عرض مشاركة واحدة
قديم 15-09-12, 02:46 PM   رقم المشاركة : 1
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


حقيقة البوطي بقلم الصوفي محمد ابوالهدي اليعقوبي



العلامة الشيخ محمد أبو الهدى اليعقوبي




البوطي في عالَم الأوهام

للشيخ محمد أبو الهدى اليعقوبي
هذا الزمان كله عجائب، والتعجب لا ينقضي مما نراه فيه، والعجب ممن لا يتعجب منه. لكنا أصبحنا لا نتعجب من شيئ بعد ما رأينا عجائب ما جاءت به الثورة من تمحيص.
ولعل أشد هذه العجائب أن يخرج علينا الأستاذ الجليل البوطي كل جمعة بأقاويل من طرف اللسان هي أقرب إلى أن تكون من أحابيل الشيطان، وبهمسات هي أقرب إلى الوسوسات. تدخل إلى عقل المسلم البسيط فتعشش فيه ثم تبيض وتفرخ وتنخر فيه كالسوس، لتهدم كل تفكير بالثورة في عقل المستمع وتئد فيه كل حديث للنفس بالجهاد، ، وتلد سفاحا مولودا مشوها يؤيد النظام وينافح عن المجرمين.
نعم هذا ما تفعله كلمات البوطي في أذهان الناس، إنه زخرف القول يمليه الغرور، وصدق الله تعالى إذ يقول: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}.
وآخر المفاجآت أن سورية ليست علمانية وأنها أفضل بلد يطبق الإسلام: فقد خرج علينا البوطي في آخر خطبة له في الجامع الأموي ونحن نودع شهر رمضان ونودع معه ضحايا القصف البربري لمدينة إعزاز وونودع ضحايا القصف الوحشي للمخبز في حي قاضي عسكر في حلب، ونودع معه العشرات من الأبرياء الذين أعدموا أو ذبحوا في الطرقات، خرج علينا البوطي لا لكي يترحم على الشهداء ويستنكر فعل القتلة، ولا لكي يتساءل عن معنى العيد وحظ المظلومين منه. لقد عي لسانه وعجز عن أن يدعو للمهجرين واللاجئين والمنكوبين واليتامى والأرامل والمعتقلين الذين ينتظرون كلمة طيبة تواسي جراحهم، أو دعوة صادقة تخفف آلامهم، ولكنه لم يعي ولم يعجز عن أن يدافع عن نظام الكفر والقتل والإجرام، وهذه المرة بأقبح الأساليب، بالكذب والتحريف، والنفاق والتزوير.
خطبة البوطي هذه الجمعة الأخيرة من رمضان خطبة عصماء، نصب فيها نفسه محاميا يدافع عن الرئيس بشار الأسد ويذب عنه. وإليكم بعض ما قال:
"أرسل إليَّ أحدهم من بعيد يقول: أنت تصف سوريا بكل مناسبة بالدولة الإسلامية وها هو ذا مسؤول كبير عندكم في سوريا قد أعلن أن النظام السوري نظام علماني فكيف تقول هذا؟ وأنا أرسل إليه الجواب عن سؤاله هذا من فوق هذا المنبر من هذا المكان الطاهر الأغر، سُئِل رئيس الجمهورية العربية السورية بمناسبة بموقف رسمي أمام جمع كبير من الناس هل سوريا دولة علمانية؟ أجاب قائلاً نحن مسلمون ولا نتعامل مع هذا المصطلح ولكنا نقرر ما يقرره الإسلام من حرية الرأي وحرية المعتقد فهذا هو شكل الدولة الإسلامية مترجماً من مظهره الرسمي الذي يوضح هوية هذه الدولة ومكانتها الباسقة في الإسلام، أما الكلمة التي سمعتها فهي رأي لراءٍ والإسلام يقرر حرية الرأي والمعتقد أو لعله يحلم بهذه الرغبة وله ذلك، ذلك شيء، وهوية الدولة الإسلامية إنما يقررها المسؤول الأول عنها، إذاً فأقول لتجار الدماء لا تلتقطوا هذه الكلمة ولا تجعلوا منها غطاءً ليبرر جرائم القتل – قتل البرآء – السفك، التخريب، التمثيل، التحريق إلى آخر ما هنالك من الجرائم، لا تلتقطوا هذه الكلمة لتجعلوا منها مبرراً لجرائمكم كي تستطيعوا أن تسموها بسمة الجهاد في سبيل الله، لن يتأتى لكم ذلك". انتهى المقطع الأول من كلام البوطي.
ونحن نقول في الجواب:
لقد قال رئيس الجمهورية نفسه أمام العلماء في إفطار رمضان قبل ثلاث سنين "سورية دولة علمانية". وكرر هذا في مناسبات أخرى علانية. وقد كان البوطي حاضرا في إفطار رمضان لما قال الرئيس هذا الكلام ولم يرد عليه وأنا شاهد على ذلك.
فإذا كان هذا حقا والأدلة من سياسات النظام وأفعاله تؤيده كما سيأتي فلا شك أن للثوار ألف سبب للخروج وحمل السلاح. وهي غطاء صحيح للثورة وسبب شرعي للجهاد.
ولا مانع من أن يكذب الرئيس وينافق ويقول الآن حين الغرغرة وقد سمع قعقعة السلاح وصليل السيوف إن سورية دولة إسلامية، إذا لا ينفعه هذا بعد أن أوصل البلد إلى ما صارت إليه، وهو لم يكن يتقن إلا النفاق، فهذا ما كان يفعله طيلة هذه السنين مع العلماء عندما يلتقي بهم سرا على استحياء من وسائل الإعلام، وهو إرث أخذه عن أبيه الذي كان منافقا من الطراز الأول، ورحم الله من قال:
تلك العصا من هذ العصية * هل تلد الحية إلا الحية
واليوم بعد أن اصطلى النظام بنار الثورة ، وذاق وبال أمره، جعل يتقرب إلى المسلمين فأذن للتلفزيون أن يبث صلاة الجمعة وخطبة البوطي ينفث فيها من أمثال هذه السموم، واعترف بشهادات المعاهد الشرعية، ويريد أن يتابع النفاق فيقنعنا بأن سورية دولة إسلامية لا دولة علمانية.
وأنا أقصد بالذي أخذه من أبيه بشار وأباه، لا والد البوطي الذي كان عالما ربانيا زاهدا ورعا وابنه اليوم أبعد ما يكون عن منهاجه.
نظام البعث يحارب الإسلام منذ خمسين سنة في البلد والقرارات تشهد بذلك في شتى مناحي الحياة، ولكن البوطي لا يرى هذا ولم يسمع به، ولذلك فهو يقول في هذه الخطبة العجيبة:
"لو أنك نظرت إلى العالم من أقصاه إلى أقصاه لن تجد دولة تترجم الإسلام الذي ابتُعِثَ به رسول الله والذي احتضنه أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم والذي ورثه التابعون ومن تبعهم، لن تجد دولة تترجم الإسلام تماماً حق الترجمة كما يُترجَمُ هذا الإسلام في هذه البلدة فوق هذه الأرض المباركة بياناً وسلوكاً والتزاماً". انتهى المقطع الثاني من كلامه.
وأنا لا أنكر أن بلاد الشام معقل من معاقل الدين والعلم والقرآن، ولكن ذلك بفضل الله تعالى وفضل العلماء والشيوخ والفقهاء والمحدثين وحفاظ القرآن الكريم. والحق الذي لا ينكر أن الإسلام كان خيرا من ذلك بألف مرة قبل استلام حزب البعث للحكم. وإذا كان يستطيع أن يقنع أبناء العشرينات والثلاثينات من الذين ولدوا في ظل هذا النظام، فإنه لن يستطيع أن يقنع ءبناء الخمسينات والستينات، والعهد ليس ببعيد وحقائق الأمور ثابتة في الأذهان لم تغب عنا صورها ولم تعزب عنا ذكرياتها.
وهذا رمضان قد أوشك أن يرحل، ولم يمنع الإفطار جهارا في شوارع دمشق، وهو قانون كان يطبق قبل انقلاب حزب البعث. وكان الذي يجاهر بالإفطار في سورية يحبس إلى أن يتم الشهر.
وكان في كل وزارة وإدارة ومؤسسة مصلى وإمام ومؤذن موظف من قبل إدارة الإفتاء العام فتقام الصلاة خلال أوقات الدوام الرسمي، وقد ألغي ذلك بعد انقلاب حزب البعث، وكان للقصر الجمهوري إمام ومؤذن وآخر من تولى ذلك الشيخ عبد الوهاب الصلاحي رحمه الله. وألغي ذلك. ومازالت الصلاة في الجيش من الممنوعات تطبيقا رغم عدم وجود قانون بالمنع، لكن المصلي في الجيش يذوق الويلات. ولعل إغلاق المصليات التي فتحت في بعض مراكز التسوق هو مظهر من مظاهر هذه السياسة العلمانية التي اشتدت في السنوات المتأخرة.
وكان للذكور والإناث في سورية مدارس منفصلة، ولم يستطع المستعمر الفرنسي فرض الاختلاط في المدارس على أبناء شعبنا المسلم، لكن حافظ الأسد فعل ذلك. وكانت في دمشق حدائق عامة مخصصة للنساء وقد ألغيت قبل بضع سنوات، وقامت الدولة بالسيطرة على المعاهد الشرعية وتدخلت في إدارة الجمعيات الخيرية.
ومنعت الدولة العديد من الكتب فلا يدري تجار الكتب ماذا يبيعون، ومن الكتب الممنوعة عند المخابرات حاشية ابن عابدين، ورياض الصالحين. لكن الكتب التي تسيئ إلى الإسلام وتشوه حقائق الدين تنشر وتوزع وتباع في المكتبات، ولا أحد يبالي بأصوات العلماء الذين يدعون إلى منع هذه الكتب، كما انتشرت الكتب التي تطعن في الصحابة وتسب أمهات المؤمنين.
ورخصت محافظة دمشق لفندق تقدم فيه الخمر ملاصق لجدار الجامع الأموي، في أعلاه مقهى مشرف على صحن الجامع، تقدم فيه الخمر ولم تسمع الدولة لشكاوى أهل دمشق في ذلك. ونصبت وزارة الثقافة الأصنام البغيضة في ساحات دمشق غير عابئة بمشاعر المسلمين، وكانت الملاهي الليلية تفتح الأبواب في رمضان في السنوات الأخيرة في تحد سافر لحرمة هذا الشهر، أما الكفر والمجون في وسائل الإعلام فذلك شيئ وراء العد، ولعل أقرب مثال عليه مسلسل {وما ملكت أيمانكم}.
أما مظاهر الدين فقد كانت أوسع في العهود السابقة: فالإمام والخطيب والمدرس لا يعين اليوم إلا بعد موافقة فروع المخابرات، ولا يسمح للمدرس أن يبدأ درسا جديدا إلا بموافقة جديدة من فروع المخابرات، وإذا تكلم الخطيب أو المدرس بكلمة فأجهزة المخابرات بالانتظار للتحقيق.
وفي عهد بشار الأسد عزل خطيب لأنه دافع عن النبي عليه الصلاة والسلام بعد أن أساء المفتي العام إلى الجناب النبوي الشريف.
وفي عهد بشار الأسد أغلقت قناة الدعوة بعد أن افتتحت بتمويل خاص بضعة شهور.
وفي عهد حزب البعث أريقت دماء المصلين في الجامع الأموي بدمشق، وألقى سليم حاطوم قنبلة على مقام نبي الله يحيى عليه السلام، ودخلت الدبابات إلى الجامع، رغم أن الفرنسيين ما تجرأوا على الدخول إليه. والآن وفي عهد هذا بشار قصفت عشرات المساجد، ومنها مسجد سيدنا خالد بن الوليد في حمص.
هذا قليل من كثير والأمثلة على محاربة هذا النظام للإسلام لا تكاد تحصى، وأنا إنما ذكرت ما خطر بالبال، ولم أرد الاستقصاء. ولكن هذا كله عند البوطي "أخطاء"، لأنه يقول في الخطبة ذاتها: "على أن الناس كانوا ولا يزالون خطائين، كان والناس ولا يزالون غير معصومين حاشا الرسل والأنبياء". وإذا كلن الأنبياء هم المعصومين وجميع من سواهم مهما بلغت رتبته غير معصوم، فهؤلاء المجرمون من الحكام لهم أسوة إن أخطأوا في سائر الناس، فهم ليسوا أنبياء". أي منطق هذا وأي أسلوب مبتذل للتبرير، أهكذا يستخف البوطي بعقول الناس.
لكن النظام عند البوطي نظام يطبق الإسلام ويرفع راية الشريعة، ورئيس النظام ولي من أولياء الله تعالى يقوم الليل ويصوم النهار، فلماذا يجوز الخروج عليه!!!
نعم في الشام دين وفضل، وفي الشام علم وفقه، وفي الشام قراء ومحدثون، ولكن أن يرد البوطي الفضل في ذلك للنظام فهذا تزوير للحقائق وافتراء على الله تعالى وكفران بنعمه سبحانه، وإنكار لفضله.
وإذا كان من سبب لبقاء الإسلام في الشام فإنما هو تأييد الله تعالى لهذا الدين بالشيوخ الفضلاء والعلماء الأجلاء، والقراء المتقنين، والفقهاء الورعين والشباب المتدينين الذين حملوا راية الدين في الشام، رزقهم الله تعالى الثبات على الحق، وشرفهم بالجهاد لرفع راية الإسلام رغم ما كانوا يتعرضون له من اضطهاد، وليس سبب بقاء الإسلام شامخا لا بشار ولا أحد من زبانيته. وصدق الله تعالى إذ يقول: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.
وإذا كان البوطي يريد أن يجعل الأذان الذي يرفع على المآذن من إحسان النظام إلينا، والصلاة التي تقام في المحاريب من فضل بشار الأسد علينا، فلماذا لا يجعل الماء الذي نشرب والهواء الذي نتنفس من فضل بشار وعبدة بشار.
لاشك أن البوطي وهو يقول مثل هذا الكلام في هذا الوقت إنما يعيش في عالم من الأوهام.
لقد قرأ البوطي القرآن الكريم، فأين غاب عنه قول الله تعالى: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون}.
لقد قرأ البوطي علم الحديث النبوي الشريف، أفلم يمر معه قول النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه الترمذي: "إِنه سيكون بعدي أمراء، فمن دخل عليهم وصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد علي الحوض".
لقد درس البوطي علم المنطق ودرّسه فأين غابت عنه قواعد النظر، والمنطق: آلة قانونية تعصم مرعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر.
أجل ذهب كل هذا العلم والفقه وذهب معه في خضم الولاء للطواغيت والدفاع عن المجرمين العقل والفكر والنظر.
اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء، ونسألك حسن الختام.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

============

الي أي مدرسة ينتسب البوطي؟

الشيخ محمد أبو الهدى اليعقوبي

كتب أحد الإخوة إلينا معلقا على بعض ما كتبناه في الدكتور سعيد رمضان البوطي يقول: "أين انت ياشيخ حسن حبنكة ، ، ألم يرث حكمتك الا البوطي ؟ منهج الشيخ حسن حبنكة رحمه الله تعالى هو منهج السلف الصالح في الفتن وهو اليوم منهج كل علماء الشام المعتبرين ، وما شذ عن هذا المنهج منهم الا دعاة التجديد ولا حول ولا قوة الا بالله."
ونقل نقولا من كتاب ابنه في ترجمته، فيها أن الشيخ أسكت بعض العامة لما أرادوا الصياح في مسجده والتظاهر، وكيف أنه لم يسمح بإطلاق رصاصة واحدة لما جاءت المخابرات لاعتقاله".
وقال: "والشيخ كريم راجح حاول جهده ان يوصل رسالة الحكمة هذه ولكن الامر كان اكبر منه ، فقد نهى عن التظاهر في اول الاحداث بلهجة صارمة"
وختم كلامه بالقول: "الشيخ البوطي هو الوريث الشجاع الوحيد لمدرسة السلف فإلى اي مدرسة ينتسب الشتامون؟"
وقد أحببنا أن نجيب على هذا الكلام وما فه من شبه وتحريف لسيرة واحد من أعلام العلم والجهاد كان عالما رباني وإماما مجاهدا، وهو الشيخ حسن حبنكة، رحمه الله وجزاه عن الأمة خير الجزاء.
لقد جالسنا الشيخ حسن حبنكة رحمه الله تعالى وعرفناه، كان فارسا مغوارا وبطلا صنديدا، إذا غضب لله لا يقوم لغضبه شيئ. جاهد في سبيل الله بالكلمة، وجاهد في سبيل الله بالسلاح.
نعم فقد حمل السلاح وانضم إلى المجاهدين في ريعان شبابه لتحرير البلاد من الاحتلال الفرنسي، رغم وجود حكومة محلية من أبناء الشعب، ورغم أن المجاهدين كانوا يعدون في نظر الحكومة ونظر فرنسا خارجين عن القانون، بل كانوا ملاحقين من الدرك أي من أبناء البلد، والمخبرون من المتعاونين مع فرنسا يتسقطون أخبار الثوار، والمشايخ المتعاونون مع فرنسا يصدرون الفتاوى. وانجلى الغبار وانتصر المجاهدون واستقلت سورية، وخرج المستعمر وأعيدت كتابة التاريخ، ولفظ التاريخ أولئك المتعاونين مع المحتل.
والذين يحكمون اليوم أشد كفرا وضررا من الفرنسيين. وهم محتلون للبلاد، جاؤوا من الجبال وتغلغلوا في كيان الدولة شيئا فشيئا كالسرطان حى تمكنوا. وقد كان والدي العلامة الكبير الشيخ إبراهيم اليعقوبي وهو أحد أكابر الأولياء في زمانه يحذرنا من الانخداع بهذا النظام، ويقول: سيأتي يوم ينصب فيه هؤلاء النصيرية المدافع على جبل قاسيون لدك الشام. وها قد رأأينا هذا يحدث.
أما أن الشيخ حسن حبنكة أسكت الغوغاء الذين أرادوا التكبير والخروج في مظاهرة، فهو صواب، ولم تفهم مراد الشيخ حسن حبنكة ونحن أعرف بمنهاج هؤلاء الأئمة.
والسبب الأول أنه كان وضع منهاجا للتحرك وهذا ما يفعله السياسي المحنك، وكذلك كان الشيخ حسن رحمه الله، يبدأ بتقديم الطلبات ثم بالمفاوضات وخلال ذلك يقدم أوراق الضغط الواحدة تلو الأخرى ولا ينتقل إلى وسيلة إلا بعد استنفاذ التي قبلها. هذا ما تقتضيه الحكمة والسياسة.
والسبب الثاني: أن الشيخ لم يكن يريد تحركا تقوده الجماهير وإنما تحركا يقوده العلماء، وهذا ما سعينا إليه، فهو لا يريد أن يقاد وإنما أن يقود. وكان العلامة البوطي أمل الأمة في قيادة هذه الثورة، وتجنيب الناس هذه المعاناة. واللبيب هو الذي ينظر في أحوال الناس فإذا رأى الاستعداد تحفز للثورة، والشيخ لم ير الاستعداد في ذلك الوقت، ولكن الناس اليوم على أتم الاستعداد لنصرة الدين وتحرير البلاد من الطواغيت، وهم ينادون: على الجنة رايحين شهداء بالملايين. وهم يبايعوننا ولله الحمد ويستمعون إلى نصحنا ويأتمرون بما نأمر، ويريدون للعلماء أن يكونوا على رأس هذه الثورة.
هذا هو منهج الشيخ حسن حبنكة رحمه الله ... منهج نصرة الحق ... منهج الجهاد ... منهج قيادة الأمة ... منهج التضحية بالنفس والمال والولد ... منهج البعد عن النفاق للحكام ... منهج الصدع بالحق لا يخاف في الله لومة لائم ...
إنك تجني على الشيخ حسن حبنكة وتجني على التاريخ وتجني على العلم وأهله إذ تنسب موقف البوطي هذا إلى مدرسة الشيخ حسن حبنكة، وهو بريئ منه.
عليك أن تعلم أن الشيخ حسن حبنكة هجر تلميذه شيخ القراء الشيخ كريم راجح مدة سنتين هجره في الله تعالى لأنه مال إلى الرئيس حافظ الأسد وصار يخطب بين يديه بعض الوقت في مطلع السبعينات، كما أخبرنا شيخ القراء بنفسه حفظه الله وأمتع به. إلى أن رجع الشيخ عن ذلك فرجع الشيخ إلي ما كان عليه من الود له. وكان الشيخ حسن حبنكة رحمه الله قد نفض يديه من حافظ الأسد وكشف كذبه وخداعه بعد بضع لقاءات.
وأتشرف بأن أقول بأني حضرت أول لقاء للشيخ حسن رحمه الله تعالى بالرئيس حافظ الأسد بعد الانقلاب مطلع السبعينات. إذ مر الشيخ رحمه الله تعالى ومعه أخوه الشيخ صادق والشيخ هاشم السيد رحمه الله مفتي الحنابلة بسيارة يقودها أحد المقريبين من الشيخ على جامع الدرويشية لاصطحابه، وكنت في خدمة سيدنا الوالد رحمه الله تعالى ملازما له كظله، وكنت آنذاك غلاما في نحو الثامنة، فأخذني في صحبته، وتوجه الوفد إلى قصر الضيافة وهناك استقبل الرئيس الوفد وحضرت اللقاء وكان في القاعة التي خلف الشرفة في الطابق الأول. وكانت الغاية من اللقاء تقديم مطالب الشعب للرئيس. وكان الرئيس يحسب للشيخ ألف حساب. واكتشف الشيخ رحمه الله ما عند الرئيس من المراوغة، ولذلك كان أخوه الشيخ صادق رحمه الله يأبى اللقاء به إلا إذا نفذ ما كان وعد به في اللقاءات السابقة.
أترانا لا نعرف ذلك التاريخ وقد عشناه، ليأتي ابن لبون لما ينبت عذاره بعد ليتحدث عن البلد وأعلام الجهاد فيه. إن موقف البوطي سبة في جبين العلم والعلماء، وعار على الشام وأهل الشام، والشيخ حسن حبنكة رحمه الله تعالى بريء منه ومن هذا النفاق.
ترى أينتسب إلى د. مصطفي السباعي رحمه الله، والسباعي كان أبعد ما يكون عن هذا المنهج بلا خلاف، أم ينتسب إلى والده العالم الرباني ملا رمضان وهو الذي كان يأبى اللقاء بالحكام فضلا عن تقديم ايات المدح والثناء.
نحن ننتسب إلى مدرسة سعيد بن المسيب ومدرسة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل ومدرسة العز بن عبد السلام ومدرسة الشيخ بدر الدين الحسني والشيخ شريف اليعقوبي والسيد المكي الكتاني والشيخ أبي اليسر عابدين. ولم يكن في مدارس هؤلاء الوقوف على أبواب الحكام ولا المدح أو الثناء فضلا عن تأييد الظلمة وإعانة الكفرة الفجرة. فإلى أي مدرسة ينتسب البوطي، أفيدونا أفادكم الله.

