وبين كل ما قاله ابن عربي، سيتم التركيز على أمور دون غيرها،
ربما كانت أساسية في تكفيره بالنسبة إلى مناهضيه،
لكن هذه المرة ليس لتكفيره،
بل باعتباره النموذج الذي يجب ترويجه.
وهكذا سنرى أبيات ابن عربي التي كثيراً ما عُدت سبباً لكفره،
تتحول لتصير مُعلَّقة من معلقات الليبراليين الجدد..
لقد صار قلبي قابلاً كل صورة *** فمرعى لغزلان وديرٌ لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف*** ألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت *** ركائبه فالحب ديني وإيماني
هذه الأبيات يحتفي بها الليبراليون لأنها ببساطة
«تؤدي إلى تحويل الاعتقاد القرآني إلى اعتقاد نسبي
عن طريق إعطاء الصدقية لجميع الأديان والاعتقادات الأخرى
بما فيها الاعتقاد الوثني»
(هاشم صالح، الانسداد التاريخي، ص 171)،
« وهو يؤدي إلى المصالحة مع فلسفة التنوير
على طريقة سبينوزا وفولتير وروسو»،
بل الأكثر من هذا يهلل هؤلاء إلى أن هذا ما دفع
«المسلمين المستنيرين!
إلى تقبل الرسالة الماسونية! »
(هاشم صالح، ص 171).
إذن فالهدف من كل هذا الاحتفاء معلن وصريح:
تحويل الاعتقاد القرآني إلى اعتقاد نسبي يضع كل المعتقدات،
حتى الوثنية، وأسهل منها الليبرالية،
في سلة مقبولة واحدة!.