عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-10, 11:46 PM   رقم المشاركة : 8
مجيدي
عضو ماسي







مجيدي غير متصل

مجيدي is on a distinguished road


الموضع الرابع : قال شيخ الإسلام :

( وأيضاً فالحق لا يدور مع شخص غير
النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو دار الحق مع علي حيثما دار لوجب أن يكون معصوماً كالنبي صلى الله عليه وسلم ،
وهم من جهلهم يدعون ذلك ،

ولكن من علم أنه لم يكن بأولى بالعصمة من أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم ، وليس فيهم من هو معصوم ، علم كذبهم ـ

و فتاويه من جنس فتاوى عمر
وعثمان ليس هو أولى بالصواب منهم ،

ولا في أقوالهم من الأقوال
المرجوحة
أكثر مما في قوله ،

ولا كان ثناء النبي صلى الله
عليه وسلم ورضاه عنه
بأعظم من ثنائه عليهم ورضائه عنهم ،

بل لو قال القائل : إنه لا يعرف من النبي صلى الله عليه وسلم أنه عتب على عثمان في شئ ، وقد عتب على علي في غير موضع لما أبعد ـ

فإنه لما أراد أن يتزوج بنت أبي جهل اشتكته فاطمة لأبيها وقالت : إن الناس يقولون : إنك لا تغضب لبناتك ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً ، وقال : " إن بني المغيرة استأذنوني أن يزوجوا ابنتهم علي بن أبي طالب ، وإني لا آذن ثم لا آذن ، ثم لا أذن : إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي ويتزوج ابنتهم ، فإنما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها "
ثم ذكر صهراً له من بني عبد شمس
فقال : " حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي "
والحديث ثابت صحيح أخرجاه في الصحيح .

وكذلك في الصحيحين لما طرقه وفاطمة ليلاً ، فقال : " ألا تصليان ؟ " فقال له علي : إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا ، فانطلق وهو يضرب فخذه ويقول
: " وكان الإنسان أكثر شئ جدلاً "

وأما الفتاوى فقد أفتى بأن المتوفى عنها وزجها
وهي حامل تعتد أبعد الأجلين ،


وهذه الفتيا كان قد أفتى بها أبو السنابل بن بعكك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" كذب أبو السنابل "
وأمثال ذلك كثير .
ثم بكل حال فلا يجوز أن يحكم بشهادته وحده ، كما لا يجوز له أن يحكم لنفسه )


تعليق

في هذا الموضع يرد شيخ الإسلام على
قول الروافض بأن الحق يدور مع علي أينما دار
ويروون في هذا حديثاً موضوعاً رده شيخ الإسلام
وبين
أن الحق لا يدور مع شخص غير
النبي صلى الله عليه وسلم
ولكي يزيد في دحض هذه الشبهة الباطلة
أوضح للروافض أن علياً - رضي الله عنه - ليس معصوما ً ، وله من الاختيارات المرجوحة كما لغيره أو أكثر ،
وهذا ثابت يعرفه أهل العلم بالآثار لم يأت به شيخ من عنده ، وأنه رضي الله عنه قد يجتهد في فعل فيعاتبه عليه النبي صلى الله عليه وسلم كما في قصة خطبته بنت أبي جهل وغيرها .

وتقرير الحقائق الثابتة
لدفع غلو أهل الرفض
لا يعد انتقاصاً من علي رضي الله عنه كما سبق .


الموضع الخامس : قال شيخ الإسلام :

( وأما قوله : " رووا جميعاً أن
فاطمة بضعة مني من آذاها آذاني ومن أذاني آذى الله "

فإن هذا الحديث لم يرو بهذا اللفظ ،
بل روي بغيره ،
كما روي في سياق حديث خطبة علي لابنة أبي جهل ، لما قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فقال :
" إن بن هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب ، وإني لا آذن ، إلا أن يريد ابن طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم "

وفي رواية : " إني أخاف أن تفتن في دينها " ثم ذكر صهراً له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه فقال : " حدثني فصدقني ، ووعدني فوفى لي . وإني لست أحل حراماً ، ولا أحرم حلالاً ، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكاناً واحدا أبداً "
رواه البخاري ومسلم في الصحيحين
من رواية علي بن الحسين و المسور بن مخرمة ،


فسبب الحديث خطبة علي رضي الله عنه لابنة أبي جهل ، والسبب داخل في اللفظ قطعاً ،
إذ اللفظ الوارد على سبب
لا يجوز إخراج سببه منه ، بل السبب يجب دخوله بالاتفاق .


وقد قال في الحديث : " يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها "

ومعلوم قطعاً أن خطبة ابنة أبي جهل عليها رابها وآذاها ،
والنبي صلى الله عليه وسلم رابه وآذاه ،

فإن كان هذا وعيداً لاحقاً بفاعله ،
لزم أن يلحق هذا الوعيد علي بن أبي طالب ،

وإن لم يكن وعيداً لاحقاً ،
كان أبو بكر أبعد عن الوعيد من علي .

وإن قيل : إن عليا تاب من تلك الخطبة ورجع عنها .

قيل :
فهذا يقتضي أنه غير معصوم .

وإذا جاز أن من راب فاطمة وآذاها ، يذهب ذلك بتوبته ،
جاز أن يذهب بغير ذلك من الحسنات الماحية ،

فإن ما هو أعظم من هذا الذنب
تذهبه الحسنات الماحية

والتوبة والمصائب المكفرة .

وذلك أن هذا الذنب ليس من الكفر الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة ، ولو كان كذلك لكان علي - والعياذ بالله - قد ارتد عن دين الإسلام في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .

ومعلوم أن الله تعالى نزه علياً من ذلك .

والخوارج الذين قالوا : إنه ارتد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم لم يقولوا : إنه ارتد في حياته ، ومن ارتد فلا بد أن يعود إلى الإسلام أو يقتله النبي صلى الله عليه وسلم ،
وهذا لم يقع ،
وإذا كان هذا الذنب هو مما دون الشرك فقد
قال تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء
) .

وإن قالوا : بجهلهم :
إن هذا الذنب كفر ليكفروا بذلك أبا بكر ،
لزمهم تكفير علي ،
واللازم باطل فالملزوم مثله .

وهم دائماً يعيبون أبا بكر وعمر وعثمان ،
بل ويكفرونهم
بأمور قد صدر من علي ما هو مثلها أو أبعد عن العذر منها ،
فإن كان مأجوراً أو معذوراً
فهم أولى بالأجر والعذر ،

وأن قيل باستلزام الأمر
الأخف فسقاً أو كفراُ ،
كان استلزم الأغلظ لذلك أولى .



وأيضاً فيقال : إن فاطمة رضي الله عنها
إنما عظم أذاها لما في ذلك من أذى أبيها ،
فإذا دار الأمر بين أذى أبيها وأذاها
كان الاحتراز عن أذى أبيها أوجب .

وهذا حال أبي بكر وعمر ،
فإنهما احتراز عن أن يؤذيا أباها أو يريباه بشئ ،
فإنه عهد عهداً وأمر بأمر ،
فخافا إن غيرا عهده وأمره
أن يغضب لمخالفة أمره وعهده ويتأذى بذلك ،

وكل عاقل يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا حكم بحكم
، وطلبت فاطمة أو غيرها ما يخالف ذلك الحكم ، كان مراعاة حكم
النبي صلى الله عليه وسلم
أولى ،

فإن طاعته واجبة ، ومعصيته محرمة ،
ومن تأذى بطاعته كان مخطئاً في تأذيه بذلك ،
وكان الموافق لطاعته مصيباً في طاعته .

وهذا بخلاف من آذاها لغرض نفسه
لا لأجل طاعة الله ورسوله .

ومن تدبر حال أبي بكر
في رعايته لأمر
النبي صلى الله عليه وسلم،

وأنه إنما قصد
طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا أمراً آخر ،
يحكم أن حاله
أكمل وأفضل وأعلى من حال

علي رضي الله عنهما ،

وكلاهما سيد كبير من أكابر أولياء الله المتقين ، وحزب الله المفلحين ، وعباد الله الصالحين ، ومن السابقين الأولين ، ومن أكابر المقربين ، الذين يشربون بالتسنيم ،

ولهذا كان أبو بكر رضي الله عنه يقول : " والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي "

وقال : " ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته "
رواه البخاري عنه .


لكن المقصود أنه لو قدر أن أبا بكر آذاها ،
فلم يؤذها لغرض نفسه ، بل ليطيع الله ورسوله ،
ويوصل الحق إلى مستحقه ،

وعلي رضي الله عنه كان قصده أن يتزوج عليها ،
فله في آذاها غرض ، بخلاف أبي بكر ،

فعلم أن أبا بكر كان أبعد أن يذم بأذاها من علي ،
وأنه إنما قصد طاعة الله ورسوله بما لا حظ له فيه ،

بخلاف علي ، فإنه كان له حظ فيما رابها به
وأبو بكر كان من جنس من هاجر إلى الله ورسوله ،

وهذا لا يشبه من كان مقصوده امرأة يتزوجها .
والنبي صلى الله عليه وسلم يؤذيه ما يؤذي فاطمة

إذا لم يعارض ذلك أمر الله تعالى ،
فإذا أمر الله تعالى بشئ فعله ، وإن تأذى من تأذى من أهله وغيرهم ، وهو في حال طاعته لله يؤذيه
ما يعارض طاعة الله ورسوله ،


وهذا الإطلاق كقوله : " من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن عصى أميري فقد عصاني "

ثم قد بين ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم
" إنما الطاعة في المعروف "

فإذا كانت طاعة أمرائه أطلقها
ومراده بها الطاعة في المعروف ،
فقوله : " من آذاها فقد آذاني "
يحمل على الأذى في المعروف
بطريق الأولى والأحرى ،


لأن طاعة أمرائه فرض ، وضدها معصية كبيرة .

وأما فعل ما يؤذي فاطمة فليس
هو بمنزلة معصية
أمر النبي صلى الله عليه وسلم ،

وإلا لزم أن يكون على قد فعل
ما هو أعظم من معصية الله ورسوله ،
فإن معصية أمرائه معصيته ،
ومعصيته معصية الله .

ثم إذا عارض معارض وقال :
أبو بكر وعمر وليا الأمر .
والله قد أمر بطاعة أولي الأمر ،
وطاعة ولي الأمر طاعة لله
ومعصيته معصية لله ،
فمن سخط أمره وحكمه
فقد سخط أمر الله وحكمه .


ثم أخذ يشنع على علي وفاطمة رضي الله عنهما
بأنهما ردا أمر الله ،
وسخطا حكمه ،
وكرها ما أرضى الله ،

لأن الله يرضيه طاعته وطاعة ولي الأمر ،
فمن كره طاعة ولي الأمر فقد كره رضوان الله ،
والله يسخط لمعصيته ، ومعصية ولي الأمر معصيته ،
فمن اتبع معصية ولي الأمر
فقد اتبع ما أسخط الله وكره رضوانه .

وهذا التشنيع ونحوه على
علي وفاطمة رضي الله عنهما
أوجه من تشنيع الرافضة على أبي بكر وعمر ،
وذلك لأن النصوص الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم
في طاعة ولاة الأمور ، ولزوم الجماعة ، والصبر على ذلك مشهورة كثيرة ،

بل لو قال قائل : إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بطاعة ولاة الأمور وإن استأثروا ، والصبر على جورهم ،

وقال : " إنكم ستلقون بعدي أثرة ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض "

وقال : " أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم " وأمثال ذلك .

فلو قدر أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما
كان ظالمين مستأثرين بالمال لأنفسهما ،
لكان الواجب مع ذلك
طاعتهما والصبر على جورهما .

ثم لو أخذ هذا القائل
يقدح في علي وفاطمة رضي الله عنهما ونحوهما
بأنهم لم يصبروا ولم يلزموا الجماعة ،
بل جزعوا وفرقوا الجماعة ،
وهذه معصية عظيمة -

لكانت هذه الشناعة
أوجه من تشنيع الرافضة
على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ،
فإن أبا بكر وعمر
لا تقوم حجة بأنهما تركا واجباً ،
ولا فعلا محرماً أصلاً ،

بخلاف غيرهما ،
فإنه قد تقوم الحجة بنوع من الذنوب
التي لم يفعل مثلها أبو بكر ولا عمر .
وما ينزه علي وفاطمة رضي الله عنهما
عن ترك واجب أو فعل محظور ،
إلا وتنزيه أبي بكر وعمر أولى بكثير ،

ولا يمكن أن تقوم شبهة بتركهما واجباً أو تعديهما حداً ،
إلا والشبهة التي تقوم في
علي وفاطمة أقوى وأكبر ،

فطلب الطالب
مدح علي وفاطمة رضي الله عنهما
أما بسلامتهما من الذنوب ، وإما بغفران الله لهما ،
مع القدح
في أبي بكر وعمر بإقامة الذنب والمنع من المغفرة ،
من أعظم الجهل والظلم ،

وهو من أجهل وأظلم ممن يريد مثل ذلك في
علي ومعاوية رضي الله عنهما
،

إذا أراد مدح معاوية رضي الله عنه ،
والقدح في علي رضي الله عنه )



تعليق

في هذا الموضع الطويل يقلب الشيخ
حجة الرافضي عليه ويحرجه أيما إحراج ,

فالرافضي يزعم أن أبا بكر رضي الله عنه
قد منع فاطمة رضي الله عنها حقها من ( فدك )

وإن هذا إيذاء لها كما أنه إيذاء للرسول صلى الله عليه وسلم القائل : " فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها " .
فبين له شيخ الإسلام أن هذا الحديث له سبب ،
وقد قيل في علي رضي الله عنه لا أبي بكر رضي الله عنه .

فهو صلى الله عليه وسلم
قد قاله عندما أراد علي أن يتزوج بنت أبي جهل على فاطمة ،

فإذا كان أبو بكر قد آذى فاطمة كما تزعمون
فعلي قد آذاها قبله ،

فما قلتم في أبي بكر فقولوه في علي ،
رضي الله عنهما

وأبو بكر - أيضاً لم يمنعه إلا اتباعاً لحديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

فهو قد قدم حقه صلى الله عليه وسلم عليها
بخلاف علي
الذي أراد الزواج عليها - وفيه أذية لها - لحظ نفسه .


ولك هذا من تقرير الحقائق الثابتة ،
وفيه إنزال الصحابة منازلهم التي أنزلهم الله إياها
دون غلو في بعضهم ،
وذم لآخرين هم أفضل من الأولين .
وليس في هذا أي تنقص لعلي رضي الله عنه ،
وإنما فيه إفحام الروافض الجهال .



الموضع السادس : قال شيخ الإسلام :

( واستخلاف علي لم يكن على أكثر ولا أفضل ممن استخلف عليهم غيره ،
بل كان يكون في المدينة في كل غزوة من الغزوات من المهاجرين والأنصار أكثر وأفضل ممن تخلف في غزوة تبوك ، فإن غزوة تبوك
لم يأذن النبي صلى الله عليه وسلم لأحد بالتخلف فيها ،
فلم يتخلف فيها إلا منافق أو معذور أو الثلاثة الذين تاب الله عليهم ،
وإنما كان معظم من تخلف فيه النساء والصبيان
ولهذا لما استخلف علياً فيها خرج إليه باكياً ،
وقال : أتدعني مع النساء والصبيان ؟

وروي أن بعض المنافقينطعنوا في علي ،
وقالوا : إنما استخلفه لأنه يبغضه ،

وإذا كان قد استخلف غير علي
على أكثر وأفضل مما استخلف عليه علياً .

وكان ذلك استخلافاً مقيداً على طائفة معينة في مغيبه ،
ليس هو استخلافاً مطلقاً بعد موته على أمته ،

لم يطلق على أحد من هؤلاء أنه
خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مع التقييد ،
وإذا سمي علي بذلك فغيره
من الصحابة
المستخلفين أولى بهذا الاسم ،
فلم يكن هذا من خصائصه.



وأيضاً فالذي يخلف المطاع بعد موته لا يكون
إلا أفضل الناس ،

وأما الذي يخلفه في حال غزوه لعدوه ،
فلا يجب أن يكون أفضل الناس ،

بل العادة جارية
بأنة يستصحب في خروجه لحاجته إليه في المغازي من يكون عنده أفضل ممن يستخلفه على عياله
،
لأن الذين ينفع في الجهاد هو شريكه فيما يفعله ،
فهو أعظم ممن يخلفه على العيال ،
فإن نفع ذاك ليس كنفع المشارك له في الجهاد .

