عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-14, 05:24 PM   رقم المشاركة : 104
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Thumbs down الصوفية والعلمانية والماسونية


ولا شك أن ما يفعله الليبراليون ذكي جداً،

فهم يدركون أن القارئ المعاصر لا يملك النفس اللازم لقراءة مجلدات الفصوص والفتوحات،

بالذات مع لغة ابن عربي التي تميل إلى الغموض والتعقيد أحيانا،

لذلك فهم يقدمون وجبة سريعة معاصرة من ابن عربي

تحتوي على انتقاءات معينة مما قال،

وهي انتقاءات مدروسة لخدمة منظومتهم الليبرالية،

وتجعل من ابن عربي (حلقة وصل)

بين تراكم (محسوب في نهاية الأمر على التراث الإسلامي)

وبين منظومة غربية يحاول الليبراليون منذ عقود إدخالها إلى العقل المسلم

وبوسائل شتى وبنجاحات متفاوتة،

ويبدو ابن عربي اليوم وسيلة أخرى من تلك الوسائل،

خاصة أن اسمه مدعوم (غربياً)

من قبل دوائر عديدة ومؤسسات بحثية ومراكز دراسات.



يبدأ الليبراليون نهجهم هذا بما يعدونه «مسلمة» لا جدال فيها

بينما هي ليست كذلك إطلاقاً،

ألا وهي اعتبار ابن عربي (قمة نضج الفكر الإسلامي!

في مجالاته العديدة من فقه ولاهوت وفلسفة وتصوف

وعلم تفسير القرآن وعلوم الحديث واللغة والبلاغة)

(أبو زيد، هكذا تكلم ابن عربي، ص 24).


هكذا مرّة واحدة وبحسم نهائي يعتبر ابن عربي

قمة نضج الفكر الإسلامي في كل هذه المجالات!


ما الدليل على كل هذا ؟


سيلقمنا أبو زيد بمستشرقين اثنين يوافقانه على رأيه،

أحدهما ياباني والآخر إسباني،

وما داما ينتميان إلى المنظومة الغربية،

فإنه يستغل عقدة نقصنا تجاههما،

ويمرر الأمر كما لو كان (متفقاً عليه)

بينما هو على الأغلب في النقيض من ذلك.



سيقول أبو زيد أيضا بلا مواربة:

«إن استدعاء ابن عربي يمثل طلباً ملحاً بسبب سيطرة بعض الاتجاهات والرؤى السلفية

على مجمل الخطاب الإسلامي في السنوات الثلاثين الأخيرة»

(أبو زيد، ص26)،


وبعبارة أخرى فإن صورة ابن عربي (المتطرفة تسامحا وبلا حدود)

هي البديل عن» صورة الإرهابي حامل البندقية والسكين»

(المتطرفة عنفا وبلا حدود أيضا)

«أبو زيد، ص 27»..


كما لو أن علينا دوما الاختيار بين واحد من الطرفين

بلا خيار ثالث مستمد من ثوابت وسط للأمة الوسط..



وهكذا سيتم إعادة إنتاج ابن عربي أو تحضير روحه من قبره

في السوق الدمشقية القديمة، في حفلة زار عولمية الملامح

من أجل أن ينضم صوته لجوقة المصفقين لها ولقيمها..


(حتى لو قيل ضمن ما قيل
أشياء ضد العولمة ذرا للرماد في العيون).






من مواضيعي في المنتدى
»» شرح كتاب التوحيد - للشيخ أ. د. صالح بن عبدالعزيز سندي
»» قصيدة في محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
»» إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا
»» ابن عربي - عقيدته وموقف علماء المسلمين منه
»» القصيدة العصماء لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه