله قدراً مقدوراً" !



حَقٌّ لوَّنه بباطل.
ذلك الجنيد!
زانٍ ويسميه عارفاً!
أي مؤمناً بلغ ذروة الإيمان،
لأنه رأى القضاء في لوح الغيب فنفذه .!( 3 )



والرسول يقول:
"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن".



تنكر الصوفية على العقل أنه وسيلة إلى المعرفة،
ويرهقها حنقاً من أن يحكم بالمغايرة بين الضدين، أو بين النقيضين،



وتنكر على الشرع تفرقته بين الإيمان والكفر، أو الخير والشر؛
إذ لا تؤمن بغير "الذوق"
سماء وحي، وقدس إلهام!



ولهذا كان من اصطلاحاتهم المشهورة:
" من ذاق عرف "
أي من جعل " الذوق " وحده الوسيلة إلى المعرفة،
كان حقاً من العارفين بكنه الحقائق الربانية!



أرأيت إلى الشعراني يؤكد أن سيده البدوي حيٌّ
رغم تعفُن البلى في رِمته ؟


وأنه يطبخ ويغسِل، ويدعو الأحياء والموتى إلى مولده ؟!



أرأيت إليه يؤكد أنه حين أخطر "الحريثي" في باله،
قام من قبره،
وهرول إلى مصر على قدميه من دمياط ؟!.


******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية
للعلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى

( 1 ) جـ 2 ص 154 طبقات الشعراني
ويروون أن رجلاً قصد إلى ضريح صوفي "
مشتكياً فمد له من القبر بعود الريحان خطاباً مكتوباً فيه بيت من الشعر لم يجف مداده"
انظر ص 318 جـ 2 شرح الحكم لابن عجيبة

( 2 ) يعرف القيصري الذوق بقوله:
"ما يجده العالم على سبيل الوجدان والكشف لا البرهان والكسب،
ولا على طريق الأخذ بالإيمان والتقليد" ص 193 مطلع خصوص الكلم،
أو هو "أول درجات شهود الحق بالحق في أثناء البوارق المتوالية
عند أدنى لبث من التجلي البرقي" ص 101 جامع الأصول للكمشخانلي،
ويقول ابن عربي: "اعلم أن العلوم الذوقية الحاصلة لأهل الله مختلفة باختلاف القوى
الحاصلة مع كونها ترجع إلى عين واحدة" ص 107 فصوص الحكم ط الحلبي،
ويعني بالعين الواحدة : الذات الإلهية!!

( 3 ) يقول الدباغ: "إن الولي الكبير فيما يظهر للناس يعصي، وهو ليس بعاصٍ،
وإنما روحه حجبت ذاته، فظهرت في صورتها، فإذا أخذت في المعصية فليست بمعصية"
ص 43 جـ 2 الإبريز.
ويقول: "يتصور في طور الولاية أن يقعد الولي مع قوم يشربون الخمر، وهو يشرب معهم،
فيظنونه أنه شارب الخمر، وإنما تصورت روحه في صورة من الصور وأظهرت ما أظهرت"
ص 41 المصدر السابق.
وهكذا يقررون أن الرذيلة فضيلة.






من مواضيعي في المنتدى
»» أسئلة متنوعة عن التصوف والصوفية / أجاب عليها الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله
»» ما الطريقة المثلى لدعوة المتصوفة لطريق أهل السنَّة والجماعة ؟
»» أصول الإسماعيلية - للدكتور سليمان السلومي
»» قصيدة في محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
»» النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية