عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-11, 10:36 PM   رقم المشاركة : 1
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


Smile البهتان العظيم لأعداء هذا الدين " دعاوي تحريف القرآن الكريم "

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين .

لن أطيل في الحديث هذه بعض الأخبار التي زعم أهل الضلال أنها تثبت تحريف كتاب الله تبارك وتعالى عند أهل السنة والجماعة لشيخهم " الكدس " كما يسميه بعض الإخوة نفع الله تعالى بهم, ولعلنا نتطرق لهذه الأخبار التي نقلها الرافضي فيما إدعاهُ بحول الله تعالى وقوتهِ ولنرى إن كان يفهم منها أنها مطعن في كتاب الله تبارك وتعالى .

1- الروايات من طريق إبن عباس رضي الله عنهُ .

- قال أبو عبد الله الحاكم في المستدرك :
حدثنا أبو علي الحافظ ، أنبأنا عبدان الأهوازي ، حدثنا عمرو بن محمد الناقد ، حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا سفيان ، عن شعبة ، عن جعفر بن إياس ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى (( لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا )) قال : أخطأ الكاتب ، حتى تستأذنوا . o قال الحاكم : هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم .[1]

قلتُ : ومعروف من تساهل أبي عبد الله الحاكم النيسابوري في تصحيح الأحاديث ما الله تعالى بهِ عليهم فهو ممن عرف عنهُ التساهل في تصحيح الأخبار قال الحافظ إبن كثير في التفسير (7/38) : " وهذا غريب جدا عن ابن عباس " .

قال أبو حيان : من روى عن ابن عباس إنه قال ذلك فهو طاعن في الإسلام ملحد في الدين وابنعباس بريء من ذلك القول . قلتُ والمغزى من كلام إبن حيان هو أن هذا اللفظ غريب عن إبن عباس وأنهُ بريء منهُ , وهذا اللفظ عند أبو حيان تضعيف للحديث ليس تصحيحاً لهُ ونقله الرافضة ظانين أنهُ تصحيح للرواية التي من طريق إبن عباس رضي الله تعالى عنهُ وهذا القول باطل لا يصح وإبن عباس بريء من هذا كما قال أبو حيان .

ثم يقول الرافضي : [ وهنا واضح ان الفخر الرازي يرى ان هذا الحديث يؤدي إلى الطعن بالقرآن بالرغم تصحيح علماء السنة لهذا الحديث ] . ولعل عابد النار لم يقرأ الكلام جيداً وقولهُ ان إبن عباس منهُ بريء تضعيف للرواية وأن فيها نظر وهذا المقتضى يسقط القول بأن الخبر في تحريف كتاب الله تبارك وتعالى والله المستعان , فكيف يفهمُ من النص ما فهمهُ هؤلاء فوالله إن العقل تبرأ منهم حتى .

الناسخ والمنسوخ للنحاس (1/587) : " فأما ما روى عن ابن عباس رحمه الله وبعض الناس يقول عن سعيد بن جبير أنه قال أخطا الكاتب وإنما هو حتى تستأذنوا فعظيم محظور القول به لأن الله عز و جل قال لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فصلت 42" فهذا القول بيانُ صريح على أن هذا اللفظ لا أصل لهُ , وأن المتفق عليه عند أهل القرآن هو لفظ " تستأنسوا " وليس في ذلك خطأ للكاتب أو ما يدعيه عبدة القبور ومما يبين اللفظ أكثر .

الدر المصون في علم الكتاب المكنون (1/4350) : " قوله: {تستأنسوا}: يجوز أن يكون من الاستئناس؛ لأن الطارق يستوحش من أنه: هل يؤذن له أولا؟ فيزال استيحاشه، وهو رديف الاستئذان فوضع موضعه. وقيل: من الإيناس وهو الإبصار أي: حتى تستكشفوا الحال. وفسره ابن عباس "حتى تستأذنوا" وليست قراءة. وما ينقل عنه أنه

قال: "تستأنسوا خطأ من الكاتب، إنما هون تستأذنوا"..... منحول عليه. وهو نظير ما تقدم في الرعد {أفلم ييأس الذين آمنواا} وقد تقدم القول فيه " .

قلتُ : ولا يثبت هذا أصلا وهي ليست بقراءة للآية الكريمة ونقل عن إبن عباس بتفسيرهِ وليست قراءة كما نرى , بل إبن عباس بريء إلي الله تبارك وتعالى من هذا القول بان قولهُ تعالى " تستأنسوا " أو قرأها بلفظ " تستأذنوا " وهذا لا يصح بل الخبر برمتهِ مخالف للثابت وما هو متواتر عند أهل العلم والقرآن فلا يثبت هذا نصاً وقطعاً .

أما القول المنسوب لأبن عباس رحمه الله تعالى ورضي عنهُ في تفسيره الآية 31 من سورة الرعد بقولهِ : " أفلم يتبين الذين آمنوا " ونقلت الرافضة الروايات نصاً ومن هذه الروايات التي نقلها شيخ الرافضة الكدس في المحاولة اليائسة للزعم بتحريف القرآن عند أهل السنة والجماعة والعياذُ بالله في ميزان النقد والروايات التي نقلها الرافضي .

حدثنا أحمد بن يوسف ، قال حدثنا القاسم ، قال حدثنا يزيد ، عن جرير بن حازم ، عن الزبير بن حارث أَوْ يعلى بن حكيم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرؤها (( أفلم يتبين الذين آمنوا )) قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس .[7]

o وقال أبو عبيد في فضائل القرآن : حدثنا ابن أبي مريم ، عن نافع بن عمر الجمحي ، عن ابن أبي مليكة ، قال : إنما هي ( أفلم يتبين ).[8]

o وقال السيوطي في الدر المنثور: وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ ( أفلم يتبين الذين آمنوا ) فقيل له إنها في المصحف : (( أفلم ييأس )) فقال : أظن الكاتب كتبها وهو ناعس .[9]

o وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : وروى الطبري وعبد بن حميد بإسناد صحيح كلهم من رجال البخاري عن ابن عباس أنه كان يقرأها ( أفلم يتبين ) ويقول كتبها الكاتب وهو ناعس .[10] . هذا القول المنسوب لأبن عباس في محل نظر رضي الله تعالى عنهُ .

قال الشيخ محمد الأمين .

الجواب أن الأثر المذكور ينتقد من جهة المتن ومن جهة السند. فمن جهة المتن:

الأول : إذا كان الكاتب نعس وهو يكتب مصحفًا ، فما بال المصاحف الباقية التي فيها الحرف نفسه ( ييأس ) . فلو كان يقرئها " أفلم ييأس " لما أنكرها ولما ادعى أن الكاتب قد نعس... وهو ادعاء سخيف فلا يمكن ادعاء حدوث مثل هذا الخطأ في كل المصاحف ثم يخطئ القراء جميعا

الثاني : هل خفي على غير ابن عباس ، وظهر له فقط ، مع حرصهم على تدوين كتاب الله ، وقراءتهم لهذا المرسوم مرة بعد مرة ، وتصحيحهم له على زيد بن ثابت في المدينة ؟

الثالث: قال الأنباري: وَهُوَ بَاطِل عَنْ ابْن عَبَّاس , لِأَنَّ مُجَاهِدًا وَسَعِيد بْن جُبَيْر حَكَيَا الْحَرْف عَنْ اِبْن عَبَّاس , عَلَى مَا هُوَ فِي الْمُصْحَف بِقِرَاءَةِ أَبِي عَمْرو وَرِوَايَته عَنْ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس .

الرابع: وردت هذه اللفظة في مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس .. ولو كانت هذه الرواية ثابتة لاستنكر ابن عباس اللفظة .. ولما كان فسرها ولا استشهد لها بأشعار العرب .

قال الزمخشري: وكيف يخفى مثل هذا حتى يبقى ثابتا بين دفتي الإمام؟ وكان متقلبا في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله المهيمنين عليه لا يغفلون عن جلائله ودقائقه خصوصا عن القانون الذي إليه المرجع والقاعدة التي عليها البناء. وهذه والله فرية ما فيها مرية .

