عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-13, 07:09 PM   رقم المشاركة : 1
عبد الملك الشافعي
شيعي مهتدي






عبد الملك الشافعي غير متصل

عبد الملك الشافعي is on a distinguished road


تخبط العقول: أرادوا إثبات العصمة المطلقة لمنصب الإمامة فأسقطوها عن منصب النبوة !!!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فهاهي حلقة جديدة من سلسلة تناقضات عقول علماء الإمامية في تقريراتهم لركنهم الغير ركين - الإمامة - حيث حاولوا أن يثبتوا فيها العصمة المطلقة للإمام من الظلم مدى الحياة ، فإذا بهم يقدحون في عصمة إبراهيم عليه السلام وكمال عقله وسدادة رأيه ، وذلك في معرض استدلالهم بقوله سبحانه ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) ، فحالهم معها كحال من أراد أن يبني قصراً فهدم مصراً !!!
وإليكم بيان ذلك من خلال حقيقتين هما:

الحقيقة الأولى: طعنهم بكمال عقل إبراهيم عليه السلام وسدادة رأيه

وهذه قد نطق بها عالمان من كبار علماء الإمامية وكما يلي:
1- صرح مرجعهم الكبير وآيتهم العظمى كاظم الحائري بأن إبراهيم عليه السلام كان يتصور استحقاق الظلم لمنصب الإمامة ، وذلك في كتابه ( الإمامة وقيادة المجتمع ) حيث قال :[ فالذي يمكن أن يفترض بشأن إبراهيم هو أنّه عليه السلام كان يتخيل ويتصور بأنّ الذين عصوا وظلموا في وقت ما ثم تابوا وأصلحوا يمكن أن يصبحوا أئمة فأجابه اللّه تعالى بقوله : ( لا ينال عهدي الظالمين ) ].
2- يعترف علامتهم علي بن يونس العاملي البياضي في كتابه ( الصراط المستقيم ) ( 1 / 82 ) بأن عقيدة إبراهيم عليه السلام هي وضع الإمامة في الظالمين ، فقال :[ ولهذا قال علي عليه السلام في نهج بلاغته مع طهارته وعصمته : لو كان الاختيار إلى الناس لاختار كل واحد منهم نفسه ، ولو كان الاختيار لإبراهيم عليه السلام لجعلها في الظالمين ، حتى منعه الله ذلك فقال : ( لا ينال عهدي الظالمين ) ].


الحقيقة الثانية: الاعتراف بأن ما نسبوه أعلاه يتنافى مع عصمته المطلقة ويمس ساحة كرامته
وهذه الحقيقة قد صرح بها مرجعهم الكبير وآيتهم العظمى جعفر السبحاني في موضعين من كتابه ( عصمة الأنبياء في القرآن الكريم ) وكما يلي:
1- أثبت بأن نسبة تصور الأنبياء لخلاف الواقع هو أمرٌ يقدح في عصمتهم المطلقة ويمس ساحة كرامتهم ، فقال ص 71 :[ أضف إلى ذلك : إنّ هذه الإجابة لا تصحّح العصمة المطلقة للأنبياء ، إذ على هذا الجواب يكون ظن الرسل بعدم إيمان تلك الشرذمة القليلة خطأً ، وكان ادّعاؤهم للإيمان صادقاً ، وهذا يمس كرامتهم من جانب آخر ، لأنّهم تخيّلوا غير الواقع واقعاً ، والمؤَمن كافراً ].
2- اعترف بأن صدور الخطأ والزلل في الفكر والعمل يتنافى مع عصمة الأنبياء وكونهم مسددين بروح القدس التي تحفظهم من الخطأ والزلل حيث قال ص 73 :[ وهذا التفسير مع التوجيه الذي ذكره الزمخشري وإن كان أوقع التفاسير في القلوب غير أنّه أيضاً لا يناسب ساحة الأنبياء الذين تسددهم روح القدس وتحفظهم عن الزلل والخطأ في الفكر والعمل ، وتلك الهاجسة وان كانت بصورة حديث النفس وشبه الوسوسة لكنها لا تلائم العصمة المطلقة المترقبة من الأنبياء ].


ومن خلال هاتين الحقيقتين يتبين لنا بأنهم أرادوا إثبات العصمة المطلقة لمنصب الإمامة من قوله تعالى ( لا ينال عهدي الظالمين ) فنسبوا إلى إبراهيم عليه السلام تصور خلاف الواقع وهو باعتراف السبحاني يمس بساحة كرامتهم ويقدح في عصمتهم المطلقة !!!
وكأنهم أرادوا استخراج العصمة المطلقة لمنصب الإمامة من تلك الآية فطعنوا في منصب النبوة بتجريده من تلك العصمة المطلقة !!!







  رد مع اقتباس