============



للشيخ محمد أبو الهدى اليعقوبي

وردت إلينا مقالة في الرد علينا نشرت في أحد مواقع الإنترنت، فاهتممنا لها

واهتبلنا بها إذ الرد والنقد بين العلماء يفتح باب البحث للوصول إلى الحق، ويشحذ الأذهان، وينقح القرائح. فلما قرأناها أنكرناها، إذ وجدنا غاية الرد منها الطعن، ونهاية الإقدام فيها الثلب، بكلام مملوء حشوا وتناقضا وسقما لا يستحق أن نقف عنده لولا الحاجة إلى بعض البيان.
وقد ابتدأ صاحب الرد حديثه ببراءة الطالب فقال: "الشيخ العلامة أبو الهدى حفظه الله تعالى و رعاه..من مشايخي ..و ان لم ألازمه طويلا.. و لكن حقه عليّ لا يمنعني من التعليق بحسب ما تعلمت ".
وكأنه أراد يكسو كلامه ثوب القبول عند القارئ ليبث بعد ذلك ما يشاء من سموم. وقد تجاوز الحد فعلا، وجعل الرد للطعن مدخلا، وسنكشف ذلك في موضعه بعد قليل. كما أنه دخل في مواضيع هي من اختصاص علماء الأصول والقواعد تقتضي الاطلاع الواسع ودقة النظر وملكة في تخريج المناط وتنزيل النصوص على الأحكام، وكان الأولى به السكوت. وسأفند أهم ما اعترض عليه من كلامنا باختصار، فإن معظم كلامه حشو بلا معنى، وتطويل بلا طائل.
قال صاحب الرد معترضا:
"هذا الحكم بأن الشيخ البوطي لم يحط بشروط الاجتهاد في فتواه هنا ..كان يصح أو يسلّم جدلا- على الأقل- لو سُلّم أن هذه القضية أمر اجتهادي.. فإن الشيخ البوطي لا يسلّم أن مسألة الخروج على ولي الأمر المسلم الظالم الباغي- مسألة اجتهادية..بل هو يرى أن الإجماع منعقد على حرمة ذلك"
أقول: دعوى الإجماع لا تسلم لا بين المتقدمين ولا عند المتأخرين، والنصوص متوافرة على جواز الخروج على الإمام الجائر إذا تجاوز الحد في الجور وخرج عن مقتضى الإمامة في الحفاظ على أرواح الناس. ودعوى الإجماع وهم وخلط، بل إن من العلماء من ادعى بأن مذهب السلف كان وجوب الخروج بالسيف. وقد نشأ هذا الخطأ من الخلط بين حكم الخروج على الإمام الجائر وحكم الخروج على الإمام الفاسق، وفي تحريم الخروج على الإمام الفاسق شبه إجماع، والفسق قد يكون بجور أو بغيره، فبينهما عموم وخصوص مطلق. وقد بينا في مناسبات متعددة شواهد النقل من كلام العلماء من المتقدمين والمتأخرين في جواز الخروج.
ثم إن العلماء أجمعوا على وجوب عزل الإمام الكافر، وهذا وجه آخر من وجوه الاستدلال، لم نهتبل به في وسائل الإعلام المرئية خشية أن يميل الناس على الأبرياء من أبناء الطوائف تقتيلا. وهذا الرئيس وأبوه عندنا من الكفار إذ لم يثبت إسلامه، ولا يكفي النطق بالشهادتين في حالته، بل لابد من إنكار ما خرج بسببه من الإسلام. ولو نطق النصراني بالشهادتين ألف مرة وهو يعتقد أن عيسى ابن الله لم ينفعه ذلك حتى يقر بإنكاره. لكن إيمان من يقول بالتقية لا يقبل اعتباطا، والرئيس نصيري، ودين النصيرية كفر بواح والتقية من مبادئ الشيعة عموما والغلاة منهم خصوصا، والقرائن من تقديم طائفته في كل مناسبة ونشر مذاهب الشيعة، والتضييق على أهل السنة، تفيد أنه ما زال على دينه. وعلماء الشام على هذا لا يرون خلافه وقد فصلنا هذا أيضا في بعض مقالاتنا.
والمعترض لم يعرف وجه الاجتهاد المقصود، إذ المجتهد قد يشتغل باستخراج الحكم من الكتاب والسنة أو باستنباط الحكم بالقياس مثلا، وقد يكون عمل المجتهد منصبا على بيان الصواب في المسألة التي استفتي فيها، لكن يحتاج إلى تخريج المناط فيها ليعرف الوجه الذي يدور عليه الحكم.
والاجتهاد في أصل حديث النبي عليه الصلاة والسلام إنما جاء عاما في الحاكم يحكم بين اثنين ويريد إظهار الحق فلا بد له من أن يجتهد. وهذا عمل المفتي الذي أشار إليه الشيخ وهو الاجتهاد في تخريج المناط، والاجتهاد في استخراج الحكم من المصنفات بتتبع المظان، والاجتهاد في تطبيق النص على النازلة، والاجتهاد في تطبيق هذا الحكم في هذا الزمان الخاص والمكان المعين من غير أن يمنع منه مانع ولا يؤدي إلى مفسدة أكبر ولا يفوت منفعة، أهم إلى غير ذلك مما تجب مراعاته في الفتوى، وهذا كله اجتهاد.
والقضية الأخرى أن موضع البحث بيننا وبين الدكتور البوطي خاصة ليس جواز الخروج أو عدمه، فالخلاف في هذا المقدار خلاف مقبول محتمِل، واجتهاد البوطي في الميل إلى عدم الخروج اجتهاد يؤجر عليه لو وقف عنده واكتفى به. ولكن هذا الاجتهاد يستلزم الحكم على ما يجري بأنه فتنة، ويقتضي من البوطي أن يعتزل الفتنة وأن يلزم داره ويكون حلس بيته، وأن يكون قاعدا فيها خير من أن يكون قائما ويكون قائما خير من أن يكون ماشيا. ولكن البوطي لم يفعل هذا، وإنما ذهب بكل قواه يؤيد النظام ويدافع عن القتلة، ويمدح الرئيس ويرثي زبانيته المجرمين. وهذا هو ما يُستنكر من فعل البوطي، وهذا هو الحد الذي لا يُقبل اجتهاده فيه، وهو اجتهاد لا يثاب عليه ولا يُؤجر.
