عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-14, 08:11 PM   رقم المشاركة : 2
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Arrow { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ }

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم



{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ
وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى
يُرَاءُونَ النَّاسَ
وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا *
مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ
لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ
وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ
فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا }

سورة النساء
{ 142 ، 143 }



يخبر تعالى عن المنافقين بما كانوا عليه،
من قبيح الصفات وشنائع السمات،
وأن طريقتهم مخادعة الله تعالى،
أي: بما أظهروه من الإيمان وأبطنوه من الكفران،


ظنوا أنه يروج على الله ولا يعلمه
ولا يبديه لعباده،
والحال أن الله خادعهم،


فمجرد وجود هذه الحال منهم ومشيهم عليها، خداع لأنفسهم.


وأي خداع أعظم ممن يسعى سعيًا
يعود عليه بالهوان والذل والحرمان ؟


ويدل بمجرده على نقص عقل صاحبه،
حيث جمع بين المعصية، ورآها حسنة،
وظنها من العقل والمكر،

فلله ما يصنع الجهل والخذلان بصاحبه



ومن خداعه لهم يوم القيامة ما ذكره الله في قوله:
{ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا
نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ
قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُـوا نُورًا
فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُـورٍ لَهُ بَابٌ
بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَـةُ وَظَاهـِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ }
إلى آخر الآيات.


" وَ " من صفاتهم أنهم { إِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ }
-إن قاموا- التي هي أكبر الطاعات العملية


{ قَامُوا كُسَالَى } متثاقلين لها متبرمين من فعلها،
والكسل لا يكون إلا من فقد الرغبة من قلوبهم،
فلولا أن قلوبهم فارغة من الرغبة إلى الله وإلى ما عنده،
عادمة للإيمان، لم يصدر منهم الكسل،



{ يُرَاءُونَ النَّاسَ } أي: هذا الذي انطوت عليه سرائرهم
وهذا مصدر أعمالهم، مراءاة الناس،
يقصدون رؤية الناس وتعظيمهم واحترامهم
ولا يخلصون لله،


فلهذا { لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا } لامتلاء قلوبهم من الرياء،

فإن ذكر الله تعالى وملازمته
لا يكون إلا من مؤمن ممتلئ قلبه بمحبة الله وعظمته.



{ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ }
أي: مترددين بين فريق المؤمنين وفريق الكافرين.
فلا من المؤمنين ظاهرا وباطنا،
ولا من الكافرين ظاهرا وباطنا.
أعطوا باطنهم للكافرين وظاهرهم للمؤمنين،
وهذا أعظم ضلال يقدر.



ولهذا قـال: { وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا }
أي: لن تجد طريقا لهدايته ولا وسيلة لترك غوايته،
لأنه انغلق عنه باب الرحمة،
وصار بدله كل نقمة.



فهذه الأوصاف المذمومة تدل بتنبيهها
على أن المؤمنين متصفون بضدها،

من الصدق ظاهرا وباطنا، والإخلاص،
وأنهم لا يجهل ما عندهم،
ونشاطهم في صلاتهم وعباداتهم،
وكثرة ذكرهم لله تعالى.
وأنهم قد هداهم الله ووفقهم للصراط المستقيم.



فليعرض العاقل نفسه على هذين الأمرين
وليختر أيهما أولى به،

والله المستعان.


تفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى






من مواضيعي في المنتدى
»» { قال فاذهب فإن لكَ في الحياةِ أن تقولَ لا مساسَ }
»» عقيدة أهل السنة والجماعة
»» النعامة الصوفية
»» الاحتفاء الشيعي بضريح أبو لؤلؤة المجوسي
»» ( بلغوا عني ولو آية )