والنبي صلى الله عليه وسلم إنما شبه علياً بهارون
في أصل الاستخلاف لا في كماله ،

ولعلي شركاء في هذا الاستخلاف
يبين ذلك أن موسى لما ذهب ميقات ربه
لم يكن معه أحد يشاركه في ذلك ،
فاستخلف هارون
علي جميع قومه ،

والنبي صلى الله عليه وسلم
لما ذهب إلى غزوة تبوك
أخذ معه جميع المسلمين إلا المعذور ،

ولم يستخلف علياً
إلا على العيال وقليل من الرجال ،
فلم يكن استخلافه كاستخلاف موسى لهارون ،

بل ائتمنه في حال مغيبه ،
كما ائتمن موسى هارون في حال مغيبه ،

فبين له النبي صلى الله عليه وسلم
أن الاستخلاف ليس لنقص مرتبة المستخلف ،

بل قد يكون لأمانته
كما استخلف موسى هارون على قومه ،

وكان علي خرج إليه يبكي وقال
: أتذرني مع النساء والصبيان ؟ كأنه كره أن يتخلف عنه .

وقد قيل : أن بعض المنافقين طعن فيه ،
فبين له النبي صلى الله عليه وسلم
أن
هذه المنزلة ليست لنقص المستخلف ،
إذ لو كان كذلك ما استخلف موسى هارون )



تعليق

فالشيخ رحمه الله قد أنزل علياً منزلته التي أنزلهالرسول صلى الله عليه وسلم إياها وهي ائتمانه ،

ولم يغل فيه كغلو الرافضة
فجعلوا هذا دليلاً على أحقيته في الخلافة على
أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - .


الموضع السابع :

قال شيخ الإسلام راداً على قول الرافضة
"
بأن محبة علي مفرقة بين أهل الحق والباطل "

( وإن أريد بذلك مطلق دعوى المحبة ، دخل في ذلك الغالية كالمدعين لإلهيته ونبوته ، فيكون هؤلاء أهل حق وهذا كفر باتفاق المسلمين .
وإن أريد بذلك المحبة المطلقة فالشأن فيها ،

فأهل السنة يقولون : نحن أحق بها من الشيعة ،
وذلك أن المحبة المتضمنة للغلو هي
كمحبة اليهود لموسى ،
والنصارى للمسيح،
وهي محبة باطلة ،

وذلك أن المحبة الصحيحة
أن يحب العبد ذلك المحبوب
على ما هو عليه في نفس الأمر ،

فلو اعتقد رجل في بعض الصالحين
أنه نبي من الأنبياء ،
وأنه من السابقين الأولين فأحبه ،
لكان قد أحب ما لا حقيقة له ،

لأنه أحب ذلك الشخص
بناءً على أنه موصوف بتلك الصفة ، وهي باطلة ،

فقد أحب معدوماً لا موجوداً ،

كمن تزوج امرأة توهم أنها عظيمة المال والجمال والدين والحسب فأحبها ،
ثم تبين أنها دون ما ظنه بكثير ،
فلا ريب أن حبه ينقص بحسب نقص اعتقاده ،
إذا الحكم إذا ثبت لعلة زال بزوالها .


فاليهودي إذا أحب موسى بناء على أنه قال :
تمسكوا بالسبت ما دامت السموات والأرض ،
وأنه نهي عن اتباع المسيح صلى الله عليه وسلم

يوم القيامة علم أنه لم يكن يحب موسى على ما هو عليه ، وإنما أحب موصوفاً بصفات لا وجود لها ،
فكانت محبته باطلة ،
فلم يكن مع موسى المبشر بعيسى المسيح ومحمد .


وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال
: " المرء مع من أحب "

واليهودي لم يحب إلا ما لا وجود له في الخارج ،
فلا يكون مع موسى المبشر بعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم فإنه لم يحب موسى هذا ،
والحب والإرادة ونحو ذلك يتبع العلم والاعتقاد ،
فهو فرع الشعور، فمن اعتقد باطلاً فأحبه ،
كان محباً لذلك الباطل ،
وكانت محبته باطلة فلم تنفعه ،

وهكذا من اعتقد في البشر الإلهية فأحبه لذلك ،
كمن اعتقد إلهية فرعون ونحوه
، أو أئمة الإسماعيلية ،
أو اعتقد الإلهية في بعض الشيوخ ،
أو بعض أهل البيت ، أو في بعض الأنبياء أو الملائكة ، كالنصارى ونحوهم ،
ومن عرف الحق فأحبه ،
كان حبه لذلك الحق فكانت محبته من الحق فنفعته .