بالنسبة للنقد الحديثي وهو المهم فلم يعلق عليه إلا الأخ الفاضل ابن وهب:

قال ابن حجر في فتح الباري (8/474): (وروى الطبري وعبد بن حميد ـ بإسناده صحيح كلّهم من رجال البخاري ـ عن ابن عبّاس : أنّه كان يقرؤها : أفلم يتبيّن : ويقول : كتبها الكاتب وهو ناعس . ومن طريق ابن جريح ، قال : زعم ابن كثير وغيره أنّها القراءة الاولى ... وقد جاء عن بن عبّاس نحو ذلك في قوله تعالى : ( وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه ) قال : ( ووصّى ) التزقت الواو في الصاد . أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيّد عنه .)

تخريج الأثر:
قال أبو عبيد في فضائل القرآن: حدثنا يزيد ، عن جرير بن حازم ، عن يعلى بن حكيم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ « أفلم يتبين الذين آمنوا »

بينما هو عند ابن جرير الطبري: حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم (أبو عبيد) قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت= أو يعلى بن حكيم=، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها:"أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا" ؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس

أي الطبري زاد ابن الخرّيت بالإسناد وزاد الزيادة المنكرة في المتن، ولا وجود لهذه الزيادة في كتاب أبي عبيد. فقد تكون هذه الزيادة أدرجها الراوي وهو نعس! لكن يعكر على ذلك ما جاء في الإتقان: (وما أخرجه ابن الأنباري من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ - أفلم يتبين الذين آمنوا أن لويشاء الله لهدى الناس جميعاً - فقيل له إنها في المصحف: أفلم ييأس، فقال: أظن الكاتب كتبها وهوناعس) وكتاب ابن الأنباري مفقود فلا نعرف سنده.

وبالنظر إلى أسانيد الخبر فهي تدور على يزيد بن هارون وقد روى عنه:

1- أبو عبيد (القاسم بن سلام) وليس في كتابه زيادة وإنما هي من رواية الطبري عنه
2- عبد بن حميد (روى الزيادة لكن إسناده مفقود)
3- يحتمل: سعيد بن منصور ومن طريقه -على الأغلب- ابن المنذر ، ولم يرو الزيادة. وقد روى سعيد في سننه هذا الحديث بغير هذا اللفظ (بدون الزيادة) من طريق آخر ضعف
4- يحتمل: عيسى بن أبان ( ليس فيه توثيق وإسناده مجهول ) وقد روى الزيادة . إنتهى كلام الشيخ محمد الامين نفع الله تعالى بهِ في ردهِ على ما نسب من القول لإبن عباس رضي الله تعالى عنهُ فما اكثر العجب وما أكثر البهتان عند الرافضة أحبتي في الله .

ما صح عن بعض الصحابة في هذا الباب هو من باب الخطأ المعفو عنه إجماعا قال شيخ الاسلام رحمه الله في جامع الرسائل : (وقد وقع الخطأ كثيرا لخلق من هذه الأمة واتفقوا على عدم تكفير من أخطأ، مثل ما أنكر بعض الصحابة أن يكون الميت يسمع نداء الحي، وأنكر بعضهم أن يكون المعراج يقظة، ولبعضهم في الخلافة والتفضيل كلام، وكذلك لبعضهم في قتال بعض وتكفير بعض أقوال معروفة، وكان القاضي شريح ينكر قراءة من قرأ " بل عجبت " ويقول: أن الله لا يعجب، فبلغ ذلك إبراهيم النخعي فقال: إنما شريح شاعر يعجبه علمه، كان عبد الله أفقه منه وكان يقرأ " بل عجبت ". فهذا قد أنكر قراءة ثابتة، وأنكر صفة لله دل عليها الكتاب والسنة، واتفقت الأمة على أن شريحا إمام من الأئمة، وكذلك بعض العلماء أنكر حروفا من القرآن كما أنكر بعضهم: " أفلم ييأس الذين آمنوا " فقال: إنما هي " أو لم يتبين الذين آمنوا "، وآخر أنكر " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " فقال: إنما هي " ووصى ربك "، وبعضهم كان حذف المعوذتين، وآخر يكتب سورتي القنوت. وهذا الخطأ معفو عنه بالإجماع) .

20412 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : ( أفلم ييأس الذين آمنوا ) يقول : ألم يتبين .