وأما أن البوطي أهل للاجتهاد من حيث الأدوات فهذا ما صرحنا به في كلامنا إذ قلنا: "ولاستنباط الحكم في نازلة معينة يحتاج المجتهد إلى تحقق شرائط الاجتهاد كمعرفة الأدلة والاطلاع على الخلاف وتحصيل ملكة النظر في القواعد والأصول، وهذا كله مما لا نخالف في أن الدكتور البوطي قد اجتمع له، وإن لم يجتمع له ذلك لم يجتمع لسواه. ". أي كلام أشد وضوحا من هذا؟ وأتعجب كيف يقرأ هذا الطالب مقالتنا ويرد علينا وهو لم يحط بأطراف كلامنا!!!!
ثم يتعرض للكلام بأوجه من الرد المتهافت وكأنه لم يفهم كلامنا أصلا. وقد استمع إلى كلامنا في هذه المسألة وغيرها عدد من أفاضل علماء الفقه والقواعد والأصول فما كان منهم إلا التسليم والثناء.
أما الإحاطة بميزان المفاسد والمصالح فقد درسنا ذلك دراسة موسعة مع المقارنة والموازنة، ونحن لانرى في الخروج مفاسد أعظم من بقاء النظام، ولنا على ذلك أدلة من سوابق النظام في الكفر والقتل، وما جرى إلى الآن إنما هو مما يطاق في حرب واسعة لإسقاط النظام لا بد فيها من دماء تراق وأبنية تهدم وأموال تتلف وعداوات تنشأ. ومتى قررنا أن الخروج يدخل في باب الجهاد في سبيل الله وجب أن نقبل بنتائجه، والنتائج والعواقب مدروسة مقررة في أبواب الجهاد، ولن تؤدي ثورة شعبنا إلى فناء في الناس يُسقط وجوب الجهاد، ولا إلى ذهاب الإسلام ليتعلل بالخوف عليه. والانتقالُ من حلف مع الكفار الروس (أول دولة اعترفت بإسرائيل) ومع إيران أعداء الصحابة الكرام وآل البيت الأطهار، إلى حلف مع الغرب، أقل ما يقال فيه إنه شر يقابل شرا لإنقاذ لأهل السنة، ونحن لا نرى جواز الاستعانة بالكفار إجمالا.
ولوم الثوار على التسبب بموت الناس قد رده الله تعالى في القرآن الكريم إذ قال: {يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونوا كَالذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإخْوَانِهِمْ إذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أََوْ كَانُوا غُـزّىً لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِى وَيُمِيتُ وَاللهُ بمَا تَعْمَلونَ بَصِيرٌ}.
ثم انتقل المعترض بعد ذلك إلى الطعن فينا فقال: "كل الناس في الشام يعلمون أن الشيخ البوطي من أزهد الناس بل لا تجد أحدا من العلماء في الشام يلبس ما يلبسه الشيخ البوطي من الجوارب المرقعة و الثياب القديمة..و ما يلبسه الشيخ أبو الهدى و ما يركبه و ما ينفقه- حفظه الله تعالى- لا يسمع به الشيخ البوطي فضلا عن أن يراه و يلمسه .."
يريد أن يدافع عن الدكتور البوطي بأنه لا يطلب الدنيا بتقربه من الحكام، مع أنا لم نتهمه بشيئ من ذلك، بل أثنينا على دينه وورعه في غير ما مقالة. لكني وقد فتح المعترض باب البحث في هذا أطرح هذه الأسئلة:
هل الدنيا هي المال وحده؟
أوليس الجاه والمنصب وحب الشهرة وحب الرئاسة من الدنيا؟
أو لم يروُ عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال: آخر ما يخرج من قلوب الصديقين حب الرئاسة؟
ثم من قال بأن الزهد من أفعال الجوارح؟ الزهد عند المحققين من أفعال القلوب، وقد يكون الإنسان زاهدا ولو ملك الألوف إذا لم يحزن على نقص ولم يفرح بزيادة. وقد يكون أشد الناس رغبة في الدنيا وما عنده منها نقير.
ثم أليست المنافع التي تصل إلى آل بيت الرجل منافع له في نهاية الأمر؟ وإذا كان الدكتور البوطي يتقرب من الحكام لا لمنفعة لنفسه فما أدراك بالمنافع التي تصل إلى بعض آل بيته، وهل فتشتم عن ذلك كله لتسلموا من النقد، مع أنا لم نعترض بذلك أصلا.
أما اللباس والسيارة فلا أدري من أين جاء هذا الذي زعم أنه درس علي بهذه العبارة ".و ما يلبسه الشيخ أبو الهدى و ما يركبه و ما ينفقه- حفظه الله تعالى- لا يسمع به الشيخ البوطي فضلا عن أن يراه و يلمسه؟ مع أني لا ألبس إلا الثوب المغربي وثمن الواحد منه بين خمسين إلى مائة دولار. وإن زاد فلا يصل إلى نصف ثمن جبة، وسروالا عربيا من القطن لا يزيد على نحو ثمانية دولارات وعمامة متواضعة أكورها بنفسي.
وكنت أركب سيارة كورية اضطررت لبيعها لإكساء البيت الذي أسكنه، وبعتها بثمانمائة وخمسين ألف ليرة، ولم أقبض بقية ثمنها إلى اليوم.
ومن حرم زينة الله تعالى علينا؟ وهل رأيتنا نقوم بجمع التبرعات وتأسيس الجمعيات الخيرية؟ وهل رأيت أني أنافق للنظام وأقبض على ذلك؟ أنا أعيش من ريع التسجيلات التي تنشر لي باللغة الإنجليزية، وهي تضمن لي عيشا كفافا بفضل الله تعالى. لم أكن أتقاضى من الأوقاف إلا راتب الخطابة، وهو نحو ستة آلاف ليرة والله تعالى أعلم ماذا كنت أفعل به. وقد استقلت من لجنة الإشراف على شركات التأمين الإسلامية بعد نحو شهر من تعييني بقرار من وزير المالية، بعد أن تصديت للمفتي العام وكانت اللجنة برئاسته، رغم أن سكرتير اللجنة اتصل بي وقال مغريا: ستحدد تعويضات سخية لأعضاء اللجنة، فأجبت بأن القضية عندي مسألة مبدأ.
وليس هذا بأول الطعن علينا من تلاميذ البوطي، ولانلومهم على ذلك، فقد ورد عليهم منا من الحجة والبيان ما لا قِبل لهم به، وكبُر عليهم أن نكشف خطأ الشيخ وهم قد اعتادوا على العامة تتكلم فيه ولا يبالي بهم أحد، فانصبوا علينا سبابا وشتما واتهاما. ولم يزد الدكتور توفيق لما وصلت إليه هذه المقالة على أن يرد بإرسال بعض السباب. ولكني أبشرك بأن العلماء يقرؤون ما نكتب ويجدون فيه نقعا من غلة ورِيا من صدى، والفضل لله تعالى وحده.
لا نريد أن نتكلم فيما يبتغيه الدكتور البوطي من مدحه لحافظ الأسد وصهره وابنيه، ولم نخض في ذلك فيما مضى، إذ لا اطلاع لأحد على ما في القلوب، ولكننا حكمنا على الفعل ذاته بغض النظر عن النية فيه والباعث عليه، بعد أن رأينا أن القرائن تشهد بأن البوطي ليس مكرها.
أما القول في الثورة وأنها ثورة الوهابية، فهو مما يضحك منه الصغير قبل الكبير. وهل صار الشعب السوري جميعا من الوهابية؟ إن خطر وجود جماعات من الوهابية بين الثوار أهون بكثير من خطر النصيرية، فالوهابية ينادون بلا إله إلا الله، وهؤلاء ينادون أن لا إله إلا بشار، وقد وازنا بين خطر هؤلاء وخطر أولئك، فما رأينا مجالا للمقارنة. وأظهرت الحوادث صدق ما كان مشايخنا ينبهوننا إليه من خطر النصيرية وحقدهم على الإسلام. على أن الذي ترك الوهابية يتوسعون في الثورة وينتشرون ويشكلون الكتائب إنما هو تخاذل البوطي عن قيادة الأمة في هذه المرحلة الحرجة، وتركُها نهبة للوهابيين أو العلمانيين. على أن الله تعالى قد تكفل بالشام وأهله.
وقد تساءل متهكما لما قلت:
"ومع أننا نخالف السلفية في كثير مما ذهبوا إليه، ونختلف مع الإخوان المسلمين في بعض الآراء السياسية إلا أن جامعة الإسلام تجمع بيننا وبينهم، وقد جمعت بيننا وبينهم أيضا راية الجهاد لرفع الظلم وإحقاق الحق". و هل جمعتكم مع رؤوس العلمانية اللادينية مثل برهان غليون و جروج صبرا النصراني و أشباههم من اعضاء المجلس الوطني السوري - جامعة الاسلام و راية الجهاد أيضا ؟؟
وهو يعلم تماما أني لم أدخل المجلس الوطني، وأني أناصب العلمانيين العداء، وأني لا أعمل إلا بجامعة الإسلام، فإن كان المعترض يكفر الإخوان المسلمين والوهابية عموما فليصرح بذلك، وشيخه أبى أن يكفر ابن تيمية لما كتب عن السلفية، وأثنى على د. السباعي خيرا.
ومقتضى هذا القياس أن نتساءل: ما الذي جمع البوطي مع النصيرية والدروز والنصارى والإسماعيلين وهم جماهير أعوان النظام وهم غير مسلمين بالإجماع؟؟؟ ولكنا لا نتساءل ولا نشك، لأنا نعرف دين البوطي وورعه وفضله، فالأولى بمن يتصدى للرد علينا أن لا يسيئ إليه بمثل هذاالكلام. ونحن أصلا لم ننهد بالكتابة ابتداء والتزمنا السكوت في جانبه ورددنا عنه كثيرا من الأذى، ولم نتكلم في الرد عليه إلا لما جاءنا تلاميذ البوطي أفواجا يحركون الساكن بالاعتراض علينا في دفاعنا عنه، وكأنهم يريدون منا أن نعتقد أنه الإمام المعصوم الذي يجب اتباعه ولا رأي معه.
وقد أطنب المعترض وأتى بأشياء رددنا عليها في مقالات متعددة، ومن أراد فليرجع إلى ما كتبناه فهو في متناول الأيدي على صفحات الإنترنت. وفي الرد كثير من التخليط عند الكلام عن الاجتهاد والفتوى مما لا يستحق أن نقف عنده ونحيل فيه على الدرس الحسني الذي ألقيناه في رمضان حول الفتوى والقضاء وما بينهما من الفروق في الأحكام.
وفي الرد تجاوز لحدود الأدب لا يقبل بين الأقران، فأولى أن لا يقبل من طالب، وإذا كان كلام الأقران يطوى ولا يروى كما قال، فما بال هذا الفروج دخل يصيح بين الديكة؟
بل إنه ختم كلامه بالدعاء للشيخ اليعقوبي أن يغفر الله له، وما تنزل أن يقول غفر الله لنا وله، كما هي عادة العلماء، وأنى له تلك الرتبة! على أن الإنسان مخبوء تحت طي لسانه، والكتابة عنوان المعرفة، ودليل على العقل، وإن دل كلام المعترض على شيئ فإنما يدل على سقم في الفهم، وعجلة في الحكم، وقلة في الأدب، وغلبة للتهكم، وتعصب للرجال، وليس هذا من آداب العلم ولا من شيم طلابه. وختاما أقول لمن يؤيد البوطي: لا تعرف الحق بالرجال ولكن اعرف الحق تعرف أهله. هدانا الله تعالى وإياه إلى سواء السبيل.

===============

Shaykh Muhammad al-Yaqoubi · 64,177 like this
August 21 at 7:44am ·
Is Dr.Buti a mujtahid in supporting the Syrian regime?

By His Eminence Sh. Muhammad Al-Yaqoubi

Question:
Dear Shaykh Muhammad al-Yaqoubi,
To which of the following two categories does Dr. Bouti belong, on account of his stand concerning the regime:

a) Scholar who has exercised ijtihad and formed an opinion, which in his view is in the best interest of Muslims; but he has erred in this opinion and still merits reward. However, it is necessary for other scholars to promulgate the truth and the right view; and at the same time, those who disparage him are sinning against him.

b) Or is he a scholar who has reneged – may it never happen and may Allah Almighty vouchsafe him – who has become an agent of the Nusayris and an enemy of Islam and its adherents? And therefore is it necessary for every scholar to expose him and warn against him in unequivocal words and put an end to the conflict between those who support him and those who oppose him?

Or if it is a dilemma between these two positions, then is it not better to keep silent [concerning Dr. Buti] and have a good opinion of a Muslim? And is it not a sin to disparage him in this case?

We request you to give a comprehensive answer – may you be rewarded for it until Judgement day; as people are anxious for a cogent answer from a righteous scholar like yourself. May Allāh Almighty vouchsafe you and elevate the ranks of your forebears in the highest paradise.
————————–
Answer:

Praise be to Allāh Almighty and salutations and blessings be upon the Best of Creation, our Master Muhammad and upon his Family and Companions.

There are conditions, rules and regulations governing ijtihad and there is huge difference between what is considered as admissible ijtihad and patent antithesis; a difference between acceptable ijtihad and an eccentric opinion. Ijtihad of those people who are capable of it is accepted and they shall be rewarded even if they have erred in their judgement, but only on the condition that their errors fall within the acceptable rules of interpretation.

Therefor, not everyone who exercises ijtihad will be rewarded for his action. In fact,some may become sinners for doing so. For example, in the case of an illiterate or a commoner who does not have the required tools, skills and knowledge for ijtihad, and does ijtihad in religious matters, he shall be censured and disciplined. Similarly, a mufti who gives fatwa based on abberrant or unreliable opinions will be rebuked and reprimanded; if he does not desist, he shall be proscribed from issuing fatwas. Scholars say,

Not every difference is worthy of consideration,
Except such a difference which merits examination.