قال الله تعالى : ( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعملهم (1) والذين ءامنوا وعملوا الصالحت و ءامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم (2) ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا البطل وأن الذين ءامنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثلهم (3) .

وهكذا النصراني مع المسيح : إذا أحبه معتقداً أنه إله -
وكان عبداً - كان قد أحب ما لا حقيقة له ، فإذا تبين له أن المسيح عبد رسول لم يكن قد أحبه ، فلا يكون معه .



وهكذا
من أحب الصحابة والتابعين والصالحين
معتقداً فيهم الباطل ،
كانت محبته لذلك الباطل باطلة .

ومحبة الرافضة لعلي رضي الله عنه من هذا الباب ،
فإنهم يحبون ما لم يوجد ،
وهو الإمام المعصوم المنصوص على إمامته ،
الذي لا إمام بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا هو ،
الذي كان يعتقد أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما
ظالمان معتديان أو كافران ،

فإذا تبين لهم يوم القيامة أن
علياً لم يكن أفضل من واحد من هؤلاء ،
وإنما غايته
أن يكون قريباً من أحدهم ،
وأنه كان مقرا بإمامتهم وفضلهم ،
ولم يكن معصوماً لا هو ولا هم ،
ولا كان منصوصاً على إمامته ،

تبين لهم أنهم لم يكونوا يحبون علياً ،
بل هم من أعظم الناس بغضاً
لعلي رضي الله عنه في الحقيقة ،

فإنهم
يبغضون من اتصف بالصفات التي كانت في
علي أكمل منها في غيره :
من إثبات إمامة الثلاثة

وتفضيلهم
فإن علياً رضي الله عنه
كان يفضلهم ويقر بإمامتهم .

فتبين أنهم مبغضون لعلي قطعاً .


وبهذا يتبين الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن
علي رضي الله عنه أنه قال : إنه لعهد النبي الأمي إلي أنه : " لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق "

إن كان محفوظاً ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم

فإن الرافضة لا تحبه على ما هو عليه ،

بل محبتهم من جنس محبة اليهود
لموسى والنصارى لعيسى ،

بل الرافضة تبغض نعوت علي وصفاته ،
كما تبغض اليهود والنصارى نعوت موسى وعيسى ،
فإنهم يبغضون من أقر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ،
وكانا مقرين بها صلى الله عليهم أجمعين .

وهكذا كل من أحب شيخاً
على أنه موصوف بصفات ولم يكن كذلك في نفس الأمر ،

كمن اعتقد في شيخ أنه
يشفع في مريديه يوم القيامة ،
وأنه يرزقه وينصره ويفرج عنه الكربات ويجيبه في الضرورات ، كما اعتقد أن عنده خزائن الله ، أو أنه يعلم الغيب أو أنه ملك ، وهو ليس كذلك في نفس الأمر
فقد أحب ما لا حقيقة له.


وقول علي رضي الله عنه في هذا الحديث :
لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ،
ليس من خصائصه ،

بل قد ثبت في الصحيحين
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
:
" آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الأنصار "

وقال " لا يبغض الأنصار رجل مؤمن بالله واليوم الآخر "

وقال " لا يحب الأنصار إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق .

وفي الحديث الصحيح حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له ولأمه أن يحببهما الله إلى عباده المؤمنين ، قال : فلا تجد مؤمناً إلا يحبني وأمي .


وهذا مما يبين به الفرق بين هذا الحديث وبين الحديث الذي روي عن ابن عمر :" ما كنا نعرف المنافقين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ببغضهم علياً "

فإن هذا مما يعلم كل عالم أنه كذب ،

لأن النفاق له علامات كثيرة وأسباب متعددة غير بغض علي ، فكيف لا يكون على النفاق علامة إلا بغض علي ؟

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
" آية النفاق بغض الأنصار "

وقال في الحديث الصحيح : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان " .

وقد قال تعالى في القرآن في صفة المنافقين :
( ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا رضوا )

( ومنهم الذين يؤذون النبي )
( ومنهم من عهد الله )
( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني )
( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمنا ) .

وذكر لهم سبحانه وتعالى في سورة براءة وغيرها
من العلامات والصفات ما لا يتسع هذا الموضع لبسطه .



