عرض مشاركة واحدة
قديم 19-07-06, 01:48 PM   رقم المشاركة : 7
الدرعاوي
عضو ذهبي





الدرعاوي غير متصل

الدرعاوي is on a distinguished road


آية الولاية :

قال تبارك وتعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) سورة المائدة
وذكروا في تفسير هذه الآية حديثاً عن علي رضي الله عنه وأرضائة أنه كان راكعاً في الصلاة ، فجاء فقير يسأل الصدقة وقيل يسأل الزكاة فمد يده وفيها خاتم فأخذ الفقير الخاتم من يد علي رضي الله عنه ، فأنزل الله تبارك وتعالى الآية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) سورة المائدة فقالوا : وما أعطى الزكاة وهو راكع إلا علي فصار هو الولي فهو الخليفة.

ولعل في قراءة الآيات الكريمة يوضح ما اشكل على ضيوفنا الشيعه إستيعابه أو إدراكه مع نقاط للتوضيح نسأل الله أن ينفع بها.



قال تبارك وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) سورة المائدة


أولاً : هذه القصة ليس لها سند صحيح، ولم يثبت عن علي رضي الله عنه أنه تصدق بالخاتم وهو راكع، وإن كان مرادهم مدحاً لعلي رضي الله عنه فهو غني عن مدحهم بما مدحه الله وبما مدحه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيذمونه، فالله تبارك وتعالى يقول (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)) سورة المؤمنون . والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إن في الصلاة لشغلاً . صحيح البخاري وصحيح مسلم.

فكيف نرضى لعلي رضي الله عنه وهو من رؤوس الخاشعين وأئمتهم أن يتصدق وهو يصلي، أما كان يستطيع أن ينتظر حتى يقضي صلاته ثم يتصدق ؟ بالطبع كان يستطيع ذلك ، والأولى أن الإنسان يخشع في صلاته قدر ما يستطيع ، ويؤخر مثل هذه الأمور إلى ما بعد الصلاة.

ثانياً :إن الأصل في الزكاة لأن يبدأ بها المزكي لا أن ينتظر حتى يأتيه الطالب، فأيهما أفضل أن تبادر أنت بدفع الزكاة أو أن تجلس في بيتك وزكاتك عندك ثم تنتظر حتى يطرقوا عليك الباب فتعطيهم زكاة أموالك ؟ لا شك أن الأول الأفضل.

ثالثاً : إن علياً رضي الله عنه كان فقيرا في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك كان مهر فاطمة من علي رضي الله عنهما درعاً فقط ، لم يمهرها مالا لأنه لم يكن له مال رضي الله عنه وأرضاه، كان فقيراً ، ومثل علي لا تجب عليه الزكاة ولم تجب عليه الزكاة في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

رابعاً : هذه الآية ليس فيها مدح إعطاء الزكاة في حال الركوع ، و إلا كان كل إنسان يمدح إذا دفع الزكاة وهو راكع ولصارت سنة ، لأن الله مدح من يدفع الزكاة وهو راكع فتكون السنة في دفع الزكاة أن يدفعها الإنسان وهو راكع وهذا لم يقل به أحد.

خامساً : ذكر الله تبارك وتعالى إقامة الصلاة وهي غير الأداء ، لأن إقامة الصلاة كما يقول عبدالله بن عباس هي أن يؤديها كما أداها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي على ألكمال في الطهارة، على الكمال في الأداء في الركوع، في السجود ، في الخشوع ، في الذكر ، في القراءة ، وهذه هي الإقامة للصلاة فلم يقول : ( وهم راكعون ).
كيف يكرر الركوع بعد ذكر إقامة الصلاة ؟ لا شك أن المراد ركوع آخر المراد هو الخضوع لله تبارك وتعالى ، كما قال تبارك وتعالى عن داود عليه السلام (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) سورة ص
وهو قد خر ساجداً ، وإنما سماه راكعا للذل والخضوع لله تبارك وتعالى ، وكما قال الله تبارك وتعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) سورة المرسلات 48.
أي اخضعوا واستسلموا لأمر الله تبارك وتعالى ، وكذلك قال عن مريم (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) آل عمران43.
أي اخضعي واخشعي لأمر الله تبارك وتعالى ، فمريم كانت منقطعة للعبادة وهي ممن لا تجب عليها صلاة الجماعة ، فليس مقصود الله تبارك وتعالى في هذه الآية أن الإنسان له أن يدفع الزكاة وهو راكع.


سادساً : سبب نزول هذه الآية أنه لما خانت بنو قينقاع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذهبوا إلى عبادة ابن الصامت رضي الله عنه كما أخرج ذلك ابن جرير في تفسيره ، وأرادوه أن يكون معهم فتركهم وعاداهم وتولى الله ورسوله ، فأنزل الله جل وعلا الآية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) سورة المائدة55 تفسير الطبري 6/178 ، أي والحال أنهم خاضعون في كل شؤونهم لله تبارك وتعالى ، ولذلك قال الله تبارك وتعالى في أول الآيات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) سورة المائدة51.
يعني عبدالله بن أبي سلول ، لأنه كان مواليا لبني قينقاع ، ولما حصلت الخصومة بينهم وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاهم ونصرهم ووقف معهم ، وذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشفع لهم ، أما عبادة بن الصامت رضي الله عنه وأرضاه فأنه تبرأ منهم وتركهم ، فأنزل الله تبارك وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ) ثم عقب تبارك وتعالى بذكر صفة المؤمنين وهو عبادة بن الصامت ومن اتبعه (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) . فهذه الآية نزلت في عباده بن الصامت رضي الله عنه.


سابعاً : على فرض نزولها في علي فإنها لا تدل على الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنما تدل على أننا يجب أن نتولى علي بن أبي طالب ، ونحن نتولاه رضي الله عنه وأرضاه.

ثامنا : الآية جاءت بلفظ الجمع ، وعلي واحد ، ونحن وإن كنا نقول إنه يمكن أن يذكر الجمع ويراد به المفرد إلا أن الأصل أنه إذا طلق الجمع أريد به الجمع إلا بقرينة ولا قرينه هنا.

تاسعاً : ويقولون في قوله تبارك وتعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ). للحصر فتبطل خلافة من سبق يعنون أبا بكر وعمر وعثمان. ونحن وأن أوضحنا سبب نزول الآية كما في الفقرة السادسة، فلو فرضنا أن قوله إنما للحصر وهي تبطل خلافة أبي بكر وعمر وعثمان فهي أيضاً – إن كانت للحصر – تبطل خلافة الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر وغيرهم.

أمل أن تكون النقاط التسع مفيده لتصحيح المفهوم وإن كان هناك عائق فهو التعصب العاطفي وأتباع الهوى نسأل الله العافية وفي كل الأحول قراءة الآيات كما أوردنها أعلاه كفيله في توضيح المعنى متى ما كان هناك نية صادقة في البحث عن الحق وطلب الهداية.


تنوية: الموالاة وصف ثابت لعلي في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد وفاته علي رضي الله عنه فعلي كان مولى المؤمنين في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكان مولى المؤمنين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو مولى المؤمنين بعد وفاته رضي الله عنه ، فهو الآن مولانا كما قال تبارك وتعالى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهو راكعون) سورة المائدة55 .

نسأل الله هداية الضال ونسألة السلامة سلامة الدين وسلامة العقل.







التوقيع :
استخدم زر التحكم لتعديل توقيعك
من مواضيعي في المنتدى
»» لنتعرف كيف يحيك الرافضة القصص المكذوبة (قصة فتاه شيعية)!؟
»» مع الحسين بن علي في كربلاء
»» لتعلم أن الشيعة حالوا إغتيال الملك عبدالعزيز ‍‍‍‍! وتعرف على إغتيالاتهم ومجازرهم
»» الانتساب لمذهب أهل السنة والجماعة...؟ " مفيد "
»» السيستاني أقام الدنياء وأقعدها من أجل ضريح ومن أجل الرسول لم يحرك ساكناً؟