As for the hadith, which speaks about judges, has to be specified; so that unqualified mujtahids are not included. As it speaks only about a mujtahid who has the tools and is qualified for deriving a ruling in the issue at hand. In our times, we speak of limited ijtihad, not general ijtihad. Here, ‘limited’ means exercising ijtihad in a specific issue which is not mentioned in an earlier texts; by "limited" here we mean limited to an specific issue not to certain school of law.

To derive a ruling for a specific question, the mujtahid must acquire the conditions of ijtihād, such as the sources of legislation, being acquanted with the various opinions and competence in examination and analysis of principles and rules. We do not dispute that Dr.Buti has these qualities – if he did not have them, no one else would have.

However, this is not all of what is required for fatwa; the science of fatwa is required here, which includes knowledge of the time, place and the surroundings of the questioner. Because, "one who does not understand the age he lives in is not a scholar" and it is not permissible for him to issue a fatwa. Warzāzātī [d.1166 AH] said in his commentary on the Lāmiyah [didactic poem on court procedures] of Zaqqāq: “Judgement and fatwa each is a craft that needs to be learned. Mere knowledge of jurisprudence is not sufficient, because, understanding them, e.i. qađā and fatwa, is a apecialty that goes beyond mere knowledge of juridical opinions, because it requires a characteristic ability to investigate and inquire. Ibn 'Arafah said that "it is an ability to minutely examine the constituents and thouroughly understand all its attributes, which their presence or absence have a may change the legal ruling”.

I do not consider the opinions of Dr Buti, may Allāh Almighty protect him, as an error of judgement that merits a reward. Because, he is not qualified for ijtihad in this matter [of the Syrian regime,]. He has fallen short in the past to demonstrate an understanding of the time and the circumstances in which we live. He fell in such mistakes in the past and it is not a new thing. A most recent example is the fatwa he issued ten years ago, which appeared in the medical magazine, Your Doctor [tabībak] wherein he permitted viewing pornographic videos for husbands with the intention to improve conjugal relations with their wives. This fatwa received a lot of flak and it shows the shaykh’s lack of knowledge of current affairs and his obliviousness of legal regulations and etiquette required of a mufti.

There are a number of reasons for the shaykh’s stand and probably the following two are the most disastrous.

The first is not having information of the situation except from one side, the regime so he believes what he hears first; as if, he is the person described by Ibn Tathriyah:

My love for her stroke me before I experienced lov,
It chanced upon a vacant heart and dwelled in it.

Ibn Abi Zayd al-Qayrawānī says in his Epistle, and it was originally said by our Master Ali, may Allāh Almighty ennoble his blessed face, “the heart that readily accepts virtue and goodness is that, upon which evil has not crossed before”.

This is why Dr. Bouti does not accept any reports about the Revolution from other sources after he has accepted the propaganda of the regime. This is due to his close ties with a number of senior officials of the regime to the extent that this proximity has influenced his decisions and thus, he views everything from the prism of the regime and repeats their propaganda innocently. Sometimes, a truthful person thinks that everybody is as truthful as himself. This is the result of years of friendship and cordial relations with the pillars of the regime.

The second is his animosity with the Salafis and Muslim Brotherhood to the point that he has chosen to side with the enemies of Allāh to uprrot them! He believes the propaganda of the regime that all these rebels are Wahabis, who will burn and demolish mausoleums of the Muslim saints, as they did in Libya. Indeed, the Salafis and Brotherhood were the amongst the first to join the uprising; it is due to the revolutionary ideology which is widespread and common in their discourse; while it is as popular amongst seekers of knowledge. Yet, this revolution is a revolution of a religious Sunni Muslim people, who were subject to a brutal dictatorship, and tyrannical repression and torture.

Although we differ with the Salafis on several issues; and we differ with the Brotherhood in some of their political views, but Islam unites us and now Jihad against the regime unite us. We cannot imagine ourselves siding with the enemies of Allah against them. The revolution is not THEIR revolution, even if they were amongst the first to join it. We joined the revolution from the beginning, many scholars, imams, sufis, and commons joined the revolution because of our stance and statements.

Sufi Brigades have been formed to fight the regime. And alongside a brigade that bears the name of Taqiyuddin Ibn Taymiyyah, there is a brigade in the name of Muhiyuddin Ibn Arabi. This is the diversity of the revolution which is a fact we have to accept, whether we like it or not.

Dr. Bouti must understand this and should not limit the revolution to a group or a brigade. In fact, there is not a city or a village in Syria, which has not sent its brave men and heroic soldiers to fight this criminal, tyrannical and ruthless regime. No city or village has been spared the merciless killing and destruction of this regime or escaped the flames of oppression.

We are criticising the shaykh' dissociation from the revolution. Had he chose so and opted for silence we would have accepted this from him and we would have accepted it as an error of judgement and would have ruled that he shall merit a reward, because it is an accepted ijtihad, though it is wrong; but he went beyond this and actively abetted and aided monsters, murderers and criminals by praising them and speaking in their favour. By doing so, he has breached the boundaries of acceptable ijtihad which is accepted and rewarded.

Similarly, we do not question his intention or his disposition; as we have no doubt that he is a man of good intention. We know the shaykh and his worship and austerity, abstenance from the world's desires and his efforts to seek the Pleasure of Allāh Almighty; his love for righteous people and his sincerity to serve Islam. Nevertheless, this only some of what is required in ascholar for fatwa, as we explained earlier. One of the most important qualities a mujtahid must have is incisive intelligence and wisdom..

It is because of our knowledge of the shaykh’s good intention and sincerity in to Islam, that we only fault him, not castigate him as an apostate. It is also because of this, we have presented our views mindful of his respect and do not condone those who disparage him, nor promote such insults. However, being mindful of respect does not mean that we should keep quiet about his blunders. Knowledge is a common property among scholars and nobody can monopoly of it.






التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» الكلام في أن أن علياً أولى من أبي بكر بالاتباع
»» تحذير عاجل جدا من أمن الطرق في السعودية من عصابات قطع الطريق
»» رئيس وزراء روسيا ميد فيديف يدعو الي عدم وصول اهل السنة الي الحكم في سوريا
»» تعريف علوم الدين الاسلامي و تخصصاته والعلوم التي يحتاجها طالب العلم
»» نجاد يعلن برنامجا لزيادة السكان في إيران يتضمن حوافز مالية لكل مولود