بل لو قال : كنا نعرف المنافقين ببغض علي
لكان متوجهاً كما أنهم أيضاً يعرفون ببغض الأنصار ،
بل وببغض أبي بكر وعمر ،
وببغض غير هؤلاء ،

فإن كل من أبغض ما يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ويواليه ، وأنه كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم ويواليه ، كان بغضه شعبة من شعب النفاق ،
والدليل يطرد ولا ينعكس.


ولهذا كان أعظم الطوائف
نفاقاًالمبغضينلأبي بكر ،
لأنه لم يكن فيالصحابة أحب
إلى النبي صلى الله عليه وسلم
منه ،

ولا كان فيهم أعظم
حباً للنبي صلى الله عليه وسلم منه
فبغضه من أعظم آيات النفاق .

ولهذا لا يوجد المنافقون
في طائفة أعظم منها في
مبغضيه ،
كالنصيرية والإسماعيلية وغيرهم .

وإن قال قائل : فالرافضة الذين يبغضونه يظنون أنه كان عدواً للنبي صلى الله عليه وسلملما يذكر لهم من الأخبار التي تقتضي أنه كان يبغض النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته
فأبغضوه لذلك.


قيل :
إن كان هذا عذراً يمنع نفاق الذين يبغضونه جهلاً وتأويلاً ، فكذلك المبغضون لعلي الذين اعتقدوا أنه كافر مرتد ،
أو ظالم فاسق ،
فأبغضوه لبغضه لدين الإسلام ،

أو لما أحبه الله وأمر به من العدل ، ولا اعتقادهم أنه قتل المؤمنين بغير حق ، وأراد علواً في الأرض وفساداُ ،
وكان كفرعون ونحوه ،
فإن هؤلاء وإن كانوا جهالاً

فليسوا بأجهل ممن اعتقد في عمر أنه فرعون هذه الأمة ،

فإن لم يكن بغض أولئك لأبي بكر وعمر
نفاقاً لجهلهم وتأويلهم ،

فكذلك بغض هؤلاء لعلي بطريق الأولى والأحرى ،

وإن كان بغض علي نفاقاً وإن كان المبغض جاهلاً متأولاً

فبغض أبي بكر وعمر أولى أن يكون نفاقاً حينئذ ،
وإن كان المبغض جاهلاً متأولاً )


تعليق


في هذا الموضع الطريف يبين
شيخ الإسلام
أن الرافضة
يبغضونعلياً ؟

لأنهم في الحقيقة قد
أحبوا شخصاً لا وجود له إلا في أذهانهم
،

ولا يحبوا
علياً رضي الله عنه
على
حقيقته الثابتة
عند المؤمنين ،

فهم كاليهود مع موسى ،
والنصارى مع عيسى عليهما السلام .

ثم بين الشيخ أن حديث علي - رضي الله عنه - :
"
لا يبغضني إلا منافق "

ينطبق على الرافضة ،
فهم منافقون لأنهم يبغضون
علياً ( الحقيقي ) ، ويحبون علياً ( الوهمي ) .

وهذا الحديث ليس من خصائص علي أيضاً ،
فقد شاركه غيره فيه كالأنصار .

ثم ذكرالشيخ

أن الرافضة الذين يبغضون أبا بكر
لا حجة لهم قائمة أمام الذين يبغضون علياً

فما يدعونه في
أبي بكر

من أسباب البغض
يمكن ادعاء أكثر منه في
علي ،
وكلاهما قد برأه الله من ذلك ،
ولكن الروافض قوم لا يفقهون .

فهذا من باب ( الحجج المحرجة ) كما سبق ،
ولا دخل له في ( التنقص ) من بعيد أو قريب .


يتبع بأذن الفرد الصمد











من مواضيعي في المنتدى
»» المجرم احمدي نجاد يطئمن اسرائيل _اننا مع بعض
»» ياشيعة العالم بعد هذا الموضوع أنصحكم أن تدفنوا روؤسكم تحت الرمال اسوة بالنعام
»» شلونـــ عمــل التقيـــة !!!
»» مكتب الامم المتحده يدين السلطات السوريه لتصرفاتها بحق اللاجئوين الاحوازيين
»» حقائق شاهد صور المرتزقة الذين يسعون إلى تشويه سمعة المجاهدين