عرض مشاركة واحدة
قديم 21-04-09, 11:19 PM   رقم المشاركة : 6
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


الفصل السادس
في أنواع الكافرين وكفرهم


لا يجوز لمسلم التحاشي عن تكفير من كفرهم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لِمَا فيه من تكذيبٍ لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم .

والكفار على صنفين :

الصنف الأول : الكفار كفراً أصلياً ، وهم كل من لم يدخل في دين الله : (الإسلام) الذي بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى والدهريين والوثنين وغيرهم من أمم الكفر


الذين قال الله تعالى فيهم (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) التوبة/29.

والذين قال الله فيهم (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) المائدة/73.

والذين قال الله فيهم :( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ) البينة /1 .

والذين قال الله فيهم : (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا) النساء/150-151


وهؤلاء الكفار كفراً أصلياً لا يفرق في الحكم عليهم بالكفر ، سواء كانوا أفراداً أو جماعاتٍ ، أحياءً وأمواتاً كما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة .


وهؤلاء يجب على المسلمين قتالهم متى استطاعوا حتى يدخلوا في الإسلام أو يدفعوا الجزية .

الصنف الثاني : المسلم الذي يرتد بعد إسلامه بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام ،

نعوذ بالله من ذلك ، ومن أمثلة في القرآن العظيم :


كفر التكذيب : كما قال تعالى : ( والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالُهُم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون) الأعراف/147 .

ومثل كفر : المستهزئين بالله ، ورسوله ، ودينه ، الذين قال الله فيهم (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين ) التوبة/65-66.

ومثل كفر : من سب الله ورسوله ودينه ، فان السب ينافي التعظيم الواجب لله ولرسوله ولدينه وشرعه ، قال الله تعالى (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج/32 .

ومثل كفر : الإباء والاستكبار والامتناع عن طاعة الله تعالى كما قال سبحانه عن إبليس : (أبى واستكبر وكان من الكافرين) البقرة /34 .
وهذا النوع هو الغالب على كفر أعداء الرسل .

ومثل كفر : الإعراض عن دين الله تعالى كما قال سبحانه (والذين كفروا عما انذروا معرضون) الأحقاف/3 .

ومثل الكفر : بالقول كما قال تعالى (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون . لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) التوبة /65-66 .

وكما قال سبحانه : ( ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم )التوبة/74 . إذ قالوا : (ليخرجن الأعز منها الأذل ) المنافقون/8 .

ومنه قول المنافقين في غزاة تبوك : (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء- يعنون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم- أرغب بطونا، وأكذب ألسنا ، وأجبن عند اللقاء ) .

ومنه صرف الدعاء لغير الله والاستغاثة بالأموات .


ومثل الكفر : بالعمل كما قال الله تعالى : (قل أن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) الأنعام /162-163 .

فالسجود لغير الله والذبح لغير الله ، شرك وكفر بالله .

ومن الكفر العملي : السحر كما قال الله تعالى ( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) البقرة /102.

وذلك لما فيه من استخدام الشياطين والتعلق بهم ودعوى علم الغيب ودعوى مشاركة الله في ذلك قال الله تعالى (ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ) البقرة /102 .

ولأن السحر شرك وكفر أدخله العلماء المصنفون في : (التوحيد وأبوابه) في أنواع الشرك ، للتحذير منه ، وبيان أنه من نواقض التوحيد .

ومثل الكفر : بالاعتقاد والشك ، كما قال الله تعالى (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ) الحجرات/15 .وقال سبحانه: (إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون ) التوبة/45 .

وقال عَزَّ من قائل (ودخل جنته هو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا . وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلبا . قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا ) الكهف/35-37 .

فكل هؤلاء قد كفرهم الله ورسوله بعد إيمانهم بأقوال وأفعال صدرت منهم ولو لم يعتقدوها بقلوبهم . لا كما يقول المرجئة المنحرفون ، نعوذ بالله من ذلك .

مع العلم أن الحكم بكفر المعين المتلبس بشيء من هذه النواقض المذكورة موقوف على توافر الشروط وانتفاء الموانع في حقه كما هو مقرر معلوم ، وتقدم .

وفي هذا الفصل نَقْضٌ لمذهب المرجئة في تقصيرهم وتفريطهم .