20413 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( أفلم ييأس الذين آمنوا ) ، يقول : يعلم .

20414 - حدثنا عمران بن موسى قال : حدثنا عبد الوارث قال : حدثنا ليث ، عن مجاهد ، في قوله : ( أفلم ييأس الذين آمنوا ) قال : أفلم يتبين .

20415 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : ( أفلم ييأس الذين آمنوا ) قال : ألم يتبين الذين آمنوا .

20416 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : ( أفلم ييأس الذين آمنوا ) قال : ألم يعلم الذين آمنوا .

[ ص: 455 ] 20417 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( أفلم ييأس الذين آمنوا ) قال : ألم يعلم الذين آمنوا . وقد روي عن إبن عباس موقوفاً من رواية عكرمة مولى إبن عباس وهو ثقة إلا أنهُ كان يحدث بشيء أنكرهُ اهل الحديث عنهُ عن إبن عباس رضي الله تعالى عنهما , فالصواب أن الأثر لا مطعن فيه على القرآن .

ثم نقل الرافضي بعد الاخبار في قولهِ تعالى " وقضى ربك " فقال :
" ... وما أخرجه سعيد بن منصور من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله تعالى (( وقضى ربك )) إنما هي ( ووصى ربك ) التصقت الواو بالصاد.

o قال السيوطي : وأخرجه ابن أشتة بلفظ : استمد الكاتب مدادا كثيرا ، فالتزقت الواو بالصاد.

o قال السيوطي أيضاً : وأخرجه من طريق أخرى عن الضحاك أنه قال: كيف تقرأ هذا الحرف؟ قال: ((وقضى ربك )). قال : ليس كذلك نقرؤها نحن ولا ابن عباس ، إنما هي ( ووصى ربك ) وكذلك كانت تقرأ وتكتب ، فاستمد كاتبكم فاحتمل القلم مدادا كثيرا ، فالتصقت الواو بالصاد ، ثم قرأ ((ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله )) ولو كانت قضى من الرب لم يستطع أحد رد قضاء الرب ، ولكنه وصية أوصى بها العباد.[11]

o وأخرج نحو ذلك الطبري وأبو عبيد وابن المنذر[12].
o وقال الحافظ ابن حجر بشأن الخبر المتقدم: أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيد.[13] "
. ما فتئ الرافضة يثبتون لنا جهلهم في هذا الأمر والرد نقول بحول الله تعالى .

زاد المسير - (ج 4 / ص 155) " قوله تعالى : { وقضى ربك } روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : أمَر ربك . ونقل عنه الضحاك أنه قال : إِنما هي «ووصى ربك» فالتصقت إِحدى الواوين ب «الصاد» ، وكذلك قرأ أُبيُّ بن كعب ، وأبو المتوكل ، وسعيد بن جبير : «ووصى» ، وهذا على خلاف ما انعقد عليه الإِجماع ، فلا يلتفت إِليه "

تفسير الرازي - (ج 10 / ص 30) : " وروى ميمون بن مهران عن ابن عباس أنه قال : في هذه الآية كان الأصل ووصى ربك فالتصقت إحدى الواوين بالصاد فقرىء : { وقضى رَبُّكَ } ثم قال : ولو كان على القضاء ما عصى الله أحد قط ، لأن خلاف قضاء الله ممتنع ، هكذا رواه عنه الضحاك وسعيد بن جبير ، وهو قراءة علي وعبد الله . واعلم أن هذا القول بعيد جداً " .

تفسير اللباب لابن عادل - (ج 10 / ص 270) : " وروى ميمون بن مهران عن ابن عبَّاس - رضي الله عنه - أنه قال في هذه الآية : كان الأصلُ : « ووصَّى ربُّكَ » ، فالتصقت إحدى الواوين بالصَّاد ، فصارت قافاً فقرئ « وقَضَى ربُّكَ » .ثم قال : ولو كان على القضاء ما عصى الله أحدٌ قط؛ لأنَّ خلاف قضاء الله ممتنعٌ ، هذا رواه عنه الضحاك بنُ مزاحم ، وسعيد بن جبيرٍ ، وهو قراءة عليٍّ وعبد الله . وهذا القول بعيدٌ جدًّا " . والأخبار التي وردت في هذا القول ضعيفة ومنها بارك الله تعالى فيكم ومما أذكر أن أحد الأخوة وهو عبد الملك السبيعي قام بتخريجها فقال حفظه الله .

وَفِي حَرْف اِبْن مَسْعُود : " وَصَّى رَبّك أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ " . 16755 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن عِيسَى , قَالَ : ثنا نُصَيْر بْن أَبِي الْأَشْعَث , قَالَ : ثني اِبْن حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : أَعْطَانِي اِبْن عَبَّاس مُصْحَفًا , فَقَالَ : هَذَا عَلَى قِرَاءَة أُبَيّ بْن كَعْب , قَالَ أَبُو كُرَيْب : قَالَ يَحْيَى : رَأَيْت الْمُصْحَف عِنْد نُصَيْر فِيهِ : " وَوَصَّى رَبّك " يَعْنِي : وَقَضَى رَبّك . يحيى بن عيسى ضعيف و ذكره ابن حبان في " المجروحين " وقال: " مات سنة إحدى ومئتين، وكان ممن ساء حفظه وكثر وهمه حتى جعل يخالف الاثبات فيما يروي عن الثقات، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به " .

حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا هُشَيْم , عَنْ أَبِي إِسْحَاق الْكُوفِيّ , عَنْ الضَّحَّاك بْن مُزَاحِم , أَنَّهُ قَرَأَهَا : " وَوَصَّى رَبّك " وَقَالَ : إِنَّهُمْ أَلْصَقُوا الْوَاو بِالصَّادِ فَصَارَتْ قَافًا . أبو إسحاق الكوفي ضعيف .. وهشيم كثير التدليس وقد عنعن . فهذه حال الأسانيد التي عند الطبري ... وكذلك فقد خالف هذا الإجماع : قال ابن الجوزي في "زاد المسير" (5 / 22): وهذا خلاف ما انعقد عليه الإجماع، فلا يلتفت إليه .

قال الرازي : اعلم أن هذا القول بعيد جداً لأنه يفتح باب أن التحريف والتغيير قد تطرق إلى القرآن ، ولو جوزنا ذلك لارتفع الأمان عن القرآن وذلك يخرجه عن كونه حجة ولا شك أنه طعن عظيم في الدين . وقد روي إلينا القرآن متواترا عن الصحابة كابن مسعود وأبي بن كعب ، وقرؤوا " وقضى ربك " .فهذا الخبر يرده :

(1) ضعف أسانيده .
(2) إنكار أهل العلم له .
(3) تواتر خلافه .

أنتهى كلامهُ حفظه الله تعالى حول الأسانيد التي جيئت بهذا القول , وقال أبو حاتم كما نقل الطبراني في تفسيرهِ " فأبى أبو حاتم أن يكون إبن عباس قال ذلك " ونقل الطبري لهذه الأخبار لا يعني إعتقاد الطبري بما في هذه الروايات فقد نقل أخباراً كثيرة فيها ضعف وقد أخرج روايات تصدق علي بالخاتم في صلاته في تفسيرهِ .

تفسير الطبري ج15/ص63
حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال قال بن زيد في قوله وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه قال أمر ألا تعبدوا إلا إياه حدثني الحرث قال ثنا القاسم قال ثنا هشيم عن أبي إسحاق الكوفي الضحاك بن مزاحم أنه قرأها ووصى ربك وقال إنهم ألصقوا الواو بالصاد فصارت قافا. الحديث ضعيف , وذلك بسبب عنعنعة هشيم الذي عرف بالتدليس وان كان ثقة , فهو لم يصرح بالسماع عن ابي اسحق .

تقريب التهذيب ج 1 /ص 574
[7312] هشيم بالتصغير بن بشير بوزن عظيم بن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية بن أبي خازم بمعجمتين الواسطي ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي من السابعة مات سنة ثلاث وثمانين وقد قارب الثمانين

طبقات المدلسين ج 1 /ص 47
[111] هشيم بن بشير الواسطي من أتباع التابعين مشهور بالتدليس مع ثقته وصفه النسائي وغيره بذلك ومن عجائبه في التدليس أن أصحابه قالوا له نريد أن لا تدلس لنا شيئا فواعدهم فلما أصبح أملى عليهم مجلسا يقول في أول كل حديث منه ثنا فلان وفلان عن فلان فلما فرغ قال هل دلست لكم اليوم شيئا قالوا لا قال فان كل شيء حدثتكم عن الأول سمعته وكل شيء حدثتكم عن الثاني فلم اسمعه منه قلت فهذا ينبغي أن يسمي تدليس العطف


مناهل العرفان في علوم القرآن - الزرقاني ج1/ص269
يقولون من وجوه الطعن أيضا ما روي عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه 17 الإسراء 23 إنما هي ووصى ربك التزقت الواو بالصاد وكان يقرأ ووصى ربك ويقول أمر ربك إنهما واوان التصقت إحداهما بالصاد وروي عنه أنه قال أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه فلصقت إحدى الواوين بالصاد فقرأ الناس وقضى ربك ولو نزلت على القضاء ما أشرك أحد

ونجيب عن ذلك كله أولا بما أجاب به ابن الأنباري إذ يقول إن هذه الروايات ضعيفة ثانيا أن هذه الروايات معارضة للمتواتر القاطع وهو قراءة وقضى ومعارض القاطع ساقط
ثالثا أن ابن عباس نفسه وقد استفاض عنه أنه قرأ وقضى وذلك دليل على أن ما نسب إليه في تلك الروايات من الدسائس الرخيصة التي لفقها أعداء الإسلام

قال أبو حيان في البحر والمتواتر هو وقضى وهو المستفيض عن ابن عباس والحسن وقتادة بمعنى أمر وقال ابن مسعود وأصحابه بمعنى وصى إذن رواية وقضى هي التي انعقد الإجماع عليها من ابن عباس وابن مسعود وغيرهما فلا يتعلق بأذيال مثل هذه الرواية الساقطة إلا ملحد ولا يرفع عقيرته بها إلا عدو من أعداء الإسلام .

على أنه لاتناقض بين القرآتين

فقضى تأتي بمعنى حكم و أمر ووصى

مختار الصحاح ج1/ص226
ق ض ي القضاء الحكم والجمع الأقضية و القضية مثله والدمع القضايا و قضى يقضي بالكسر قضاء أي حكم ومنه قوله تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وقد يكون بمعنى الفراغ تقول قضى حاجته وضربه فقضى عليه أي قتله كأنه فرغ منه و قضى نحبه مات وقد يكون بمعنى الأداء والإنهاء تقول قضى دينه ومنه قوله تعالى < وقضينا الى بني اسراءيل في الكتاب > وقوله تعالى وقضينا إليه ذلك الأمر أي أنهيناه اليه وأبلغناه ذلك وقال الفراء في قوله تعالى ثم اقضوا إلي يعني امضوا الي كما يقال قضى فلان أي مات ومضى وقد يكون بمعنى الصنع والتقدير يقال قضاه أي صنعه وقدره ومنه قوله تعالى فقضاهن سبع سماوات في يومين ومنه القضاء والقدر وباب الجميع ما ذكرناه ويقال استقضي فلان أي صير قاضيا و قضى الأمير قاضيا بالتشديد مثل أمر أميرا و انقضة الشيء و تقضى بمعنى و اقتضى دينه و تقضاضاه بمعنى و قضى لبانته و قضاها بمعنى و تقضى البازي انقض وأصله تقضض فلما كثرت الضادات أبدلوا من إحداهن ياء


فالصنع والتقدير هي إحدى معاني القضاء ولا تقتصر عليها فتدبر

وشاهد هذا المعنى في الآية قوله تعالى

حيث وردت كلمة قضى بمعنى أمر ووصى

" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36 )" الأحزاب وهنا بمعنى حكم

" فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65 ) " النساء


ولا مجال للتشكيك في كتاب الله الكريم

الذي وعد بحفظه فقال

" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9 ) " الحجر . إنتهى كلام الاخ الكريم أبو عبيدة في قراءتهِ ونظرتهِ لهذه الروايات عن إبن عباس رضي الله تعالى عنهُ فلله العجب .... !!!!!

وقال الرافضي : [ ... وما أخرجه ابن أشتة وابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى: (( مثل نوره كمشكاة )) قال : هي خطأ من الكاتب ، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة ، إنما هي ( مثل نور المؤمن كمشكاة ).[14]

o وقال أبو عبيد في فضائل القرآن : حدثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، أنه كان يقرأها : ( مثل نور المؤمنين كمشكاة فيها مصباح )[15].

o وقال أيضا : حدثنا خالد بن عمرو ، عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، قال: هي في قراءة أبي بن كعب: (( مثل نور من آمن بالله )) أو قال: (( مثل من آمن به)).[16]

o وقال الحاكم في المستدرك: أخبرنا أبو عبد الله الدشتكي ، حدثنا عمرو بن أبي قيس ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل (( الله نور السماوات والأرض مثل نور من آمن بالله كمشكاة )) قال: وهي القبّرة ، يعني الكوّة.
o قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التلخيص: صحيح .[17] ]
. فقد سبقني للكلام حول هذه الرواية بعض الأخوة ولا أعرف من لأنها منتشرة ولعلني أذكر ما قاله احد الإخوة في هذا الباب إن شاء الله تعالى وبارك الله تعالى فيه .

اولا انه لم ينقل احد من رواة القراءه ان ابن عباس كان يقرأ مثل نورالمؤمن وهذا يدل على عدم صحة هذا النقل عنه اذ كيف يقرأ ما يعتقد انه خطأ ويترك ما يعتقد انه صواب

ثانيا ذهب ابن الانباري وغيره الى تضعيف هذه الروايات ومعارضتها بروايات اخرى عن ابن عباس وغيره بثبوت هذه الاحرف في القراءه ((الاتقان في علوم القران 2/276 ))


ثالثا قال شيخ الاسلام ابن تيميه ومن زعم ان الكاتب غلط فهو الغالط غلطا منكرا فان المصحف منقول بالتواتر وقد كتبت عدة مصاحف فكيف يتصور في هذا غلط (( مجموع فتاوي شيخ الاسلام ابن تيميه 15/255 ))


رابعا ابن عباس رضي الله عنهما قد اخذ القران عن زيد بن ثابت وابي بن كعب وهما كانا من جمع القران بامر ابي بكر رضي الله عنه ايضا وكان كاتب الوحي وكان يكتب بامر النبي صلى الله عليه وسلم واقراره وابن عباس كان يعرف له ذلك ويقن به فمن غير المعقول ان ياخذ عنهما القران ويطعن في ما كتباه في المصاحف (( مناهل العرفان 1/392 ))

خامسا ويدل على ذلك ان عبد الله بن عباس كان من صغار الصحابه وقد قرأ القران على ابي بن كعب رضي الله عنه وزيد بن ثابت رضي الله عنه ( النشر في القراءات العشر 1/178, 122 ومعرفة القراء الكبار 1/57,45 ))

وقد روى القراءة عن ابن عباس ابو جعفر ونافع وابن كثير وابو عمرو وغيرهم من القراء وليس في قراءتهم شئ مما تعلق به هؤلاء بل قراءته موافقه لقراء الجماعه.

سادسا : على انه روي ان ابيا رضي الله عنه كان يقر (( مثل نور المؤمن )) وهي قراءة شاذه مخالفه لرسم المصاحف وينبغي ان تحمل على انه رضي الله عنه اراد تفسير الضمير في القراءه المتواتره او على انها قراءة منسوخه ((البحر المحيط 6/ 418 ومناهل العرفان 1/ 391 )) . إنتهى كلامهُ نفع الله تعالى بما كتبهُ في الرد عليهم .

يتبع إن مكنني الله تبارك وتعالى .







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» تقسيم الخوارج للبشر
»» ما هي عقيدة علي رضي الله عنهُ بالشيخين ؟
»» الرافضي / السماوي ادعوك للمناظرة بيننا
»» بسند صحيح / أول من يبدأ قائمُ الرافضة بقتلهم هم الكذبة من شيعته .. !!
»» يا رافضة هل الإمامة لطفٌ عام أم لطفٌ خاص ؟